«الزمن الدرامي في المسرح العربي» ..رسالة دكتوراه لأميرة الوكيل

«الزمن الدرامي في المسرح العربي»  ..رسالة دكتوراه لأميرة الوكيل

العدد 691 صدر بتاريخ 23نوفمبر2020

حصلت الناقدة المسرحية أميرة سيد أحمد الوكيل على درجة الدكتوراه من جامعة حلوان، عن رسالتها  «تقنيات الزمن الدرامي في دراما المسرح العربي في الفترة من 1970 حتى 1990» . ضمت لجنة المناقشة الدكتور محمد حسن عبد الله، أستاذ النقد الأدبي بكلية دار العلوم جامعة الفيوم والدكتور أحمد عبد الله محمد بدوي، أستاذ النقد الأدبي بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون ، والدكتورة دعاء محمود عامر، أستاذ الدراما والنقد بقسم علوم المسرح جامعة حلوان.
في رسالتها  تناولت الباحثة التعريف الاصطلاحي للزمن الدرامي، مستعرضة أهم التفسيرات والمفاهيم و الاصطلاحات التي قدمت  حول الزمن الدرامي سواء على مستوى الدراسات العربية أو الغربية .
وتضمَّن البحث  ثلاثة أبواب حمل الباب الأول منها عنوان «الزمن الدرامي في بنية النص المسرحي» واحتوى على أربعة فصول هي: «المشهد السياسي والاقتصادي في الوطن العربي، وناقش  العوامل السياسية والاقتصادية وتأثيرها منذ بداية السبعينيات وحتى التسعىنيات، باعتبارها فترة مليئة بالتغيُّرات والتحوّلات الاقتصادية والسياسية.
أما في الفصل الثاني الذي حمل عنوان «تأثير التغيرات السياسية والاقتصادية على المشهد الاجتماعي في الوطن العربي»  فتناولت فيه الباحثة تأثير المشهد  السياسي و الاقتصادي على الوعي الاجتماعي ووجدان الإنساني العربي، فيما حمل  الفصل الثالث عنوان « الدلالات الدرامية للزمن الدرامي « وهو يتضمن الإشارة إلى بعض الاتجاهات الفنية المسرحية الغربية والعربية، ويوضح  مدى أهمية الدلالات الدرامية للزمن الدرامي ومساهمتها في تفكيك وتفسير عناصر النصّ المسرحي. وينتهي الباب الأول بفصل رابع  بعنوان «أنماط الزمن الدرامي في المسرح العربي وهو الذي يناقش تقنيات الزمن الدرامية عبر مبحثين، الأول: الزمن في مضمون البنيّة الدرامية الذي يسلط الضوء على  بعض التقنيات الزمنية في مضمون البنية الدرامية منها {الزمن المروي وزمن الحكاية ــ زمن الفعل وزمن النصّ ــ تقنية المفارقة الزمنية ــ تقنية الحذف ــ المونتاج في النص المسرحي}، أما المبحث الثاني فجاء بعنوان « الزمن في الشكل الفني للبنية الدرامية» وتناول  عدة تقنيات زمنية على مستوى الشكل في البنية الدرامية منها { تقنيتي الاسترجاع والاستباق ــ تقنية التكرار ــ تقنية التعاقب الزمني ــ تقنية الانقطاع ــ الفاصل الزمني} كما تناول المعالجة الدرامية لتقنيات الزمن الدرامي في النص المسرحي العربي، بالإضافة إلى استشفاف دور الزمن داخل النص المسرحي في بلورة المسافات الزمنية، ومدى تأثير تقنيات الزمن الدرامي على بنية الشخصية والبناء الدرامي.
و حمل الباب الثاني عنوان «أثر المفارقة الزمنية على صياغة البنية الدرامية للنصّ المسرحي العربي»   وتناولت فيه الباحثة  تقنية  الرجوع إلى الماضي ودرست البنيّة الدرامية من خلال هذه العودة  واسترجاع الأحداث الدرامية، في محاولة للكشف عن فهم مسار الحدث الدرامي في تقنية الاسترجاع، وذلك حين يفتقد الأمان في الحاضر، كما أشارت إلى   تقنية الاستباق بوصفها مفارقة زمنية تشير إلى حدث دارمي مستقبلي ، بغرض استشراف المستقبل، وذلك عبر التطبيق على عدة نماذج مختارة هي {الصرير ــ الخيول ــ القادم ــ مدىنة النحاس ــ ابن الرومي في مدن الصفيح} وتضمن الباب فصلين،  الأول منهما حمل عنوان « تقنية الاسترجاع الزمني في البناء الدرامي .. نماذج مختارة من المسرح العربي» أما الثاني فحمل عنوان الاستباق الزمني في البناء الدرامي ..نماذج مختارة من المسرح العربي».
وجاء الباب الثالث في الرسالة تحت عنوان «تقنيات الزمن الدرامية وتوظيف الطرح السياسي في بنيّة النص المسرحي» وقد ناقشت فيه الباحثة ملامح المسرح السياسي العربي في السبعينات والثمانينات، في النصوص التي اتجهت إلى الإسقاط السياسي، عبر التراث أو التاريخ،  عبر تضمين تقنيات التقاطع والفواصل الزمنية المتضمنة في بنيّة الحدث الدرامي، كما تناولت مفهوم الوقفة الزمنية التي تسعى إلى إبطاء مسار الحدث الدرامي مما يؤدي إلى استمرارية وامتداد زمن الخطاب المسرحي، كما قامت الباحثة بتفنيد تقنية التزامن أو التداخل الزمني، أي تجسيد التشابك والجدل بين الأزمنة في البنية الدرامية، مستندة  في ذلك إلى عدِّة نصوص  متنوعة هي {حكاية الفلاح عبد المطيع ــ على البحر الوافر ـــ هاملت يستيقظ متأخرًا ــ الباب ــ الممثلون يتراشقون بالحجارة ــ ثورة الزنج ــ من المجنون أو غرفة رقم سبعة}.
كما انقسم الباب الثالث إلى ثلاث فصول،  الأول  حمل عنوان التقاطع الزمني في نصوص مسرحية «نماذج مُختارة». وحمل الثاني عنوان « الثغرة الزمنية في دراما المسرح العربي «نماذج مختارة» أما الفصل الثالث فجاء بعنوان  التداخل الزمني في نصوص المسرح العربي «نماذج مختارة». كذلك قامت الباحثة بدراسة تقنيات الزمن الدرامية  على مستوى الشكل و المضمون تطبيقًا على نماذج مختارة من المسرح العربي منذ السبعينيَّات وحتى بداية التسعينيَّات، تحت عنوان {تقنيات الزمن الدرامي في دراما المسرح العربي في الفترة من 1970 حتى 1990 «دراسة تحليلية نماذج مختارة»} وذلك بهدف توضيح دور وأهمية تقنيات الزمن الدرامي ودلالاتها وكيفية توظيفها في بنيّة النصّ المسرحي،  عبر قراءة تحليلية وسيميولوجية لأنماط الزمن المتعدِّدة، التي تَكشف عن تَعدُّد وتنوُّع التفسيرات والتأويلات الدرامية،  التي تمنح تصورات إبداعية وتعطي مساحات من الخيال للمتلقي. كما كشفت الباحثة  عن أهمية الفترة التاريخية المختارة _منذ السبعينيَّات وحتى مطلع التسعينيَّات_ وما تضمنته من طفرات سياسية واجتماعية واقتصادية وانعكاساتها الفكرية والفنية، باعتبارها فترة انتقالية معرفية وثقافية في مسرح الوطن العربي وتبلور صيغة مسرحية متفردة.
وحاولت الباحثة في رسالتها أيضا  تقديم رؤية علمية عن اسباب  أزمة المسرح العربي وحالة التشتت التي يعانيها « وفق رؤيتها»  وأرجعت ذلك إلى عدد من  التحوّلات والتغيُّرات التي أحدثت انفصالًا بين البنيّة الفكرية والثقافية وبين الممارسات العملية والاجتماعية والفنية، وأشارت الباحثة   إلى أن الدلالة الدرامية للزمن عبَّرت عن انفصال الكاتب المسرحي عن الواقع المعاش، حيث لجأ كُتَّاب  السبعينيَّات والثمانينيَّات الانشغال بقضايا التراث والإيغال في التاريخ والموروث والسير الشعبية  والاتجاه نحو المسرح الملحمي والمسرح التسجيلي ومسرح الإسقاط السياسي والطقوسي وما إلى ذلك،  بهدف انتقاد السُّلطة،  كما  أشارت أيضا إلى ممارسات كتابية تجديدية  لعدد من الكتاب تتمحور حول  ثلاثية {نحن ـــ الآن ـــ هنا} انطلاقا رؤية ترى المسرح وسيلة اتصال وتواصل بين النص/ العرض/ المؤدي وبين المتلقي/ الصالة/الجمهور.
كما سعت  الباحثة إلى إثبات أن دراسة التقنيات الزمنية الدرامية قد منحت الفرصة لامتزاج الأزمنة وتنوعها و مرونتها، ما يكشف عن توظيف الدلالات السيمويطيقية للماضي والحاضر والمستقبل ما بين الثقافات أو الفترات التاريخية المُتعدِّدة؛ بحسب طبيعة كل مجتمع وظروفه. وقد توصلت الباحثة إلى أن أزمة المسرح العربي ليست سوى انعكاس لأزمة الإنسان العربي، الذي يسعى لإدراك التحدِّيات الوجودية والحضارية والفكرية التي تواجهه، والإقدام على مراجعة الموروث في ضوء الواقع الراهن، إذ مازال المسرح العربي يبحث عن شخصية واضحة المعالم، و تناولت  الباحثة  في ذلك عدّة نماذج متنوعة  وهي مسرحية ثورة الزنج لـ معين بسيسو ومسرحية الممثلون يتراشقون بالحجارة لـ فرحان بلبل،ومسرحية ابن الرومي في مدن الصفيح لـ عبد الكريم برشيد، ومسرحية القادم لـ سليمان الحزامي، ومسرحية هاملت يستيقظ متأخرًّا لـ ممدوح عدوان ومسرحية حكاية الفلاح عبد المطيع لـ السيد حافظ، ومسرحية الباب لـ يوسف الصائغ ومسرحية غرفة رقم سبعة أو من المجنون؟ لـ عبد الجبار أبو غربية ومسرحية الصرير لـ يوسف العاني ومسرحية على البحر الوافر لـ عز الدين المدني، ومسرحية مدينة النحاس لـ نجيب محفوظ، ومسرحية الخيول لـ إبراهيم عبدالله غلوم.
 


ياسمين عباس