شريف خير الله:كل المعطيات جعلتني لا أتردد في المشاركة بـ «يوتيرن»

شريف خير الله:كل المعطيات جعلتني لا أتردد في المشاركة بـ «يوتيرن»

العدد 554 صدر بتاريخ 9أبريل2018

بعد ابتعاده عن المسرح لسنوات كثيرة قرر أن يعود إليه مرة أخى ليقف على خشبة مسرح الطليعة ويكون أحد أبطال عرض «يوتيرن»؛ حيث جذبه فريق العمل المتناغم وقضية العرض، على حد قوله، إنه الفنان شريف خير الله الذي قدم الكثير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية وكذلك السينمائية وبدأ مشواره الفني منذ التسعينات.
التقت “مسرحنا” بالفنان شريف خير الله لتعرف منه تفاصيل دوره وسبب بعده عن المسرح الفترة الماضية، وإليكم الحوار.
? حدثني عن دورك في عرض “يوتيرن”؟
أقوم بدور المواطن الإنسان الموجود في كل وقت وفي كل زمن، ويتضح ذلك من خلال تنقلات الشخصية في عصور مختلفة، حيث يظهر منذ بداية الخليقة، ثم ينتقل لعصر آخر يكون فيه صاحب سلطة، ثم يعود في النهاية إلى الشخص البسيط الذي يطالب بأن تكون الحياة أكثر إنسانية وأكثر سلاما، وبها ابتكار، فنحن الآن مع الأسف نستغل كل تقدم للتدمير، فالتكنولوجيا استخدمت لتدمير العقل البشري وتدمير الإنسانية؛ لذا فإن العرض تدور فكرته الرئيسية حول الإنسان.

? هل ترى أن فكرة العرض تعد إسقاطا سياسيا على ما يحدث الآن في مصر؟
بالطبع نعم، فالعرض إسقاط سياسي ليس على ما يحدث في مصر فقط، بل على ما يحدث في العالم أجمع، فالعرض يتحدث بشكل أساسي عن الإنسان، وكيف أصبح ذلك الإنسان لا يتقبل الآخر، فنحن في الحقيقية لا نتقبل بعضنا بعضا، فالأبيض لا يتقبل الأسود، والطويل لا يتقبل القصير، والرفيع لا يتقبل السمين، وأيضا لا نتقبل الديانات المختلفة، ومن خلال العرض نحاول أن ندعو الناس للتسامح وأن يتعايشوا مع بعضهم البعض، ويتقبلوا الآخر.

? ما سبب ابتعادك عن المسرح الفترة الماضية؟
في الحقيقة العمل بالمسرح شيء متعب ومجهد للغاية، ولا تستطيع أن تقوم بأي عمل آخر بجواره، وأنا معظم شغلي كان الفترة الماضية بالسينما والتلفزيون، والمسرح كان سيجبرني على الابتعاد عنهما، ومن حظي الجيد أن هذه الفترة لم يكن لدي أي ارتباط آخر في السينما أو التلفزيون، فجاءني هذا العرض ووجدت أنه يحمل فكرا جيدا ودراما جيدة، وهو عرض فلسفي من الدرجة الأولى مع مخرج متميز ناضج ومؤلف واع بأدواته، وبقية عناصر العرض موهوبون مسرحيا فكل هذه المعطيات جعلتني لا أتردد أن أقدم هذا العرض.

? من وجهة نظرك ما هي المقومات التي يجب أن تتوفر في ممثل المسرح؟ وهل تختلف عن ممثل السينما والتلفزيون؟
بالتأكيد ممثل المسرح لا بد أن يتمتع بصفات مختلفة عن ممثل السينما والتلفزيون، فممثل المسرح يستطيع بكل سهولة أن يمثل بالسينما والتلفزيون، ولكن الممثل التلفزيوني أو السينمائي ليس شرطا أن يكون بارعا في تمثيل المسرح، خاصة إذا كان مسرحا فلسفيا مثل ما نقدمه في عرض “يوتيرن”، فمن أهم الأشياء التي يجب أن يتمتع بها الممثل المسرحي أن يكون لديه صوت معبر وقوي يستطيع أن يصل إلى الجمهور، وكذلك جسمانيا فلا بد أن يستطيع التحكم في لغة الجسد على خشبة المسرح، بعكس التلفزيون الذي يعتمد على «الري أكشانات» أكثر من لغة الجسد، وهناك عناصر مساعدة كثيرة تساعد الممثل في السينما والتلفزيون ولكن الممثل المسرحي يعتمد أولا وأخيرا على نفسه، مثله مثل المطرب الذي يستطيع أن يغني في حفلة لايف، وآخر لا يجرؤ أن يقوم بذلك وإلا سيُفتضح أمره.

? بدأت العمل بالمسرح في بداية التسعينات، من وجهة نظرك كيف اختلف المسرح منذ التسعينات وحتى الآن؟
مسرح التسعينات كان يعتمد بشكل أساسي على النجم والكوميديا، أما اليوم في 2018، فهناك إخراج مختلف، ومناقشة مواضيع أكثر تماسا مع الواقع، ففي التسعينات نستطيع أن نطلق على المسرح أنه كان مسرحا سياحيا، حتى مسرح الدولة. إذا كانت تنتج في العام ثمانية مسرحيات، نجد أن خمسة منهم كانت مسرحا سياحيا والباقي يناقش فكرة، ولكن الآن أعتقد أن المسرح السياحي اختفى والفكر تصدر العروض المسرحية، وأصبحنا مهتمين بالتنمية العقلية والتنمية الفكرية.

? هل ترى أن عدد المسارح في مصر كافٍ لنشر الفكر بين الجمهور؟
المسرح له عدة أشكال مختلفة، وبالطبع عدد المسارح المتعارف عليه تقلص، هناك الكثير من المسارح تم إغلاقها، ليس بالعاصمة فقط ولكن في المحافظات والأقاليم أيضا، ولكن لماذا ننظر إلى شكل واحد من أشكال المسرح، وهو المسرح التقليدي أو العلبة الإيطالية، فهناك مسرح العربة، مسرح القهوة، ومسرح الشارع، نحن نحتاج إلى تنمية عقلية لتقبل الأنواع الأخرى من المسارح.

? في الدورة الأخيرة من المهرجان القومي للمسرح تم حجب جائزة التأليف، قيل لعدم وجود نص يستحق الجائزة، هل ترى أننا نمر بأزمة نصوص مسرحية؟
ما حدث بالمهرجان فعل مشين، كيف لا يكون هناك مؤلف واحد من كل المؤلفين الذين قدموا عروضا بالمهرجان لا يستحق الجائزة، خصوصا أن لدينا كتاب دراما مسرحية على مستوى عالٍ جدا، فأنا لا أفهم الغرض الحقيقي من حجب جائزة التأليف في أكبر مهرجان للمسرح في الوطن العربي.

? ما سبب ابتعاد النجوم عن المسرح في الفترة الأخيرة؟
المسارح الآن في مصر تقدم عروضا بأقل الإمكانيات، حيث لا توجد دعاية جيدة للعرض المسرحي، ولا توجد ميزانية جيدة للعرض المسرحي، وكذلك العائد المادي الذي يعود على النجم ضعيف جدا، كل هذه العوامل تجعل النجوم تهرب من المسرح، فما الذي يجبر النجم علي تقديم عرض مسرحي، يبذل فيه أضعاف المجهود الذي يبذله في السينما والتلفزيون، وفي نفس الوقت لا يراه أحد بسبب قلة الدعاية، وهذا لا يمنع أن هناك نجوم عملوا بالمسرح واستطاعوا أن يحققوا نجاحا كبيرا مثل الفنان يحيى الفخراني، لكننا نجده على الجانب الآخر لا يقدم أي شيء سوى العرض المسرحي وتوقف عن العمل في التلفزيون أو السينما. وإلي اليوم لا يوجد عرض مسرحي يتم عرضه في التلفزيون، وأعتقد أن هذا الأمر إن حدث سيشجع النجوم للعودة إلى المسرح.

? ما سبب ابتعاد الجمهور عن المسرح في الفترة الحالية؟
بالتأكيد الحالة الاقتصادية للدولة تؤثر بشكل عام على المواطن المصري، على الرغم من أن أسعار التذاكر قليلة في مسرح الدولة، ولكن لا يوجد توعية عامة بأن تغذية العقل أهم من تغذية المعدة، والمواطن المصري لم يعد يهتم بتغذية العقل. فعندما تغذي العقل ستجد أنك تشبعت نفسيا وروحيا وجسديا.

? ما رأيك في مسرح التلفزيون “تياترو مصر، ومسرح مصر”؟
هو شكل من أشكال المسرح وهو بالفعل مطلوب في هذه الفترة، فهم يقدمون عروض كوميدية بسيطة، والناس في حاجة للضحك والاستمتاع لكن لا بد أن يكون بجانب الكوميديا هدف فكري، فالحياة ليست للضحك فقط، لأننا في النهاية سنجد أننا نضحك على أنفسنا.


شيماء منصور