التفاصيل المجهولة لأول معهد مسرحي في مصر (21) بعثة طلاب المعهد إلى إنجلترا

التفاصيل المجهولة لأول معهد مسرحي في مصر (21) بعثة طلاب المعهد إلى إنجلترا

العدد 671 صدر بتاريخ 6يوليو2020

سيظل عام 1937، عاماً مهماً في تاريخ المعهد المسرحي في مصر؛ لأن فيه تم إرسال أول بعثة طلابية إلى إنجلترا، استغرقت ثلاثة أشهر ونصف الشهر!! ولهذه البعثة قصة، سنروي تفاصيلها في هذه المقالة، والمقالة القادمة، بل والمقالة بعد القادمة!!
انتهى العام الدراسي الأول للمعهد التمثيلي الملحق بالفرقة القومية، وبدأت الصحف تتحدث عن قرار لجنة ترقية التمثيل بإيفاد المتفوقين إلى إنجلترا في بعثة صيفية! وقبل ظهور النتيجة، قيل إن الوزارة سترسل طالبين فقط، ثم قرأنا أن الوزارة سترسل أربعة طلاب .. إلخ هذه الأقوال المتضاربة. وأخيراً تقرر إقامة امتحان مفاضلة بين جميع الطلاب الناجحين برئاسة محمد العشماوي وكيل الوزارة. ومرت الأيام ولم تظهر نتيجة هذه المفاضلة، فقد قررت الوزارة إيفاد جميع الطلبة إلى إنجلترا - عدا الطالبة الوحيدة «سامية فهمي» - وهم: محمد توفيق، وحسن حلمي، وعباس يونس، ومحمود السباع، ومحمد الغزاوي، وعبد العليم خطاب، وحسن سالم.
اعتمدت الوزارة مبلغ 800 جنيه ميزانية لهذه البعثة، تحت إشراف حافظ عفيفي باشا سفير مصر في إنجلترا، أما مرافق الطلبة ومراقبهم فهو أستاذهم مستر «كريستوف سكيف Christopher Skiff» وكيل القسم الإنجليزي بالجامعة المصرية، والذي سيرسل إلى إدارة الفرقة تقريراً شهرياً عن حالة كل طالب. كما قررت الوزارة تخصيص مبلغ عشرين جنيهاً لكل طالب، مقابل مصاريفه الشخصية طوال شهور البعثة، وتم استلام نصف المبلغ قبل السفر لشراء الملابس الضرورية واللوازم التي قد يحتاج إليها كل طالب في أثناء وجوده في إنجلترا. وقبل السفر التقى خليل مطران بالطلاب المسافرين، وتحدث معهم عن ضرورة احتفاظ كل منهم بكرامته قائلاً: إن الحكومة بإيقافها المبالغ التي اعتمدتها لشئون الفرقة ليست هازلة، وأنها تسعى لإنهاض فن التمثيل، وأنه يرجو أن يؤدوا الرسالة التي خصصوا أنفسهم لأجلها. وقابل الطلبة أيضاً محمد العشماوي بك وكيل الوزارة، وخطب فيهم قائلاً: إنه يؤمن برسالة الفن الذي يعملون لخدمته، وأنه يعد الممثلين أساتذة كغيرهم من المدرسين الذين يعلمون التلامذة في المدارس لأنهم يثقفون الشعب. وقال: إن وزارة المعارف احتضنت فن التمثيل لترفع من شأنه، لأنها تعلم أهميته، وهي تنفق عليه بسخاء. وأوصاهم بأن يكونوا مثلاً أعلى في الاستقامة وحسن السلوك.
السفر إلى إنجلترا
سافر الطلاب إلى إنجلترا، وبعد أيام قليلة من وصولهم، نشرت مجلة «المصور» في يوليو 1937، مقالة أبانت فيها أموراً جديدة لم نسمع بها عن البعثة، مثل: إن هدف البعثة هو الاتصال بالحركة المسرحية في إنجلترا، ودرس حالة المسرح الإنجليزي! وأن هذه البعثة تُعدّ تمهيداً لبعثة أخرى ستُرسل في العام القادم! واختتمت المجلة موضوعها برفض البعثة، لعدم جدواها، قائلة: “إن هذه البعثات التمثيلية وأمثالها، عبث لا طائل منه، ويؤيدنا في هذا الرأي كثير من المختصين بشئون المسرح من المحنكين. كما أن الأموال التي تصرف عليها تذهب سدى بدون فائدة. وما معنى وجود ما يسمونه معهد التمثيل، إن لم يستطع أن يفيد أمثال هؤلاء الطلبة، ويغنيهم عن السفر الذي لا فائدة منه! هل استكملوا ثقافتهم المسرحية، وثبتت أقدامهم على خشبة المسرح، وأصبح لهم شأن يذكر في عالم التمثيل، حتى يوفدوا في بعثة للاستزادة والاطلاع على كل جديد وحديث. أم أنهم يوفدون لدراسة التمثيل باللغة الإنجليزية واللهجة السكسونية، على أن يوجدوا بعد عودتهم، مسرحاً دائماً لشكسبير في القاهرة، يمثل فيه باللغة الإنجليزية ومن طلبة مصريين؟!”.
تنافست الصحف في متابعة أخبار بعثة الطلاب في إنجلترا، فأخبرتنا جريدة «البلاغ» بأن الطلاب فور وصولهم إلى لندن، لم يلتحقوا بالمسرح المخصص لدراستهم، بل قضوا بضعة أيام لمشاهدة معالم لندن من متاحف وميادين وشوارع، وكل طالب أعدّ لنفسه تخطيطاً خاصاً به. أما جريدة «الجهاد» فأخبرتنا بأن طلاب البعثة التحقوا بمسرح «الأولد فيك The Old Vic»، الذي يُعدّ من أكبر مسارح إنجلترا التي تعمل في إخراج المسرحيات ذات القيمة الأدبية، مثل مسرحيات شكسبير. وبهذا المسرح ثلاثة مخرجين رجال، ومخرجة سيدة، يشرف عليهم جميعاً المخرج العام «جوتري»، وهو المسئول أمام الجمهور والنقاد عن إنتاج المسرح. كما أخبرتنا الجريدة أيضاً بأن “ أعضاء البعثة يحضرون بروفات هذا المسرح، ويشترك من يجيد الإنجليزية منهم في بعض الأدوار الصغيرة، ثم يتمرنون على التكلم باللغة الإنجليزية. ويدرسون فوق ذلك المسرحيات التي تُخرج في هذا المسرح على يد مدرس خاص ملم بهذا الفن، ويقضون وقتهم أثناء النهار في زيارة المتاحف والآثار والمجتمعات الإنجليزية، وفي الليل يذهبون إلى المسارح الإنجليزية ليشاهدوا أشهر المسرحيات الإنجليزية، وطبيعة إخراجها، ونظم هذه المسارح”.
والجدير بالذكر إن مسرح «أولد فيك Old Vic» يسع لألف مقعد، وأنشئ عام 1818 باسم «مسرح رويال كوبورج Royal Coburg Theatre»، وتغير الاسم عام 1833 إلى «قصر فيكتوريا الملكي Royal Victoria Palace». وفي عام 1880 وضعت المُصلحة الاجتماعية الشهيرة «إيما كونس Emma Cons» يدها عليه، وأعطته إلى المنتجة والمخرجة المسرحية «ليليان بايلس Lilian Baylis»، التي أدارته ليتخصص في عروض مسرحيات شكسبير، وفي هذا الوقت كان المسرح معروفاً باسم أولد فيك، وظل بهذا الاسم حتى يومنا هذا!!
وفي أواخر سبتمبر، نشرت جريدة «البلاغ» متابعة للبعثة، تحت عنوان «بعثة فن التمثيل في إنجلترا»، قالت فيها: “انتهى يوم الأحد الماضي موسم فرقة «أولد فيك» التي يعمل فيها أعضاء بعثة معهد فن التمثيل في إنجلترا في بلدة بكستون، وقد عادوا إلى لندن بعد أن قضوا شهراً كاملاً بين أحضان بلدة تعتبر بحق من أجمل مدن إنجلترا بما امتازت به من هدوء واعتدال في الجو، وبما أحاط بها من مناظر طبيعية جميلة. وقد زار الطلبة مدينة «بلاكبول Blackpool» بتصريح من السفارة المصرية في لندن، وقضوا فيها عطلة الأسبوع. وهي مصيف في الشمال يعد في مقدمة مصايف العالم، ومن أكثرها أهمية لرواد الملاهي. وقد استقبلوا هناك بحفاوة بالغة فكتبت عنهم بعض صحفها المحلية، ونشرت لهم صورة مع عمدة البلدة، ومدير قسم الإعلان بالمدينة. ويسرنا أن نشير إلى الحفاوة التي قوبل بها أعضاء البعثة في كل مكان، لأنهم احتفظوا بكرامتهم وكان سلوكهم الشخصي نموذجاً حسناً للشباب المصري الذي يزور البلدان الأجنبية. وما زال الطلبة محافظين على العمل مع فرقتهم ليل نهار. فهم يشتركون في التمثيل ليلاً ويتلقون المحاضرات ودراسة النماذج نهاراً، ويجدون من فرقتهم التسهيلات المطلوبة التي تيسر لهم القيام بمهمتهم”.
التقرير النهائي
انتهت شهور البعثة، واستعد الطلاب الستة للعودة إلى القاهرة لمواصلة دراستهم في المعهد للعام الثاني، وكان لزاماً عليهم كتابة تقرير عن بعثتهم، قبل أن يغادروا لندن! وأن يوقعوا جميعاً على هذا التقرير قبل تسليمه إلى سفير مصر في لندن الدكتور حافظ عفيفي باشا! وبالفعل قام الطلاب بكتابة التقرير، الذي يُعدّ وثيقة رسمية، بها كافة تفاصيل البعثة، وهذا التقرير نشرته مجلة «الصباح»، وهذا نصه:
إلى صاحب المعالي سفير مصر الجليل في لندن، إلى من رفع لواء النهضة الفنية الحقة، إلى من وضع حجر الأساس ثم شيد عليه صرح المسرح المصري القومي يتشرف أعضاء بعثة المسرح المصري برفع تقريرهم عن الغرض من بعثتهم، والسياسة المرسومة لتحقيق هذا الغرض، ومدى توفيقهم في العمل بهذه السياسة.
أمرنا بالاستعداد للسفر إلى لندن في تاريخ محدود، وزودنا مديرنا المحترم صاحب العزة «خليل مطران بك» بتعليمات ونصائح، علمنا منها أننا مبعوثون إلى لندن لقضاء ثلاثة أشهر صيفية أو يزيد، في العمل على إدراك غاية أساسية، هي تمكيننا من اللغة الإنجليزية في جو مسرحي خالص، حتى إذا عدنا إلى جامعتنا في وطننا العزيز، تيسر لنا تتبع أساتذتنا فيما أعدوه لنا من محاضرات فنية قيمة هي من أهم مواد برنامج عامنا الدراسي الفني المقبل، الذي تعقبه بعثة أخرى طويلة.
برحنا الإسكندرية في مساء يوم 9 يوليو سنة 1937، فوصلنا لندن في مساء يوم 15 يوليو سنة 1937. ولقد أنستنا حماستنا ما لاقيناه من متاعب السفر الطويل؛ فأبينا إلا أن نبدأ العمل عقب وصولنا بساعات قليلة، فقصدنا بكامل هيئتنا إلى مسرح «ويستمينستر» حيث شاهدنا تمثيل رواية «هملت» بفضل معاونة أستاذنا الذي لعب الدور الأول فيها، ولقد كنا محظوظين إذ رأينا أنفسنا أمام مدرسة جديدة في الإخراج والتمثيل والإلقاء والإضاءة، وكثير من مختلف نواحي المسرح. دوّن كلٌ منّا ملاحظاته، وناقشنا فيها أستاذنا بطل القصة، مما عاد علينا بالنفع والفائدة. وعلى ذكر «هملت» فقد دعينا بعدئذ إلى «بحث» في هذه الرواية من إدارة الفرقة. وفي الحق أنها لفكرة سامية ترمي إلى غرض عظيم، وتكفل تحقيقه. جلس المخرج والممثل الأول على المسرح إلى جانب رأسين كبيرين من رءوس الفن والأدب، وجلس في الصالة المدعوون من أهل الفن والهواية والأدب والصحافة. تكلم كل من الرأسين بلسان الصدق، فقرر نجاح الفرقة نجاحاً تاماً في إرضاء «شكسبير» الخالد، ثم تحدث الممثل الأول «مستر سكيف» فأبان الخطة التي سار عليها حتى وصل إلى ذلك النجاح، ثم تحدث المخرج، فأوضح للناس طريقته في الإخراج، ولقد دعا إليها بإثبات صحتها ببراهين قوية، ثم فتح باب الكلام للحضور، فناقش المدعوون بعضهم بعضاً، وناقش بعضهم رءوس الفرقة، بما عاد على الجميع بالفائدة، ودل على علو مستوى النظارة الإنجليز إدراكاً وثقافة .. ولقد انتهز أحدنا وهو «عباس يونس» تلك الفرصة، فقام عنا، وعبر عن رأينا ممتدحاً ومؤيداً. ولشد ما كانت حماستنا حينما سمعنا قصفاً من التصفيق ودوياً من التهليل، أثاره ذكر اسم وطننا الحبيب «مصر»، مما دفع أستاذنا إلى الوقوف على خشبة المسرح، والتحدث إلى الجميع عنا وعن بعثتنا فكانت خطبته نعم الدعاية لمصر.
لم تمض غير أيام قليلة على وصولنا لندن، حتى قدمنا أستاذنا إلى مخرج «الأولد فيك»، الذي قابلنا أحسن مقابلة وخصص لتعهدنا تحت إشرافه أحد ثقاته من أفراد فرقته الممتازين هو «مستر بنيت» ومعهما، بدأنا الدراسة علماً وعملاً.
للفرقة برنامج عملي خاص، حضرناه منذ البداية، وسنستمر عليه حتى النهاية ذلك أنها معتزمة السفر إلى «بكستون» لتمثيل ثلاث روايات لثلاثة من أشهر الكُتّاب وهي «العين بالعين» لشكسبير، و«بجماليون» لبرناردشو، و«الأشباح» لهنريك إبسن. يخرج الأوليين منها «مستر تيرون جنري»، والثالثة المخرجة الإنجليزية المعروفة «مس كورش». وبما يناسب المقام قد قسم وقت عملنا اليومي على ثلاثة أشياء، نوزع عليها جهودنا بعناية ونشاط وهي:
أولاً – الاشتراك في التمثيل، وذلك في الروايتين الأوليين.
ثانياً – حضور «البروفات» وتتبع طرق الإخراج، والإلقاء والأداء وعناصر الكمال المسرحي في الروايات كلها.
ثالثاً – دراسة هذه الروايات دراسة لغوية ومعنوية وتحليلية، مع الأستاذ المختص.
ولقد سرنا ما رأيناه من نشاط المخرج وممثليه إلى حد يمكننا من البقاء على ذلك الورد ما لا يقل عن ست ساعات في اليوم. ولقد رأينا أنه ليس من الميسور إشباع نهمنا الفني، وإرواء ظمأ هوايتنا في أثناء إقامتنا القصيرة في «لندن» ذلك المركز الفني العالمي، فلم نستطع مرة أن نضيع لحظة من وقتنا فيما يعرف بالفراغ، بل ندأب على مشاهدة التمثيل من فرقه المختلفة، وزيارة مسارح هذه الفرق ودرسها مع مخرجها ومديريها. ولقد تم لنا من ذلك حتى الآن، زيارة مسرح «كمبردج» بعد مشاهدة إحدى الروايات، «ومسرح الخلاء» بعد مشاهدة رواية لشكسبير إخراج المستر «إتكنز»، ومسرح آخر حيث شاهدنا أنموذجاً كاملاً للمسرح المستعد، وشاهدنا العرض الثاني يقدمه طلبة ذلك المعهد.
ولقد كان لنا شرف تقديم برنامج حافل بالغناء والإنشاء والتمثيل على مسرح النادي المصري بلندن، احتفالاً ببلوغ مولانا الملك المحبوب سن الرشد السياسي ولقد كانت بالحق فرصة سعيدة، إذ استطعنا لأول مرة أن نقوم بعمل فني أمام معاليكم.
إضافة إلى ذلك، أننا ممعنون في التردد على المتاحف ودور الكتب والآثار، فإذا ما هدينا إلى ما به بحث فيما نحن عليه، سارعنا إلى استعارة تلك الكتب، وانكببنا على دراستها. ونحن في جهدنا هذا، لا تلين لنا قناة، ولا يروعنا غير كر الأيام القلائل، التي تنتهي بانتهاء آخرها، بعثتنا القصيرة.
والآن وقد شعرنا بالتقدم الفعلي، والاقتراب السريع من غايتنا المنشودة، لا يسعنا إلا أن نعزو الفضل في ذلك إلى معاليكم، إذا ألهبتنا كلماتكم الناصحة، يوم تشرفنا بالمقابلة في أول زيارة، وإذا تكرمتم بتمهيد كل سبيل، وتذليل كل عقبة. فنرفع إلى معاليكم آيات الشكر، وإن عجزت عن التعبير عما تكنه صدورنا.
كما نتقدم بخالص الشكر إلى وزير المعارف الجليل، ووكيل الوزارة الساهر على إنهاض الفنون حضرة صاحب العزة محمد العشماوي بك، ورئيس لجنة ترقية المسرح العربي سعادة الدكتور الجليل أحمد ماهر، واللجنة التي يرأسها، والدنا البار مدير الفرقة القومية صاحب العزة خليل مطران بك، وعميد كلية الآداب بالجامعة المصرية حضرة صاحب العزة الدكتور طه حسين بك، وأساتذتنا في الجامعة، خصوصاً «المستر سكيف» والأستاذ المحترم عبد الوهاب حمودة.
ونختتم تقريرنا بأن نسأل الله تعالى أن يسدد خطانا فيما نضطلع به من الأعمال، وأن يرتفع شأن المسرح المصري وأسرته، بعظمة المخلصين له، كسائر الفنون الجميلة، بما يتناسب، وعظمة مصر العريقة، في ظل مولانا المعظم حضرة صاحب الجلالة «فاروق الأول» ملك مصر، أيد الله ملكه، وأبقاه أمل مصر، وحامي حماها.
قيمة البعثة
من يقرأ التقرير الجماعي لطلاب البعثة، يقتنع بأنه تقرير وافٍ، شمل كل شيء!! وربما يستشعر البعض بأنه تقرير مُبالغ فيه، لأن البعثة كانت مدتها ثلاثة أشهر ونصف الشهر، وهذه الفترة أقلّ بكثير مما تحتاجه البعثة، بناء على التقرير، الذي يوحي بأن الطلاب وكأنهم مكثوا في إنجلترا سنوات!! وفي رأيي إن هذا التقرير، يُعدّ وثيقة تاريخية يستطيع الباحثون والمؤرخون أن يبنوا عليها أموراً كثيراً، حيث إن هذا التقرير هو الدليل على حقيقة تاريخية مجهولة، تقول: إن أول بعثة لطلاب معهد المسرح في مصر، كانت عام 1937، وكانت البعثة في إنجلترا! وإذا كان التقرير الجماعي، هو تقرير رسمي يشتمل على الخطوط العريضة لهذه البعثة، فإن بعض الطلاب سجلوا تفاصيل كثيرة ومتنوعة لهذه البعثة، لم تُدرج تفاصيلها في التقرير الجماعي!! وهذه التفاصيل في حد ذاتها، تُعد سجلاً تاريخياً وثائقياً عن هذه البعثة، وهذا هو موضوع مقالتنا القادمة!


سيد علي إسماعيل