أشرف عبد الباقي: رغم أنف كورونا شباك التذاكر يعمل بشكل مستمر والمسرح كامل العدد

أشرف عبد الباقي: رغم أنف كورونا شباك التذاكر يعمل بشكل مستمر والمسرح كامل العدد

العدد 695 صدر بتاريخ 21ديسمبر2020

كعادته يعرف من أين تؤكل الكتف، فبعد تجربة "مسرح مصر"، و"مسرح تينز" الذي قدمه للأطفال حيث قدم مسرحيات منها "علي بابا والأربعين حرامي"، و"صياد العفاريت"، ثم "جريما في المعادي .. مسرحية كلها غلط"، إخراجه وتدريبه، التي لاقت نجاحا كبيرا نظرا لتفرد التجربة واختلافها، يقدم تجربتين هما مسرحية "صباحية مباركة" على مسرح جراند نايل تاور، وسيت كوم مسرحي بعنوان "اللوكاندة" على مسرح نجيب الريحاني، وقد اعتمد في الأولى على نص مسرحي مكون من فصلين، بينما اللوكاندة تعتمد على موضوع مختلف، وهي من إنتاجه وإخراجه، ويشاركه البطولة حمدي الميرغني، ويزو، إبرام سمير، علي حمدي، مريم البحراوي، وياسمين سمير، وتأليف كريم سامي وأحمد عبدالوهاب، ديكور د. محمود سامي، وملابس هالة زهوي، كلمات أيمن بهجت قمر، وموسيقى أحمد الموجي، وكعادته يقدم لنا مجموعة من الوجوه الجديدة في كل عمل يقدمه، فهو صانع النجوم، ومقدم البرامج والممثل والمخرج والمنتج أشرف عبدالباقي الذي كان لـ"مسرحنا" معه هذا الحوار..

حدثنا في البداية عن مسرحية» صباحية مباركة» منذ بداية الفكرة حتى خروجها على خشبة المسرح؟
كنا نفكر في عمل مسرحي جديد قبل الانتهاء من مسرحيات «مسرح مصر»، واتفقت مع علي ربيع وأوس أوس على عمل مسرحية لها «فورمات من لندن» مثل «جريما في المعادي» التي قدمتها العام الماضي، لكن للأسف حين بدأت أزمة كورونا توقفت لندن وتوقف كل شيء، وفي الاتصال الذي دار بيننا قالوا إنهم متوقفون حتى هذه اللحظة التي نتحدث فيها، فطلبت من كريم وعبدالوهاب كتابة نص مسرحي من فصلين يقدمها أوس أوس وعلي ربيع، وكانا قد كتبا بعضا من مسرحيات «مسرح مصر». والمسرحية تدور حول مقتل عروس ليلة زفافها، وتبدأ المفارقات بين الزوج «علي ربيع» والمحقق «أوس أوس» لمحاولة كشف غموض الجريمة، والديكور لدكتور محمود سامي.
بمناسبة الديكور وحبك له فهل تدخلت في ديكور المسرحية؟
كان لدي تصور وتخيل لشكل معين في الديكور، بالإضافة لفكرة تغييره والاستعانة ببعض الأشياء التي تقدم حية على المسرح مثل، الفتاة التي تلعب على الطبلة، والشاب الذي يعزف على ا?لة الفلوت، بحيث يقوموا بالنقلات بين الديكور وبين المشاهد، وقد حقق ذلك رد فعل جيد من الجمهور وأعجبهم الأمر فقدم بشكل يجعله متسقا مع المسرحية.
وكيف اخترت الممثلين خاصة أن هناك البعض من خارج فرقة مسرح مصر؟
بدأنا المشروع منذ أربعة أشهر ومنذ بدء البروفات بدأت العمل مع أوس أوس وربيع وجزء آخر من الذين شاركوا في مسرحية «جريما في المعادي»، ثم سليمان عيد وحسام داغر وأحمد سلطان وطاهر أبو ليلة وهؤلاء كانوا ترشيحات من ربيع وأوس أوس، فقد أرادوا أن يقدم هذه الأدوار وجوه معروفة ولها كاريزما لدى الجمهور، فحسام داغر يقوم بدور زوج الأخت وسليمان عيد والد العروس وطاهر أبو ليلة مساعد المحقق، أيضا من فريق مسرحية جريما في المعادي كان هناك الثلاث أخوات وهن نيفين وألاء ونيلي، وملك التي قدمت دور العروس، والبار مان محمد هاني، وجابر، ومنصور.
كان لي تعليق على مشهد البلطجي وزميله وضرورة إشهاره للسلاح الأبيض في وجود أطفال قد تقلدهم خاصة إننا نحارب ذلك ليختفي من المسلسلات؟
لا أظن أن المشهد مؤذ فالدور لمجرم ولا يحدث أي عنف أمام الأطفال، والطفل بالتأكيد لن يذهب لشرائها وتقليدهم، الأطفال اليوم يفهمون جيدا الفارق بين الحقيقة وما هو تمثيل، فحين يشاهد رجلا يطير في فيلم لن يذهب ويقلده.
هل تدخلت بأي شكل في النص وهل كان هناك ارتجال أثناء العرض؟
بالتاكيد منذ بداية فكرة النص وأثناء الكتابة حتى وصلنا للصورة العامة التي خرج بها العمل على خشبة المسرح، وكان لربيع وأوس أوس وجهة نظرهما أيضا، والارتجالات التي تمت أضيفت أثناء البروفات، فمنذ بداية العرض منذ أشهر حتى اليوم لن تجدي جملة جديدة في المسرحية، فالأمر يختلف تماما عن «مسرح مصر» ومسرحية «اللوكانده».
لنتحدث الآن عن «اللوكاندة» أول سيت كوم مسرحي؟
فكرتي وإخراجي، كانت الفكرة تراودني قبل البدء في سيت كوم «راجل وست ستات» ولكنها كانت مو?جلة، فالفكرة أن السيت كوم ليكون بجمهور يأخذ وقتا في مقابل أن أصور حلقة في الاستوديو، وبعد المونتاج نحضر الجمهور ليشاهد الحلقات داخل الاستوديو، وحين يضحكون قد يكون هناك حديث أو «إفيه» لممثل آخر لم يسمعه المشاهد بسبب أصوات الضحك، عكس المسرح، حين تقول الجملة أو الإفيه ويضحك الجمهور تنتظر انتهاءه حتى يرد الممثل الآخر، فكانت المعادلة بين المسرح والسيت كوم هي مسرحية «اللوكاندة»، وهذه اللوكاندة ورثها اثنان أخان هما الحاج رمضان الرجل شديد البخل، الذي أقوم بدوره، والأخ الآخر الشيك والكريم الذي يقوم بدوره الفنان دياب، وبسبب خلافاتهما قاما بتقسيم اللوكاندة لجزئين، جزء قديم، والأخر مجهز وحديث، ومن هذه الخلافات في كل مسرحية تخرج الكوميديا في سيت كوم مسرحي متصل منفصل .
وعلى أي أساس اخترت الممثلين؟
حمدي الميرغني وويزو وإبرام سمير من فريق مسرح مصر، وكنا نبحث عن من يقوم بدور»أكرم» ووقع الاختيار على الفنان دياب؛ حيث له حضور، وأقدامه ثابتة على خشبة المسرح، وهو في المجمل ممثل جيد واستطاع إثبات نفسه خلال الفترة الماضية، بالإضافة لبقية الممثلين من مسرحية «جريما في المعادي».
فكرة السيت كوم في حد ذاتها تكون صعبة في التليفزيون لتعدد موضوعاتها؟
بالتأكيد ففكرة أن يكون لديك حلقة كوميدية جديدة ومختلفة كل يوم أمر صعب، ولكننا تجاوزناه على خشبة المسرح وهناك مسرحية جديدة كل أسبوع، ونقوم بالتصوير كل أسبوعين، فالمتفرج الذي يحضر كل أسبوعين يشاهد مسرحيتين مختلفين، فتتناول عدة مواضيع، وسيتم عرضها قريبا على شاشة التليفزيون.
هل تستمتع بعملك كمخرج؟
طيلة الوقت منذ كنت مع فرق الهواة، أقوم بالتمثيل والإخراج وأحيانا عمل الديكور، أو الإعداد الموسيقي وأيضا التأليف، دائما داخل العمل المسرحي بكل عناصره، والعمل كمخرج يساعدني في تنفيذ أفكاري عن العمل بالشكل الذي أريده ويدور في ذهني، أستمتع بالعمل كمخرج فهو متعة مختلفة تماما خاصة إذا كان معي مجموعة من الفنانين يمكنهم استيعابي.
إذن تتفق مع فكرة أن يقوم الممثل بكل عناصر العمل؟
إذا كان لدى الممثل إمكانيات للكتابة والتمثيل والإخراج فلماذا لا يفعل ذلك، ولكن ليس مطلوبا من كل ممثل القيام بذلك، أو أن يكون على دراية به، فقد وهب الله لكل ممثل قدرات مختلفة، فهناك من يستطيع الاستيقاظ باكرا وآخر لا يمكنه ذلك، وهو نفس الأمر حين أكون محبا للديكور وطيلة الوقت أقوم بعمله فلماذا لا أقوم بوضع تصور أو المساعدة في عمل الديكور، أو إذا كان محبا للإخراج والحالة الخاصة بالمسرح، فهناك ممثلون يأتون ليقدموا ادوارهم وينتهي الأمر، المسألة ليست قاعدة ثابتة على جميع الممثلين القيام بها.
هل حققت مسرحياتك النجاح الذي تطلعت إليه؟ وما هي مقاييس نجاح أي عمل فني؟
الحمد لله شباك التذاكر يعمل بشكل مستمر والمسرح كامل العدد على الرغم من ظروف كورونا إلا أن الجمهور يحضر وليس الكبار فقط فهناك أسر تأتي كاملة، وهذا جزء من مقاييس نجاح العمل، بالإضافة لاستمرارية العمل فيما بعد، فهناك عروض قدمت مو?خرا للقطاع الخاص ولكنها لم تستمر بخلافنا مازلنا مستمرين.
لماذا توقفت مسرحيات مسرح «تينز» المقدم للأطفال؟
قدمنا عددا من المسرحيات الناجحة للأطفال ولكنني لست مقصرا وأعمل باستمرار، وربما قريبا سيكون هناك عودة مرة أخرى إن شاء الله.
كان من أحلامك تكوين فرقة مسرحية؟
الحمد لله وتحقق منذ سبع سنوات منذ بدأنا فكرة «تياترو» و»مسرح مصر» .
كيف ترى أبناء فرقتك اليوم هل تطور أداؤهم؟
بالتأكيد، فمن لا يتطور مع الممارسة، أنتِ على سبيل المثال وقت بدأت العمل الصحفي كان الأمر مخلتفا، قد ينتابكِ الخوف والتساؤل هل ما أكتبه سيكون جيدا، فكل يوم تأخذين خطوة أخرى وكلما أخذتِ وقتا في الممارسة كلما اختلف الأمر، وهكذا الممثل والعامل في أي مجال من المجالات حين يبدأ في عمل لا يملك عنه معلومات كلما مارسه يتطور حتى يصبح محترفا، وهم قدموا 130 مسرحية في «مسرح مصر»، بالإضافة للمسلسلات والأفلام التي شاركوا فيها، مما أكسبهم خبرة وممارسة جعلت أقدامهم ثابتة.
وفي رأيك لماذا يتميز ممثل المسرح حين يقف أمام الكاميرا؟
في المسرح هناك ممارسة مستمرة، والممثل لا يعيد المشهد مرات عدة حين يخطئ، بل عليه أن يحسن التصرف وتدارك الخطأ، إذا استطاع الممثل القيام بذلك فإنه حين يقف أمام الكاميرا سيكون أكثر ثباتا من ممثل عمل بالسينما أولا ثم وقف على خشبة المسرح.
قلت إنك كنت تحتفظ بتذاكر أفلام الزعيم عادل إمام فكيف أثر في تكوينك الفني؟
جيلنا حين بدأ يشاهد ويحب المجال الفني وجد جيل عادل إمام، منذ بداية مشاهدتنا لأفلام أبيض/ أسود التي شارك فيها، وكنا نرى أنه الشاب الذي يمثلنا على الرغم من فارق العمر بيننا، فهو يشبهنا، شخص بسيط يظهر في أفلامه مرتديا ملابس بسيطة، ومصدر سعادة وضحك للجميع، كنا نحرص على مشاهدة أفلامه ومسرحياته التي عرضت على شاشة التليفزيون، فارتبطنا به كثيرا وأثر في وجداننا، وما زاد هذا القدر من الحب والإعجاب به أنه يساعد الشباب دائما.
وماذا عن الأعمال المسرحية التي تركت أثرا لديك؟
قد لا تكون مسرحية واحدة، ولكن، مجموعة مسرحيات أثرت بشكل غير مباشر، فربما مشهد منها، وخاصة أنه لم يكن لدينا سوى التليفزيون أبيض/ أسود، والقناة الأولى والثانية فقط، وكانت تعرض مسرحية كل أسبوع ننتظرها فنشاهد كوميديا فؤاد المهندس أو عادل خيري أو عبدالمنعم مدبولي، ثم أصبحنا نشاهد المسرحيات الأحدث مثل «مدرسة المشاغبين» و»شاهد ماشافش حاجة» و»العيال كبرت» و»موسيقى في الحي الشرقي» ومسرحيات الجميل سمير غانم، كل ذلك بالتأكيد أثر فينا بشكل ما، بالإضافة لمسرحيات نعمان عاشور وسعد الدين وهبه، فما أروع من مشاهدة مسرحية «سكة السلامة» أبيض/ أسود من خلال الفنانة الكبيرة سميحة أيوب بالتأكيد أثرت فينا، وحين تنظر لمسرحية «الناس اللي فوق والناس اللي تحت»، بالتاكيد تأثرنا بها جميعا.
ما الذي أضافه لك الفنان الكبير عبدالمنعم مدبولي؟
كانت أولى تجاربي هي مسرحية «خشب الورد» مع الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي عام 1987، فهو أستاذ كبير حين بدأت العمل معه تعلمت منه الكثير، وكان لديه ملكة الارتجال، فمشهدي بالكامل معه كان ارتجالا، وما كتبه علي سالم على الورق كان: «يا محمد روح نادي الراجل من بره».. وأرد أقول «تمام يا فندم»، والمشهد كامل بيني وبين الأستاذ لمدة نصف ساعة أو أكثر ارتجال وكان هذا أول درس لي في الارتجال.
هل يمكن لفكرة القبول أن تجعل من ممثل موهوب ممثلا غير ناجح؟
الأمر بيد الله، وعلى الممثل أن يتقبل الأمر، ولا يكره نجاح الغير، وهذا ما أردده دائما أنني تقبلت الوضع، قدمت فيلما لم ينجح وفي المقابل لدي مسرح ناجح، ومسلسل وبرنامج ناجحان، ولدي أفلام أخرى ناجحة، فقد قدمت 64 فيلما منهم «حب البنات» و»رشة جريئة» و»على جنب يا أسطى»، وحصلت على 18 جائزة، فما المشكلة إذا لم ينجح عمل، بالتأكيد سيكون لدينا أشياء أخرى ناجحة طيلة الوقت .
بما أنك قدمت أكثر من 80 مسرحية مع مسرح الهواة فأين تراه الآن؟
أرى أنه موجود بدليل أن كل شباب العاملين معي كانوا، قبل عملهم معي، يعملون بمسرح الهواة.
أقيمت بعض الفعاليات أون لاين بدون جمهور خلال الفترة الماضية فما رأيك في ذلك؟
للأسف لم أتابع أيا منها، ولكن المسرح هو الممثل والمسرح والجمهور، ثلاثة عناصر أساسية، إذا لم يكن هناك مسرح فأين سيقف الممثل، وإذا لم يكن هناك ممثل فمن سيقف على خشبة المسرح، وإذا لم يكن هناك جمهور فكيف يصبح مسرحا ومن سيتفاعل معه، الجمهور عنصر أساسي في العملية المسرحية لا يمكن الاستغناء عنه تحت أي ظرف.
ونحن في 2020 ما الذي ترى أنه ينقص المسرح؟
أن يعمل الجميع، وكما كان لدينا ثلاثون فرقة يعودون ويكون هناك أعمال كثيرة، حتى الأعمال التي قدمت خلال الفترة الماضية لم تستمر ولا أعلم السبب لذلك، فأتمنى أن يتبنى الفنانون هذه المسألة ويعودوا للعمل لإحياء مسرح القطاع الخاص مرة أخرى.
وبماذا تنصح الشباب المقدمين على دخول المجال؟
قم بعمل الشيء الذي تحبه، ولا تنتظر منه مقابلا، لأنك إن انتظرت المقابل لن تحصل عليه، وكذلك إذا نظرت لغيرك أنه تقدم خطوة أو وصل لشيء لم تصل إليه وقتها لن تصل أبدا.
يحتفل المهرجان القومي للمسرح بـ150 سنة مسرحا فماذا تقول عن هذه المناسبة؟
أمر جيد أن نؤرخ للمسرح المصري، فمصر رائدة دائما ومنارة للفن، وهي مناسبة عظيمة.

 


روفيدة خليفة