دعاء حمزة: الجائزة بمثابة هدية من أستاذي الراحل الباقي د. حسن عطية

دعاء حمزة: الجائزة بمثابة هدية من أستاذي الراحل الباقي د. حسن عطية

العدد 682 صدر بتاريخ 21سبتمبر2020

الفنانة دعاء حمزة ممثلة ومخرجة وكاتبة  مصرية حاصلة على ليسانس آداب قسم اللغة الانجليزية ودبلومه من المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون.  درست بقسم النقد والدراما بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وشاركت فى عروض تمثيل وحكى وإلقاء شعر وغناء وعمل دوبلاج وإلقاء صوتى مع العديد  من الفرق، من أهم أعمالها «الرمادي» و»صح النوم» و»الدرس» و»الجراد» و»قوس قزح» و»نهاية العالم ليس إلا» و»من غير أسامى»، حصلت على جائزة خاصة عن دورها فى العرض المسرحى «الدرس» فى المهرجان القومي للمسرح المصري عام 2009، وأسست فرقة اللعبة المسرحية عام 2014، كما مثلت وأخرجت عملها الأول مونودراما «صح النوم» عن النص الإيطالي «نوبة صحيان» للكاتب داريوفو وكتبت معالجة درامية للنص. تم اختيارها للمشاركة من قبل لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة فى يوم المرأة العالمي مع رائدات المسرح المصري الفنانة القديرة سمير عبد العزيز ومصممة الأزياء نعيمة عجمى والناقدة مايسة زكى ود.عايدة علام، وأخيرًا فاز عرضها «مفتاح شهرة» بالمركز الثاني فى مسابقة د. حسن عطية (يرحمه الله) للعروض الحية بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي فى دورته الـ27، وعن تلك الجائزة والعرض الفائز وأسئلة أخرى كان لـ»مسرحنا» معها هذا الحوار.

- حدثينا عن العرض المسرحى ..
«مفتاح شهرة» هو من إنتاج فرقتي «اللعبة المسرحية» التى أسستها عام 2014، بهدف تقديم عروض عن أشخاص وموضوعات وحالات إنسانية، قدمت من خلال الفرقة أول عروضها «صح النوم» عن «نوبة صحيان» للكاتب داريوفو و كان يدور حول أم عاملة و شاركت بهذا العرض فى مهرجان دولي بألمانيا، كما تم عرضه على هامش المهرجان القومى للمسرح، بعد «صح النوم»، بدأت أُفكر أن أُقدم عرض ديودراما، وهذه هى طبيعة الفرقة أن لا تزيد عن ثلاثة أفراد، ممثلين على المسرح بحد أقصى، طوال فترة تفكيري كنت دائمًا منشغلة بفكرة «الكومبارس» وأرى أنهم يعشقون عملهم و ويقابلون  بالكثير من بالإهانة والقسوة، والتجاهل و يحصلون على أقل مما يستحقون،،  بدأت أُراقب حكاياتهم وبخاصةٍ الفنانة فايزة عبد الجواد، و الفنانة  فاطمة كشري،  وبدأت الكتابة عن فكرة «الكومبارس» ويُعد هذا النص هو أول نص مسرحي أكتبه، والحكاية  تبدأ بطرد الكومبارسات «مفتاح» و»شهرة» من المشهد، وقد سكب «مفتاح» كوب الشربات على فستان «شهرة»، فتم تغييرهما لأن المخرج ليس لديه وقت لأن ينتظر أن يقوما بتغيير ملابس العروس وأثناء محاولاتهم أخذ أشيائهم من أغلق مساعد المخرج باب غرفة تغيير الملابس عليهم بالترباس من الخارج. وخلال 50 دقيقة نرى الكومبارسين «شهرة» التى أقوم بدورها، و»مفتاح» الذى يقوم بدوره الفنان «عماد إسماعيل»، يتعاركان كالقط والفأر، حتى يدركان أنهما داخل غرفة ملابس بها  أزياء أدوار البطولة التي طالما حلموا بارتدائها ، وكان مفتاح يحلم بأن يكون عيسى العوام أو صلاح الدين الأيوبي و تحلم شهرة بدور شجرة الدر الفنانة تحية كاريوكا، وهكذا بدأوا فى تجسيد بعض المشاهد الشهيرة في أفلامنا ومسرحيانا. ثم راح  كُلٌ منهم يتحدث عن مأساته وحياته بشكل يجعلهم أكثر قُربًا من بعضهم البعض. 
العرض بالنسبة لى لم يكن فقط أحلام الكومبارسات، إنما أحلام أي إنسان،  فقد حاولت التركيز على فكرة الأحلام المنسية للناس العادية .
بدأت  أفكرة في العرض 2016 وبدأت كتابته فبراير 2017، وانتهيت منه في يوليو 2017، وبعدها بدأت البروفات، وتم عرضه ما يقرب من 16 مرة، كل فترة أقوم بتقديم ليلتين عرض نظرًا لأننا فرقة مستقلة لسنا مدعومين من أي جهة إنتاج، و الإنتاج هو جُهد شخصي.
- ما رأيك في الدورة الـ27 من المهرجان التجريبي، وما شعورك نحو جوائز مسابقة د. حسن عطية وحصولك على المركز الثاني فيها؟ 
لا استطيع تقييم الدورة التى شاركت فيها، لأنني لم أُشاهد الكثير من عروض المسرح الحي، و هى دورة مختلفة، و «استثنائية»، فالعروض الأجنبية «أونلاين» نظرًا لظروف الجائحة، وقد شاهدت عرضين أونلاين، وللأسف لم أتمكن من مشاهدة كُل العروض. لم أكن مع إلغاء هذه الدورة، وأثناء الحظر قمت بعمل مشروع أطلقت عليه اسم «قصيدة مُصورة» وهي قصيدة لصلاح جاهين أقوم بإلقائها بشكل مصور بأداء درامى، وهُناك فنانين آخرين قاموا بتقديم أشكال أخرى من الفنون كالرقص المعاصر وغيره، و كثير من الفنانين لجأوا إلى الموبايل والتصوير بالكاميرا كمحاولة للاستمرارية في تقديم الفنون، لذلك رأيت أن قرار إقامة تلك  الدورة»الاستثنائية» قرارا حكيما جدًا..  العروض المصورة ومسابقة مسرح الحظر أفكار رائعة جدًا، وقد استمتعت بمشاهدة تلك التجارب سواء أطلقوا عليها مسرحية أو غير مسرحية. كما أن مسابقة العروض الحية صنعت حالة من البهجة والسعادة بعد فترة الحظر، المسرح الحي جعلنا نشعر كأن الروح عادت لنا من جديد،  وفكرة خلع الكمامة والتمثيل بدونها والوقوف على خشبة المسرح، يجعلك تقدرين وتشعرين بقيمة المسرح. أما عن الجائزة فقد كان د. حسن عطية من أساتذتي الذين أعتز بهم  ومن حسن حظي أنه حضر هذا العرض عند عرضه على مسرح الفلكي و حدثني بعد العرض في مكالمة طويلة، عن  إعجابه  بالعرض ورؤيته عنه. هو قيمة كبيرة، و أن تكون الجائزة باسمه، و أحصل على المركز الثاني فهذا شرف كبير لي، وشرف أيضا  أن تكون رئيسة لجنة التحكيم هى د. هدى وصفى، فهي بالنسبة لي تعني  «الهناجر» و تعني «المسرح القومي» في التسعينيّات، وبالطبع لى الشرف أن يكون ضمن لجنة التحكيم المُخرج هانى المتناوى وهو من أهم مخرجي التيار المُستقل والفنان سيد رجب والموسيقار هشام جبر ود. محمد الغرباوى.
- حدثينا عن شعورك بعودة الفنانين المستقلين للمشاركة في المهرجانات المسرحية؟ 
الفرق المستقلة تُشارك فى المهرجانات، بدايةً من التسعينيات، و كانت تتصدر المُشاركة فى المهرجانات، والمسابقات الرسمية، وكانت مشاركاتها بارزة جدًا، لأن تجاربها فيها تجديد فى شكل المسرح والمشهد المسرحى، وهناك المخرج الراحل محمد أبو السعود ونورا أمين وخالد الصاوي وآخرون، جميعهم لهم فضل كبير أن أتعرف على المسرح المستقل، ولكن في تلك المرحلة كان يضم هذه الفرق «بيت» كمركز الهناجر للفنون الذي كان داعما للتجربة، وكان للنقاد دور كبير في دعم تجارب المسرح المستقل، ومنهم د. نهاد صليحة التى أهديت لها عرضي «مفتاح شهرة» هى والفنانة فايزة عبد الجواد، ولكن فى السنوات الأخيرة أصبحت مشاركات العروض المستقلة ضئيلة جدًا أو غير متواجدة في المهرجانات، لماذا؟  لا أجد إجابة. ما خلق حالة من الإحباط لدى الكثير من الفرق المستقلة ومع ذلك كان لدى إصرار وصبر على التقدم للمهرجان حتى لو تم رفضي أو تم العرض على هامش المهرجانات، واعتقد أن تنوع العروض أمام لجنة المشاهدة أتاح  لعروض التيار المستقل المشاركة  من خلالي ومن خلال الزميل المخرج أحمد فؤاد وفرقته «صوفي» وقد شارك بعرض «بلا مَخرَج»  بالإضافة لللفنانة ريم حجاب التى شاركت بعرض «كارمن»، ما أعطى أملا للمستقلين الآخرين، وأُكرر حتى الآن لا أعرف سبب قلة أو غياب الفرق المستقلة عن المهرجانات؟ وهذا يُسأل عنه القائمين على ذلك؟.
- ما المشاكل التي تواجه الفنانين المستقلين؟
 المكان ثم المكان، كيف استطيع أن أُقدم مسرحا بدون وجود مسرح؟!، لم يعد هُناك أماكن للمسرح، وحتى الأماكن التي كانت مُتاحة بأسعار مُناسبة للأسف تم غلقها مثل ساحة روابط، وللأسف نضطر أن نؤجر مسارح باهظة الثمن، وحتى نستطيع أن نحصل على هذه المسارح، فلابد من أن نجعل تذكرة الدخول مرتفعة، وأنا أرغب أن أُقدم مسرحا لكل الفئات بأسعار في متناول الجميع. وأرى أن الحل هو استضافة مسرح الدولة للعروض المستقلة، بالإضافة إلى فتح مسرح الهناجر أمام المستقلين  وقد كان منقذا لهم في الماضي، حيث  كان يستضيف أهم التجارب المستقلة، و الورش . 
-كيف ترين مستقبل عرض «مفتاح شهرة» الفترة القادمة؟
حاليًّا أعمل على نص جديد لفرقتي وهو  «اللعبة»، سيظهر للنور في 2021، مدته لا تتعدى الساعة، وإن شاء الله سيتم فتح موسم جديد لعرض «مفتاح شهرة» ولكن لم أقرره  بعد نظرًا للظروف الحالية، فمن الصعب على الفرق المستقلة أن تُقدم عروضًا بنسبة حضور كما فعلت الدولة، لأن ذلك يشكل تكلفة كبيرة، ولكن أتمنى قبل انتهاء العام الحالي أن نُقدم ليلتين على الأقل، و أشكر كل عناصر التجربة بدايةً من فرقتي «اللعبة المسرحية». وبطل العرض الفنان عماد إسماعيل. وأداء صوتى المخرج للفنان محمد جمعة، تصميم إضاءة صابر السيد وتنفيذها سيد النجار وموسيقى حازم شاهين وتوزيع ومكساج رفيق عدلى وتصميم ديكور وملابس نشوى معتوق وليلى عمرو حُسنى وتصميم بوستر عمرو حُسنى وتصوير البوستر حسن أمين ومُخرج مُنفذ العرض نورا فوزى.. العرض  من تمثيلي وتأليفي وإخراجي،


إيناس العيسوي