قضية يعقوب صنوع .. ما زالت مستمرة (3) المسرح في مصر قبل ظهور جيمس سنوا

قضية يعقوب صنوع .. ما زالت مستمرة (3) المسرح في مصر قبل ظهور جيمس سنوا

العدد 701 صدر بتاريخ 1فبراير2021

عزيزي «الباحث الجاد»: لا تنسى أنك حتى الآن مُطالب – قبل أي شيء آخر – بإثبات مصرية صنوع، حتى نضع أساس ريادته المسرحية؛ بوصفه مصرياً، وليس أجنبياً!! وأنا أؤكد على أهمية هذا المطلب، حتى لا تنخدع بمن يقول: ليس مهماً أن يكون رائد المسرح في مصر مصرياً ويمكن أن يكون أجنبياً!! وذلك تمهيداً لقبول ريادة صنوع بوصفه إيطالياً أو إنجليزياً!! لأنك لو قبلت بذلك، ستقابلك عقبات كثيرة منها: وجوب الاعتراف بريادة «الكونت زيزينيا» بوصفه صاحب أول بناء مسرحي خاص في الإسكندرية ومصر بأكملها عام 1864، وهو «مسرح زيزينيا». وكذلك الاعتراف بريادة «باولينو درانيت باشا» بوصفه أول مدير للتياترات الخديوية المصرية بأكملها منذ عام 1868!! لذلك يجب إثبات مصرية صنوع حتى لا ندخل في متاهات لا تُقدم ولا تؤخر؛ لأن حل المشكلة أفضل من إرجائها، أو تجنبها، أو الالتفاف عليها، أو الهروب منها!!
والآن ننتقل إلى الأجواء العامة المسرحية في مصر قبل ظهور أي نشاط مسرحي لجيمس سنوا عام 1870 كما قال صنوع وأصدقاؤه، لأننا سنكتشف أن البيئة المسرحية كانت مهيأة لظهور الرائد المسرحي المنتظر!! فمثلاً في الإسكندرية بدأ النشاط المسرحي عام 1864 بافتتاح مسرح «زيزينيا»، ثم افتتاح مسرح «روسيني» في العام نفسه، وبعده بسنتين تم افتتاح مسرح «ألفيري»، وذلك قبل أن يُفتتح في القاهرة أي مسرح عام أو خاص!! وهذا يعني أن الجمهور الإسكندري – من الأجانب والعرب والمصريين – كان يشاهد المسرح «الأجنبي» في ثلاثة مسارح طوال ست سنوات، ولعل هذا الجمهور كان متشوقاً ليرى هذا المسرح باللغة العربية أو باللهجة العامية!! مما يعني أن الأجواء المسرحية في الإسكندرية كانت مهيأة لاستقبال أية ريادة مسرحية عربية، حتى لو جاءتها من بيروت على يد «سليم خليل النقاش» كما سنرى!! هذا رأيي الموثق بكافة الأدلة، ويستطيع أي باحث أن يخالفه أو يتحقق من مصداقيته بعد قراءة مقالتي «ريادات مسرح زيزينيا بالإسكندرية» المنشورة في مجلة «المسرح» المصرية في إبريل 2020.
وإذا انتقلنا إلى القاهرة سنجدها تهيأت لقبول المسرح بعد الإسكندرية! ومن مظاهر هذه التهيئة بناء أول مسرح حكومي في القاهرة – ومصر بأكملها – والمعروف باسم «الكوميدي الفرنسي»، وهو الاسم المتداول في الدراسات الحديثة، أما الوثائق والصحف المصرية فكانت تطلق عليه عدة أسماء منذ افتتاحه عام 1868، منها: «التياترو المصري، والتياترو الفرنساوي، والملعب الأوروبي، وملعب الكوميدية، وملعب مصر، والملهى الفرنساوي»!
وعلى الرغم من أنه أول مسرح حكومي بُني في مصر بأكملها للعروض المسرحية الفرنسية، إلا أن الخديوي إسماعيل أراد من خلاله وضع أول بذرة في نشأة المسرح العربي في مصر؛ عندما كلّف الشيخ «رفاعة رافع الطهطاوي» بترجمة مسرحية «هيلين الجميلة» - التي مثلت عليه باللغة الفرنسية - إلى اللغة العربية عام 1868. كما أمر الخديوي مدير مطبعة بولاق – وهي المطابع الأميرية حالياً - بطباعة النص المترجم إلى العربية، وتوزيعه على الجمهور المصري الذي يشاهد العرض باللغة الفرنسية ليتعرف على الموضوع ويتابع تمثيله!! وهذا النص يُعدّ أول نص مسرحي منشور باللغة العربية في مصر وفي العالم العربي كله، وأول نص مسرحي عربي يقرأه مصري أو عربي داخل مصر!! ويحق لأي باحث التحقق من هذه المعلومات بقراءة الدراسة المرفقة لنص مسرحية «هيلانة الجميلة» المنشورة في كتاب أصدرته هيئة الكتاب عام 2015، وأشرنا إليه من قبل! أما وثيقة طباعة المسرحية بالعربية بأوامر من الخديوي، سأذكر نصها بعد قليل، لأهميتها في مكان آخر!
تهيأت القاهرة مسرحياً بصورة أكبر بعد افتتاح دار الأوبرا الخديوية بعرض «ريجوليتو» يوم الثاني من نوفمبر 1869، ومع استمرار عروض الأوبرا وتنوعها، زاد اهتمام مصر بالمسرح الأجنبي وضرورة ظهوره باللغة العربية أو العامية في شكل نصوص أو عروض!! ومن مظاهر هذا الاهتمام قيام «محمد أنسي» مدير مجلة «وادي النيل» بكتابة عدة مقالات مسرحية حول عروض الأوبرا الخديوية الأجنبية من أجل إنشاء المسرح العربي في مصر من خلال أمنياته ودفع الآخرين لتنفيذ هذه النشأة! ومن أمثله كتاباته، ما نشره في فبراير 1870 عن عرض مسرحية «سميراميس» بالأوبرا، وأهم ما جاء في كلامه هذه العبارة: «إن ذوقية الملاعب التياترية، قد أخذت في الانتشار بالديار المصرية في هذه الحقبة العصرية. وهي بدعة حسنة، وطريقة للتربية العمومية مستحسنة، ويا ليته يحصل التوفيق، لتعريب مثل هذه التأليفات الأدبية، وابتداع اللعب بها في التياترات المصرية باللغة العربية»! والكلام هنا واضح، ويؤكد أن الشعب المصري بدأ يتذوق العروض المسرحية الأجنبية، ويتمنى الكاتب ترجمة نصوص هذه العروض إلى العربية، بل ويأمل في تمثيلها باللغة العربية!
وكتب «محمد أنسي» أيضاً في إبريل 1870 مقالة عن عرض مسرحية «الملكة كرينولين»، اختتمها بقوله: «وعسى أن يسعى من عام قابل في الاستعداد، لإجراء هذه التصويرات اللعبية باللغة العربية، حتى يطلع على هذه البدعة الأدبية الجديدة سائر أهل مصرنا»!! وكتب كذلك في يناير 1871 عن مسرحية «براهما»، وقال إنه يكتب عنها وعن العروض المسرحية الأجنبية «ليقف على بعض معناه المترددون على التياترات المصرية من أبناء العرب»!! وهذا دليل على أن العرب - والمصريين بالطبع – يترددون على المسارح الأجنبية في مصر ويشاهدون عروضها! وأتمنى من أي باحث ألا يصدق كلامي هذا، ويتحقق منه بنفسه عندما يطلع على مجلة «وادي النيل» المحفوظة حتى الآن في قسم الدوريات بدار الكتب المصرية!! كما أرجوه ألا يكون منتبهاً، ويطرح هذا السؤال، ويقول: كيف كتب «محمد أنسي» كل هذا – في عامي 1870 و1871 - متمنياً ظهور المسرح العربي في مصر نصاً أو عرضاً؛ ألم يقل «يعقوب صنوع» إنه بدأ عروضه المسرحية العربية عام 1870؟! فكيف يكتب «محمد أنسي» عن المسرح طوال عامين من أعوام نشاط صنوع المسرحي، دون أن يذكر عروضه أو يشير إليه؟!
فلو طرحت عزيزي الباحث هذا السؤال، فيجب عليك أن تجيب عليه؛ وإلا ستجد نفسك مضطراً – للخروج من هذه الورطة – إلى ترديد ما يقوله البعض - هرباً من الورطة نفسها - بأن صنوعاً كان يعرض عروضاً مسرحية شعبية للشعب المصري البسيط أشبه بعروض «أولاد رابية» و«القراقوز» و«خيال الظل»، ولم يعرض أعمالاً مسرحية كلاسيكية؛ لذلك تجنبته «النخبة» وتجاهلته وتغافلت عنه وعن ذكره وذكر أعماله المسرحية الشعبية، لذلك تجاهله «محمد أنسي» لأنه من النخبة!! والحقيقة أن وجهة النظر هذه تستحق أن يتوقف عندها الباحث، ويصدقها مؤقتاً، حتى يذهب بنفسه إلى قسم الدوريات بدار الكتب المصرية، ويطلع – مثلاً - على جريدة «الوقائع المصرية» - التي لا يقرأها إلا النخبة – ويقرأ جيداً عددها الصادر في 31 مارس 1869، ليجد إعلاناً كبيراً منشوراً يحث الجميع ومنهم «النخبة» على مشاهدة العروض الفنية الشعبية!
والإعلان – كما هو واضح من صورته - يُعلن صراحة ونصاً عن عروض «قره كوز» و«خيال الظل» وهي ألعاب مضحكات!! ويعلن أيضاً صراحة عن عروض «ابن رابية»، بالإضافة إلى عروض الحاوي، والرقص الشرقي، والعزف على الناي، وغناء الليسي، وعبده الحامولي، والقفطانجي، ورقص بلدي من ألماس وسكينة الوردانية .. إلخ. وهذا يعني أن النخبة تتابع وتشاهد وتشجع جميع الأشكال الفنية الشعبية، ويُعلن عنها في الجريدة الرسمية «الوقائع المصرية»!! ولو كان صنوع مارس أي نشاط فني شعبي، لكانت النخبة وصحافتها أعلنوا عنه وتحدثوا عن أعماله!!
وبالعودة إلى اهتمام المصريين بالمسرح وتهيئة الأجواء لنشأة المسرح العربي، سنجد «محمد عثمان جلال» يقوم بترجمة نصين من نصوص العروض الأولى للأوبرا، فكتب عنهما «محمد أنسي» في مجلة «وادي النيل» بتاريخ نوفمبر 1870، وأكد في كلامه أنه يمسك بيده ترجمة عربية لمسرحيتين من مسرحيات الأوبرا، قام بترجمتهما محمد عثمان جلال، واختتم كلامه بعبارة مهمة قال فيها: «.. فظهور هاتين القطعتين في الملابس العربية، هو حادثة أدبية لا بأس بها وإدخال أسلوب من التأليف جديد في اللغات الشرقية، وأساس قد يُبنى عليه ويؤتي فيما بعد بما هو أصح منه»!! وهذا الكلام يؤكد أن نشاط صنوع المسرحي لم يكن موجوداً حتى نوفمبر 1870 لا في صورته الشعبية، ولا في صورته الكلاسيكية!!
والجدير بالذكر إن نصوص العروض المسرحية الأجنبية التي كانت تُعرض في مسرحي الكوميدي الفرنسي والأوبرا، كانت تُطبع بأمر من الخديوي إسماعيل في المطبعة الحكومية، وكانت تُوزع على الجمهور المصري الذي يحضرها ليتعرف على مضمونها وأحداثها – كما ذكرنا سابقاً - وذلك تمهيداً لنشأة المسرح العربي في مصر! وهنا يجب أن أذكر نص وثيقة الخديوي - التي أرجأت ذكرها من قبل – وهي وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية بتاريخ 15 رجب 1286 الموافق 21/10/1869، ويقول نصها: «أمر كريم منطوقه ناظر مطبعة بولاق كتب لمعيتنا في 29 الماضي بشأن مبلغ تسعة آلاف وثلثمائة وخمسين قرش وعشرة فضة ثمن ألف وخمسمائة كتاب فصل التياترو تقدم طبعهم تركي وعربي. وحيث إنه في مقتضى إرادتنا تسديد هذا المبلغ من الخاصة إلى المطبعة أصدرنا أمرنا هذا إليكم لتجرو تسديد المبلغ المذكور على وجها ذكر. وبما أن تلك الكتب باقي منها جانب بعد الذي صار تفريقه فالباقي المذكور مرسول إلى الخاصة لإبقاه».
وأتمنى من أي باحث أن يفكر في هذا السؤال: لماذا لم نجد أي نص مسرحي لصنوع منشور ضمن هذه النصوص التي نُشرت بأمر الخديوي، لا سيما وأن صنوعاً كان صديقاً للخديوي، كما قال صنوع في مذكراته؟! وفي حالة طرح هذا السؤال، ستكون الإجابة المتوقعة – كما يروج لها البعض – أن صنوعاً يكتب بالعامية وهذا لا يجوز في النصوص المسرحية المكتوبة بالعربية والمنشورة في القرن التاسع عشر!! وبما أن هذه هي الإجابة المقنعة، فلا بد أن أنبه الباحثين أن «محمد عثمان جلال» نشر في مجلة «روضة المدارس المصرية» - وهي مجلة «نخبة النخب» - نصاً مسرحياً في حلقات أسبوعية – طوال شهرين - باللهجة العامية عام 1871!! وهذا يعني أن صنوعاً لو كان كتب أي نص مسرحي بالعامية، لكان وجد طريقه إلى النشر في هذا العام 1871، الذي يعد العام الأوسط والأهم في نشاط صنوع المسرحي كما قال في مذكراته!!
وأتمنى ألا يحرجني باحث ويقول: إن لهجة صنوع العامية لا يجوز نشرها في نصوص يقرأها النخبة في ذلك الوقت؛ لأنها لهجة مبتذلة وسوقية ويجب رفضها وعدم انتشارها أو نشرها!! عموما لو قال ذلك أحد الباحثين، سأرد عليه قائلاً: لا تحكم على لهجة صنوع العامية المبتذلة والسوقية، قبل أن تقرأ لهجة محمد عثمان جلال العامية والأشد ابتذالاً، والأكثر سوقية من لهجة صنوع!! وإليك نماذج من العبارات المذكورة في مسرحية محمد عثمان جلال تحت عنوان «الفخ المنصوب للحكيم المغصوب» والمنشورة في مجلة النخبة المثقفة والمتعلمة «روضة المدارس المصرية»، ومنها هذه العبارات: «دم يخطف الشراميط كلها .. أحمدي الله على أول ليلة دخلت عليك فيها، لكن خلي الكلام مستور أحسن أقول على اللي شفته في أول ليلة، وأحمدي ربنا اللي عترتي برجل مثلي .. راجل مثلك، ما شفت منك إلا الهم والخبص يا فلاتي يا خاين ياللي كلت اللي وراي واللي قدامي .. أنا لما أسكر أحب إن كل اللي في البيت يكونوا سكرانين مثلي .. إيش وصل واحد زيك يضربني يا كلب يا غجري يا سكري يا حشاش يا عرص يا حرامي .. الله ينعل أبو العرص اللي يضرب مراته».
أعتذر عن الألفاظ القذرة المذكورة في هذه العبارات، وأعتذر كذلك عن سفالة عامية «محمد عثمان جلال» وابتذالها! والباحث الذي يريد أن يقرأ تفاصيل هذه المسرحية المنشورة، فعليه أن يطلع عليها في مجلة «روضة المدارس المصرية» المحفوظة حتى الآن في قسم الدوريات بدار الكتب المصرية، ويمكن اختصار الجهد بالاطلاع على كتابي «تاريخ المسرح في مصر في القرن التاسع عشر» الصادر عام 1998 عن هيئة الكتاب، لأنني ذكرت فيه كافة تفاصيل هذا الموضوع!! وسبب استشهادي بالعبارات العامية المبتذلة لمحمد عثمان جلال، التأكيد على أن أسلوب الكتابة العامية مهما كانت مبتذلة وسوقية ووقحة، لا تمنع نشر المسرحيات!! وبالتالي فإن صنوعاً لا وجود لنشاطه المسرحي سواء كان نشاطاً شعبياً أو مسرحياً، عامياً أو فصيحاً!
وثائق جديدة
أغلب ما سبق من مظاهر تهيئة الجو العام لإنشاء المسرح العربي، كان لي شرف اكتشافها، والحق يقال: إن الباحثة «إيمان محمد عبد الله النمر» أضافت إلى جهودي هذه مظهرين مهمين عام 2012 في رسالتها للماجستير «تاريخ المسرح المصري وأثره على المجتمع». المظهر الأول: يتمثل في أن هناك مسرحية تمّ تمثيلها باللغة العربية في مصر عام 1870، وهي مسرحية «الإسكندر في الهند»، والمترجمة من اللغة الإيطالية، من تأليف الإيطالي «بيترو تراباسي»، وهذه المسرحية لم ينجح عرضها في مصر؛ لأن من قام بتمثيلها مجموعة من الشبان، دون أية دراية أو خبرة لهم بالتمثيل، ولا يعرفون شيئاً عن المسرح، ولم يجدوا من يساعدهم أو يأخذ بأيديهم!! والمظهر الآخر، كان قيام عائلة «قطاوي» في مصر بدعم ورعاية بعض العروض المسرحية العربية؛ والمُرجح أنها كانت تعرضها في قصور العائلة، أو في أماكن أخرى محدودة أو مغلقة، تابعة للعائلة. وهذه العروض توقفت بسبب وفاة أحد أفراد العائلة!
وبناء على ذلك نقول بكل ثقة – حتى الآن – إن «يعقوب صنوع» ليس له أي نشاط مسرحي حتى يوليو 1871، علماً بأن صنوعاً قال في مذكراته إن عمر مسرحه يبدأ من عام 1870 وينتهي عام 1872!! وهذا يعني أن عاماً ونصف العام من نشاطه المسرحي خالٍ تماماً من أي نشاط مسرحي له!! لذلك يجب أن يجتهد الباحثون الجادون في البحث عن أي نشاط مسرحي لصنوع في هذه الفترة، وذلك بإعادة التفكير جدياً فيما سبق، ووضع بعض الاحتمالات للبحث فيها، مثل:
أولاً: احتمال أن صنوعاً إيطالي أو إنجليزي، وبالتالي يجب البحث في الصحف الإيطالية والإنجليزية التي كانت تصدر في مصر، أو التي كانت تصل إلى مصر من إيطاليا أو إنجلترا، لعلنا نجد شيئاً يتعلق بنشاط صنوع المسرحي بوصفه إيطالياً أو إنجليزياً!! وأنصح الباحثين أن يبحثوا عن هذه الصحف في المكتبات العامة الأوروبية والقنصليات والملحقات الثقافية لإيطاليا وإنجلترا، ولا يبحثوا عنها في قسم الدوريات الأجنبية بدار الكتب المصرية لصعوبة البحث فيه منذ سنوات طويلة!!
ثانياً: احتمال وجود أخبار لأنشطة صنوع المسرحية منشورة في مجلة «وادي النيل» ولم نجدها حتى الآن؛ لأن المجلة غير مكتملة الأعداد في دار الكتب المصرية، ولا في أي مكتبة عامة في العالم كله، والأمل في وجودها مكتملة ممكن، إذا تواصلنا مع هواة جمع الدوريات القديمة، أو بحثنا عنها في المكتبات الخاصة المحفوظة في بيوت العائلات، والتي مازالت تحتفظ بها كميراث من الآباء والأجداد!!
ثالثاً: البحث في «دار الوثائق القومية» وفي «دار المحفوظات العمومية» عن ملفات أو وثائق تتعلق بعائلة «قطاوي»، حيث إن هذه العائلة كانت تقيم عروضاً مسرحية عربية في بيوتها، أو ترعى تمثيلها! فمن الممكن أن تكون هذه العروض خاصة بصنوع! وربما نكتشف أن صنوعاً هو صاحب هذه العروض حيث إنها تمت عام 1870، وهو أول عام في تشاط صنوع المسرحي!! ناهيك عن أن صنوعاً دائماً يلجأ إلى الأثرياء - مثلما فعل بكتابه «العربي العجوز» الذي أهداه إلى ثري إيطالي صاحب بنك في مصر – ولا أظن توجد أسرة مصرية ثرية في هذه الفترة أكثر ثراء من عائلة «قطاوي»!!


سيد علي إسماعيل