ياسر صادق: (حب رايح جاي) مسرحية تدعو للحب

ياسر صادق: (حب رايح جاي) مسرحية تدعو للحب

العدد 657 صدر بتاريخ 30مارس2020

هو ممثل ومخرج مسرحي ولد عام 1963 تخرج من كلية التجارة جامعة القاهرة. ثم التحق بالمعهد العالي للفنون. شارك في العديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية وأيضا المسرحية لعل أخرها في مجال التمثيل المسرحي عرض (يوم أن قتلوا الغناء) الذى قدم على مسرح الطليعة .وفي التليفزيون مشاركته المتميزة في مسلسل (بت القبايل) .وفي مجال الإخراج المسرحي له العديد من التجارب الإخراجية منها مسرحية (لحظة حب بطولة منال سلامة وبهاء ثروت)_شمس الحقيقة_ أمير الفقراء _ الرحمة المهداة (بطولة الفنان محمود ياسين وعلي الحجار) _ حبيب الله (بطولة رياض الخولي وأشرف عبد الغفور) _حوش بديعة _شيخ العرب (بطولة حنان شوقي وطارق دسوقي) _كرسي في الكلوب (بطولة مي عبد النبي وسمير وحيد)ولعل أخر هذه التجارب تأتي مسرحية (حب رايح جاي) التي تم عرضها مؤخرا علي المسرح الكوميدي. بطولة أحمد صيام وميسرة. حول هذه التجربة وأيضا الدور الذى يقدمه المركز القومي للمسرح الذى يتولى رئاسته كان لنا هذا الحوار..
_ في البداية حدثنا عن المسرحية واسباب اختيار الموضوع وعلاقته بالوضع الراهن؟
المسرحية فكرتها لطيف جدا كتبها المؤلف السكندري الشاب سامح عثمان وتدور حول “الحب” بمعناه الشامل وان كل المشاكل لا تحل إلا بالحب. فكل العلاقات سواء على مستوي الأفراد داخل العائلة أو المجتمع أو الدول لا تحل إلا بالحب. فالفكرة تدور حول شاب يرتبط بعلاقة عاطفية بفتاة وعندما يتقدم لخطبتها من جدها لأنها فقدت أبويها يشترط عليه ان يجمع اولاده لحضور زفافهما شرطا لزواجهما فهو يمتلك العديد من الاولاد ولكنه سوف يكتفي بثلاثة منهم فقط لحضور زواجهما .وهذا هو التحدي الذى طلبه منه .إما ان يكون الرجل موقف أو أن يقاس بماله ومعايير الزواج ومستلزماته المعروفة. فيختار الشاب أن يخوض التحدي ويذهب وبصحبته الفتاة ليخوضا سويا هذه التجربة. فمن الأعمام ما هو في الشرق وأخر في الجنوب. ونكتشف أثناء الرحلة أن جميعهم متناحرين تحركهم المادة والمصلحة وتناسوا روابط الاسرة والوحدة .فيعود الشاب محبطا بعد أن فشل في لم شملهم لتكون المفاجأة أن الجد يعرف مسبقا ما سوف يصلون إليه ولكن الفكرة والنجاح في المحاولة ذاتها. فمحاولة الوصول إلى النجاح هو الهدف في حد ذاته لأن الإنسان إذا توقف عن المحاولات لن يصل إلى شئ. ففكرة المسرحية يمكن إسقاطها وتفسيرها على مستوى الفرد والمجتمع والوطن وحتى علي مستوى العالم. فالمسرحية لها إسقاطات وإرهاصات كثيرة .
_ إذن يمكن إسقاط المسرحية على الوضع الراهن داخل المجتمع وتعبر عن قناعاتك الشخصية؟
بالطبع . ولكن تظل الاسقاطات هي وظيفة المتلقي. فكل فرد يتلقى العمل من واقع خبرته وعلمه وتجاربه. فمن الممكن ان تجلس مجموعة لمشاهدة العمل الفني. ولكن تلقي كل واحدا منهم يختلف عن الأخر. فالإسقاط هو ما يفهمه المتلقي وليس الملقي وإلا سوف يكون العمل خطاب وأنا لم ألقي خطبة. أنا أقدم قالب فني يستقبله بحسه ومدى تأثيره عليه. وهذا هو أساس الدراما. إلا إذا كان العمل الفني بطريقة مباشرة وهذا ليس موجود في هذا العمل .
_ لقد قدمت تجربة الاخراج في اكثر من عمل فني .ولكن الجمهور قد عرفك كممثل اكثر منه مخرجا مسرحيا .فما هي الاضافة التي اضيفت لك كفنان في هذه التجربة؟
نحن تخرجنا من فرق تمثيل الجامعة. فقد كنت رئيس فريق تمثيل تجارة القاهرة وكنت ممثل اول ومخرج اول الجامعة. وبعدها إلتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية فبدأ لدينا الشق الاكاديمي والدراسي .فأصبح لدي موهبة التمثيل توازيها موهبة الاخراج .كان التمثيل هو الاساس ولكني قدمت العديد من التجارب الاخراجية الناجحة التي لاقت صدى ونجاح فني كبير علي المستوي النقدي والمستوي الجماهيري .وانا الان لست منتشرا كثيرا كممثل والاخراج جعل الموضوع متوازنا بالنسبة لي واستطعت ان اعبر عن فني بشكل اخر واكثر حرية من كوني ممثل فقط.
_ ما الجديد الذى تم طرحة في المسرحية سواء على مستوى الشكل او المضمون؟ وما الصعوبات التي واجهتك في هذه التجربة؟
الصعوبات كانت في موعد افتتاح العرض .حيث جاء موعد المهرجان القومي للمسرح في شهر يوليو ووراءه مهرجان المسرح التجريبي .فكان الموسم المسرحي الصيفي يقترب علي الانتهاء .فاضطررنا الي فتح المسرحية في موسم الشتاء .وهذا غير ملائم لطبيعة المسرح الصيفي الكوميدي .وهذه هي اكثر الصعوبات ولكن علي الرغم من بروده الطقس الا ان الاقبال الجماهيري كان كبيرا جدا ...اما الجديد الذى تم طرحه في المسرحية فهو من حيث الشكل .الانتقال من مكان الي مكان بشكل سريع وميكانيزم سريع جدا .وفي اوقات كثيرة كانت التغييرات بديزولف اضاءة لان التغييرات كانت كثيرة جدا وهذا مرهق للغاية. وإلا كان وقت المسرحية سيكون كبيرا جدا.. المسرحية شكل استعراضي. الاستعراضات متنوعة لأننا ننتقل من مكان إلي مكان ونعطي خصائص كل مكان عن طريق الاستعراضات الدالة عليه .فكان هناك تنوع أيضا من حيث الديكور والاضاءة والملابس وكذلك الممثلين أنفسهم. ولكن في النهاية هي مسرحية كوميدية استعراضية ليس فيها الكثير من التجريب .فالفكرة هي تقديم العمل بشكل بسيط يحمل معاني قيم جدا في قالب كوميدي .
_هل حقق العرض ما كان يرجوه الفنان ياسر صادق منه ؟
في بدايات افتتاح العرض لاقي نجاحا كبيرا واستحسان من الجمهور ومن النقاد .ولكن حدث منغصات قليلة قد أثرت قليلا علي العرض ..وتوقف العرض بعد 15 يوما لإجراء بعض التعديلات وسوف نستعيد العرض بشكله الامثل قريبا .
_ بصفتك رئيسا للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية .اين ترى مستقبل الفن والثقافة المصرية ؟
مستقبل مبهر ونحن في ازدهار والمسرح في تصاعد. وليس المسرح فقط فنون كثيرة جدا. فنحن محظوظون جدا أن وزيرة الثقافة فنانة وتقدر الفن والفنانين وتدعم بشكل كبير جدا المسرح وألوان الفنون الأخرى المختلفة مثل البالية والموسيقى والفنون الشعبية. فمجالات المركز الثلاثة تلقى دعما كبيرا منها وهذا مهم جدا. وهذه فرصة للمبدعين أن تكون على رأس وزارة الثقافة فنانة مبدعة.
_ ما رأيك في التجارب المسرحية المستقلة وما دور المركز تجاه هذه التجارب ؟
الفرق المستقلة تسير بالتوازي مع فرق الدولة. ووزيرة الثقافة تدعم هذه الفرق بشكل أو بأجر دعم مادي ودعم لوجيستي. ومنهم تجارب ناجح جدا ومنهم ما زال علي مشارف الطريق يتحسسوا الخطى. ولكن هناك عروض مهمة جدا وآثرت المسرح المصري من تجارب المستقلين الذين يحظون بدعم من الدولة وبالطبع هم يطمحون في المزيد ونتمنى أن ينالوا ذلك. ولكن ميزانية الوزارة ضئيلة وليست كبيرة بالحجم الكافي الذى يسمح لها أن تقدم لهم الدعم الكامل الذى يطمحون إليه. ولكن هناك دعم بقدر المستطاع. وأيضا قطاعات الوزارة تدعمهم وتوفر لهم المسارح والمركز يقوم بتصوير العروض الهامة منها بهدف التوثيق. ولكن مشكلاتهم دائما تأتي مع النقابة.
_ ما هو دور المركز في الوضع الراهن التي امر به البلاد في مواجهة فيروس كورونا المستجد؟.
بالطبع سيكون هناك دور للمركز .فقد اعلنت وزيرة الثقافة عن مبادرة (خليك في البيت – والثقافة بين ايديك) وقامت بإنشاء موقع وقناة خاصة بوزارة الثقافة يتم بث عليها جميع انشطة الوزارة .وبدأت اولى بثها يوم 24 مارس في تمام التاسعة .ودو المركز فيها بارز جدا لان المركز القومي للمسرح من اهم جهات التوثيق في الدول .فنحن قمنا بتوثيق عروض كثيرة جدا للبيت الفني للمسرح وكذلك للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية. بالإضافة إلي مجالاتنا وحفلاتنا الموسيقية. لأننا نملك فرقة موسيقية للتراث الموسيقي والأغاني الدرامية التابعة للمركز. بالإضافة إلي أفلام  توثيقية كثيرة سوف تطرح على القناة تباعا لرواد الفن في المجالات الثلاثة سواء في المسرح أو الموسيقى أو الفنون الشعبية وأسماء كبيرة جدا وأفلام على تقنية عالية وفي غاية الأهمية تصل إلى عشرين فيلما تقريبا سوف يتم طرحهم على القناة. وهناك برنامج هام جدا من إنتاج المركز وهو (اعرف أهلك) يوضح علاقاتنا بالدول الأفريقية وتقريب المسافات فيما بيننا عن طريق الثقافات والفنون فقد قمنا بعمل حوالي 6 ندوات وفقا للبرنامج وهم (أثيوبيا –نيجيريا- الكاميرون –السنغال- وإريتريا- ورواندا) وهي أيضا ندوات مصورة. وقد قدمت كل دولة صورا من فنونها حتي يتم التعرف عليها. لأن الثقافة هي الجسر الممتد بين الشعوب ويحمى هذه الرابطة الافريقية خاصة ما يربط بينهم وادي النيل وهو من البرامج الهامة جدا ..كذلك الفولكلور سوف يتم تقديمه وسيطرح في القناة .ومن تحف المركز والمقتنيات الموجودة في المتحف سوف يتم بثها أيضا من خلال القناة. بالإضافة إلي إصدار مجلة المسرح وهي مجلة شهرية تصدر بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب وتصدر أيضا مجلة ألوان من الموسيقي والفنون الشعبية. بالإضافة إلي الكتب الدورية المتخصصة.(كتاب التوثيق المسرحي_ وكتاب التراث المسرحي) وكتب في الموسيقي والفنون الشعبية مهمة للدارسين والباحثين .
_ امنيات ما زلت تسعي لتحقيقها سواء كان علي المستوي الشخصي او فيما يخص المجال الفني ؟
أتمني أن أوفق في موهبتي الأولى (التمثيل) وأن أحقق فيها شيئا يرضيني ويرضي الجمهور. وأنا في عودة للتمثيل بعد فترة غياب من خلال مسلسل” الفتوة “ للنجم ياسر جلال. ومن إخراج حسين المنباوي في رمضان القادم. وكنت ضيف شرف في مسلسل (بت القبايل) إخراج حسني صالح. تأليف شاذلي فرح. بالإضافة  إلي مسرحية (يوم أن قتلوا الغناء). وعلى مستوى الإخراج حلم العمر أن أقدم الحسين ثائرا وشهيدا بعد موافقة الأزهر. وكانت لدي أمنية قناة اليوتيوب للمركز وقد تحقق علي مستوى الوزارة بفضل الدكتورة إيناس عبد الدايم ووعدت باستمرارها. فهي من أوائل الوزراء الذين بذلوا الجهد لمواجهة هذه الأزمة التي نعيشها أزمة (كورونا).                 


منار سعد