مخرجو الثقافة الجماهيرية: إيجابيات الموسم المنقضي أكثر ونتمنى الفوز في الختامي

مخرجو الثقافة الجماهيرية: إيجابيات الموسم المنقضي أكثر ونتمنى الفوز في الختامي

العدد 561 صدر بتاريخ 28مايو2018

  15 عرضا تم تصعيدهم للمهرجان الختامي لفرق الأقاليم هذا الموسم، الذي أجمع عدد كبير من المخرجين على تميزه وانضباطه بشكل كبير. “مسرحنا” التقت عددا من المخرجين الذين صعدت عروضهم للمهرجان الختامي، لنتعرف على آرائهم الموسم المنقضي، وما يتمنونه العام القادم.
قال خالد عطا الله مخرج عرض «بير السقايا» فرقة قصر ثقافة كوم أمبو، إنه يعتبر تجربته ثرية وإنها كانت عودة إلى فرقته الأم التي تربى فيها ممثلا ثم مصمما للديكور واعتمد من خلالها مخرجا، بعد غياب طويل.
وتابع: “بير السقايا” إعداد حسام عبد العزيز عن مسرحية “ماكبث” لشكسبير،
وقد أضاف إليها روحا جديدة، وغيّر من طبيعة الشخوص الأوروبية وحولها إلى جنوبية خالصة تعبر عن واقع مختلف، ومن هنا كانت الانطلاقة نحو التجديد في الصورة المسرحية، أنا بصفتي مخرجا أتعامل مع النصوص بصريا أولا لأنني مصمم سينوغرافيا، وبعدها أضع خطوات العمل باعتباري مخرجا، فرقتي استوعبت كل ما يدور في خاطري من أفكار وتعاملت معي بصبر بالغ لأنني أضفت روحا مختلفة على كل المستويات. المبدع عبد المنعم عباس وضع روحة داخل موسيقى العرض، وكذلك الممثلون القادرون على الفعل، وفهم أدوارهم مهما كان حجمها داخل الرواية، وكذلك الملابس والماكياج وكل عناصر الحالة.
وعن تقييمه للموسم المسرحي، قال: كان مناسبا جدا وأعطاني مساحة كافية لترتيب العمل، ربما لم أشاهد عروضا لزملائي المخرجين، ولكن أعتقد أن العروض المصعدة تستحق، لأن المخرجين أغلبهم من الشباب الذين يحملون أفكارا للغد. وفي المجمل، أعتقد أن الموسم المسرحي كان جيدا على خلاف الموسم السابق.
وعن المهرجان الختامي، قال: أعتقد أنه سيكون ثريا بسبب قوة المنافسة، وستكون هناك عروض تشرف الثقافة الجماهيرية لأنهم اختاروا وبذلوا مجهودا ممتازا في دعم الفرق وخروج عروضها للنور. أضاف: أتمنى في الموسم القادم أن تكون هناك وجهة نظر جديدة في المخصص المالي لكل الفرق على سبيل الدعم والحافز للإنتاج المسرحي.

 كان منضبطا
وقال المخرج شريف النوبي مخرج عرض «الخالة وداد» تأليف بهيج إسماعيل، فرقة قصر ثقافة مطروح، إن ما جذبه للنص هو مناسبته للموقع حيث تدور الأحداث في واحة سيوة وهي إحدى مدن محافظة مطروح التي يقدم العرض بها، كما أن النص مليء بالطقوس البيئية شديدة الخصوصية.
وعن تقييمه للموسم، أضاف: كان منضبطا من خلال عمل الإدارة العامة للمسرح، وأخص بالذكر دكتور صبحي السيد ودوره القيادي الذي يسعى جاهدًا للتطوير.
وفيما يخص المهرجان الختامي، قال: أتمنى أن تحضر الفرق المشاركة طوال فترة المهرجان للتواصل ولمشاهدة العروض، وأن تقام العروض على مسرح مجهز بإمكانيات حديثة، وأن يتم تغطية المهرجان إعلاميا من خلال الصحف والقنوات الفضائية مع وجود النشرة اليومية للمهرجان واختيار نقاد أكفاء للكتابة عن العروض.
وعن أمنياته للموسم القادم، قال: أن يبدأ الموسم في وقت مناسب، وأن يتم تحديد موعد نهائي للعروض مع زيادة الميزانيات، وأن تظل الإدارة في تعاملها بمبدأ المشروع دون النظر لتصنيف الفرق، مع إرسال بيان بأسماء المخرجين حتى يتم الاختيار من خلاله مع تقييم آخر ثلاثة أعمال للمخرج.
 
آلية أعضاء اللجان
وقال المخرج كريم الشاوري مخرج عرض “ليلة عرس زهران” تأليف محمد عبد الله لفرقة قصر ثقافة الطود، إقليم جنوب الصعيد الثقافي: تجربتي مع الفرقة مفيدة لي بشكل شخصي، حيث كان بها الكثير من الأمور الهامة منها انضمام أكثر من 15 عضوا جديدا للفرقة، يمثلون لأول مرة، وهذه إضافة للمسرح بالأقصر، بالإضافة للعناصر القديمة الموهوبة والمتفانية في مسرح الثقافة الجماهيرية.
وعن أسباب انجذابه للنص، قال: “محمد عبد الله أستاذي ومعلمي، والنص يتحدث عن الثأر بطريقة مختلفة ويقول إن الثأر أعمى لا عقل ولا دليل له، فقط الانتقام ويحذرنا من خطر أخطر بكثير من الثأر الذي يفرقنا وهو خطر الأغراب الذين يتربصون ببلادنا ويريدون تفرقتنا وشتاتنا.
وأرى أن هذا العام مختلف تماما عن المواسم السابقة من حيث آلية تنظيم اللجان، حيث يقيم كل عضو العرض منفصلا عن العضو الآخر، بهذا يعطي كل عضو رأيه دون تأثير”.
وعن أمنياته للمهرجان الختامي، قال: أن يسلط ضوء أكبر على المهرجان، وألا يكون المهرجان في رمضان، لأن فرق الجنوب والوسط تعاني كثيرا من السفر والتجهيزات. والموسم القادم أتمنى أن تكون هناك آلية ثابتة ومواعيد محددة للبدء والانتهاء مع اتساع بقعة العروض والانتقال بها من مكان إلى آخر.

الأجمل وجود مهرجان ختامي
مصطفى إبراهيم مخرج قومية سوهاج، قال «المهرج تيل» هي التجربة الثانية لي مع الفرقة، وكانت تجربة مميزة لأن لون وتكنيك العرض مختلف وجديد على الفرقة، وكان هناك تحديات كثيرة أمامنا لخروج العرض بشكل مشرف وفي موعد مناسب.
وعن سبب اختياره للنص، قال: هو ملائم للفرقة ويحمل رسالة هامة وهي السلام والمحبة والابتسام دائما في وجه الصعوبات.
وعن تقييمه للموسم، قال: أرى أنه موسم مميز جدا، استكمل فيه دكتور صبحي مسيرته لإصلاح الكثير من الأشياء داخل العملية الإدارية وإنتاج العروض. وأضاف: الأجمل هذا العام هو وجود مهرجان ختامي.

 عدم إيمان بالدور الحقيقي للمسرح
وقال المخرج أشرف النوبي مخرج فرقة الأقصر القومية: أنا أحد مؤسسي الفرقة وشاركت معها ممثلا في بداياتي، ورغم تميز التجربة وصعود العرض فإن الأمر لا يسلم من وجود بعض المعوقات التي كان من الممكن أن تحول دون الوصول إلى هذا المستوى الفني الذي حققه العرض، ألا وهي عدم إيمان البعض في المواقع الثقافية بالدور الحقيقي للمسرح، وأنه أحد أهم الأنشطة التي تقوم عليها الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وأيضا عدم وجود استراحات تليق بالمبدعين الوافدين على الفرقة والتعامل معهم بمنطق (هو إحنا ناقصين قرف)
وعدم التنسيق بين الهيئة والهيئات الأخرى مثل البيت الفني وخلافه، فنفاجأ بعروض وافدة من هذه الهيئات أثناء البروفات مما يضطرنا إلى رفع الديكور وإعادة تركيبه مرة أخرى، ناهيك بالتعطيل، مما يضيف أعباء على أعضاء الفرقة والوافدين في ظل ما يتقاضونه من أجر لو تم الالتزام به لصرف في الانتقالات والإعاشة، خصوصا وأن الأفرع الثقافية لا تبالي بمثل هذه المشكلات، ولا تساهم في إيجاد حلول لها، والأغرب أن موظفي الأفرع يتعاملون مع العروض الوافده بكثير من الاهتمام والمغالاة في الترحيب خوفا من اتهامهم بالتقصير، مما يجعلني أتساءل: لم لا يتم ذلك مع العروض الخاصة بنا التي تمثلنا؟
تابع: مع كل هذه المعوقات، ولولا إيماني بالتجربة وما تقدمه، ولأنني ابن الثقافة الجماهيرية، ما خرج العرض إلى النور، وقد فكرت أكثر من مرة في الاعتذار، وما جعلنى أتراجع هو إيماني بالمبدعين الذين ساهموا معي بشكل كبير في تصعيد العرض، وأثق بمنافستهم على الجوائز في الختامي، ولا أتحمل أن أكون سببا في تفويت هذه الفرصة.
 أضاف: تميز هذا الموسم بتنوع لجان التحكيم واختيارهم بعناية وإن كنت أفضل مع وجود هذا التميز أن تكون لجنة كل إقليم موحدة، وذلك لاختلاف معيار التقييم عند الأفراد وضمان النظرة الكلية للعروض. تابع: نأمل أن تعالج السلبيات في العام القادم وأن يكون هناك تنوير حقيقي وفعاليات ثرية تثري المهرجان الختامي، وخصوصا التغطية الإعلامية الجيدة للعروض.

سلف الإنتاج
وقال رأفت سرحان مخرج فرقة دمياط الجديدة الذي قدم عرض «هبط الملاك في بابل» لفريديك دورينمات: هذه باكورة أعمال الفرقة الجديدة وهي فرقة شابة قوامها من الشباب المقيمين بالمدينة وطلبة الجامعة والمدارس المتوسطة، أكثر من 80% منهم يمارس المسرح لأول مرة، وقد صممت باعتباري مخرجا أن أخوض الطريق الصعب، وأن أعتمد كليا على أبناء الفرقة بتكوينها هذا، وعلى الرغم من ندرة الخبرات الفنية بها لم أستعن بأي عضو خارجي من فرقة أخرى باستثناء أحد الأدوار النسائية لظروف خاصة.
أضاف: اخترنا فانتازيا غنائية استعراضية وهي “هبط الملاك في بابل” أعد الصياغة المصرية لها الكاتب الراحل محمد سعيد وكتب أغانيها الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، وكل كاست العرض يمثل ويرقص ويغني. تابع: لقد كان العمل شاقا واستغرق منا جهدا كبيرا توج بالصعود إلى المهرجان الختامي، وهناك كلمة شكر وتقدير لمجموعة مميزة من الفنانين الكبار شاركوني العمل بالفرقة بعصارة إبداعهم وفكرهم وهم الموسيقار الكبير توفيق فودة الذي أبدع في ألحان العرض، الموسيقار الكبير أيضا عبد الله رجال الذي قام بتوزيع الألحان ووضع الصياغة الموسيقية للعرض والفنان الموهوب صديقي كريم خليل مصمم الدراما الحركية للعرض متبرعا، والفنان أحمد أمين مهندس الديكور.
وعن تقييمه للموسم الحالي، قال: حمل إيجابيات لا ينكرها أحد لعل أهمها هو تحريك ميزانيات العروض، خاصة البيوت والقصور، حيث زادت مخصصات الإنتاج بصورة ملحوظة وإن كان تأثيرها محدودا في ظل ارتفاع أسعار الخامات عموما، كما تم تحريك أجور كثير من الفنانين أيضا، وهناك أيضا سلبيات واجهتنا أثناء عملنا هذا الموسم لعل أهمها استحداث بعض الإجراءات الإدارية السابقة على اعتماد المقايسات الخاصة بالعروض وأهمها التنازل عن الرؤية الفنية لعمل لم يبدأ بعد، وأن يكون ذلك موثقا، وبصفة شخصية في إدارة المصنفات الفنية بالقاهرة، وقد أحدث هذا مشقة كبيرة خاصة بالنسبة لمخرجي الأقاليم، فضلا عن تكاليف السفر وسداد الرسوم.
ومن السلبيات الواضحة هذا الموسم تأخر استخراج سلف الإنتاج من إدارات الأقاليم، وقد أدى هذا إلى تأخر الإنتاج وبدء العروض في موعد متأخر عن المدة المحددة، وبالتالي حرمان بعض العروض الهامة من المشاركة في المهرجان الختامي، ظاهرة أخرى يجب وضع حلول لها في المواسم اللاحقة وهي تداخل مواعيد عروض مهرجانات النوادي مع عروض الفرق، خاصة وأن هناك عناصر فنية مشتركة تعمل في الفرق والنوادي، كذلك الفرق سوف تواجه صعوبات شديدة بسبب امتحانات نهاية العام الدراسي، وعدد كبير من الفنانين المشاركين في العروض التي وصلت المهرجان الختامي من الطلبة، لذلك أتمنى لو تم تأجيله لما بعد عيد الفطر المبارك حتى يمكن الإعداد جيدا له وتسليط الأضواء بشكل أفضل، وأن يقام بإحدى دور العرض القريبة من قلب العاصمة النابض والمجهزة تقنيا بشكل جيد.

يهتم المخرج بالأمور الفنية فقط
قال سامح الحضري مخرج عرض “الزيبق” لقومية الإسكندرية تأليف يسري الجندي: هذه أول تجربة لي مع قومية الإسكندرية، وإن سبق لي العمل مع القوميات، وكنت أصغر مخرج يخرج للقوميات عام 2007 وكانت قومية قنا.
ولكن أن أعمل عرضا لفرقة القومية بالإسكندرية فهو شيء مختلف، فهي من أعرق الفرق على مستوى الثقافة الجماهيرية.
وعن اختياره للنص، قال: التجربة كانت شاقة وصعبة بداية من اختيار نص “علي الزيبق” للكاتب الكبير يسري الجندي، ثم إعادة كتابة النص بشكل يتناسب مع الأفكار التي أريد طرحها وأهمها صراع الأجيال بشكل عام، وفي الفن بشكل خاص، فبدأت الكتابة من خلال فرقة مسرحية قديمة انضم إليها مجموعة من الشباب.
وتمنى الحضري أن يهتم المخرج بالأمور الفنية فقط، وهذا أمر لا يحدث، فالمخرج في الثقافة الجماهيرية يصنع كل شيء، الأوراق ثم الماليات وآخر شيء هو الفن، كما تمنى في المهرجان الختامي أن تكون اللجنة المخصصة على مستوى الحدث، وأن يتم توفير إقامة جيدة ومسرح جيد.
وعن تقييمه للموسم، أضاف: المشروع الذي حاول فيه دكتور صبحي هو مشروع طموح للغاية بأن يكون الإنتاج مرتبط بالمشروع وليس بالمسمى. ولكن لا يكفي أن يؤمن به دكتور صبحي فقط، أتمنى أن يعي كل من في الإدارة المشروع وآلياته.
 
مسرح ناضج
وقال خالد حسونة مخرج الفرقة القومية لمحافظة الدقهلية عن سبب اختياره لنص «رجل في القلعة»، إن الكاتب أبو العلا السلاموني كاتب كبير والنص من أفضل نصوصه، مكتوب باللغة الشعرية، وفكرته هامة عن العلاقة بين الحاكم والمحكوم وصعود محمد علي إلى القلعة، ومسئولية اختيار الشعب لحاكمه.
وعن المهرجان الختامي، قال إن العروض المصعدة اختيرت بعناية شديدة وفكرة تقليص عدد العروض شيء جيد، وهذا لا يعني أن العروض الأخرى ليست جيدة، ولكن ما تم اختياره لا بد كان أفضل العروض، وهذا ما يشرف عروض الثقافة في المهرجان القومي للمسرح، والمهرجان الختامي فرصة جيدة لتقدم العروض المصعدة أفضل ما لديها، فمسرح الثقافة الجماهيرية مسرح ناضج، وأتمنى أن يتم الاهتمام بالمهرجان دعائيا.
وعن تقييمه لهذا الموسم قال: هناك مجموعة من العروض الثرية والمتميزة قدمت هذا الموسم اتسمت بالتنوع والاختلاف في أطروحاتها، وأتمنى أن يتم فتح المسارح المغلقة الموسم المقبل، ويتم تجهيزها جيدا، وأن يتم مد فترة العروض.

الإقبال الجماهيري
وقال محمد المالكي مخرج فرقة بورسعيد الإقليمية الذي قدم تجربة «نساء شكسبير» تأليف سامح عثمان: تجذبني كتابات سامح، ونص “نساء شكسبير” يقوم بعمل معالجة جيدة لبطلات مسرحيات شكسبير، وهم كليوباترا وديدمونة وجوليت وغيرهن، ويلقي الضوء عليهن.
وعن تقييمه لهذا الموسم، قال: هناك التزام واضح هذا الموسم بالمواعيد الخاصة بتقديم العروض، ومن الأمور الجيدة أن تكلفة التجربة لا تخضع لفكرة تصنيفها كبيت أو قصر أو قومية، إنما تخضع لاحتياج المخرج ما يقدم مشروعه بشكل جيد، وإن كانت لا تزال هناك مشكلات إنتاجية.
وأتمنى في المهرجان الختامي أن تكون هناك دعاية جيدة للعروض ووجود المسرحيين والنقاد المهتمين بالمسرح، وأتمنى في الموسم المقبل أن يتم توظيف المخرجين المتميزين في المواقع الهامة التي يتوافر بها مسرح مجهز.


رنا رأفت