كيف السبيل إلى حماية المؤلف من سرقة مؤلفاته؟

كيف السبيل إلى حماية المؤلف من سرقة مؤلفاته؟

العدد 649 صدر بتاريخ 3فبراير2020

سرقة النصوص والأعمال الفنية لا تقل جرمًا عن سائر أنواع السرقات، بل وتفوقها جرما حيث تتسبب في مسخ هوية الإبداع عموما،  وقد انتشر مؤخرا هذا  القفز  على نصوص الآخرين ، وتقديمها بأسماء مشابهة أو معالجات واهية تمحى أثر المبدع الأصلي عن إبداعه وتفقد عمله دلالاته، كذلك أصبحنا أمام عمليات مبتكرة من  السطو على النصوص من بينها استنساخ الأفكار وتقديمها من جديد دون الرجوع إلى المؤلف الحقيقي أو ذكر اسمه، وكثرت أشكال التحايل التي يكشفها لنا عدد من المؤلفين و الأكاديميين، ونحن بصدد طرح هذه الأزمة ومحاولة الوصول إلى آليات ومقترحات لمواجهتها.
التقت “مسرحنا” بالمؤلف يوسف شعبان مسلم، الذي كتب على صفحته مؤخرا عن تعرض نصيه “ الحارس “ و” الشبيهان “ لعملية سطو، فقال: قرأت خبرا عن إعادة تقديم عرض مسرحي باسم “ شبيهان “ بمركز الإبداع بمدينة الإسكندرية خلال يناير الماضي، وبعد مشاهدتي “عبر اليوتيوب” لنسخة من العرض الذي أعلنوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنه من  إخراج  أحمد عبد الرحيم، و تأليف نيرفانا عثمان، لاحظت الآتي : أن نص العرض هو دمج مخل لمسرحيتي “ الحارس” و”الشبيهان” وهما من كتابتي، ونشرتا في كتابين منفصلين عامي 2007 و2009، والملاحظ أن السيدة التي أعلن مرارا أن العرض من تأليفها استعارت الفكرة الرئيسية في مسرحية الحارس وهي حراسة العجوز لقرية مهجورة، وجعلته- في نصها - يحرس ساعة معطلة، لكن مغزى الحوار يدور أغلبه حول الأفكار نفسها التي طرحتها مسرحية “الحارس” ومن الأمثلة الواضحة على ذلك  مثلًا، حين يتحدث العجوز عن الحي الذي تقع فيه الساعة المعطلة يقول (... لكني أحفظه شبرًا شبرًا، يمكنني أن أرسمه لك بشوارعه ومنازله بل وسكانه، لقد قضيت أغلب عمري ناظرًا له من أعلى، كنت مسئولا لسنوات طويلة عن صيانة هذه الساعة) وهو ما يتماس مع مشهد في مسرحية الحارس يقدم هذي الفكرة بوضوح. وتابع  مسلم: بل إن كلمة خمسون عامًا وهي رقم له دلالته ويتكرر في مسرحية الحارس مرات كثيرة، حولته المؤلفة المذكورة سالفًا إلى ستين عامًا! وفي مسرحية “ الشبيهان” نجد عجوزًا صعلوكًا يتقاذفه الشباب المحتفلون ببداية القرن الحادي والعشرين كدمية، ثم يلقونه على خشبة المسرح كنفاية، وهو ما تم بالفعل في افتتاحية عرض أحمد عبد الرحيم كما كتبته تمامًا في مسرحية الشبيهان، ولكن دون الإشارة لفكرة الاحتفال ببداية القرن، فضلًا عن ذلك فكل جمل الحوار الخاصة بالعجوز مأخوذة نصًا من حوار مسرحيتي الشبيهان! تابع مسلم: كما أن علاقة الشرطي بزوجته ذات الثدي الواحد وابنه الوحيد الذي يربي معه كلبًا كي يحرسه من الموت، والمهدد بالموت لأن الكلب مريض، قد تم السطو عليها كاملة مع تحريف بسيط، إذ جعلوا عاهة الزوجة في فقدانها للعينين بدلًا عن كونها ذات ثدي واحد. وأضاف مسلم:  في نص العرض  المقدم باسم  نيرفانا عثمان تم تغيير مهنة الشرطي إلى فرد أمن في مصنع قبعات، مع الحفاظ على كثير من تفاصيل رسم شخصية الشرطي في الشبيهان، وكذلك شبكة علاقاته، بل إن مشهد مساومة العجوز للشرطي كي يغير مهنته للحصول على نقود، تم السطو عليه كذلك، لكن بدلًا عن اقتراح العجوز على الشرطي أن يصبح قوادًا في الشبيهان طلب منه في نص العرض المسروق أن يعمل عاهرًا يمارس الجنس مع النساء العجائز مقابل أجر، بل حثه كذلك أن يذهب إلى رئيسه في العمل ويقذف باستقالته في وجهه دون خوف، وهو ما يحدث في مسرحيتي تمامًا، ولكن بدلًا من مشرف الأمن عندهم، كان الضابط في مسرحيتي. كذلك أشار يوسف مسلم المؤلف الأصلي إلى أن الأمر وصل لديهم إلى السطو على مشهد الجلد في مسرحيتي، إذ بعدما تقمص العجوز شخصية الضابط راح يعاقب الشرطي لتطاوله فيقيده إلى الساعة ويجلده إيمائيًّا، وهو ما تم بالفعل في عرضهم المسروق، بل إن كل جمل الحوار تم سرقتها  نصًا من مسرحيتي، كما تم سرقة مشهد الفينال كاملًا و السطو عليه من مسرحيتي بجمل حواره كافةً، وأكد مسلم أن ما لا يقل عن ثلث لغة الحوار في عرض “ شبيهان  “ تنتسب بالفعل إلى مسرحيتي “ الشبيهان “  نصًا، وهو ما لا يندرج تحت مسمى التناص أو توارد الخواطر أو ما شابه، لأن الثلثين الباقيين من الحوار أيضا يدوران حول أفكاري نفسها التي طرحتها في المسرحيتين، مع تحريف ساذج ورؤية مسطحة، فضلًا عن بعض التحريفات الوضيعة والساذجة في تكئات لغوية رئيسية كتبتها بالقصد في نص “الشبيهان” منها مثلًا أن العجوز يقنع الشرطي بأنهما آخر عباقرة الكوكب وأنهما وحدهما الطبيعيان في العالم ومن دونهما هم مجرد أشخاص مصطنعين ومستنسخين، فنجد في العرض المسروق العجوز يقنع رجل الأمن بأنهما مثاليان. وعلق مسلم: إنها جريمة سرقة مزدوجة فهما لم يسرقا نص”  الشبيهان “ وحده بل  نص “ الحارس” أيضًا. موضحا: أنا لا أعترف بما يسميه البعض بكتابة على الكتابة، أو التصرف كدراماتورج بنص مؤلف إلى درجة محو شخصية المؤلف عن نصه، وكل هذه الأمور أعتبرها ضربًا من الهراء، خاصة وأن هاتين المسرحيتين لي ليستا من الكلاسيكيات الراسخة كهاملت أو أوديب، فهي مجرد مسرحيات قد يرى البعض أنها بسيطة الشأن ولكن بذل في كتابتها جهد شاق لا يعلمه إلا أشد المقربين مني، الذين عاصروا سنوات الكتابة وقرأوا مسوداتها التي امتدت لمئات الصفحات.
عملية سطو علني
فيما علق الناقد محسن الميرغني قائلا: في مساء الأحد 19 يناير الماضي  نشر الشاعر والمؤلف المسرحي يوسف مسلم على صفحته في الفيس بوك، ما يفيد بأن هناك عملية سطو علني تتم على مسرحية من تأليفه” الشبيهان” وهو نص مسرحي منشور في الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1999م، وحاصل على جائزة محمود تيمور الإبداعية، وأن المخرج السكندري أحمد عبد الرحيم ينتوي إعادة تقديم عرض باسم “ شبيهان” في مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية، بعد إجراء تعديلات بمساعدة كاتبة “ نيرفانا عثمان” وقد تواصل معها المؤلف الأصلي “يوسف مسلم” عبر الماسينجر، وكان ردها هو أن ما سيتم تقديمه مختلف تمام الاختلاف عن نصه المسرحي “الشبيهان” . وأوضح الميرغني أن مخرج العرض أحمد عبد الرحيم سبق وان قدم نص “الشبيهان” لمؤلفه الأصلي خلال تجارب نوادي المسرح في 2017 على خشبة مسرح السامر، وهو مثبت بنشرة المهرجان حينذاك، و ما حدث أن المخرج  تجرأ وقام بإجراء تعديلات على النص الأصلي، دون الرجوع لمؤلفه يوسف مسلم، الذي أصر على أن ما حدث سرقة من قبل المخرج و الدراماتورج المزعومة لعرض “شبيهان”، مستدلًا على ذلك بجملة مأخوذة من النص الأصلي له، صدر بها مخرج العرض أحمد عبد الرحيم دعايته، وهي جملة “يالقسوة أن تكون وحدك في مكان كهذا، وحدك والبرد، ساعة عملاقة تجمد فيها الوقت”!” .. وتساءل  الميرغني: إلى أي مدى يمكن لهذه الوقائع أن تحرك ساكنًا لدى المعنيين بتنفيذ القوانين في مصر؟ وهل يمكن للمؤلف بموجب قانون حماية الملكية الفكرية أن ينفذ القانون تجاه من يقومون حاليا بانتهاك القانون؟! هذا ما نتمنى أن نجد حلولا له .
 قرار تأجيل العرض
نوهت الصفحة الرسمية لمركز الحرية للإبداع بالإسكندرية، على صفحتها بـ”فيس بوك” أنه تم تأجيل العرض المسرحي ( شبيهان) إخراج  أحمد عبد الرحيم، والذي كان مقررًا عرضه بمركز الإبداع بالإسكندرية،  الثلاثاء 28 يناير 2020، لحين انتهاء النزاع علي حقوق الملكية الفكرية للنص المسرحي.
 الطامة الكبرى
بينما يرى المؤلف  والمخرج والناقد المسرحي محمد النجار إن وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في انتشار ظاهرة السرقات الأدبية والفنية، وأضاف: لمّا كانت ظاهرة إعادة كتابة النصوص المسرحية موجودة في تاريخ المسرح العالمي، استنادًا لرفعة النص الأصلي، أو قيام النص الأصلي علي أسطورة مثل أوديب أو بجماليون التي كتبت بعشرات الأقلام، إلا أن الأمر أصبح  أكثر تعقيدًا في الآونة الأخيرة،ووصل إلى حد تجاهل اسم المؤلف الأصلي لمجرد إعادة صياغة مشهد أو حذف أو إضافة بعض الشخصيات دون سند درامي حقيقي، مما يجعلها عروضًا مشوهة فكريًا، حتى وإن كانت مميزة تشكيليًا وبصريًا، علي الرغم من أن الرجوع للمؤلف لن يضير العرض، وإنما قد يضيف أفكارا مفيدة. أضاف النجار: أما الطامة الكبرى فتتمثل في إعداد نص مسرحي للعرض بتكثيف الأحداث أو تمديدها أو حذف شخصية أو أخرى لتتناسب مع الطاقة البشرية المنتجة للعرض ويقوم المخرج بتغيير اسم النص لاسم آخر، ولأن المعالم الظاهرية أخفيت يتم حذف اسم المؤلف تمامًا مما يبخسه حقه، وغالبا ما تمر الحادثة مرور الكرام لعدم معرفة المؤلف الأصلي بما تم، لعدم مشاهدته العرض، والطامة الكبرى هو الاحتفاء بالعمل المشوه وضياع حق صانع الإبداع الأول. وختم النجار بقوله : القضية   كبيرة و الأزمة تتفاقم ولابد لها من حل .
فيما  رأي المؤلف المسرحي السيد فهيم إن السرقة في حد ذاتها فعل غير أخلاقي، يعاقب عليه القانون، ويتنافى مع المبادئ والمُثل والقيم. وقال:  لا أتخيل مبدعًا حقيقيًا تسول له نفسه أن يعتدي على إبداع غيره وينسبه لنفسه،  لذلك فالملاحظ أن كل من له سابقة سرقة لا يملك من الموهبة ما يجعله ينشغل بإبداعه، وإفلاسه الإبداعي وضحالة موهبته يدفعانه لمحاولة إدعاء الموهبة، بالقرصنة على الآخرين، متوهمًا غفلة المجتمع عنه، ومضللًا ببضعة مصفقين له من محدودي الثقافة والإطلاع،  لكن هيهات، فسرعان ما ينكشف إفلاسه الفني وضحالة موهبته وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح. لأنه بالعبث في إبداع غيره يشوهه ويجرده من روحه الحقيقية التي هي روح مبدعه الأصلي. تابع : من أمن العقوبة أساء الأدب،  لذا أرى أن الخطوة الأولي للحفاظ على الحقوق القانونية تقع على كاهل صاحب الإبداع بمحاولة توثيق أعماله في الجهات الرسمية مثل إدارة حقوق المؤلف بوزارة الثقافة، ورقم الإيداع والترقيم الدولي بالهيئة العامة للكتاب ثم يأتي دور الجهات الرسمية وعلى رأسها الرقابة على المصنفات الفنية، وهي التي فتحت ثغرة خطيرة اسمها إعداد، وإخراج فلان الفلاني، وأصبحت هي حيلة ترقيب النص بدون علم أو حضور المؤلف. وختم السيد فهيم : يلزمنا زرع القيم وإعادة بناء شخصية المبدعين الشباب كما تعلمنا من أساتذتنا.. فلا يعيب المبدع أن يذكر المصدر الأصلي الذي ألهمه الفكرة أو البناء الأصيل الذي بنى عليه مشروعه.. و بالعكس هذا سيرقى بالذوق العام وسيجعل لما يقدمه قيمة، لأنه اطلع على إبداع غيره ثم انفعل به وطوره وقدمه برؤية ومنظور جديدين، وهذا سيجعله يطور من نفسه ومن موهبته.  
حقوق  الملكية الفكرية
فيما قالت الناقدة والباحثة داليا همام: علينا كمسرحيين الوقوف أمام ذلك بالمصارحة التامة للمؤلف الجديد ومواجهته، وإن أصر على أن النص ليس مأخوذًا من آخر فعلينا بفضحه على وسائل التواصل الاجتماعي وغير ذلك، وأن نكون إيجابيين في محاولة الحفاظ على مخزوننا من النصوص. أضافت همام: إن الإعداد يكون عن نص روائي، تعده من وسيط لآخر، و الدراماتورج هو أن تجعل النص في جاهزية للعرض في هذه اللحظة الزمنية، وإمكانية أن يقدم النص من جديد تحت عنوان جديد لا يسمح لمن قام بالدراماتورج أن يكتب اسمه كمؤلف، على جميع  وسائل الدعايا والإعلان عن العرض، ويحق للمخرج أن يقوم بعمل الدراماتورج للنص المراد تقديمه  لا أن يعيد تأليفه، وإلا فعليه أن يقدم نصًا آخر له، وعلى المخرج أن  يضع عنوانه الذي يتناسب مع رؤيته إلى جوار عنوان النص الأساسي، و هذا  لا يضيره  في شيء، واختتمت همام بقولها أنه من اجل الحفاظ على حق المؤلف يجب تفعيل قوانين الحقوق الملكية الفكرية.
أما  الفنان والمؤلف والدراماتورج ياسر أبو العينين فقال إن الأمانة الفكرية تلزم عند  تقديم إعداد جديد أو عمل دراماتورج لنص مسرحي، أن نقوم بذكر اسم المؤلف الأول لهذا النص، ومن بعده اسم المعد أو الدراماتورج، و عندما قمت بعمل الدراماتورج  لعرض” روح “ من إنتاج مسرح الطليعة  ذكرنا  أن نص العرض دراماتورج عن “ الوردة والتاج “ لمؤلفه جي بي بريستلي في كل وسائل الدعايا والإعلان. وأوضح أبو العينين أن عمل المعد أو الدراماتورج لا يعطينا الحق في أن نسقط اسم مؤلف النص الأصلي أبدًا غير في حالات خاصة ومنها أن نقدم  نصًا مسرحيًا كاملًا جديدًا  مستوحى من القصة أو استلهمه  كاتبه من قصص الأدب القديم  أو العالمي أو من التراث، وقدم ذلك بفكر مغاير وقدم كتابة كاملة جديدة في قالب مغاير،  ومثال ذلك نص” براكسا “ للكاتب الكبير توفيق الحكيم، المستوحى من  مسرحية “برلمان النساء” للمؤلف الإغريقي “أرستوفانيس“ وقد قدم الحكيم القصة بأسلوب  مغاير في صياغته ودلالاته وشخصياته، فكانت بمثابة كتابة جديدة . أضاف أبو العينين: اعتاد  كتاب العصر الحديث  إعادة صياغة مؤلفات عالمية مثال “ برؤية جديدة، ولكن عند الإعداد عن نص لمؤلف معاصر يجب أن يلتزم المعد والمخرج بالمؤلف الأصلي،وذكر اسمه، كما  يلزم قبل البدء في تقديم النص مسرحيًا  أن يُستأذن  المؤلف وأن يوافق على ذلك كما يجب أن يوافق أيضًا  على تقديم نصه بإعداد آخر.. ونستثنى فقط  النصوص العالمية والكتاب الراحلون. وذكر  أبو العينين أنه  في آخر دورة لمهرجان نقابة المهن التمثيلية قدمت المخرجة سلمى رضوان عرض “ المنعزل “ لنص “ تحت التهديد “ للمؤلف والكاتب محمد أبو السلاموني و ذكرت ذلك بوضوح، وأوضحت أن ما تم  في نص العرض هو التكثيف والتركيز فقط  للنص  .
واقترح أبو العينين أن تشكل لجنة بوزارة الثقافة من الأكاديميين المسرحيين و الممارسين يناط بها الحسم في مثل هذه المشكلات،  وكذلك تحديد المفاهيم بوضوح المعد والمؤلف والدراماتورج ، وتمنى أن تنظم وتفعل قوانين الملكية الفكرية
قوانين ورادعة
وقال الكاتب المسرحي أحمد سمير: لابد من الوعي بالمعايير الأخلاقية، والسمات الإيجابية للمجتمع، وأن تعالج أزمة السرقات الأدبية بإصلاح الفرد بالتوعية والتنشئة، والدعوة للأمانة. وأضاف:  يلزم  أيضًا  أن ننتبه إلى أنه لا يجب أن يسمح بالنقل  أو الأخذ   بجميع الصور من مؤلفات أو أعمال الآخرين  دون علمهم، وإعلام  الجهات المعنية بذلك، وأن نرفض ذلك جميعًا، وقد عايشنا في بعض الفترات فكرة  “التمصير “، وأعدها نوعا من التحايل.. أضاف: لابد من أن تسن قوانين قوية ورادعة  لحماية حقوق المؤلف، و أن تنفذ تلك القوانين على كل الأعمال الفنية . وقد شهدنا أعمالا ونصوصا عالمية تقدم دون الرجوع لمصدرها أو الإشارة له مثل ما قدم مؤخرا من عالم “والت ديزني “ باسم مؤلف مصري. وتساءل: كيف نسمح بذلك بالنسبة لآخرين يعرفهم العالم كله،فيما نشكو من ضياع حقوق المؤلف المصري . تابع: إن مسؤولية الحماية هي مسؤوليتنا جميعًا ونأمل أن يعتني بها جهاز الرقابة على  المصنفات كنافذة شرعية تعطي حق العرض والإنتاج،  بأن يقدم مع كل طلب إنتاج ملخصًا لما يطرحه العمل وإطاره الدرامي،  فيما لا يزيد عن صفحة، ويتم مقارنة الملخصات و ملاحظتها، وعند شبهة التطابق يتم إبلاغ المؤلف الأصلي.   
فيما قال المؤلف والمخرج كرم نبيه:  ليست هناك قوانين حقيقية تستطيع  حماية حق المؤلف حتى يتم تفعليها، غير أن إدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة قد يكون بإمكانها أن تحد من تفاقم أزمة سرقة النصوص المسرحية من خلال عدم الموافقة على إعداد نص عن نص مسرحي آخر. أضاف: ما يقوم به البعض من نشر نصوصهم   إلكترونيا  يجعلها أكثر عرضة للسرقة والعبث، و هذه الظاهرة انتشرت مؤخرًا، و في مجال العروض المسرحية  أرى أن  المخرج هو صائغ العرض، ولا يحق له المساس بالنص تحت أي ظرف أو مسمى دون إعلام واستئذان المؤلف، و أنا  كمؤلف إذا تعرضت لمثل هذا العبث و التشويه تحت أي مسمى  فساقأضي المخرج .


همت مصطفى