فنانو الثقافة الجماهيرية يقيمون موسمهم المسرحي

فنانو الثقافة الجماهيرية يقيمون موسمهم المسرحي

العدد 592 صدر بتاريخ 31ديسمبر2018

إيجابيات وسلبيات وتغيرات وأمنيات وطموحات وأحداث عدة تحدث عنها ورصدها ولمسها فنانو الأقاليم في مسرح الثقافة الجماهيرية 2018، تقوم “مسرحنا” برصدها من خلالهم.
رفع مسرح الثقافة الجماهيرية شعار «المسرح للجمهور» للسنة الثانية، وكان أهم ما يميز موسم 2018، كما اتفق الجميع، هو ربط الإنتاج، بالإضافة إلى زيادة أيام العروض لكل فرقة لتصبح 15 ليلة عرض وهو ما ساهم في استقطاب الجمهور، ورفع أجور الممثلين والشعراء والملحنين ومهندسي الديكور، كما اتخذت إدارة المسرح آليات جديدة لاعتماد مخرجيها وهي أن يجتاز المخرج تدريبا من خلال ورشة تقيمها في كافة عناصر العرض المسرحي على أيدي مجموعة من الأكاديميين والمتخصصين ثم يقوم بعد ذلك بعمل تجربة مسرحية يتم اعتماده من خلالها.
وفي عام 2018 تقدم ما يقرب من 102 مشروع على مستوى فرق أقاليم مصر وأنتج ما يقرب من 97 عرضا خضعت للتقييم الموقعي وصولا للمهرجان الختامي لفرق الأقاليم الذي أقيم في الفترة من الأول حتى 13 يونيو الماضي بمشاركة 15 عرضا على خشبة مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية والمركز الثقافي بالجيزة.
وفيما يخص نوادي المسرح فقد تم مشاهدة 180 مشروعا في مواقع متنوعة من أقاليم مصر وتم إنتاج ما يقرب من 102 عرض قدمت في مواقعها، ثم تم تصعيد 24 عرضا إلى ختامي مهرجان نوادي المسرح الذي أقيم في 31 مايو الماضي على خشبة مسرح أوبرا ملك واستمر لمدة أثني عشر يوما.
كما شارك من عروض الثقافة الجماهيرية في المهرجان القومي في دورته الحادية عشرة لعام 2018 خمسة عروض وهي «هاملت» تأليف وليم شكسبير وإخراج سامح بسيوني لفرقة قصر ثقافة الجيزة، “ساحرات سالم” تأليف آرثر ميللر إخراج محمد مكي، لفرقة قصر ثقافة الأنفوشي، وعرض «محاكمة واد من جنوه» تأليف درايفو وإخراج أحمد عبد الجليل، و”قابل للاشتعال” تأليف وإخراج أشرف علي، وعرض «استوديو» تأليف وإخراج علاء الكاشف.
بالإضافة إلى إقامة اللقاء الأول لشباب المخرجين عقب تولي المخرج عادل حسان لإدارة المسرح حيث أقيمت فعاليات الملتقى في المركز الثقافي بالجيزة والذي شارك به 8 عروض ومن خلال التحقيق نقوم برصد آراء بعض المسرحيين في مسرح الثقافة الجماهيرية لعام 2018.

ضرورة تسويق عروض الثقافة الجماهيرية
أشار المخرج سمير زاهر إلى أن مسرح الثقافة الجماهيرية رغم معوقاته على المستوى الإداري والفني إلا أنه لا يزال المسرح الذي يقدم الخدمة الثقافية بدون مقابل وهو المسرح الذي يصدر فناني الأقاليم إلى العاصمة حيث يعمل في هذا المسرح أعداد كبيرة من الفنانين على مستوى التمثيل والتلحين والتأليف والإخراج إلى آخره من مفردات العمل المسرحي.
وشدد المخرج سمير زاهر على أهمية أن يأخذ مسرح الثقافة الجماهيرية حقه من الدعاية والإعلان والاهتمام من قبل الدولة.
وعن السلبيات قال إن مسرح الثقافة الجماهيرية لا يزال خارج دائرة الضوء على الرغم من أن له دورا فعالا فهناك ضرورة بأن يلقى عليه الضوء.
فعلى سبيل المثال لا تعرض مسرحياته على خشبة مسرح الدولة على الرغم من أن مسرح الدولة ينتقل بمسرحه إلى الأقاليم فيشاهد جمهور الأقاليم المختلفة عروض البيت الفني للمسرح وعروض مسرح القطاع الخاص في الوقت الذي لا يرى فيه جمهور القاهرة عروض مسرح الثقافة الجماهيرية التي من الممكن أن تنافس عروض مسرح الدولة والقطاع الخاص.
وتابع قائلا: الشيء الآخر أن التلفزيون لا يقوم بنقل عروض الثقافة الجماهيرية كما لو كان مسرحا من الدرجة الثالثة على الرغم من وجود عروض مسرحية تستطيع أن تنافس ما يقدم من عروض على شاشات التلفزيون.
واقترح المخرج سمير زاهر أن تسوق عروض الثقافة الجماهيرية إلى التلفزيون عند تصويرها على أن تبث هذه العروض في العيد القومي لكل محافظة.
وعن الإيجابيات الخاصة بمسرح الثقافة الجماهيرية لعام 2018 قال إنها تضمنت تفعيل اللائحة القديمة التي تم تأجيل العمل بها من سنوات طويلة تجاوزت العشر سنوات منذ مؤتمر المنيا وقام الدكتور صبحي السيد المدير الأسبق لإدارة المسرح بتفعيل هذه اللائحة، وكانت مبادرة جيدة منه وتم رفع أجور الممثلين في البروفات ضعف ما كانت عليه، بالإضافة إلى رفع أجور المتعاقدين من مؤلفين وملحنين وممثلين ومهندسين ديكور ضعف أجورهم التي كانوا يحصلون عليها.
كذلك زيادة أيام العروض تحت شعار «مسرح للجمهور» فكانت كل فرقة تقدم 15 ليلة عرض ونتج عن ذلك استعادة الجمهور الذي فقده المسرح، حيث كانت تقدم 3 أيام للعرض، بالإضافة إلى ربط مبلغ الإنتاج بطبيعة المشروع وأصبح الإنتاج لا يرتبط بالميزانية المحددة للبيت أو القصر أو القومية وعلى مستوى نوادي المسرح.
أوضح زاهر أن أكثر الإيجابيات لعام 2018 هو إقامة مهرجان جيد لنوادي المسرح تم من خلال هذا المهرجان الدفع بمجموعة من الخريجين من المعهد العالي للفنون المسرحية وأقسام المسرح بالكليات المختلفة في تحكيم المهرجان، وهذا يعد بمثابة إعداد للصف الثاني وإيجاد مجموعة تتحمل مسئولية النقد إضافة إلى الاهتمام بالدورات التدربيبة والورش على هامش المهرجانات ومن أكثر ما يميز نوادي المسرح في عام 2018 هو وضع برنامج تثقيفي وتعليمي لاعتماد المخرجين الجدد من خلال اجتياز دورة تدربيبة وورش يعقبها تقديم مشروع صغير وإنتاج عملي «للوقوف على مستوى المخرج وهي طريقة جيدة لاعتماد المخرجين وحتى يصبح المخرج مدربا بشكل جيد واختتم المخرج سمير زاهر حديثه متمنيا دعم أكبر لتجربة مسرح الشارع لتقلصها في الآونة الأخيرة، وأن يكون هناك سعى بأن تقدم عروض الثقافة الجماهيرية بتذاكر مباعة بأسعار رمزية.
ضخ دماء جديدة
اتفق المخرج السيد فجل مع سمير زاهر في أن أبرز إيجابيات العام الماضي زيادة أجور المتعاقدين من مصممي الديكور والشعراء والممثلين، بالإضافة إلى ربط الميزانية بالمشروع وليس بقومية أو بيت أو قصر، بالإضافة إلى سرعة الأداء الإداري والمتابعة من قبل إدارة المسرح وأن الجمهور كان أكثر إقبالا عن السنوات السابقة وهو ما حقق شعار المسرح الجمهور.
وتابع قائلا: أما السلبيات فتمثلت في تأخر الميزانيات والصرف من قبل الإقليم وهو ما تسبب في تأخر بعض المخرجين في تقديم عروضهم، وأتمنى في عام 2019 أن يحتل مسرح الثقافة الجماهيرية مرتبة جيدة وأن يمثل المسرح المصري لأن مسرح الثقافة الجماهيرية هو المسرح الأصيل النابع من فكر كل المبدعين في كل الأقاليم فهو العرق والأفضل وخط الدفاع الأول لمسرحنا المصري، واختتم بأن هناك ضرورة لأن يقوم مسرح الثقافة الجماهيرية بَضخ دماء جديدة من الكتاب المسرحيين الجدد حتى يستطيعوا إثراء الحركة المسرحية على غرار الرعيل الأول من الكتاب أمثال ألفريد فرج ومحمود دياب الذين أثروا المسرح المصري من قبل.

أحمد البنهاوي: «خير بديل»
واتفق المخرج أحمد البنهاوي معلام السابق، ولكنه أشار إلى أن هناك قصورا أنتجت بما يقرب من 50 ألف و74 ألف جنيه.
وعن أكثر سلبيات العام قال هو خروج الدكتور صبحي السيد مدير إدارة المسرح، وأشار إلى أن تولي المخرج عادل حسان إدارة المسرح يعد إيجابية كبيرة، حيث استكمل مسيرة الدكتور صبحي السيد وبدأ من حيث انتهى وكان على وعي شديد. وأوضح البنهاوي أن من السلبيات أيضا إقامة الحفل الختامي من كل شرائح الإنتاج منفرق الأقاليم والنوادي وهو ما شكل ضغطا بالإضافة لعدم تكريم الدكتور صبحي السيد بشكل لائق يكلل مجهوده.
وختم متمنيا فتح المسارح المغلقة وزيادة الميزانيات المخصصة لمسرح الثقافة الجماهيرية واستمرار المخرج عادل حسان مديرا لإدارة المسرح.
ومن وجهة نظر مختلفة ذكر المخرج سامح بسيوني أن أهم ما يميز عام 2018 في مسرح الثقافة الجماهيرية هي أن الحفل الختامي ضم جميع الفرق من البيوت والقصور والقوميات ونوادي المسرح وهو ما أذاب الفواصل ومن الإيجابيات أيضا مشاركة عروض الأقاليم في المهرجان القومي للمسرح المصري.
وقال إن ما يميز عام 2018 أن الميزانيات حددت على حسب المشروع وهو أهم ما قدمه الدكتور صبحي السيد وعن أمنياته لعام 2019.
قال: أتمنى أن يكون الموسم الجديد موسم قوى وأن تحقق عروض الثقافة الجماهيرية جماهيرية في مواقعها وأن يتم استقطاب المخرجين الهامين والمتميزين ليقدموا عروضا في الثقافة الجماهيرية.
*عودة ورش الاعتماد
قال المخرج أشرف على الحاصل على أفضل مخرج في مهرجان نوادي المسرح في دورته السادسة والعشرين بعرض “قابل للاشتعال”: إن أهم إيجابيات عام 2018 لمسرح الثقافة الجماهيرية هو إقامة ملتقى اعتماد المخرجين الذي تحدد أقامته كل 6 أشهر، بالإضافة إلى وجود احتفالية ضخمة ضمت عروض فرق الأقاليم وفرق نوادي المسرح. أما بالنسبة للسلبيات فهي إلغاء ورش الاعتماد الخاصة بالمخرجين التي كانت تقوم بصقل المخرجين الجدد بشكل مميز، وعن أمنياته قال أتمنى عودة ورش الاعتماد.  واتفق المخرج خالد حسونة حول أن أكثر إيجابيات عام 2018 لمسرح الثقافة الجماهيرية، هو زيادة الأجور لكل عناصر العرض المسرحي، بالإضافة إلى زيادة الميزانيات حسب نوعية المشروع وهو ما حقق عدالة كبيرة،
بينما أشار حسونة إلى أن السلبيات تمثلت في اختيار النصوص، مشيرا إلى أن لجنة التحكيم تعطي توجيهات للسنة العاشرة وهي “نحو مسرح عربي ومصري” فنكتشف أن 70% من ما يقدم عروضا عالمية. أضاف: هناك مخرجون قدموا عروض عربية ولكن هناك اكتساحا من قبل العروض التي تعتمد على نصوص عالمية، وهناك ضرورة بالغة لأن توزع اللائحة على لجان التحكيم لأن الاطلاع عليها سيحقق الفارق خصوصا أن هناك مخرجين قدموا عروضا عربية ومصرية أصيلة.
أما أمنياته فهي أن يتحقق شعار «مسرح للجمهور» وذلك بتقديم مسرح يتناسب مع كل فئات وشرائح المجتمع وفي حالة تقديم عروض عالمية فإنها تقدم بوعي في الثقافة الجماهيرية.
فيما قال الشاعر أيمن حافظ أن أهم ما يميز عام 2018 هو استكمال ما تم في 2017 من رفع أجور الممثلين، وباقي عناصر العملية المسرحية بنسبة 50% وهو حافز جيد ولكن تظل السلبيات قائمة وتتمثل في تضارب التوقيتات الخاصة بالإنتاج، فهناك أقاليم قدمت عروضها عقب المهرجان الختامي وهو ما يدعو لضرورة وجود خطة ممنهجة خاصة بتوقيتات الإنتاج والمهرجانات الإقليمية والختامي.
*نهضة مسرحية
ورأى المؤلف والشاعر أشرف عتريس أن الإيجابيات الخاصة بمسرح الثقافة الجماهيرية عام 2018 تضمنت عمل فرق الأقاليم بشكل جيد، بالإضافة إلى استمرار مشروع نوادي المسرح بشكل منتظم والذي استطاع ضخ دماء جديدة من الشباب المبدع في الأقاليم.
وأما عن السلبيات فأشار عتريس إلى أنها تتضح في الموافقة على إيجازة النصوص من الرقابة على المصنفات الفنية، إذ من الضروري أن تتولى تلك المهمة إدارة المسرح. وأضاف: على الرغم من الزيادة الخاصة بالأجور للممثلين ومهندسي الديكور والشعراء والملحنين، فإنها لا تزال زيادة طفيفة لا تتناسب مع الارتفاع المستمر في الأسعار. واختتم حديثه متمنيا من مدير إدارة المسرح المخرج عادل حسان أن يزيد عدد الفرق في الأقاليم.
وقالت مهندسة الديكور فدوى عطية: من واقع تجربتي في الصعيد فهناك بعض المعوقات والسلبيات لا تزال تواجه مهندسي الديكور، ومنها عدم توافر التجهيزات الفنية في المسارح وخصوصا في الصعيد بشكل يسهل على مهندس الديكور والمخرج أن يقدم عرضه، بالإضافة إلى نقص عدد المنفذين الذين لديهم خبرة وهو ما يجعل مهندس الديكور يستعين بأعضاء من الفرقة غير مدربين بشكل كاف كمنفذين للديكور. أضافت: أما أهم الإيجابيات فهي توفير إقامة لمهندس الديكور وتكون الإعاشة على نفقته الشخصية، وقد ارتفعت ميزانية الديكور ولكن يوازيها ارتفاع في أسعار الخامات، كذلك وجود عروض قوية في أقاليم مصر المختلفة وخصوصا في الصعيد، ؟ وأتمنى لعام 2019 المقبل اختيار أعضاء لجان تحكيم على درجة كبيرة من الموضوعية والتخصصية.
وأكدت فدوى عطية على ضرورة أن يتواءم مهندس الديكور مع الظروف التي يعمل بها.
وقالت مهندسة الديكور نهلة مرسي إن أهم إيجابيات مسرح الثقافة الجماهيرية عام 2018، هو الالتزام بمواعيد الإنتاج، فقد كنا كل عام نعاني من تأجيل التوقيت الخاص بالإنتاج. وأتمنى عند وضع الخطة الجديدة لمسرح الثقافة الجماهيرية ألا تتداخل التوقيتات مع توقيت امتحانات الجامعة لأن الغالبية العظمى من طلاب الجامعة يشاركون في عروض الثقافة الجماهيرية، وهو ما يتسبب في تداخل وتضارب التوقيتات مع مراعاة الدقة في الخطة الموضوعة.
وأضافت أن هناك ضرورة لإعادة النظر في اللوائح القديمة، فعلى الرغم من أن هناك إيجابيات في ارتفاع الميزانيات فإنها تعد نسبة طفيفة مقارنة بارتفاع أسعار الخامات في السوق.
وأعتقد أن لدينا حلولا منها حرية استخدام المخازن.
وتمنت مرسي في عام 2019 أن تقام ورش مركزية وهو مشروع هام تقدمت به لإدارة الديكور بالإدارة العامة للمسرح وهو عبارة عن إقامة ورش متخصصة لخريجي المعاهد والمدارس الصناعية المتخصصة حتى يكون لدينا عمالة جديدة.
نوادي المسرح استطاعت أن تثبت نفسها.
فيما قال الكاتب شاذلي فرح مدير فرق الأقاليم في إدارة المسرح والمدير الأسبق لنوادي المسرح، إن حركة نوادي المسرح استطاعت أن تثبت نفسها على مدار 26 عاما وهي تسير بالدفع الذاتي وأصبح لها اتجاه معروف وهي حركة متمردة حققت عدة نجاحات منها حصول المؤلف علاء الكاشف على جائزة أفضل مؤلف صاعد في المهرجان القومي للمسرح، بالإضافة إلى احتفاء المهرجان التجريبي بالعروض التي حصلت على جوائز منذ بدايته وكان منها عرض «كلام في سري» للمخرجة ريهام عبد الرازق.
وتمنى فرح في عام 2019 ازدهار المسرح ورفع البيروقراطية عنه واتحاد المسرحيين بشكل أكبر.
وقال المخرج سعيد المنسي مدير إدارة الإنتاج المتميز والمدير الأسبق لإدارة فرق الأقاليم، إن أهم الإيجابيات تمثلت في الطفرة الخاصة بالأجور والإنتاج، فكانت نسبة العروض التي تم إنتاجها مرتفعة بالإضافة لخروج العروض بشكل لائق، كما أقيمت المهرجانات الختامية بشكل جيد وعلى مسارح جيدة لم يعانِ المخرجين من عدم توافر مسارح وبذلنا مجهودا كبيرا ليخرج الموسم بشكل متميز.
 

 


رنا رأفت