وداعا محمود ياسين .. فارس المسرح النبيل

وداعا محمود ياسين .. فارس المسرح النبيل

العدد 686 صدر بتاريخ 19أكتوبر2020

الفنان القدير محمود ياسين والذي رحل عن عالمنا بعد فترة صراع مع المرض يوم الأربعاء الموافق 14 أكتوبر (2020) فنان حقيقي ومبدع موهوب من طراز نادر، إذ وهبه الله بخلاف حضوره الطاغي واحساسه الصادق حنجرة ذهبية نجح في العزف على أوتارها بصدق مشاعره ومخارج ألفاظه السليمة ونبرات صوته القوية كثير من المونولوجات والقصائد الشعرية البديعة، ولعلنا مازلنا نتذكر تميز أدائه البديع لكل من القصيدتين الخالدتين “شرف الكلمة” للأديب عبد الرحمن الشرقاوي (من نص الحسين ثائرا وشهيدا، والتي قدمها بعرض “حدث في أكتوبر”)، و”يوميات نبي مهزوم” للشاعر والمسرحي الكبير صلاح عبد الصبور (من نص ليلى والمجنون).
وهو بلا شك قامة فنية سامية ورمز مشرف من رموز مسرحنا المصري والعربي، وأحد نجومنا الكبار الذين نفتخر بهم ويمثلون عناصر أساسية بقوتنا الناعمة. وهو من مواليد مدينة” بورسعيد” في 19 فبراير عام 1941، واسمه طبقا لشهادة الميلاد: محمود فؤاد محمود ياسين. وقد بدأ عشقه للمسرح من خلال المسرح المدرسي، ثم تأكدت موهبته من خلال انضمامه لبعض فرق الهواة بمدينة “بورسعيد” وبالتحديد فرقة “المسرح الطليعي”، وبعد انتهاء دراسته الثانوية انتقل إلى القاهرة للإلتحاق بكلية الحقوق في جامعة “عين شمس”، وطوال سنوات دراسته شارك في بطولة عدة مسرحيات من خلال المسرح الجامعي، فقد كان حلم التمثيل بداخله ينمو أكثر، ولذا فقد سعى للإحتراف وانتهز الفرصة وتقدم - قبل تخرجه مباشرة - للمسابقة التي أعلنت عنها فرقة “المسرح القومي” لقبول أعضاء جدد، وبعدما جاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية نجح بالفعل في الإنضمام إلى فرقة “المسرح القومي” عام 1963 (وذلك قبل تخرجه في كلية الحقوق عام 1964(، وكان من المنطقي أن يدفعه هذا النجاح الفني في البداية إلى رفض العمل بالمحاماة كمهنة بحياته العملية، وكذلك إلى رفض تعيين القوى العاملة له في محافظة “بورسعيد”. 
 وخلال فترة بداياته الفنية بمجال الاحتراف أضطر للمشاركة بأداء بعض الأدوار الصغيرة في عدة مسرحيات بفرقة “المسرح القومي” ومن بينها: الحلم، سليمان الحلبي، الزير سالم، المسامير، وذلك حتى أثبت جدارته ووصل إلى مرحلة القيام بالبطولات المسرحية أمام كبار النجوم. ويحسب له ارتباطه بالمسرح فبالرغم من تألقه السينمائي ظل حريصا على المشاركة بالعروض المسرحية كلما واتته الفرصة، خاصة بعدما تمكن بموهبته وجدارته في الوصل إلى أدوار البطولة منذ مسرحيتي: “ليلة مصرع جيفارا” (1969) بفرقة “المسرح القومي، والمسرحية الشعرية “ليلى والمجنون” رائعة الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور بفرقة “مسرح الجيب”،  وأكبر دليل على ذلك مشاركته بعد ذلك بعروض عودة الغائب (1977)، الزيارة انتهت (1982)، بداية ونهاية (1986)، واقدساه (1988)، أهلا يا بكوات (1989)، الخديوي (1993).
ويذكر أنه خلال فترة سبعينيات القرن العشرين نجح “محمود ياسين” في أن يصبح نجما من أهم النجوم البارزين في السينما وخاصة بمجموعة أفلامه الرومانسية، والتي من أشهرها: الخيط الرفيع، حكاية بنت أسمها مرمر، حب وكبرياء، العاطفة والجسد، الرصاصة لا تزال في جيبي، أين عقلي، العش الهادئ، أفواه وأرانب، أذكريني، كما شارك في بطولة عدد من الأفلام السياسية والوطنية المتميزة التي تم اختيارها ضمن أفضل مائة فيلم عربي (طبقا لإستفتاء عام 1996) خاصة وقد عاصر تاريخيا تلك المرحلة الحرجة في تاريخنا المعاصر بدءا من نكسة عام 1967 وحتى انتصار أكتوبر 1973. هذا وتتضمن مجموعة أفلامه المهمة الأفلام التالية: ليل وقضبان، على من نطلق الرصاص، أغنيةعلى الممر، الصعود للهاوية، انتبهوا أيها السادة.  
أما في حقبة تسعينيات القرن العشرين وبداية الألفية الجديدة فقد تألق بشكل كبير في عدد من المسلسلات التلفزيونية، وإن كان لم يبتعد عن السينما بشكل كامل، ومن أهم أعماله التلفزيونية: ضد التيار، سوق العصر، العصيان، كما قام بتجسيد بعض الشخصيات القيادية الرائعة من خلال بعض المسلسلات الدينية والتاريخية ومن بينها: أبو حنيفة النعمان، ابن سينا، العز بن عبد السلام سلطان العلماء، جمال الدين الأفغاني، المتنبي فارس السيف والقلم، الزير سالم.
ويتميز الفنان القدير محمود ياسين بصفة عامة بملامحه المصرية الأصيلة وتمتعه بسمات الرجولة الشرقية وبصوته الرخيم المميز والرائع الذي لا تخطئه الأذن أبدا، وكذلك بمهاراته في فن الإلقاء والتمثيل باللغة العربية الفصحى، كما يتميز بقدرته على تقمص مختلف الشخصيات الدرامية التي تنتمي لطبقات إجتماعية مختلفة، ولذا فقد نجح وتفوق في تقديم الأدوار المتنوعة وتجسيد شخصيات رجال الأعمال والمسئولين بنفس مستوى مهارته في تجسيد الأدوار الشعبية للطبقات الكادحة ومن بينها شخصيات الموظفين والبائعين والزبالين والبلطجية أيضا، كذلك نجح في تقديم بعض الأدوار الكوميدية التي يمكن تصنيفها تحت مسمى كوميديا الموقف ومن بينها على سبيل المثال أفلام: دقة قلب، غابة من السيقان، حب أحلى من حب، مع تحياتي لأستاذي العزيز، مين يجنن مين؟، الستات، جدو حبيبي، ومسلسلي: بابا في تانية رابع، ماما في القسم. 
وجدير بالذكر أن الفنان محمود ياسين قام بإنتاج ثمانية أفلام سينمائية وهي: أنا وابنتي والحب (1974)، رحلة النسيان، ضاع العمر يا ولدي (1978)، مع تحياتي لأستاذي العزيز (1981)، رحلة الشقاء والحب (1982)، الجلسة سرية (1986)، طعمية بالشطة (1993)، وأخيرا فيلم “قشر البندق” (1995)، وهو أول بطولة سينمائية لأبنته الفنانة رانيا محمود ياسين. وذلك بالإضافة إلى انتاجه لمسلسلين هما: القرين (1978)، الأبله (1980).
ويذكر أنه قد قام أيضا بكتابة القصة والسيناريو والحوار لمسلسل “رياح الشرق” عام 2000، وفي هذا الصدد يجب التنويه إلى أنه قد أثبت وبصورة عملية تمتعه بموهبة قيادية متميزة وخبرات إدارية كبيرة، حيث حقق عدة نجاحات في مجال الإنتاج الفني، ومن بينها إنشاء “أستديو رباعيات” للتسجيلات الصوتية، وذلك بالإضافة إلى نجاحه وتألقه الكبير عندما تولى مسئولية إدارة المسرح القومي خلال الفترة من 1988 إلى عام 1990، وهي الفترة التي أنتج خلالها مسرحية “أهلا يا بكوات” بطولة النجمين: عزت العلايلي وحسين فهمي، والتي حققت إيرادات كبيرة، كما نالت فرصة تمثيل “مصر” ببعض المهرجانات المسرحية العربية.
ويحسب لهذا الفنان القدير احتفاظه بروح الهواية طوال مسيرته الفنية، فلم تبهره أضواء النجومية يوما ولم ينس أنه ابن مسارح الأقاليم الذي أصقل موهبته من خلال المسرح الجامعي، لذا فقد اشتهر في الوسط الفني بدماثة خلقه وتواضعه الشديد ومساندته للموهوبين من مختلف الأجيال، وظل مثالا رائعا للأخلاق السامية والنبل الإنساني. حقا كم أعتز بصداقته الوطيدة منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، ودعمه الكبير لأنشطة وفعاليات “الجمعية المصرية لهواة المسرح” والتي شرفت بتأسيسها ورئاسة مجلس إدارتها عام 1982، ويكفي أن أذكر تطوعه بتحمل مسئولية رئاسة “مهرجان المسرح العربي” الذي تنظمه الجمعية في دورته السابعة (عام 2008)، وأيضا رئاسة لجنة التحكيم العربية بالدورة العاشرة (عام 2012).
وبعد مسيرة فنية رائعة وتاريخ حافل بالأعمال الفنية المتميزة بجميع القنوات الفنية (في السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة) قرر الفنان القدير محمود ياسين خلال عام 2018 إعتزال الفن نهائيا والإكتفاء بما قدمه من أعمال خالدة. وكما هو معروف أن الفنان محمود ياسين قد تزوج من الفنانة المتميزة شهيرة بعد قصة حب كبيرة جمعت بينهما، وأنجبا كل من: الممثلة رانيا محمود ياسين (مواليد 1972، والتي تزوجت من الفنان محمد رياض)، المؤلف والممثل عمرو محمود ياسين (مواليد 1978).
ويمكن تصنيف مجموعة أعماله الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية (الإذاعة المسرح السينما التلفزيون) وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
أولا - أعماله المسرحية:
ظل المسرح منذ بدايات الفنان محمود ياسين وحتى تاريخ اعتزاله هو المجال المحبب له ومجال إبداعه الأساسي، وهو الذي قضى في العمل به كممثل محترف ما يقرب من نصف قرن، شارك خلالها ببطولة عدد كبير من العروض ببعض الفرق المسرحية المهمة (ومن بينها فرق: المسرح القومي، مسرح الجيب، الفنانين المتحدين).
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعماله المسرحية طبقا لاختلاف الفرق المسرحية وطبيعة الإنتاج وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
1- بفرقة المسرح القومي: الحلم (1964)، سليمان الحلبي (1965)، الزير سالم، حلاوة زمان (1967)، المسامير، دائرة الطباشير القوقازية (1968)، ليلة مصرع جيفارا، وطني عكا (1969)، النار والزيتون (1970)، حدث في أكتوبر (1973)، عودة الغائب (1977). 
2- بفرق أخرى: ليلى والمجنون (الجيب - 1970)، الزيارة انتهت (الفنانين المتحدين - 1982)، بداية ونهاية ( جمعية فناني وإعلامي الجيزة - 1986)، واقدساه (إتحاد الفنانين العرب - 1988)، الخديوي (الغنائية الإستعراضية - 1993)، الرحمة المهداة (الحديث - 2007).
وذلك بالإضافة إلى مشاركته ببطولة بعض عروض المناسبات التي تنتج لتقديمها ببعض الإحتفالات الدينية والوطنية ومن بينها: أوبريت ميلاد أمة (1980)، أصوات قلبت العالم (2006)، مصر فوق كل المحن (2014).
وقد تعاون خلال هذه الرحلة المسرحية الثرية مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: عبد الرحيم الزرقاني، حمدي غيث، كمال يس، سعد أردش، كرم مطاوع، جلال الشرقاوي، سمير العصفوري، عبد الغفار عودة، شاكر عبد اللطيف، ياسر صادق، والمخرج الألماني كورت فيت.
ثانيا - أفلامه السينمائية:
شارك الفنان القدير محمود ياسين بأداء عدد كبير من أدوار البطولة المطلقة وبعض الأدوار الرئيسة المؤثرة في عدد كبير من الأفلام السينمائية التي قد يزيد عددها عن المائتي فيلم. وقد بدأ مشواره السينمائي بأدوار صغيرة من خلال أفلام: “القضية 68”، “شيء من الخوف”، “حكاية من بلدنا”، “الرجل الذي فقد ظله”، حتى جاءته فرصة البطولة الأولى من خلال فيلم” نحن لا نزرع الشوك “مع شادية ومن إخراج حسين كمال عام 1970، ثم تألق أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة بفيلم “الخيط الرفيع” عام 1971، لتتوالى أعماله السينمائية ويفوز من خلالها بلقب “فتى الشاشة الأول” بفترة السبعينيات والثمانينات. 
هذا وتضم قائمة الأفلام التي شارك ببطولتها مجموعة كبيرة من الأفلام المهمة من بينها الأفلام التالية: ثلاث قصص، القضية 68، الرجل الذي فقد ظله (1968)، دخان الجريمة، شيء من الخوف، حكاية من بلدنا، المطاردة (1969)، نحن لا نزرع الشوك (1970)، أختي، الخيط الرفيع (1971)، العاطفة والجسد، صور ممنوعة - القصة الأولى والثالثة، حب وكبرياء، الزائرة، حكاية بنت أسمها مرمر، أنف وثلاث عيون، الشيطان امرأة، أغنية على الممر، شباب يحترق  (1972)،  الحب الذي كان، ليل وقضبان، الحب والصمت، امرأة من القاهرة، امرأة سيئة السمعة (1973)، الرصاصة لا تزال في جيبي، قاع المدينة، الساعة تدق العاشرة، امرأة للحب، الظلال في الجانب الآخر، غابة من السيقان، بدور، الوفاء العظيم، أنا وابنتي والحب، أين عقلي، حبيبتي، العذاب فوق شفاه تبتسم (1974)،  حب أحلى من الحب، شقة في وسط البلد، سيدتي الجميلة، سؤال في الحب، على ورق سيلوفان، لا تتركني وحدي، على من نطلق الرصاص، جفت الدموع، الكداب، وانتهى الحب (1975)، دائرة الانتقام، العش الهادئ، ليتني ما عرفت الحب، لا يامن كنت حبيبي، صانع النجوم، أنا لا عاقلة ولا مجنونة، سنة أولى حب، عندما يسقط الجسد، دقة قلب، مولد يا دنيا، بعيدا عن الأرض (1976)، العذاب امرأة، أفواه وأرانب، أين المفر، همسات الليل، وسقطت في بحر العسل، سونيا والمجنون، امرأة من زجاج (1977)، أذكريني، ضاع العمر يا ولدي، وثالثهم الشيطان، أسياد وعبيد، رجل بمعنى الكلمة، انتبهوا أيها السادة، الصعود إلى الهاوية، مسافر بلا طريق، قاهر الظلام، رحلة النسيان (1978)، ولا يزال التحقيق مستمرا، مع سبق الإصرار، الوهم، الشك يا حبيبي، الأيدي القذرة، وتمضي الأحزان (1979)،  اللصوص، الباطنية، الشريدة، الأقوياء، الأخرس (1980)، وقيدت ضد مجهول، مرسي فوق ومرسي تحت، مع تحياتي لأستاذي العزيز، علاقة خطرة، مين يجنن مين؟، دندش، الوحش داخل الإنسان (1981)، أشياء ضد القانون، المحاكمة، رحلة الشقاء والحب، الثأر، وكالة البلح (1982)، عالم وعالمة، حادث النصف متر، إن ربك لبالمرصاد، سجن بلا قضبان، السادة المرتشون، وداد الغازية، العربجي، أسوار المدابغ (1983)، النشالة، الطائرة المفقودة، الشيطان يغني (1984)، إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أيام في الحلال، خيوط العنكبوت، القط أصله أسد، النساء (1985)، بلاغ ضد امرأة، مدافن مفروشة للإيجار، الجلسة سرية، امرأة مطلقة، عصر الحب، الحرافيش (1986)،  الملعوب، شاهد إثبات، التعويذة، الرجل الصعيدي، موعد مع القدر، المواجهة، الكماشة، العملية 42، إبليس في المدينة (1987)،  الأب الشرعي، أيام الرعب، الطعم والسنارة، رجل ضد القانون، نواعم (1988)، ليل وخونة، عودة الهارب (1990)، تصريح بالقتل (1991)، الستات، الفضيحة، الشجعان (1992)، امرأة تدفع الثمن، طعمية بالشطة (1993)، ليه يا دنيا، ثلاثة على مائدة الدم (1994)، أيام الشر، إغتيال فاتن توفيق، قشر البندق (1995)، حائط البطولات (1998)، فتاة من إسرائيل (1999)، الأخطبوط (2000)، الجزيرة (2007)، الوعد (2008)، عزبة آدم (2009)، جدو حبيبي  (2012). 
ثالثا - أعماله التلفزيونية:
شارك الفنان القدير محمود ياسين بأداء بعض الأدوار الرئيسة في عدد من المسلسلات التلفزيونية المهمة على مدى ما يقرب من خمسة وعشرين عاما ومن بينها المسلسلات التالية: السحت، جوهرة القصر، أقوى من الطوفان، بيت الأزميري، الرقم المجهول، جنة حتحوت، طريق النور، الطوفان، الشمس تشرق دائما، وهزمتني امرأة، حكيم الزمان، الرجل الغامض، القاهرة والناس، الدوامة، القرين، الأبله، ميراث الغضب، البريء، أخو البنات، الأفيال، كوم الدكة، بنات زينب، سور مجرى العيون، العصيان (ج1، ج2)، حديقة الشر، سوق العصر، اللقاء الثانى، اليقين، كنوز لا تضيع، الحكم مؤجل، سور مجرى العيون، أهل الطريق، أيام المنيرة، فارس السيف والقلم، فوازير الأدباء، عزبة المنيسي، ضد التيار، مذكرات زوج، ماما في القسم، غدا تتفتح الزهور، اللؤلؤ المنثور، الزير سالم، غريب الديار، طرح البحر، ثورة الحريم، بابا في تانية رابع، سلالة عابد المنشاوي، وعد ومش مكتوب، السماح، رياح الشمال، خلف الأبواب المغلقة، حلم آخر الليل، رياح الشرق، المطاردة، بعد الضياع، كوكب الشرق، العز بن عبد السلام سلطان العلماء، بعثة الشهداء، التوبة، الإسلام وحياة جديدة، جمال الدين الأفغاني، ابن سينا، الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان، طريق النور، النبي ها هنا، محمد رسول الله (ج4)، وذلك بالإضافة إلى مشاركته ببطولة بعض السهرات والتمثيليات التلفزيونية ومن بينها: الساعات الأخيرة، الجدار، ذات النطاقين، لن أتزوج زميلي، سمارة، حمام القدس. 
رابعا - مشاركاته الإذاعية:
تميز الفنان القدير محمود ياسين بصوته الرخيم المتميز ومخارج ألفاظه السليمة، وبمهاراته البديعة في التلوين الصوتي والتعبير عن مختلف المشاعر، وبأدائه وإلقائه الشعري البديع وخاصة في التمثيل باللغة العربية ولذا فقد أسند إليه المخرجون مهمة  التعليق أو شخصية الرواي في عدد كبير من أعمال المناسبات الوطنية والرسمية، كما نجح مخرجو الإذاعة في توظيف موهبته ومهاراته في بطولة عدد كبير من التمثيليات والمسلسلات الإذاعية، ولكن للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع مشاركاته الإذاعية، خاصة وأنه قد ساهم في إثراء الإذاعة المصرية ببعض برامج المنوعات والأعمال الدرامية على مدار مايزيد عن خمسة وثلاثين عاما ومن بينها المسلسلات والتمثيليات الإذاعية التالية: دندش، كفر نعمت، وعاشت بين أصابعه، الرحلة، لست شيطانا ولا ملاكا، أفواه وأرانب، أصابع بلا بصمات، ما بعد الأيام، البحث عن الذات (أنور السادات)، المماليك، سنة أولى حب، نقطة نور، كل هذا الحب.
 • الجوائز والأوسمة والمناصب
كان من المنطقي أن يتم تتويج تلك المسيرة العطرة والمشوار الفني الثري لهذا الفنان القدير بحصوله على بعض مظاهر التكريم وعلي العديد من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير ولعل من أهم الجوائز والأوسمة والمناصب التي تقلدها حصوله على أكثر من مائة جائزة في مختلف المهرجانات المحلية والعالمية ومن أهمها: جائزة الدولة عن أفلامه الحربية (عام 1975)، جائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية (عام 1980)، جائزة التمثيل من مهرجان “طشقند” (عام 1980)، ومهرجان السينما العربية في أمريكا وكندا (عام 1984)، ومهرجان عنابة بالجزائر (عام 1988)، كما حصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان التليفزيون لعامين متتالين (2001، 2002)، وكذلك تم تكريمه بالدورة الثالثة عشر لمهرجان “القاهرة الدولي للمسرح التجريبي” عام 2001، كما تم اختياره عام 2005 من قبل الأمم المتحدة - نظرا لنشاطاته الإنسانية المتنوعة - سفيرا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع. وتضم قائمة التكريمات كذلك تكريمه بملتقى النيل والفرات عام 2012، وأيضا تكريمه من قبل رئيس الجمهورية بعيد الفن المصري (عام 2014)، وبحفل إفتتاح الدورة الواحدة والثلاثين لمهرجان “الأسكندرية السينمائي الدولي” (عام 2015)، وكذلك من خلال مهرجان “المسرح العربي” (الذي تنظمه الجمعية المصرية لهواة المسرح) في دورته الرابعة (عام 2005)، وأخيرا بالدورة الحادية عشر لمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه “الهيئة العربية للمسرح” (عام 2019).
كذلك يجب التنويه إلى مشاركاته المتعددة بعضوية ورئاسة عدد كبير من المهرجانات المحلية والدولية، وأختياره رئيسا للجنة التحكيم بمهرجان “القاهرة للإذاعة والتلفزيون” (عام 1998)، ورئيسا شرفيا للمهرجان في نفس العام إلى جانب توليه منصب رئيس “جمعية كتاب وفناني وإعلامي الجيزة” لعدة سنوات.
رحم الله هذا الفنان القدير الذي بذل كل جهده ووقته وأمواله في سبيل رفع راية الفن المصري والعربي، وتقديم أعمالا فنية راقية تؤكد مدى قدرة قوتنا الناعمة على مواجهة كافة التحديات، وكذلك تقديم النموذج المشرف والمثالي لسلوكيات الفنان القدوة لجمهوره ولكافة زملائه من الأجيال التالية.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏