وداعا المنتصر بالله.. صانع البهجة ومفجر الضحكات

وداعا المنتصر بالله.. صانع البهجة ومفجر الضحكات

العدد 684 صدر بتاريخ 5أكتوبر2020

الفنان المصري القدير المنتصر بالله والذي رحل عن عالمنا يوم السبت الموافق 26  سبتمبر (2020) اسمه الكامل طبقا لشهادة الميلاد: المنتصر بالله رياض عبدالسيد، وهو من مواليد مدينة “القاهرة” 21  فبراير عام 1950، وتتكون أسرته من سبعة أشقاء كان ترتيبه بينهم الثاني، وجميع أسمائهم تنتهي بلفظ الجلالة فهم: المعتز بالله، المنتصر بالله، سعد الله، محفوظ بالله، محفوظة بالله، إكرام الله، نعمة الله. ويذكر أن موهبته الفنية قد ظهرت في فترة مبكرة، وبالتحديد عندما صار عمره في حدود العشر سنوات حينما بدأ في تقليد أقربائه، ثم أصبح المقلد والكوميديان الذي يضحك جميع أفراد العائلة، خاصة بعدما برع في تقليد جميع الشخصيات والأنماط التي يقابلها. بدأت هوايته لفن التمثيل تتبلور من خلال مشاركته بفريق المسرح المدرسي حينما شارك في أول عمل مسرحي حقيقي وهو مسرحية نهاية العام، ثم بعد ذلك بفريق المسرح الجامعي. حيث تخرج في كلية الزراعة بحصوله على بكالوريوس الزراعة في أوائل سبعينيات القرن الماضي، بناء على رغبة والده الضابط بالقوات المسلحة والذي رفض رفضا قاطعا التحاقه بأكاديمية الفنون ودراسة التمثيل. وقد عمل “المنتصر” بالفعل مهندسا زراعيا لفترة قصيرة، وذلك قبل وفاة والده وقراره المصيري تغيير مساره. 
ويحسب له إدراكه في فترة مبكرة ضرورة صقل موهبته في التمثيل بالدراسة فالتحق بالمعهد “العالي للفنون المسرحية”، وتخرج فيه بحصوله على درجة بكالوريوس الفنون المسرحية (قسم التمثيل والإخراج) بأكاديمية الفنون عام 1977، وذلك ضمن دفعة ضمت عددا من الموهوبين الذين نجحوا في تحقيق نجوميتهم بعد ذلك ومن بينهم: ممدوح وافي، خالد الذهبي، هناء ثروت، نبيل نور الدين، ولاء فريد، محمد ناجي، والمخرجين: جلال توفيق، محمد أبو داود، شاكر خضير، رزيق البهنساوي، فيصل عزب.
وجدير بالذكر أنه خلال فترة دراسته بالمعهد نجح في صقل موهبته بالمشاركة ببعض عروض فرق هواة المسرح وخاصة بمسارح الشاركات، وأيضا بالمشاركة ببعض الأعمال ما بين السينما والمسرح والتلفزيون، فوفق في تأكيد موهبته وإظهار مهارته الفائقة بقدرته على التميز وخطف الأنظار مهما كانت مساحة الدور صغيرة ومهما كان معه عدد كبير من النجوم، حتى أن مساحة دوره في بعض الأحيان كانت لا تزيد عن عدة مشاهد صغيرة يمكن حذفه دون أي تأثير على الأحداث الدرامية، ومع ذلك كان ينجح في كل مرة في تحدى الجميع وفي ترك بصمة واضحة بحيث يصعب أن ينسى بعد انتهاء العمل.
وخلال مسيرته الفنية نجح في تقديم عدة شخصيات مؤثرة دراميا والمشاركة بتقديم عدد كبير من الأدوار المساعدة في عدة أعمال فنية مهمة بمختلف القنوات الفنية ونذكر منها على سبيل المثال: بمجال المسلسلات التليفزيونية مسلسلات: عيون، أنا وأنت وبابا في المشمش، شارع المواردي (ج2،1)، أبناء ولكن، أيام المنيرة، أرابيسك، الدوامة، فرصة العمر، مذكرات زوج، صباح الخير يا جاري، مملوك في الحارة، التوأم، فوزاير عمو فؤاد. وبمجال المسرح مسرحيات: شارع محمد علي، علشان خاطر عيونك، مطلوب على وجه السرعة، العالمة باشا، حضرات السادة العيال، عائلة سعيدة جدا. وكذلك تألق في السينما في عدة أفلام من بينها: تجيبها كده تجيلك كده هي كده، ياتحب ياتقب، حنحب ونقب، فيفا زلاطا، أسوار المدابغ، الشيطانة التي أحبتني، المغنواتي، المواطن مصري، ضد الحكومة، سواق الأتوبيس، فقراء ولكن سعداء، الحدق يفهم، الفضيحة، المعلمة سماح، محامي تحت التمرين، ممنوع للطلبة، نأسف لهذا الخطأ، ناس هايصة وناس لايصة، شفاه غليظة، يا ما أنت كريم يارب، استقالة عالمة ذرة، كريستال.
ويذكر أن آخر أعماله الفنية كانت مشاركته في مسلسل “الصيف الماضي” عام 2010، من إخراج عبد الحكيم التونسي، وقد شاركه البطولة الفنانين: رانيا فريد شوقي، أحمد عزمي، عمرو محمود ياسين، دينا عبد الله، وكان قد بدأ في التعافي من أثر إصابته بجلطة في المخ عام 2008، وذلك قبل انتكاسته الصحية مرة أخرى ليعيش معاناة مع المرض استمرت 12 عاما. 
ويتضح جليا مما سبق أن الفنان المتميز المنتصر بالله نجح في حفر مكانة خاصة له بقلوب جمهوره الكبير سواء بمصر أو بمختلف الأقطار العربية الشقيقة، وأيضا بمختلف فئاته وأعماره، ويكفي أن نذكر له مدى ارتباط جمهوره به على مدى أكثر من ثلاثين عاما متصلة مع استمرار الإعجاب بأدواره المختلفة والشخصيات الدرامية المتنوعة التي برع في تجسيدها، وكذلك ببرامج المنوعات الشهيرة التي نجح أيضا في تقديمها بخفة ظله وسرعة بديهته.
ويكفي أن نذكر له تقديمه لبعض الشخصيات المؤثرة بعدة مسرحيات كوميدية شهيرة وفي مقدمتها: شخصية عم أيوب بمسرحية “حضرات السادة العيال”، وشخصية دكتور سامي الابن الأوسط (زوج زبيدة ثروت) بمسرحية “عائلة سعيدة جدا”، مدير الكباريه سينجر بمسرحية “علشان خاطر عيونك”، شخصية شلولو المطرب وعازف العود بمسرحية “شارع محمد علي”. وذلك بالإضافة إلى انتشار عباراته الشهيرة (“الإيفيهات”) التى بتكرار ترديدها تحولت إلى “عبارات مأثورة (تريند)، ومن بينها على سبيل المثال: ما هو فيه طريقين، وكل طريق فيهم بيتفرع لطريقين...
وجدير بالذكر أنه كان يعيش حياة عائلية هادئة، فقد تزوج من الفنانة عزيزة كساب خلال فترة عمله كمهندس زراعي، والتي اعتزلت الفن لتربية بناتها حيث وهبهما الله ثلاث بنات حتى أطلق عليه بالوسط الفني لقب” أبو البنات”. وبناته الثلاث يعشقن الفنون وهن: “هبة” خريجة كلية الفنون الجميلة، “رانيا” خريجة المعهد العالي للسينما، سارة خريجة كلية الآداب. 
ويمكن تصنيف مجموعة أعماله الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية (المسرح السينما التلفزيون الإذاعة) مع مراعاة التسلسل الزمني كما يلي:
أولا - أعماله المسرحية:
ظل المسرح لسنوات طويلة هو المجال المحبب للفنان المنتصر بالله ومجال إبداعه الأساسي، وهو الذي قضى في العمل به كممثل محترف أكثر من ثلاثين عاما. هذا ويمكن تصنيف مجموعة المسرحيات التي شارك في بطولتها طبقا لاختلاف الفرق وأيضا للتتابع الزمني كما يلي: 
•  فرق مسارح الدولة:
• “المسرح الكوميدي”: خللي بالك من راسك (1981)، عائلة سعيدة جدا (1985)، مولد سيدي المرعب (1998)، اللعبة المجنونة (2002).
• “جمعية فناني وإعلامي الجيزة”: بداية ونهاية (1986).
• “أنغام الشباب”: ابن حسب الله (2005).
•  فرق القطاع الخاص:
• “عمر الخيام”: أنهم يقتلون الحمير (1974).
• “الريحاني”: كلام فارغ جدا (1976).
• “الكوميدي المصرية”: راسب مع مرتبة الشرف (1978). 
• “الكوميدي شو”: مطلوب حيا أو متزوجا (1979)، أنت المطلوب (1983).
• “نجوم الكوميديا” (حسين عناني): حضرات السادة العيال (1982).
• “الفنانين المصريين”: إمبراطور عماد الدين (1984).
• “الفنانين المتحدين”: علشان خاطر عيونك (1987)، شارع محمد علي (1991).
• “كنوز” (عبد العظيم الصياد): مطلوب على وجه السرعة (1988).
• “حسام الهجرسي”: إحنا إللي خرمنا التعريفة (1989).
• “محمد فوزي”: العالمة باشا (1991).
• “أشرف صدقي”: حارة الضحك (1993).
• “النجمة” (هياتم): يا أنا يا أنت (1997). 
• “ماستر بيس”: بوبي جارد (1998).
• “مينوش”: عسل البنات (2000).
• “جراند ستار”: إيه إللي بيحصل ده؟ (2007).
• مسرحيات مصورة: بالإضافة إلى مجموعة المسرحيات السابق ذكرها شارك في بطولة عدد من المسرحيات التي تم انتاجها خصيصا للعرض التليفزيوني ومن بينها: يا أنا يا إنتي يا دنيا، وراك يا زمن، عيلتين في شقة، دنيا، إلى المصيف يا زوجي الحبيب، ليلة من ألف ليلة (1977)، عروسة تجنن (1980)، ليلة جواز قمر (1983)، النسانيس، ليلة القبض على بابا (1984)، أولادي، الرجال يفضلونها موظفة (1985)، الصغيرة، السنكوح (1986)، ابتسامة وراء قضبان أنا وصاحبي في الكازوزة (1987)، قسمتي ونصيبي (1989)، سلفني عقلك (1992)، صفقة بمليون دولار، عصفور ودبور،  (1993)، استجواب (1996)، آه يا عقلي (2002)، وتجدر الإشارة إلى أن مسرحية “استجواب” إنتاج كويتي، ومسرحية “آه يا عقلي” إنتاج سعودي. 
وقد تعاون من خلال تلك المسرحيات مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: السيد بدير، حسن عبد السلام، جلال الشرقاوي، السيد راضي، سمير العصفوري، هاني مطاوع، حسين كمال، عبد الغفار عودة، عبد الغني زكي، محمود الألفي، عوض محمد عوض، محمد عبد العزيز، محمد أبو داود، شاكر خضير، مصطفى الدمرداش، فيصل عزب، رزيق البهنساوي، أحمد عبد الجليل. 
وتجدر الإشارة إلى مشاركته لنخبة من كبار النجوم في بطولة المسرحيات السابق ذكرها ومن بينهم على سبيل المثال: فؤاد المهندس، محمد عوض، أمين الهنيدي، سمير غانم، ليلى طاهر، سهير البابلي، نبيلة عبيد، فريد شوقي، محسن سرحان، يوسف شعبان، محمود ياسين، حسين فهمي، مجدي وهبة، أبو بكر عزت، ليلى علوي، ميمي جمال، ماجدة الخطيب، هالة فاخر، إسعاد يونس، زبيدة ثروت، آمال رمزي، دلال عبد العزيز، هياتم، جمال إسماعيل، وحيد سيف، سهير الباروني، سيد زيان، حسين الشربيني، حسن عابدين، نبيل الهجرسي، عبد الله فرغلي، يحيى الفخراني، أحمد راتب، نجاح الموجي، أحمد بدير، أسامة عباس، فؤاد خليل، ليلى فهمي، نبيل بدر، فاروق فلوكس، مظهر أبو النجا، محمد هنيدي، أحمد أدم، أشرف عبد الباقي، علي الحجار، ممدوح عبد العليم، هشام سليم، شريهان، محمود الجندي، سعيد عبد الغني، محمود قابيل، سوسن بدر، ماجدة زكي، شيرين، هالة صدقي، نيرمين الفقي، إيمان، غريب محمود، فادية عبد الغني، صلاح عبد الله، محمد رياض، رانيا محمود ياسين، بدرية طلبة.
ثانيا - أعماله السينمائية:
شارك الفنان القدير المنتصر بالله بأداء بعض الأدوار الثانوية المؤثرة في عدد كبير من الأفلام السينمائية التي قد يقارب عددها خمسة وأربعين فيلما، ولكن للأسف لم تستطع السينما الإستفادة بصورة كاملة من هذا الفنان القدير وموهبته الكبيرة، وذلك نظرا لأنه بدماثة خلقه وتواضعه الشديد قبل القيام بعدد كبير من الأدوار الثانوية التي أجاد في تجسيدها فحبسه فيها المنتجون والمخرجون، خاصة وأنه مع إعتزازه بكرامته ومحافظته على كبريائه الفني لم يسع مطلقا إلى القيام بأدوار البطولة. كانت أولى مشاركته السينمائية فيلم “إحترسي من الرجال يا ماما” عام 1975، من إخراج محمود فريد، وبطولة محمد عوض، ماجدة الخطيب، وأمين الهنيدي ولبلبة. في حين كانت آخر أفلامه “حنحب ونقب” عام 1997، من إخراج عبد اللطيف زكي، وبطولته مع الفنانين فاروق الفيشاوي، أحمد أدم، وفاء عامر.
هذا وتضم قائمة أعماله الأفلام التالية: إحترسي من الرجال يا ماما (1975)، فيفا زلاطا (1976)، رجل اسمه عباس (1978)، المغنواتي (1979)، استقالة عالمة ذرة (1980)، إللي ضحك على الشياطين، مرآة في الكف (1981)، سواق الأتوبيس، تجيبها كده تجيلها كده هي كده (1982)، ياما أنت كريم يا رب، دعوة للزواج، الذئاب، أسوار المدابغ (1983)، ممنوع الطلبة، المحظوظ (1984)، عسل الحب المر، الموظفون في الأرض، الرجل الذي عطس (1985)، محامي تحت التمرين، نأسف لهذا الخطأ، ناس هايصة وناس لايصة، الحدق يفهم، أجراس الخطر، فقراء ولكن سعداء (1986)، حارة الجوهري، اللعيبة (1987)، التحدي، المجنون (1988)، المعلمة سماح، صراع الأحفاد، المرشد (1989)، الشيطان يستعد للرحيل، تحت الصفر، امرأة تحت الإختبار، الشيطانة التي أحبتني (1990)، المواطن مصري (1991)، كريستال، ضد الحكومة، الفضيحة، شفاه غليظة، الزمن الصعب (1992)، الرصيف (1993)، يا تحب يا تقب (1994)، حنحب ونقب (1997).
وقد تعاون من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: صلاح أبو سيف، حسن الإمام، حسين عمارة، حسن الصيفي، حسن سيف الدين، محمود فريد، سيد عيسى، حسن حافظ، ناجي أنجلو، السعيد مصطفى، عادل صادق، إبراهيم الشقنقيري، علوية زكي، محمد حسيب، رضا النجار، إبراهيم الموجي، فاروق الرشيدي، محمد عبد العزيز، أحمد فؤاد، سمير سيف، محمد أباظة، عاطف الطيب، إيناس الدغيدي، مدحت السباعي، عمر عبد العزيز، عبد اللطيف زكي، ناصر حسين، مراد الخولي، عادل عوض، أحمد يحيى، شريف يحيى. 
ثالثا - أعماله التلفزيونية:
منحت الدراما التليفزيونية الفنان القدير المنتصر بالله فرصة المشاركة بأداء بعض الأدوار الرئيسة في عدد كبير من المسلسلات التمثيليات والسهرات التلفزيونية، فنجح من خلالها في تحقيق الانتشار الفني وتأكيد قدراته ومهاراته الفنية. وتضم قائمة أعماله الدرامية المسلسلات التالية على سبيل المثال فقط: كبرياء الحب، فوتوغرافيا، حديقة الزوجات، طريق الذهب، تمساح البحيرة، الحل الوحيد، الدعوة خاصة جدا، الحب والثمن، الشاطئ المهجور، الدوامة، أبرياء ولكن، متاعب المهنة، فرصة العمر، بعد الغروب، الدنيا لما تلف، الأفعى، عيون الحب، فارس الأحلام، عيون، ميراث الغضب، وتفضلوا بقبول الحب، وتاه الطريق، قلب من ذهب، أعقل زوجين في العالم، عصر الحب، أنها مجنونة مجنونة، القاهرة 80، ثمن الخوف، نار ودخان، حكاية ماما زوزو، اللقاء الثاني، أنا وأنت وبابا في المشمش، مذكرات زوج، مواقف ساخرة، الحب وسنينه، صباح الخير يا جاري، شارع المواردي (ج2،1)، مملوك في الحارة، البحث عن فرصة، الحكم مؤجل، النوة، البريمو، ليلى زمانها جايه، الوقف، البحث عن عبده، المحاكمة، أرابيسك، أبناء ولكن، البحث عن زوج، لن أمشي طريق الأمس، لو حصل العكس، كلهن طيبات، سنوات الغربة، الصحيح ما يطيح (مسلسل كويتي)، التوأم، شقلباظ، القلب يخطئ أحيانا، عمو عزيز، بدارة، أحلام مؤجلة، تحت الصفر، ولسه فيه أمل، نهر العطاء، الرجل المنتظر، من غير ميعاد، للسعداء فقط، إجري .. أجري .. أجري، ماكو فكة، الكلام المباح، علماء على طاولة الشطرنج، آن الأوان، عسكر وحرامية، 30 شارع مصطفى حسين، العمر بالمقلوب، الصيف الماضي، راجل وست ستات (ج5)، عالم عم أمين، فوازير فطوطة الأفلام، فوزاير عمو فؤاد كنوز الأرض، فوازير عالم ورق ورق، تقديم برامج (ومن أشهرها: آخر كلام، لا أرى لا أسمع). وذلك بالإضافة إلى مشاركاته أيضا ببعض التمثيليات والسهرات التلفزيونية ومن بينها: نهارك أبيض، نص عمر، كفر الجنون، قلوب خضراء، عودة الحلم الوردي، حدث في كفر الطناشي، امرأة لها ماضي، الزواج في الزمن الصعب، الحب كلمة من حرفين، حلاوة الروح، الناس لبعض، حب وتخشيبة، أولية، الحب القاتل، 
رابعا - إسهاماته الإذاعية:
شارك الفنان المنتصر بالله بأداء بعض الشخصيات الدرامية المهمة بصوته المميز وقدراته الأدائية العالية في عدد كبير من المسلسلات الدرامية والتمثيليات والسهرات الإذاعية، ولكن للأسف يصعب بل ويستحيل حصر جميع مشاركاته الإذاعية الكثيرة التي ساهم من خلالها في إثراء الإذاعة المصرية على مدار ما يقرب من أربعين عاما، وذلك نظرا لأننا نفتقد وللأسف الشديد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وتضم قائمة أعماله الإذاعية مجموعة كبيرة من المسلسلات والتمثيليات الإذاعية ومن بينها على سبيل المثال فقط: مراتي عاقلة جدا، الأستاذ حاشر نفسه، كلمني عن بكره، عبد الودود عبر الحدود، عوام على بحر الهوى. 
ومما سبق يتضح أن الفنان المتميز المنتصر بالله يعد فنانا من أهم نجوم الكوميديا بالنصف الثاني من القرن العشرين الذين قدموا أعمالا جماهيرية ومتميزة ومؤثرة بجميع القنوات الفنية (سواء بالمسرح أو السينما أو التلفزيون أو الإذاعة)، وذلك بالرغم من حصوله على عدد قليل جدا من الأدوار الرئيسة والبطولات وفي فترة متأخرة نسبيا، وهذا يؤكد - وبما لايدع مجالا للشك - موهبته الحقيقة وانتمائه إلى فئة الممثلين الكبار الذين يستطيعون وضع بصمة مميزة في كل دور يشاركون في تقديمه حتى ولو كان دورا صغيرا جدا. فقد كان - رحمه الله - صاحب حضور محبب و”كاريزما” خاصة، وكان يتمتع بخفة الظل والقدرة على إشاعة البهجة والسرور وكذلك القدرة على الإرتجال الفوري، كما كان بارعا وبحرفية في التقاط التفاصيل الصغيرة، ويجيد فن معايشة وتقديم الشخصيات والأنماط التي يقوم بتجسيدها، لذلك حرص طوال مشواره الفني على عدم تكرار أدواره، وعلى تقديم عدد كبير من الأنماط والنماذج البشرية المتناقضة، فنجح في تجسيد شخصيات الفلاح والصعيدي والعامل الأجير والموظف المطحون والقيادي والمسؤول الكبير ورجل الأعمال الثري وعضو العصابة، كما نجح وتفوق في تجسيد بعض الشخصيات الميلودرامية والتراجيدية بنفس درجة إجادته وتميزه في تقديم الشخصيات الكوميدية. 
وللأسف الشديد برغم تميزه وشعبيته الكبيرة فإن المحصلة النهائية لمجموعة أعماله تعد حصيلة ضئيلة جدا ولا تتناسب أبدا مع عمق واتساع وتنوع موهبته الكبيرة، ويكفي أن نرصد له بعض أدواره المهمة في سنوات النضج، كذلك يجب التنويه إلى نجاحه وتميزه الكبير بالمسرح، حيث حققت بعض المسرحيات التي شارك ببطولتها – سواء بفرق الدولة أو الفرق الخاصة - أكبر الإيرادات أثناء عرضها بالقاهرة وذلك بخلاف تحقيقها للإيرادات الكبيرة من خلال تنظيم بعض الجولات المسرحية الناجحة لها ببعض الدول العربية ومن بينها جولات بكل من دولتي الكويت والإمارات والسعودية. 
وأخيرا إذا كنا قد افتقدنا جميعا برحيله فنانا متميزا عاشقا لفنه فإنني أيضا بصفة خاصة قد افتقدت على المستوى الشخصي صديقا رائعا متواضعا مخلصا لأصدقائه ومحبا للحياة وقادرا على إشاعة جو من البهجة والسرور، ويكفي أن أذكر أن صداقتي معه قد استمرت منذ مشاركته ببطولة عرض “عائلة سعيدة جدا” بفرقة المسرح الكوميدي عام 1985، ثم توثقت أكثر مع بدايات الألفية الجديدة حينما جمعتنا سويا فعاليات الدورة الأولى لمهرجان “الفجيرة الدولي للمونودراما” بدولة الإمارات الشقيقة، وكم أسعدني بمتابعاته لمجموعة كبيرة من مقالاتي وبعض إصداراتي الأدبية، وكذلك بحرصه على دعوتي لمشاهدة بطولته المطلقة لعرض “ابن حسب الله” بفرقة “أنغام الشباب” وهو العرض الذي أبدع الراحل حسن عبد السلام في إخراجه. رحم الله الفنان القدير المنتصر بالله الذي عشق الفن ومهنة التمثيل بكل الصدق فأخلص في جميع أعماله وبذل قصارى جهده في تجسيد مختلف الشخصيات الدرامية، كما حرص على المشاركة في الأعمال الكوميدية وتقديم أدواره بصورة كاريكاتيرية محببة بهدف إسعادنا وخلق البسمة على شفاهنا، فوفقه الله في وضع بصمة مميزة له وفي كسب ثقة وحب المشاهدين. 


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏