ليلة طويلة اصطبغت بالدموع والابتسام والمحبة والوفاء وداعاً رجل المسرح المخرج الشاعر محمد أبو السعود

ليلة طويلة اصطبغت بالدموع والابتسام والمحبة والوفاء وداعاً رجل المسرح المخرج الشاعر محمد أبو السعود

العدد 604 صدر بتاريخ 25مارس2019

كنت صغيرا
كنت صغيرا .. وكنت عبد .. وما زلت .. كنت شابا
.. وكنت خادما .. وما زلت .. كنت كهلا .. وكنت
نفاية .. وما زلت .. وكان الزمن قاسيا .. فى صنع
موديل اابو .. وكنت بلا إرادة .. ومن خامة نشوة ..
أقل فى ضعفها من الفخار .. وكان لدي سؤال بحجم
الفتنة .. لأننا فى قريتنا .. تعودنا ألا نسأل .. والا
نبحث.. وألا نهتم .. كنا أناسا جوف .. شظايا نفايات ..
مهملات .. فى انتظار عنف التاريخ .. والحروب
المجهولة .. كى يحمنا البلهاء .. ويقبع فوق أكتافنا
اللصوص .. كانت الإهانة .. قوت .. والعبودية ملاذ .
لم نكن يوما أحرار .. لأنه فى قاموسنا التاريخى ..
كانت الحرية دوما .. تعنى الخروج عن السياق
والانحراف عن الصراط المستقيم .. وكنا جميعا ننشد
الاستقامة الجوفاء .. حتى صرنا آلات .. أكياس ..
أرصفة .. أشرعة بالية .. ورماد عكر.. ملوث
بالطغيان والذل .. ونسيان الطريق .. وكان لدينا جمل
يعانى العطش . وبقرة عاقر .. وحصان أعرج ..
وكلب أعمى .. وجلاد موتور .. وحارس خصى ..
وكانت كل غنماتنا لا ترضى الملك سليمان .. وكان
الحكماء يرتدون الشعر المستعار .. ويتعاطون
الأقراص المنومة .. وكانت الواحة خالية .. إلا من
نخلة وحيدة .. ساهرة .. وسط غابات النخيل التى
خربها .. العطن .. والعفن .. والسوس .. والقي بنا فى
الأربعين وادى التيه .. أول تيه .. كان الجهل ..
وثانى تيه .. كان الفقر .. واتسعت المتاهات وغابت
الرؤية .. وانمحت العبارة ومادت الذاكرة ..
وتبخرت الهوية .. ووأدت الأحلام .. وحين نادينا
الرب .. هتف الملاك .. انصتوا .. انتم فى وادى
الاختيار .. والغواية .. والحظر المجهول .. سوف
تموتون جوعا .. أو ستخرجون مرضى ..
محمد أبو السعود

كانت هذه إحدى قصائد المخرج الشاعر المثير للجدل محمد أبو السعود والتى أدتها الفنانة معتزة صلاح عبد الصبور في “ليلة في حب أبو السعود” ، ليضيف عليها ما قاله الفنان هاني المتناوي في كلمة قصيرة حول سؤاله لأبو السعود عن تعريف المسرحية الناجحة ليجيب ابو السعود “ هي المسرحية التي تثير جدلا .” وبين ذلك الجدل الذي كان ومازال يثيره ابو السعود وبين محبته لفن المسرح قدم محبوه بقاعة د. هدى وصفي بمركز الهناجر للفنون السبت 16 مارس ، رثاء خالطه المحبة والابتسام لشاعر لم يترك حلمه ولا ابتسامته ولا قدرته على الصمود حتى توارى من حاربوه ليلة تأبينه لتصبح ليلة خالصة لمحبيه وتلامذته وأساتذته .
 وعبر شاشة طولية كبيرة استقبل أبو السعود محبيه مشيرا لهم بابتسامته المعهودة، ولم يأبهوا لذلك الانتظار الطويل الذي سبق بدء الاحتفالية، التي خرجت عبر ورشة عمل للفنانين محمد فاروق وطارق الدويري، والكثير من المحبين بالكواليس و على خشبة المسرح، وسرعان  ما بدأت الموسيقى تصدح بأغنية “سهدت” تلاحق صور ابو السعود على خشبة المسرح ويتقاطع مع موسيقى بيكا وفرقنه  مونولوجات من أعماله المسرحية أداها كل من معتزة عبد الصبور وريم حجاب ومصطفى أبو سريع، ومحمد صالح، تخللتها مقاطع من عروضه المسرحية لخالد الصاوي والراحل خالد صالح ومحسن منصور ونورا امين وحنان يوسف وغيرهم من المبدعين،  وقدم الفنان فهد عدة مشاهد تربط الفقرات بشخصية القط ماجو من عرض أفريقيا أمي، والتي تحمل الكثير مما أراد أبو السعود قوله.
قال الفنان محمد فاروق “شيبا” كلمة في مستهل الحفل عن أبو السعود عنونها بـ  “صديقى خالد الذكر” : “ كان صديقنا الراحل .. الصديق . المعلم . الذى كان دائما وأبدا لا يخلوا جيبه من تلك النوتة التى كان يختارها بكل عناية وكذلك القلم الذى سوف يدون به كلماته على تلك النوتة الفارغة التى لا قيمة لها إلا بعد أن تتسخ بكلماته فيمنحها القيمة والشرف لأن تصبح هذه الورقات . نصا شعريا . أو نثراً . أو قصة قصيرة .. أو عملا مسرحيا مؤلفا . أو رسما غريب الأطوار، فالكلمات والخطوط هى التى تكسب هذه الورقة القيمة والمعنى .. وهكذا كنت انا .. كالورقة البيضاء، التى لا قيمة لها .. لم أك كاتباً ولا شاعراً ولا قاصا . لم أك غير عقل واع .. وطاقة جبارة .. إلى أن ساقنى قدرى والتقيت بك يا معلمى .. فكنت لى كالرب الذى علم آدم الأسماء كلها .. فتحولت حياتى . كما يتحول الظلام إلى نور . والصحراء إلى جنة “..
واختتم فاروق كلمته  بقوله “لم أحضر اليوم .. لتأبين صديقى واستاذى . فصديقى لم يمت فما زال موجودا بفنه وكتاباته وافكاره ورسوماته وآرائه وجرأته .. لقد حضرت اليوم . لتأبين المسرح ولتأبين فنا قد مات . تغمد الله الفقيده بالرحمه ولاهله الصبر والسلوان “
وقالت الكاتبة عبلة الرويني  في كلمتها :
نجتمع اليوم  لنحتفي بمحمد أبو السعود وتجربته المسرحية الخاصة والمميزة في حركة المسرح المستقل، مشيرة إلى أن الاحتفاء بالتجربة المتميزة وبانتصارها ،
واستطردت “ فعلى امتداد أبو السعود  ربما خذله الكثيرون وأيضا بجانبه الكثيرون، وهنا يجب ان أتذكر بالكثير بالامتنان والتقدير والمحبة د. نهاد صليحة ود. هدى وصفي، ولكن الأهم وعلى امتداد مشواره لم يخذل أبو السعود نفسه فعل ما يريد أن يفعله لم يتخل عن طموحه او أحلامه ولم يتنازل في أي يوم عن رؤيته وتصوراته الجمالية، ولا عن اختياراته المسرحية حتى لو كان القمن في كثير من الأحيان ه التهميش وتعطيل مسرحياته والوقوف في وجه ما يصنع، ولكنه لم يتراجع عما يريد تقديمه.”
وتابعت : كان محمد أبو السعود متمردا حقيقيا نموذجا ساطعا في حركة المسرح المستقل وجزء من خطابها المتمرد والمختلف الباحث عن الحرية والاستقلال، وبمرود الوقت لم تستطع حركة المسرح المستقل في كثير من الأحيان تحقيق الحرية او الاستقلال لكن محمد أبو السعود ظل متمسكا دائما بحريته ومشروعه الجمالي، ورغم أن عروضه تناولت قضايا الحرب في العراق وبيروت ورام الله والبوسنة لكن قدمها أبو السعود برؤى إنسانية و بتصورات جمالية تنتمي لمشروعه المشهدي هذه العناية الفائقة بالسينوغرافيا والإضاءة والاكسسوار، وتكوين المشهد الشبيه باللوحة التشكيلية أو القصيدة الشعرية، يكتب أبو السعود الشعر بلغة المسرح وحين يخرج مسرحياته تكون أشبه بالقصيدة .
وأنهت كلمتها بالشكر لمن صنعوا تلك الاحتفالية قائلة  “ نحتفي اليوم بمحمد أبو السعود مخرجا مستقلا وحرا وربما يليق به أن من يقومون بالاحتفال والتكريم اليوم هم أبناء جيله من المسرحيين الشباب رفقاء المسرح المستقل، احتفالية حرة مستقلة .
ثم تحدث المخرج طارق الدويري عبر قصيدة أخر القديسين لأبو السعود والتي قدم بها دكتورة هدى وصفي قائلا :
عفوا معلمتى انهم لا يقدرون قيمة العمل ولا ينتظرون
القديسين ويكرهون المسرح .. ولا يحتاجون طاقات
الشباب وابتكاراتهم هم فقط يريدون من يستف الامور
ويقف حائط سد كخط بارليف امام كتيبة المبدعين الفنانين
من ابنائك وتلاميذك . هم فقط يستقطتبون من يشبهونهم
من خصيان المعبد واغاوات السلطه وعبدة المناصب ..
لماذا فتحتى سقف الاحلام ولماذا وقفت فى صف الفنانين
دفاعا عن استقلالهم لماذا حاربت من اجل الحريه والتجديد
ولماذا ابتكرت ألية الدفاع عن الحريه عن النص ..
المتجاوز المشتبك لماذا اعليتى من قيمة الجدل .. عفوا
معلمتى حين يكافئوك سوف يهدمون مسرحك ومدرستك
.. ويحاصرون ابناؤك وتلاميذك هم فقط يسعون بكل
طاقتهم لهدم كل ما بنيت وحرق كل محصولك ومكتبتك
وارشيفك . لا تحزنى ولا تهتمى فقد استثمرت جهدك فى
بشر لن يستطيعوا نزع فلسفتك من عقولهم .. فأبناؤك وان
كانوا فى حالة مقاومه دائما .. فما زالوا يواصلون
المواجهه .. فلا تعيرى الاقزام لفته الانتباه التى يتمنوها
من زمن بعيد .. ففى انتباهك لصغائرهم اشاره لوجودهم ..
ارجوك لا تمنحيهم بصقة الاشمئزاز .. انهم يكرهون كل
ما آمنت به . ولقنتينا تعاليمه ... انهم يكرهون شكسبير .
بريخت . جان جنييه . بيكت . سعد الله ونوس و.. و.. و ..
.. لقد علمتنى .. وانه ما استحق ان يولد من عاش لنفسه
وحيدا ان المسرح عمر مضاف وان معركتنا الكبرى لم
تبدأ بعد وان الحريه سماء لا حدود لها وان الابتكار
والبحث بحر بلا شاطئ له وان الفن والابداع اسلوب حياه
.. وليس مصدر رزق وان المسرح صنعه وحرفه ومهاره
على كل جيل ان يورثها لمن بعده
ثم تحدثت د. هدى وصفي معتذرة للحضور عن التأخير والإعداد الذي كان يجب أن يكون أكثر صرامة مشيرة إلى أن من حقها أن تعطي ملاحظات لأبنائها الذين أعدوا الأمسية واصفة إياها بالتأبين، ووصفت أبو السعود بأنه كان شعلة من الفن والعطاء والابتكار وكل ما هو إيجابي في الحياة، مثمنة تمسكه بكل أحلامه على خشبة المسرح حيث لم يكن يتنازل عن رؤيته، متذكرة نقاشها معه في استعدادات العرض الأخيرة دوما ونصائحها له بتغيير بعض الأشياء واصراره على رؤيته وبالنهاية حين يقدم العرض تجد صحة رؤيته وجماليات ما يصر على تقديمه .
وأشارت إلى أن أبو السعود كان مجنونا بفنه حتى شطحاته كانت تمر مؤكدة تقديرها له كقيمة فنية، باعتباره من أهم الفنانين الذين احتضنهم مركز الهناجر، ولقدرته المبدعة على تقديم عوالم مغايرة يورط بها المشاهد.
وحول مقولات تعرض أبو السعود للظلم أوضحت : لقد كنت متهمة أنني أقدم أبو السعود وأتحيز له، فقليلون من الشباب هم من قدموا ما قدمه، وكنت متحيزة لإبداعه وأضعه في أفضل الظروف ليقول ما يريد، وأرى أنه ابداع خالد ويحسب للمسرح المصري.
وأكدت في كلمتها : أنه على المؤرخين أن يلتفتوا لمسرح التسعينات كما تحدثوا عن مسرح الستينات، واصفة إبداع ابو السعود وقتها أنه نقطة واضحة فارقة متمنية أن يحيا حياة أبدية وأن يكون في مكان جميل مستريحا من إرهاقه ومرضه عبر شعوره بتلك المحبة التي  تحتضنه  في هذه الليلة التي امتلأت بمحبة محبيه .
وقالت الفنانة معتزة صلاح عبد الصبور : اليوم يوم صعب بالنسبة لي فقد توفي أقرب أصدقاء رحلة العمر أسامة فوزي ومن بعده محمد أبو السعود، مشيرة إلى أن جيل الهناجر في منتصف التسعينات هو جيل رائع وموهوب وملتزم ومثقف، موضحة أن من تبناهم اساتذة  محترمون ونزيهون “د. نهاد صليحة ود. هدى وصفي والكاتبة عبلة الرويني”.
وقدمت عبد الصبور رسالة للأجيال الحالية والقادمة من محبي وموهوبي المسرح بألا ينهزموا مختذلة رسالتها في “ عافروا” إن لم يكن لديكم ايادي تمتد إليكم مثلما كان لدينا، فلا تنهزموا مشيرة إلى أن أواخر أيام أبو السعود، كان دوما يقابلني بابتسامة وسخرية، حتى وانا استعد لتقديم مونولوج من اعماله أعرف مما الذي كان سوف يقوله من ارشادات ومتى أضحك.
وأشارت عبد الصبور إلى ان خالد الصاوي ومحمد ابو السعود هما من صنعوها كممثلة، وقمت الشكر لحضور حفل التابين الذين حضروا هذه الليلة .   
 وقال الفنان محسن منصور في كلمته : نحن في عرس أبو السعود وليس تأبينا فنفحاته وتأثيره مازال موجودا، مشيراً إلى سعادته لتعرفه على أبو السعود واصفا اللقاء بمرحلة مهمة من حياته الفنية، اثناء مشاركته بعرض “البلكونة” عام 2006.
وتابع : استمتعت بالعمل مع أبو السعود  فنيا وانسانيا وجذبني لجدية الأداء بعيدا عن الكوميديا التي كنت معروفا بها في القطاع الخاص، ورغم المشكلات التي خاضها ابو السعود لخروج العرض للنور الا أنه اصر على جلمه، مشيرا غلى أنه كان  في نهاية حياة ابو السعود يتفقان على عرض جديد حول شخصيتين في رحلة سفر وبعد بحث عن ممثل آخر يشاركه التمثيل استقرا على أن أبو السعود يقوم بالتمثيل لكن لم تسعفه ظروف مرضه لاتمام المشروع.
وأنهى منصور حديثه عن ابو السعود، بأنه باق بأعماله التي تعتبر في فترة مهمة في تاريخ المسرح المصري، مشيرا غلى انه اعماله كانت رؤية مغايرة سوف يرصدها التاريخ فيما بعد .
وقال الكاتب الصحفي سيد محمود والذي غالبته دموعه : كان لدي الحظ بأن عرفت أبو السعود في أول أسبوع له بكلية الأداب قسم الفلسفة بجامعة القاهرة، وكنت من بين مجموعة قليلة كشف ابو السعود لها سر مرضه في توقيت كان من الصعب ان نساعده فيها بالشكل الكافي، مشيرا إلى ان جزء من تألق ابو السعود، هو عطائه الممتد.
وتابع الكاتب سيد محمود : أن مشروع أبو السعود، كان يقوده دوما “السؤال” إضافة لملازمته لعدد كبير من المبدعين الذين عاصروه في الكلية مثل حمدي الجزار وسارة عناني  وخالد الصاوي ومحسن منصور، محمد متولي واحمد يماني وياسر عبد اللطيف وغيرهم، ممن شاركو أبو السعود بعرض العميان.
وأوضح الكاتب سيد محمود : أن أبو السعود كان لديه يتم شخصي وكانت قدرته في تدفقه دوما حتى في غضبه ،  مشيرا إلى أن استمرار  محمد له علاقة بمناخ التسعينات وجيله، من تمرد، واول انكسار كان حادث بني  وكانت هزيمة كاملة للمشروع، وهو ما يدفعنا للتنوير على مسرح التسعينات مقارنة بمسرح الستينات الذي نجد جزء كبير منه أيديولوجي ودعائي، ولكن جيل التسعينات له جماليات قامت على فكرة السؤال، وقد تخفف أبو السعود من عبء الأيدولوجية وهو ما ساعده للذهاب لمحطات جديدة.
منهيا حديثه واصفا ابو السعود بأنه مخرج محترف منذ اللحظة الأولى وهو ما يظهر في إدارته للممثلين بقدرة كبيرة على العطاء والمحبة للممثلين، وهو ما استشعره محمود بكونه كان ضمن فريق عمله  في أعماله، من بينهم الفنانة القديرة عايدة عبد العزيز والفنان الراحل خالد صالح، وخالد الصاوي، مما يشي بتلك الحالة التي عليها حضور هذه الليلة الخسارة الكبيرة لكل شخص عرفه وللمسرح المصري والعزاء الوحيد أنه ترك تاريخا كبيراً .
وقال الفنان مصطفى أبو سريع : شاركت مع أبو السعود - واصفا إياه بالأستاذ - بعرض “في المحرقة” والذى كان ابو السعود رافضا مشاركته بالمهرجان التجريبي، لعدم ثقته في جودة العمل وعدم تحقيق ما أراده فيه، ونحن نحاول أن ندفعه لتقديم العرض، مشيرا غلى أن ابو العود هو ما دفعه لنقدم عرضا مختلفا، بعيدا عن أليات السوق، مستمعا لنصيحته بأنه يمكن أن يكون له أثر وسط نجوم كبار من مجرد مشهد،
وتابع  أبو سريع : قدمت أحمد الأعمى بالعرض حيث راهن أبو السعود على موهبتي وعلى المختلف داخلي ونجح، وهو ما جعلني أستطيع التمثيل هكذا، مشددا على أستاذية ابو السعود ومشيرا إلى أن التأبين ليفرح أبو السعود، ولسي ليخيم الحزن في ليلة الاحتفال به، موضحا علاقة أبو السعود الفنية بدكتورة هدى وصفي والتي كان يصغها بأنها الفانوس السحري الذي حقق أحلامه وتستحق لن يكون اسمها على مركز الهناجر من الخارج وليس قاعة المسرح فقط.
واختلطت دموع أبو سريع بانفعاله وهو يقول لقد بكيت بعد انتهاء المونولوج وأبكي الان ولكنني لم ابك وأنا أودي فهكذا تعلمت وعلمني المسرح وأستاذي .
واختتمت الليلة التى اختلطت فيها دموع المحبين وابتسامتهم التي استمدوها من محبة أبو السعود لأصدقائه وفناني عروضه وتلاميذه وأساتذته، وعزم مستمر ووهج ابداعي لم يكن يخفت تشكيلا وشعرا على خشبة المسرح، فسلام لروح أبو السعود التي لم تعرف السلام وكانت شعلة من الأمل والتحدي الذي يلهب بهما حماس الجميع من حوله، وداعا رجل المسرح المستقل بحق .


أحمد زيدان