كريمة بدير:أسافر كثيرا لمشاهدة كل جديدوالاطلاع على ثقافة وخبرات الأخر

كريمة بدير:أسافر كثيرا لمشاهدة كل جديدوالاطلاع على ثقافة وخبرات الأخر

العدد 689 صدر بتاريخ 9نوفمبر2020

فى السنوات الأخيرة أصبح أسم المخرجة كريمة بدير يتردد  كواحدة من أهم المخرجين الذين تخصصوا في إخراج عروض مسرحية تعتمد على الرقص الحديث ، كما أنها حصلت على عدة جوائز عن أعمالها ، وعلى الرغم من عودة الحياة بعد فترة كساد بسبب فيرس كورونا الذي ، وفي زمن قياسي فاجأتنا  فرقة فرسان الشرق – دار الأوبرا المصرية – بالعرض المسرحي إيزيس الشرق من إخراج كريمة بدير، وفي  أغسطس الماضي قدمت على المسرح المكشوف بدار الأوبر من إخراجها العرض المسرحي ريا وسكينه 1921، والذي عرض ايضا في الدورة 27 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ضمن العروض الحية في مسابقة الدكتور حسن عطيه  ..  كان لنا هذا الحديث معها لنتعرف عليها فنيا وتحدثنا عن مجمل أعمالها ، خاصة العرض المسرحي إيزيس الشرق
حوار: جمال الفيشاوى كيف بدأت علاقتك بالفن ؟ 
والدتي رحمها الله كانت تعمل في وزارة الثقافة، وأنا في ابتدائي التحقت بمدرسة الباليه بأكاديمية الفنون وواصلت تعليمي الى أن حصلت على دبلومة الباليه .
حدثينا عن مشوارك الفني ؟
بعد حصولي علي دبلومة الباليه التحقت بفرقة الباليه ودخلت المعهد العالي للتصميم والإخراج ولم يمر عام على التحاقي بفرقة الباليه حتى انتقلت للعمل مع الأستاذ وليد عوني في فرقة الرقص الحديث، وعملت معه راقصة قرابة ست سنوات، ثم عملت معه مساعد مخرج، ثم سافرت إلى إيطاليا للعمل مع المخرجة كارين سابورتا، وإلى الإمارات حيث عملت مصممة للرقصات في دبي لاند وقدمت عرض ( جومانا سر الصحراء ) وهو أول عرض في الشرق الأوسط يقدم على مسرح متحرك بالكامل وسط بحيرة مع العاب مائية والعاب نارية واكروبات، ثم عدت الى مصر سنة 2010 وطلب مني الاستاذ وليد ان أعمل معه كمخرج منفذ في أعماله .
نريد التعرف على فرقة فرسان الشرق للتراث ؟ وكيف كانت علاقتك بها ؟
أسست وزارة الثقافة فرقة فرسان الشرق للتراث سنة 2009 وتولى الإدارة الفنية الفنان وليد عوني بهدف استلهام التراث المصري على خشبة المسرح في سياق درامي راقص، وعليه فإن جميع عروض الفرقة تتميز بلغتها التراثية والتاريخية المصرية الصميمة . أما بالنسبة لي فكما قلت أن الأستاذ وليد عوني كان يتولى الأدارة الفنية لفرقة فرسان الشرق وطلب بعد عودتي عام 2010 أن أعمل معه مخرج منفذ، وعندما استقال الأستاذ وليد وترك الفرقة توليت انا الإدارة الفنية للفرقة سنة 2011 وقد انضمت الفرقة الى فرق دار الأوبرا المصرية عام 2012 وفي هذه الفترة قدمت للفرقة عام 2013 عرضين هما بهيه وناعسه من إخراجي وعندما سافرت تولى الإدارة الفنية الأستاذ طارق حسن عام 2014، ثم المدير الفني الحالي الدكتور عصام عزت لاحظت من خلال الحوار انك كثيرة السفر خارج مصر ؟ لماذا ؟ 
 لمشاهدة عروض جديدة والاطلاع على ثقافة وخبرات الأخر، فقد استفدت من تجربتي مع المخرجة كارين سابورتا وكذلك تجربتي في دبي، وايضا اسافر للحصول علي تدريبات متنوعة فقد سافرت إلى فرنسا واتجهت إلى عالم اليوجا والرياضة وحصلت علي شهادات معتمدة من ليسميلز في مجال المارشال أرت واليوجا والكروسفت تساعدني على بناء الجسد والقدرة على التحمل في بعض الرقصات أو اقوم بتنفيذ الفكرة والبناء عليها وتطويرها كي لا أكرر نفسي وأقدم الجديد دائما، وكذلك سافرت تونس حيث أن زوجي تونسي الجنسية وشاهدت تجارب كثيرة هناك .
كيف تتعاملين كمخرجة مع فريق العمل ؟ 
الحب والاحترام المتبادل سبب نجاح أي عمل وهذا هو منهجي في الحياه فكل مشاكل العمل تحل من خلال المناقشات والتفاهم . أما إذا كنت تقصد الراقصين فهم العنصر الأكبر لظهور العمل للنور فلابد من التفاهم مع كل واحد على حدة ومع المجموع وعندما أشرح حركة معينة أقوم بالتطبيق على نفسي أولا وأشرحها وكيفية تنفيذها واقنع من يؤديها، وبالمناسبة من ضمن استفادتي من السفر أنني كنت في دبي مصممة ومديرة الفرقة لخمسين راقص وراقصة من جميع أنحاء العالم،فبالحب تصنع المعجزات .
كيف يستقبل الجمهور عروضكم المسرحية ؟
أصبح للعروض الراقصة قاعدة جماهيرية عريضة، والجمهور متنوع ويحضر عروضنا المثقف المتخصص والمشاهد العادي جدا وكذلك لي جمهور من ذوي الاحتياجات الخاصة والجميع يستمتعون بالعرض، حيث نقدم عروضا راقصة بدمج التراث مع المعاصر .
عندما تعيدين تقديم عرض من تصميمك وإخراجك .. هل تقدميه بالرؤية نفسها؟ 
بالتأكيد لا، فعند مرور فترة من الزمن يحدث بعض المتغيرات ولابد أن يواكب العرض هذه المتغيرات، فعلى سبيل المثال عرضت إيزيس الشرق على مسرح الجمهورية وبعد يومان فقط تم عرضه على مسرح سيد درويش في الاسكندرية فقمت بعمل بعض التغيرات لتلائم خشبة المسرح، وأيضا عندما يمر فترة زمنية على العرض الأول انظر إليه نظرة مختلفة نتيجة تراكم الخبرات . أحب أن اتعلم أشياء جديدة دائما فعلى الرغم من انشغالي بعملي الا انني التحقت بجامعة عين شمس كلية أداب قسم أثار إسلامية وانا الأن في السنة الثالثة واستفيد جيدا من ذلك في عملي .
هل لديك مقترحات من اجل أن تنافس العروض التي نقدمها العروض العالمية ؟ 
لدي وجهة نظر قد يختلف معها البعض بأن يقوم المبدع باستخدام الإمكانيات المتاحة كي يخرج عمله الى النور في أحسن صورة، يوجد العديد من المناهج في عملية الابداع المسرحي، يوجد منهج مسرح بلا إنتاج أي بتكاليف منخفضة جدا، فرنسا على سبيل المثال تقدم عروضا تكلفتها الفان أو ثلاثة آلاف يورو ويقبل عليها الجمهور،وتوجد عروض مسرح الشارع، وتوجد عروض يصرف عليها مبالغ كبيرة ويكون المنتج الفني دون المستوي، وتوجد عروض تستخدم لمبة إضاءة واحدة وتكون النتيجة مرضية، باختصار أرى أن على المبدع (المخرج ) المسئول الأول عن تقديم العمل استغلال إمكانياته على أعلى مستوي تقني وفني كي يتناسب مع المحتوي الذي يقوم بتقديمه .
قمت بتقديم بعض الورش لتعليم الرقص حدثينا عن ذلك ؟ 
كانت بداياتي في تقديم الورش في الإمارات، وعند عودتي الى القاهرة قمت بعمل ورشة أثناء فاعليات الدورة الثالثة لمهرجان شرم الشيخ الشبابي وكان نتاجها تقديم عرض ختام المهرجان، وكذلك قمت بعمل ورشة لفرقة الشمس لذوي الاحتياجات الخاصة بالتنسيق مع الاستاذة وفاء الحكيم مدير الفرقة، وكان نتاجها عرض الافتتاح للفرقة حضرته الدكتوره إيناس عبد الدايم وزير الثقافة 
هل لديك مشاريع فنية جديدة ؟
إن شاء الله اعمل علي مشروح دمج مع ذوي الاحتياجات الخاصة، كذلك أنا من المهتمين بالمرأة وتلاحظ ذلك من أسماء العروض التي أقوم بتقديمها، وأتجه حاليا نحو التراث الفرعوني،
حصدت العديد من الجوائز ؟ حدثينا عنها وماذا تمثل لك ؟ 
حصل عرض بهية سنة 2019 على جائزة احسن عرض وكذلك أحسن تمثيل من مهرجان المسرح الحر ( الأردن ) وكذلك جائزة لي كأفضل مصممة عن العرض المسرحي «حدث في بلاد السعادة» من إخراج مازن الغرباوي وإنتاج البيت الفني للمسرح سنة 2019 من المهرجان القومي للمسرح ( مصر ) الدورة الثانية عشر، وفي سنة 2020 في الدورة السابعة والعشرين لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي حصلت على جائزة افضل تصميم حركي في مسابقة الدكتور حسن عطية للعروض الحية، وهذه الجوائز تشكل لي سعادة خاصة فهي تقول أن من يجتهد ويخلص في عمله يستحق التكريم، .. هي مسئولية كبيرة واصبحت عبئا ثقيلا ولابد أن احرص على تقديم المستوي الأعلى فنيا .


جمال الفيشاوي