محمود فؤاد: مسرح نهاد صليحة تم تصميمه بمواصفات تناسب متطلبات السوق

محمود فؤاد: مسرح نهاد صليحة تم تصميمه بمواصفات تناسب متطلبات السوق

العدد 823 صدر بتاريخ 5يونيو2023

المخرج ومهندس الديكور محمود فؤاد خريج كلية التربية الفنية بجامعة حلوان قسم التثقيف بالفن، والحاصل أيضًا على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون قسم الديكور المسرحى، الأول على دفعته، وهو الآن مدرس مساعد بالمعهد بعد حصوله على الماجستير وتحضيره حاليًّا للدكتوراه، عمل مديرًا لخشبة مسرح المعهد العالى للفنون المسرحية.. شارك في عضوية لجنة تحكيم نوادى المسرح لقصور الثقافة لإقليم جنوب الصعيد و لجنة تحكيم نهائى نوادى المسرح على مستوى الجمهورية، كما أسس مهرجان الفن التشكيلى والسينوغرافيا بفنون مسرحية وتنظيم دورته الأولى والثانية، وهو عضو نقابة المهن التمثيلية شعبتي الديكور والإخراج.
حصل على العديد من الجوائز منها المركز الأول فى تصميم ديكور وإضاءة مسرحية المهزلة الأرضية فى مهرجان زكى طليمات، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن إخراجه لمسرحية حصل وممكن يحصل بمهرجان المخرج الأول، وحصول العرض على المركز الثالث، كما حصل على المركز الأول عن تصميم ديكور وإضاءة مسرحية أساسيات العقد من مهرجان جامعة حلوان المسرحى، بالإضافة لحصوله على جائزة الدولة التشجيعية عن تصميم ديكور مسافر ليل. له العديد من الأعمال المسرحية كمصمم ديكور منها: مدينة الثلج وأولادنا فى لندن وزيارة السيدة العجوز والغرفة وقابل للكسر، كما صمم ديكور وأخرج مسرحية إشاعات إشاعات من إنتاج البيت الفنى للمسرح ومسرحية مسافر ليل من إنتاج مركز الهناجر للفنون والتى حصلت على العديد من الجوائز، وكان العرض يقدم خارج مسرح العلبة الإيطالى، من خلال قطارً صمم خصيصًا لاستقبال الجمهور . دائمًا ما يفكر المخرج ومصمم الديكور محمود فؤاد خارج الصندوق وبخاصةٍ عندما كُلّف من أكاديمية الفنون بإشرافه على بناء مسرح خارج عن المألوف وهو مسرح نهاد صليحة، وبعد افتتاحه منذ سنتين تقريبًا أصبح د. محمود فؤاد صدقي هو المشرف العام على المسرح بتكليف من د.غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون، وخلال هذه الفترة استطاع المسرح أن يستقبل العديد من ألوان الفنون، سواء عروض مسرحية أو حفلات غنائية أو ستاند أب كوميدي وغيرها من الفعاليات الفنية، عن مسرح نهاد صليحة وأنشطته والتطور الذي يشهده الآن كان لنا مع المشرف العام عليه هذا الحوار.
-حدثنا عن بداية مسرح نهاد صليحة منذ الافتتاح وتوليك منصب المدير ؟
كان تفكيرنا الأول حول متطلبات السوق، ونحن نبني المسرح كُنا نفكر في المواصفات الفنية التي تُلبي ما يتناسب مع الأعمال الفنية التي سوف تقدم عليه، حتى يكون عليه إقبال، فكان لابد أن تكون الهندسة الصوتية الخاصة به سليمة تمامًا دون مشاكل، وهذا ما قدمه د. عاصم السيسي خير من يقوم بتصميم هندسة صوتية للمسارح، والتجهيزات الفنية من صوت ومؤثرات بصرية  تولاها د. عمرو الأشرف، وهو خير من يتولى هذه الأمور، درسنا بدقة احتياجات الفرق المسرحية والغنائية وبدأنا تصميم مسرح يناسب ذلك.

-أعلم أنك المشرف على إنشاء المسرح ومصممه ..لماذا انشأتم المسرح خارج الشكل التقليدي للعلبة الإيطالي؟ ولم تتخوفوا من  أن يحمل كل مشاكل المسرح المكشوف؟
كُنا نفكر في تلبية رغبات الفنانين ومهندسي الديكور، كان هناك مشكلة تواجه معظم مصممي الديكور والمخرجين الذين يرغبون في ممارسة أفكارهم الفنية خارج العلبة الإيطالية، أنه لا يوجد مسارح تحقق ذلك، داخل أكاديمية الفنون كل المسارح علبة إيطالي، وعندما يأتي الطلبة لتقديم مشروع داخل معهد فنون مسرحية يحتاجوا إلى أن يذهبوا لقاعات كبيرة ومسرح دائري كبير، ويضطروا لإدخال الجمهور على خشبة المسرح واحيانًا إدارة المسارح ترفض ذلك، لأن مسرح العلبة الإيطالي غير مصمم من أجل أن يصعد الجمهور على خشبته، وهنا جاءت الرغبة والضرورة الفنية، ففكرنا أن نقدم مسرح zero stage، لا يوجد خط فاصل بين الصالتين لنسمح بالدمج، حتى يستطيع اي مخرج أو مصمم ديكور أن يقدم عرضه حيث  يعطيه المسرح المرونة والتشكيل الذي يرغب فيه، إلى جانب التكلفة، فهذه المسارح تكلفتها اقل بكثير، وفي كل الأحوال أنا محكوم بعدد محدد من الكراسي ومساحة معينة، وعند تأجيره للأستفادة منه لن يعطيني إلا عائد محدد، لذا يجب أن تكون تكلفة بنائه مناسبة لمساحته والعائد منه، فما كُنا سننفقه في الإنشاءات إذا كان على شكل مسرح علبة إيطالي وفرناه ووضعناه في التجهيزات الفنية، فأصبح مسرحا مجهزا بشكل تقني عالي الجودة ويلبي أغلب رغبات الفنانين. ويجب أن نطرح سوالًا أولًا: ما هي مشاكل المسرح الكشوف؟ دول أوروبا وأمريكا لديها مسرح مكشوف والمطرة تمطر عندهم أكثر منا بكثير، يجب أن نغير ثقافتنا تجاه المسارح المكشوفة، وكيفية التعامل مع مسرح البيئة والشارع، الجمهور سعيد بفكرة إنه مكشوف وطاقته جيدة، بالتأكيد المسرح المكشوف يحتاج إلى  جهد أكبر في التجهيزات والاستعدادات أكثر من المسارح المغلقة، ويتطلب متابعة حالة الطقس من درجة حرارة ورياح وأتربه، وحتى في حالة الأمطار، المسرح مجهز للتعامل مع الأمطار الشديدة هناك مصارف في كل أنحاء المسرح، في إحدى التجارب عندما كنت أقدم عرضا في ساحة الهناجر الجمهور رفض أن يدخل  المسرح وظل يشاهد العرض في ظل وجود الأمطار، الفكرة مسألة ثقافة ليس إلا.

- في البداية كان المسرح مقتصرا على العروض المسرحية، اليوم نرى تنوعا ما بين حفلات وستاند اب كوميدي وغيرها من الفاعليات.. حدثنا عن هذا التطور ولماذا قررتم ذلك؟ وهل المسرح كان مصمما للعروض الفنية فقط أم كان في خطته هذا التطور؟
من البداية كان الهدف هو خدمة طلبة الأكاديمية والمجتمع الخارجي، لم نرغب أن يكون الأمر مقتصرا على طلبة الأكاديمية فقط، نحن نستقبل طُلّاب الأكاديمية وغير ذلك، دورنا داخل الأكاديمية وخارجها.

- حدثنا عن استقبال مسرح نهاد صليحة لبعض العروض المسرحية لأسبوع كامل وقد تمتد لأكثر من ذلك؟
هناك مشاكل إنتاجية كثيرة وعدد المتميزين من المخرجين والفنانين في تزايد، هناك عروضً كثيرة مميزة إن تم تقديمها مرة لا يتم تقديمها مرة أخرى، لأن أغلبها لفرق مستقله وفرق جامعات، وهذه الفرق ليس لديها جهات إنتاج أو الجهات الإنتاجية الخاصة بها ضعيفة فيما يتعلق بالجانب المادي، دورنا كأكاديمية الفنون أن نحتوي هذه الفنون ونقدمها، وكذلك عروض الأكاديمية يتم تقديمها ليلة أو ليلتين في المهرجانات ثم لا يتم عرضها مرة أخرى، العروض التي يتم إنتاجها من شركات الإنتاج يكون لها سعر أكبر أما العروض المستقلة فيدفعون  إيجارا مخفضا بالقانون وباللائحة، عندما نقدم لهم ليلة كاملة ونقيمهم على المستوى الفني ونجد العرض جيدا ويستحق، نسمح له أن يُعرض على المسرح لمدة أسبوع مثل عرض “الرجل الذي أكله الورق” وعرض “الجريمة والعقاب” وعرض “البؤساء”، و”صيد الفئران”، كنت أتمنى أن يكون لدي أكثر من مسرح حتى نستطيع استقبال أكثر من عرض على أكثر من مسرح، العروض جيدة وتحتوي طاقة الشباب والدولة تستفيد بدخل من المسرح للدولة، وهكذا نستطيع أن نحقق المعادلة الصعبة.

-هل بدأت الفرق المستقلة في إثبات نفسها والتغلب على الصعوبات التي كانت تواجهها؟ وهل مسرح نهاد صليحة يدعم ذلك و يحاول ان يكون سندًا لهؤلاء؟
الفرق المستقلة حبها المسرح هو الذي يجعلها تكمل تقديم أعمالها، أسعار المسارح في غلاء إلى جانب التكاليف الإنتاجية للعرض، ولا يستطيعون أن يتفرغوا للمسرح لأنهم في حاجة إلى دخول تجعلهم يكملون حياتهم إلى جانب حبهم للمسرح، ومع كل ذلك هم مستمرين في تقديم العروض المسرحية ، ومسرح نهاد صليحة بالتأكيد يقدم لهم الدعم  بتخفيض إيجار المسرح، حسب اللائحة، حيث نراعي أن هذه الفرق مستقلة أو طلبة أكاديمية. وذلك من أجل الاستمرار.

-من وجهة نظرك ما هي سلبيات وإيجابيات المسرح الجامعي والفرق المستقلة وكيف نطور ذلك؟
السلبيات التي تواجههم من وجهة نظري أجدها في عقلية موظفي رعاية الشباب، عائق الموظف الغير مطلع على المسرح أو لا يحبه أو غير مدرك لأهميته، وأكبر مشكلة تواجه الشباب في الجامعة أن أغلب المشرفين عليهم غير محبين للنشاط ولديهم مشاكل مع العروض أو النشاط نفسه، نحن نحتاج أن من يتولى وظيفة بها تعامل مع الشباب متعلقة بالفن يكون على الأقل على علم بأساسيات ذلك أو لديه معرفة أو خلفية عن هذا الفن.

-هل العمل الإداري أخذك من العمل المسرحي كمخرج ومصمم ديكور؟  
بالتأكيد أخذ من وقتي ولكن بدعم من أكاديمية الفنون وعلى رأسها رئيس الأكاديمية د. غادة جبارة وقبلها د. أشرف زكي، المسرح كان يحتاج إلى مجهود كبير، ومع ذلك فهناك مشروع أقدمه قريبا في مركز الهناجر للفنون مع السنة المالية الجديدة إن شاء الله.


إيناس العيسوي