هل حادت نوادي المسرح عن فلسفتها ؟

هل حادت نوادي المسرح عن فلسفتها ؟

العدد 525 صدر بتاريخ 18سبتمبر2017

تعد تجربة نوادى المسرح من أهم التجارب التى تضخ في شريان المسرح المصري مبدعين جدد بشكل سنوي، وهي  تجربة تمنح الفرصة للإبداعات الشابة لتقديم تجارب مغايرة ومختلفة وكسر الأنماط التقليدية، والتفكير خارج الصندوق، وتضخ بجسد مسرح الثقافة الجماهيرية تجاربا مسرحية مختلفة، ومن خلال التحقيق نطرح تساؤلا هاما ماهى الفلسفة  التى أسست من أجلها نوادى المسرح وهل حادت عن مسارها  

المخرج عزت زين : تعادل وجود أكاديميات فى العاصمة
 عندما أنشأ الدكتور عادل العليمى نوادى المسرح، كانت قائمة على فكرة أن تعادل وجود أكاديميات الفنون فى العاصمة، وذلك لأن الأقاليم تفتقر لوجود منابع للمعرفة، وبناء على ذلك كان تأسيس الدكتور عادل العليمى لنوادى المسرح، وكانت البداية بخمسة مواقع لأندية المسرح ، عبر إنتاج عرض مسرحى مواكب لعدد من الندوات والمحاضرات وإصدار نشرة يومية متعلقة بالموقع، ولم يكن الأهم هو إنتاج عرض بقدر إفراز كوادر لديها رؤية مختلفة وقدرة على صنع عمل مسرحى مختلف.
وأضاف المخرج عزت زين : استمرت التجربة فترة طويلة بأشكال مغايرة، واختلفت الفلسفة، وهى أن يكون هناك مهرجان فتقام ورشة تدريبة فى مفردات العمل على هامش المهرجان، وتحول بعد ذلك الأمر الى نشاط مركزى أكثر من كونه نشاط يقدمه الموقع، وقد تحول نادى المسرح إلى معبر لإعتماد المخرجين، ولذلك ما أقامة الدكتور صبحى السيد مدير إدارة المسرح وهى مجموعة من الورش التى يمر بها المخرج، أرى أنه إتجاه جيد وقرار صائب، فإعطاء المخرج مجموعة من الورش ستساهم بلاشك فى صقله
المخرج وفيق محمود :
فسلفة نوادي المسرح كانت قائمة على الحرية الإبداعية الشبابية، هى خارج الاطار المنهجية المسرحية والاحترافية المسرحية من خلال البحث والتعبير، عبر صناع حركة النوادى، عن ذاتهم وعن نفسهم وعن طموحاتهم ومشكلاتهم ومجتماعتهم، ومن خلال هذه الفلسفة تنتقى العناصر اللى لديها موهبة لأن الإبداع سابق على النظرية فبالتالى فكرة الابداع تحتاج الحرية ووفقا لمفاهيم المجتمع.
وقد حادت التجربة تماماً عن مسارها وتحولت إلى نوع من الآلية التكرارية للمنظومة القائمة، ويجب إعادة فكرة النوادى الى فلسفتها.
وأضاف المخرج وفيق ومحمود : مشكلتنا دائما كمجتمع أننا نرى أن الماضى أفضل، مع أن المفترض أن يكون المستقبل هو الأفضل، وأعتقد أن الخطأ الذى جعل النوادى تحيد عن مسارها، هو فكرة تقييمها على تنظير ليس تنظيرها على ماهى عليه وهى وجهة نظري.
المخرج  حمدى طلبة : تجربة نوادى المسرح حادت عن مسارها بعد حريق بنى سويف
قال المخرج حمدى طلبه فلسفة النوادى حددها الدكتور عادل العليمى بداية من تأسيسه لفكرتها، وقد أكد وعمق عليها سامى طه عندما توالى إدارتها، فهى تمثل معاهداً مسرحية مصغرة فى الأقاليم، معنية بالتدريب والتثقيف والتنمية البشرية وتدريب الأجيال، على جميع مفردات العمل المسرحى، وخلق حركة مسرحية جديدة وحرة لمخرجين يفكرون بحرية بعيداً عن الرقابة، وبعيداً عن لجان القراءة الفنية لأن نصوص نوادى المسرح بلا لجان إجازة، وهى قائمة على خلق حركة مسرحية جديدة وجريئة.
كانت التجربة قد بدأت بعشرة أندية، ومنهم نوادي مسرح العريش وبورسعيد وبنى مزار والبدرشين والفيوم ودمياط والذين أقيم بهم أول مهرجان للنوادى عام 1989 وكان ذلك فى دمياط، وكان أحد أعضاء لجنة التحكيم د. سعد أردش، والمذيع التليفزيونى عبد الرحمن علي، والأستاذ يسرى الجندى والذي كان يشغل وقتها منصب مدير عام الإدارة العامة للمسرح، وكانت الإداة وقتها تقوم بمد نادي المسرح بمحاضر أكاديميى، وكانت تقام ندوات تثقيفية وورش وكان حضور التدريبات على رأس العمل، وبعد نجاح التجربة ابتدع الاستاذ سامى طة فكرة المنشط المسرحى، فى كل إقليم كانت هذة الفلسفة والآلية، وللأسف الشديد حادت الفكرة عن مسارها بعد محرقة بنى سويف، بالإضافة الى زيادة عدد النوادى بشكل كبير فقد تم انتاج 132 عرض، فقد كنت أحكم فى اقليم غرب الدلتا 44 عرضاً مسرحياً فى إقليم واحد
بالفعل تحتاج النوادى إلى نظرة جديدة وقد بدأت عبر فكرة الورش المجمعة للمخرجين المميزين وهو القرار الذى أصدره الدكتور صبحى السيد مدير إدارة المسرح، عبر اعتماد المخرج بعد ثلاثة مراحل تدريبية يحصل خلالها على ورش فى جميع عناصر العمل المسرحى، من إخراج وكتابة وديكور، وهو في رأيي قرار جيد يساهم فى صقل المخرجين بشكل كبير وأعتقد أنه تطوير كبير للنوادى
شاذلى فرح : هى حركة تمرد على أشكال المسرح المصرى المتعارف عليها فى أفكار جريئة ومتمردة
شاذلى فرح مدير ادارة النوادى قال : النوادى ماهى إلا حركة تمرد على أشكال المسرح المصرى المتعارف عليها، فى أفكار جريئة ومتمردة لتحريك المياة الراكدة فى المسرح المصرى، وهى تمثل خط الدفاع الأول فى الأقاليم، شعارها الفقر والغنى فى الأفكار وليس فى الانتاج
وقال شاذلي فرح : حول قرار اعتماد المخرج بعد ثلاثة تجارب يتلقى خلالهم ورش تدريبية، هو قرار جيد يجعل المخرج له ثقل، فلقد عاصرنا الكثير من المخرجين فى النوادى ، ومنهم من استمر في تجاربه ومنهم من توقف عن المسرح.
وأشار شاذلي فرح فى حديثة قائلاً : هناك نغمة شائعة اليوم ومقولة متكررة وهى أين النوادى التى كانت قديماً ؟ وانا ضد مقارنة الماضى بالفترة الحالية فهناك اختلاف كبير وقد اختلفت الكثير من المفاهيم بالإضافة الى التغيرات الثقافية، فأصبح اليوم هناك تقدم تكنولوجى كبير، وقد تغير العصر كثيراً، بالاضافة الى التغير فى المدراس والمناهج الإخراجية، ومن الصعوبة المقارنة بين النوادى قديماً والنوادى فى الفترة الحالية.
المخرج حمدى حسين فلسفة النوادى تعتمد على تثقيف وتدريب المخرج وأتمنى أن تقوم العروض المميزة بعمل جولة فى الإقليم
فيما أشار المخرج حمدى حسين إلى أن فلسفة نوادى المسرح تختلف من فترة الى فترة ، وسنجد أكثر من وجهة نظر فى هذا الموضوع، فقد قامت النوادجي على فكرة معاهد مصغرة في الأقاليم منذ بدايتها عندما أسسها عادل العليمى وعمق هذة الفلسفة الاستاذ سامى طه، حتى تزيد الوعى بالمسرح من خلال إرسال أساتذة ومتخصصين ونقاد وعمل محاضرات مختلفة لعمل وعى مسرحى فى الأقاليم، وفى عهد سامى طه كانت هناك فلسفة أخرى، وهى انتاج عروض للمخرجين ، وعمل ندوات لمناقشة العروض، وتقييم العروض من خلال لجان، بالإضافة إلى عمل ورش ، وهى أيضاً فلسفة أخرى، ولكن الشيء الأكثر أهمية وهى اللائحة التى وضعها المخرج عصام السيد فى فترة توليه إدارة المسرح، وهى أن يكون للنوادى مكان داخل كل قصر ثقافة، ولها برنامج سنوى ولكن للاسف لم يتم تفعيل هذة اللائحة، على أرض الواقع، وأخيراً أرى أن فلسفة النوادى تعتمد على تثقيف وتدريب المخرج، بجميع عناصر العمل المسرحى، وهناك ضرورة بالغة لوضع آليات لفلسفة نوادى المسرح ، وتفعيل اللائحة التى وضعها المخرج عصام السيد ، وهو ما سيجعل لنوادى المسرح كياناً، حتى لاتصبح مجرد انتاج عروض فقط.
أخيرا أود أن أشير أن نوادى المسرح هذا العام كان بها تنوع كبير فى المشاركات، فقد ضمت عروض نوادى المسرح وبالأخص فى إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، جميع الأعمار السنية بالإضافة إلى وجود مخرجات يقدمن تجارب جيدة، وأتمنى أن يعد برنامج لهذه العروض وتقوم بعمل جولة فى الأقاليم
المخرج محمد عزت: فلسفة نوادى المسرح نختلف كفنانين حول هذا السؤال
أشار المخرج محمد عزت قائلا نختلف كفانين حول هذا السؤال، ولكننا نتفق جميعا أن النوادى متنفس للشباب الذى يريد أن يصنع إبداعه الخاص فى عروض مسرحية من اخراجه، و تعتمد على ميزانية ضئيلة للغاية، لذلك فالأساس يكون الفكرة وليس المادة، وهى عروض أشبه بالمسرح الفقير ، ولكنها تعتمد على الأفكار ولكن انحاز الموضوع مؤخراً ليصبح تنافسياً فى سياق اعتماد المخرجين، ليكونوا معتمدين بوزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة، فاصبح من يقدم على تجربة النوادى همه الأكبر هو الإعتماد، وأضاف هذا العام نظام مختلف للنوادى وسياسة جديدة، تدعو اكثر لتثقيف المخرجين مسرحياً قبل المهرجان الختامى، وهى فكرة جيدة
وباعتبارى إبنا للنوادى أريد أن يكون للمهرجان نفس البريق الذى اعتدنا عليه، فلسفة النوادى اثرها سيظهر على مدار 10 سنوات قادمة حينما يثبت أبناء النوادى الذين تم اعتمادهم انفسهم فى الشرائح المختلفة قصور وبيوت وقوميات فالفكرة هى الأساس، من سيثبت نفسه هو من له فكره قادر على طرحها وإثبات نفسه على مدار الوقت
المخرج أحمد يوسف الجمل :
فلسفة نوادى المسرح كانت تعتمد على اكتشاف المخرجين من الأقاليم عن طريق تقديم تجربة مسرحية إبداعية بإمكانات بسيطة، ويتم من خلالها تقديم أفكار مغايرة ثتبت أن المخرج يمتلك رؤية مسرحية تؤهله ليكون مبدعاً وفناناً متميزاً، وقد بدأها الدكتور عادل العليمى ثم الأستاذ سامى طه واستمرت هذا النهج لعدة سنوات ولكن على مدار السنوات الماضية بدات تختلف تلك الفلسفة وتحيد عن مسارها وبدأنا نرى عروضا لا علاقة لها بالنوادى، ويتم تصعيدها وعروض بها أفكار إبداعية وخلاقة يتم تجاهلها، لأسباب واهية، على سبيل المثال أن يكون بها فكرة عبثية، ومن المفترض أن تقوم اللجنة بمحاسبة المخرج على إبداعه، وليس أفكاره، وأتمنى ان تعود نوادى المسرح لفكرتها التى نشأت عليها ويكون هناك حيادية فى لجنة التقييم.


رنا رأفت