اين النجمة المسرحية المصرية شيرين أحمد

اين النجمة المسرحية المصرية شيرين أحمد

العدد 715 صدر بتاريخ 10مايو2021

سؤال يحتاج إلى إجابة ...أين شيرين أحمد؟ هناك عدد من الفنانين المصريين والعرب الذين تألقوا فى عالم الفن فى الولايات المتحدة وكانت ولا تزال لهم مسيرات ناجحة مثل رامي مالك ومينا مسعود وبالطبع عمر الشريف وأخرين .
 وانضمت فى فبراير من العام الماضى إلى هذه القائمة الممثلة المصرية الأمريكية «شيرين احمد» (27 سنة) كما تعرفها الصحافة الفنية الأمريكية أو «شيرين طارق أحمد» كما يقول اسمها الرسمى. فهى لم تكن ممثلة مصرية تقتحم مجال الفن فى الولايات المتحدة فقط، بل كانت أول ممثلة ومغنية من أصول مصرية وشرق أوسطية تلعب دور بطولة علي مسارح برودواي – عاصمة المسرح الأمريكي في نيويورك. وهناك مقولة شهيرة تقول  أن أي مسرحية أمريكية لم تعرض على برودواى فهى لم تعرض حتى لو عرضت فى مراكز المسرح الأمريكية الأخرى مثل لوس أنجلوس وبوسطن وشيكاغو.
وكان ذلك من خلال تجسيدها لدور «إيليزا دوليتل» في المسرحية الغنائية الخالدة «سيدتي الجميلة» المأخوذة عن مسرحية بيجمالون للأديب الأيرلندي جورج برنارد شو. وهو نفس الدور الذي قامت بأدائه شويكار في المسرحية التي حملت نفس الاسم بعد أن تم تمصيرها وعرضها في القاهرة عام 1969. وفى نفس العام تقريبا جسدت نادية لطفى نفس الشخصية فى السينما مع احمد مظهر فى فيلم «أيام الحب». هذا فضلا عن أفلام عديدة تناولت نفس الموضوع منها فيلم باسم «سيدتى الجميلة» بطولة محمود ياسين ونيلى وفيلم المتوحشة بطولة محمود عبد العزيز وسعاد حسنى .

تحطيم الصورة النمطية
وبتجسيدها لهذه الشخصية حطمت شيرين أحمد الصور النمطية التي التصقت بأدوار الممثلين القادمين من الشرق الأوسط حيث تنحصر أدوارهم غالبا فى الشخصيات الثانوية والأدوار المساعدة مع بعض الاستثناءات مثل عمر الشريف أو سلمى حايك . 
 تناولت شيرين أحمد نفسها هذه النقطة فى حديث للواشنطن بوست فقالت أنه لا يجب الاستهانة أبدا بهذا الإنجاز، وعن أدائها لهذا الدور قالت “أشعر بالكثير من المسئولية” مسؤولية السفر في أرجاء الولايات المتحدة كامرأة ذات أصول شرق أوسطية، لا تؤدي أحد الأدوار في مسرحية “علاء الدين” التى قامت فيها بدور ثانوى فى شخصية مساعدة، بل دور البطولة في سيدتي الجميلة وهذا دليل علي أنه لا يهم لون البشرة أو العرق...المهم القدرة على تجسيد الشخصية والتعبير عنها. 
 وشيرين ابنة لمهاجر مصرى هو طارق أحمد مهاجر مصرى، والذى يمتلك محل للمجوهرات فى ولاية ماريلاند، وأمها أمريكية تشيكية الأصل، وتعمل مدرسة للغة الإنجليزية. وهى الشقيقة الكبرى لشقيقين هما رمزى وخالد. وهى حاصلة على بكالوريوس العلوم فى علم الاجتماع والأنثروبولوجيا مع التركيز على العدالة الجنائية من جامعة تاوسون وأثناء دراستها فى الجامعة، تدربت فى نظام المحاكم، وخاصة فى قضايا الصحة العقلية لكن شغفها بالفن جعلها تحصل على دروس صوت ورقص وتمثيل فى معاهد متخصصة. 
دخلت شيرين عالم المسرح حينما قامت بالعديد من الاختبارات للعمل فى المسارح الغنائية والاستعراضية وأجرت اختبار للعمل كمغنية على إحدى سفن الرحلات البحرية السياحية ووقعت عقدا للعمل لمدة عامين على متن سفن الرحلات السياحية، لغناء أغانى سيلين ديون وماريا كارى وتينا تيرنر. 
بعد ذلك تم قبولها لتمثيل دور إيليزا دوليتل، فى عرض جديد لمسرحية سيدتى الجميلة من إنتاج مسرح لينكولن سنتر وإخراج بارليت شير خارج برودواى. وقامت الفرقة نفسها باختيارها كبديلة محتملة لبطلة العرض على برودواى للبطلة الأصلية لورا بنتانى عند الضرورة. 

أكثر من عام
ظلت شيرين أحمد تتدرب على هذا الدور بشكل يومى دون أن تقوم به حتى سنحت لها الفرصة لتقف بنفسها علي خشبة مسرح برودواي لتؤدي هذا الدور بعد ظروف خاصة تعرضت لها «بنتانى» واضطرتها إلى الاعتذار عن الدور لبعض الوقت. ووقفت بالفعل على المسرح فى 9 فبراير 2020 بعد تدريبات إضافية استمرت نحو شهرين. وكانت فرصة فتحت لشيرين أبواب النجومية من أوسع أبوابها وكانت أول فنانة مصرية تقدم بطولة لعمل في برودواي . 
ويذكر أن مسرحية «سيدتي الجميلة» والمقتبسة من مسرحية بيجماليون لبرنارد شو عرضت على مسارح برودواى لأول مرة فى عام 1956، وقام بأدوار البطولة بها ريكس هاريسون وجولى أندروز ولعبت جولى أندروز دور إيليزا دوليتل، بائعة الورد الفقيرة، التى تتحدث بلكنة الكوكنى، وهى اللكنة التى يتحدث بها أفراد الطبقات العاملة قاطني الأحياء الفقيرة في شرق لندن.
وتدور أحداث المسرحية حول البروفسور هنري هيجينز، أستاذ علم الصوتيات، الذي يراهن مع أحد أصدقائه على أنه يستطيع تدريب إيليزا دوليتل وتعليمها أصول الأرستقراطية، لأداء دور ملكي في حفل يقام في حديقة منزل السفير وعلى مدار السنين، أعيد إنتاج مسرحية سيدتي الجميلة عدة مرات علي مسارح برودواي ولندن وبرلين.
وفى حديث أخر لاحد المواقع قالت شيرين إنها عشقت المسرحيات الغنائية من صغرها، وكانت سيدتي الجميلة هي أكثر مسرحية محببة لها. وفى ذلك قالت «في بيتي، كانت مسرحية سيدتي الجميلة أساسية في سهراتنا، وفي كل كنت مرة أشاهد شريط الفيديو، وأشعر أنى أنتقل فوراً إلى لندن وصوت الأوركسترا في غرفتي وأتحول إلى جزء من المسرحية”.
وتقول والدتها الأمريكية: «في كافة الزيارات كانت شيرين تتسلق المائدة وترقص وتغني للجميع، وأعتقد أن هذه كانت بدايتها”.
 وفى حواراتها تؤكد شيرين أن حلمها كان الحصول على أدوار بعيدة عن الصورة النمطية التي عادة ما يُحصر فيها أصحاب الجذور العربية، حتى تحقق ذلك بمنحها دور البطولة في مسرحية «سيدتي الجميلة». 
أين شيرين
ونعود الى السؤال المهم الذى طرحناه فى البداية أين شيرين احمد الآن. لقد اختفت بعد فترة من التوهج والشهرة عندما قامت ببطولة مسرحية سيدتى الجملة لبعض الوقت وربما لفترة لم تكن طويلة. لماذا لم تحاول اقتحام مجال المسرح بقوة أكثر بعد هذا النجاح الذى حققته وتمضى طلبا للمزيد من النجاح كما فعل المصريان مينا مسعود ورامى مالك وكما فعل عمر الشريف وسلمى حايك وغيرهم سواء فى المسرح أو فى غيره من المجالات الفنية وكما يفعل اى فنان عموما لان الفنان لايشبع عادة وليس لديه سقف للنجاح . نرجو ان نطالعها قريبا فى تقوم ببطولته سواء فى برودواى أو غيرها وفى المسرح أو غيرهفهى موهبة مصرية تعتز بها مصر .


ترجمة هشام عبد الرءوف