حمدي غيث.. فنان المسرح الرصين

حمدي غيث.. فنان المسرح الرصين

العدد 637 صدر بتاريخ 11نوفمبر2019

الفنان القدير حمدي غيث ممثل مصري متميز ومخرج مسرحي قدير، ويعد من رواد الإخراج المسرحي في “مصر” وخاصة خلال فترة الستينات، واسمه بالكامل طبقا لشهادة الميلاد: محمود حمدي الحسيني غيث، وهو مواليد السابع من يناير عام 1924 بقرية “شلشلمون” التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة “الشرقية”. وقد نشأ في عائلة محبا للعلم فوالده أول عمدة تعلم في أوروبا، وذلك عندما سافر إلى إنجلترا لدراسة الطب، وبالفعل قضي سنتين بجامعة “كمبريدج”، ولكنه خلال عودته في إجازة قامت الحرب العالمية الأولي ولم يتمكن مرة أخري بالعودة لاستكمال دراسته، وليشاء القدر أن يتحول مسار حياته بعد ذلك ليتولي العمودية في قريته “شلشلمون” ثم يرحل بعدها بعدة سنوات تاركا خمسة أبناء، وكان حمدي في سن الرابعة وأخيه الشقيق عبدالله مازال رضيعا، فحملته والدته مع أشقائه إلى القاهرة لتسكن في حي “الحسين” بمنطقة الأزهر الشريف، حيث كان والدها وشقيقها من شيوخ الأزهر، وهو ما أثر في إتقان الأخوين (حمدي وعبد الله) للغة العربية وفن الإلقاء، ورغم أنها لم تكن متعلمة إلا أنها كانت تحب الفن والمسرح وتصطحب ولديها إلى عروض المسارح ودار الأوبرا، ومن هنا بدأ عشقهما للفن.
وبعد حصوله على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) درس في كلية الحقوق، كما التحق بالمعهد “العالي للتمثيل” عند إعادة افتتاحه عام 1944، وحصل على بكالوريوس (قسم التمثيل والإخراج) عام 1947، فكان من بين طلبة أول دفعة تخرجت في هذا المعهد وكان ترتيبه الأول، ضمن دفعة من الموهوبين الذين نجح أغلبهم في تحقيق النجومية بعد ذلك، حيث ضمت الدفعة كل من الأساتذة: عبد الرحيم الزرقاني، نبيل الألفي، عبد المنعم إبراهيم، سعيد أبو بكر، نعيمة وصفي، شكري سرحان، محمد السبع، فريد شوقي، صلاح منصور، عمر الحريري، كمال حسين، زكريا سليمان، يوسف الحطاب، والكتاب: أنور فتح الله، أمينة الصاوي، رشاد حجازي، بهاء الدين شرف، خليل الرحيمي.
وقد أهله تفوقه الدراسي للإنضمام فور تخرجه إلى عضوية “الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى”، كما تم إيفاده في بعثة دراسية إلى “فرنسا” عام 1949 للتدريب على التمثيل والإخراج بكونسرفتوار “باريس”، فاضطر آنذاك إلى التضحية بفرصة دخول الإمتحان النهائي بكلية “الحقوق” (حيث كان يدرس بالكلية بالتزامن مع دراسته بمعهد التمثيل)، ولكن عندما جاءته بعثة “فرنسا” غلبه حبه للفن.
وعند عودته عام 1951 عين أستاذا بالمعهد العالي للفنون المسرحية، كما تم تعيينه مخرجا بفرقة “المسرح المصري الحديث” التي قام بتأسيسها أستاذه الفنان زكي طليمات، والذي منحه أول فرصة للإخراج بمسارح الدولة من خلال فرقة “المسرح المصري الحديث” عام 1952، فقام بإخراج مسرحية “كسبنا البريمو” عام 1952. وقد أمضى الفنان القدير حمدي غيث عقدي الخمسينيات والستينيات بفرقة المسرح القومي (بمسمياتها المختلفة: “المصري الحديث”، “المصرية الحديثة”، “المسرح القومي منذ عام 1958). وخلال مسيرته الفنية بعد ذلك أخرج كثير من المسرحيات التي حققت نجاحا كبيرا بعدة فرق مسرحية (من بينها: المصري الحديث، المسرح القومي، العالمي، الحديث)، هذا ويعتبر كثير من النقاد أن مسرحية “تحت الرماد” التي أخرجها بداية للعروض التجريبية بمصر.
وخلال مسيرته الفنية وبالتحديد خلال عام 1962 انتقل للعمل بفرق التليفزيون المسرحية حيث عين - بجانب عمله بالتمثيل والإخراج – نائبا للمستشار الفني لفرق التليفزيون ومديرا لفرقة “المسرح العالمي” التي تأسست عام 1963 واستمرت حتى عام  1966.
وبصفة عامة يمثل الفنان حمدي غيث أحد رموز الفن المصري والعربي، فهو ممثل الأدوار المركبة بمختلف القنوات الفنية، وإن كان برغم تميزه ونجاحه في أداء مختلف الأدوار قد برع وتألق بحكم تكوينه الجسماني وقامته العريضة وصوته القوي المعبر في آداء الأدوار التاريخية والدينية وشخصيات الزعماء. ويذكر أيضا أنه رجل المهام الصعبة حيث يحسب له - بخلاف مشاركاته المتميزة بالتمثيل والإخراج - مساهماته في إثراء مسيرة الفن المسرحي المصري بعمله كأستاذ أكاديمي بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وكذلك بتحمله مسئولية إدارة بعض الفرق المسرحية.
وجدير بالذكر أنه منذ سبعينيات القرن الماضي تحمل مسئولية بعض المناصب القيادية - بجانب انشغاله بأداء بعض الأدوار السينمائية والتليفزيونية - حيث شغل عدة مناصب مهمة بوزارة الثقافة ومن بينها مدير عام إدارة المسرح بالثقافة الجماهيرية (هيئة قصور الثقافة)، مدير المسرح القومي (70-1971) المشرف على جهاز الثقافة الجماهيرية (79-1981)، كما تم انتخابه نقيب لنقابة “المهن التمثيلية” ثلاث دورات خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين.
وتجدر الإشارة إلى أن مشاركاته السينمائية قد بدأت مبكرا، وبالتحديد بمشاركته في فيلم “غلطة العمر” عام 1953، من إخراج محمود ذو الفقار ومحمود فريد، وبطولته مع هدى سلطان وزهرة العلا، إلا أنه قد لفت الأنظار إلى موهبته بصورة أفضل من خلال فيلمه الثاني: “صراع في الوادي” من إخراج يوسف شاهين. وخلال إسهاماته السينمائية شارك في بطولة سبعة وعشرين فيلما خلال ما يقرب من نصف قرن.
وقد واصل طوال مسيرته الفنية العمل بمختلف القنوات الفنية، فكان أيضا واحدا من رواد العمل الإذاعي حيث قدم للإذاعة ما لا يقل عن خمسمائة عملا إذاعيا سواء كان مسلسلات أو أو سهرات أو مسرحيات إذاعية، كما عمل أيضا بالدراما التليفزيونية منذ حقبة الستينات، وكانت أغلب أدواره تنتمي للأعمال الدينية والتاريخية، ومن أهم المسلسلات التي شارك ببطولتها: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، الفتوحات الاسلامية، الشهد والدموع، بوابة المتولي، ذئاب الجبل، زيزينيا.
وكان الفنان حمدي غيث قد ارتبط بعلاقة حب مع زميلته في معهد التمثيل وتزوجاا وسافرا معا إلى البعثة بفرنسا، ولكنها توفيت بعد عام من ولادتها لابنته الكبرى ميادة، فتزوج بعد ذلك من والدة ابنته الأخرى مي.
ويذكر أنه قد استمر في عمله كأستاذ بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد “العالي للفنون المسرحية” حتى عام وفاته، حيث رحل عن عالمنا في السابع من مارس عام 2006 بمستشفى “عين شمس التخصصى” فى القاهرة إثر إصابته بفشل في الجهاز التنفسي عن عمر يناهز 82 عاما، ودفن فى قريته “كفر شلشمون” بمحافظة “الشرقية”.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة المشاركات الفنية للفنان القدير حمدي غيث طبقا لاختلاف القنوات الفنية مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
أولا - إسهاماته المسرحية:
ظل المسرح هو المجال المحبب للفنان حمدي غيث فهو المجال الذي تفجرت من خلاله موهبته والتي أصقلها بالدراسة الأكاديمية، وأثبتها وأكدها من خلال عمله بعدد كبير من الفرق وتعاونه مع عدد كبير من كبار المخرجين، ولذا كان من المنطقي أن يشارك في بطولة عدد كبير من المسرحيات المتميزة، وأن يقوم بتجسيد عدد كبير من الشخصيات الدرامية المتنوعة. ويجب التنويه إلى أن بدايات الفنان حمدي غيث المسرحية كانت من خلال فرقة “المسرح المصري الحديث”.  
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعماله المسرحية طبقا للتتابع التاريخي مع مراعاة إختلاف الفرق المسرحية إلى قسمين طبقا لطبيعة عمله كممثل أو كمخرج كما يلي:
1 - في مجال التمثيل:
- بفرقة “المسرح المصري الحديث”: كسبنا البريمو،، دنشواي الحمراء (1952).
- بفرقة “المسرح القومي”: شجرة الدر (1955)، شاعر الشعب (1956)، ماكبث (1962)، أنتيجون (1965)، 28 سبتمبر (1970)، وشم الأسد (1972)، حبيبتي شامينا (1974)، الميت الحي (1976)، أنطونيو وكليوباترة (1977)، أنتيجون (1978).
- بفرقة “المسرح الحديث”: شيء في صدري، الشوارع الخلفية، الأرض، الأحياء المجاورة (1962)، ليلة بني هلال (1994).
- بفرقة “المسرح العالمي”: وراء الأفق، عطيل (1964)، أنتيجونا، مرتفعات وذرينج (1965)، جسر آرتا (1966)،
- بفرقة “مسرح الجيب”: أجاممنون (1966).
- بفرقة “مسرح الحكيم”: بلدي يا بلدي، العرضحالجي (1968)، شمشون ودليلة (1970)، نور الظلام، ملك يبحث عن وظيفة (1971).
- بفرقة “مسرح الطليعة”: زوربا المصري (1976).
- بفرقة “المسرح المتجول”: المزاد (1984).
- بفرقة “المسرح الكوميدي”: فلوس فلوس (1989).
وذلك بالإضافة إلى بعض المسرحيات المصورة ومن بينها: بيت في الهواء (عن مسرحية “وفاة بائع متجول”)،
وجدير بالذكر أنه ومن خلال مجموعة المسرحيات التي شارك في بطولتها قد تعاون مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: زكي طليمات، فتوح نشاطي، نبيل الألفي، عبد الرحيم الزرقاني، حمدي غيث، كمال يس، نور الدمرداش، سعد أردش، كرم مطاوع، جلال الشرقاوي، أحمد عبد الحليم، سمير العصفوري، سناء شافع، محمود الألفي، عبد الغفار عودة، مجدي مجاهد، عبد الرحمن الشافعي، فتحي الحكيم، بالإضافة الى المخرج الإنجليزي برنارد جوس.
2 - في مجال الإخراج:
ساهم الفنان حمدي غيث بإخراج عدد من المسرحيات بفرق مسارح الدولة، ومن بينها العروض التالية:
- بفرقة “المسرح المصري الحديث”: نزاهة حكم، ست البنات، كسبنا البرمو، دنشواي الحمراء (1952).
- بفرقة “المسرح القومي”: نفوسة (1953)، مقالب سكابان (1955)، تحت الرماد، الخطاب المفقود، كفاح بور سعيد، شاعر الشعب (1956)، سقوط فرعون (1957)، ثورة الموتى، المومس الفاضلة (1958)، مأساة جميلة (1961)، الزير سالم (1967)، وشم الأسد (1972)، الزير سالم (1990).
-بفرقة “المسرح الحديث” (مسارح التليفزيون): أرض النفاق، اللص والكلاب (1962)،
- بفرقة “المسرح العالمي”: وراء الأفق، طبيب رغم أنفه، عطيل، مقالب سكابان (1964)، وراء الأفق، مرتفعات وذرنج (1965).
وقد شارك في بطولة تلك المسرحيات نخبة من كبار المسرحيين ومن بينهم الأساتذة: عبد الوارث عسر، حسين رياض، حسن البارودي، أمينة رزق، فاخر فاخر، فردوس حسن، شفيق نور الدين، نعيمة وصفي، سميحة أيوب، سناء جميل، كمال يس، نور الدمرداش، محمود عزمي، ملك الجمل، عبد المنعم إبراهيم، سعيد أبو بكر، عدلي كاسب، عبد الغني قمر، زهرة العلا، رفيعة الشال، أحمد الجزيري، رجاء حسين، نادية السبع، توفيق الدقن، محمد السبع، محمد الدفراوي، صلاح سرحان، حسن يوسف، عبد الله غيث، محسنة توفيق، عايدة عبد الجواد، عادل المهيلمي، صلاح قابيل، يوسف شعبان، عبد السلام محمد، فاروق الدمرداش، محمود الحديني، سهير المرشدي، مديحة حمدي، عبد المنعم مدبولي، محمد عوض، ليلى طاهر، إحسان القلعاوي، محمد الطوخي، تريز دميان، رؤوف مصطفى، محمد العناني، نبيل الحلفاوي، سهير طه حسين، نجاة علي، خليل مرسي، محمد أبو العينين، خالد الذهبي، منال سلامة.
ثانيا - أعماله السينمائية:
لم تستطع السينما الإستفادة بصورة كاملة من إمكانيات وخبرات الفنان القدير حمدي غيث وموهبته الكبيرة، فلم تمنحه إطلاقا فرصة البطولة المطلقة، ومع ذلك فقد استطاع وضع مكانة رفيعة ومتميزة له بأدائه لبعض الأدوار الثانوية والرئيسة بعدد من الأفلام الهامة، خاصة مع تنوع أدواره بصورة كبيرة وإنتمائها جميعا إلى نوعية تلك الأفلام السينمائية الجادة (والبعيدة كل البعد عن تلك الأفلام التجارية التي يستهدف منتجوها إرضاء رغبات الجمهور وشباك التذاكر). وقد تضمنت قائمة إسهاماته السينمائية عدة أفلام متميزة ولعل من أهمها مشاركته مع المبدع يوسف شاهين بأفلام صراع في الوادي، الناصر صلاح الدين، فجر يوم جديد، وأيضا عدة أفلام أخرى من بينها: بنات الليل، الحكم آخر الجلسة، التوت والنبوت، حارة برجوان، الرسالة، إسماعيلية رايح جاي، أرض الخوف.
هذا وتضم قائمة مشاركاته السينمائية الأفلام التالية: غلطة العمر (1953)، شيطان الصحراء، صراع في الوادي، آثار في الرمال، قرية العشاق (1954)، في صحتك، بنات الليل (1955)، بياعة الورد (1959)، الناصر صلاح الدين (1963)، فجر يوم جديد (1965)، الدخيل (1967)، نار الشوق (1970)، حياة خطرة (1971)، طريق الإنتقام (1972)، عندما يغني الحب (1973)، الرسالة (1976)، صراع العشاق (1981)، الحكم آخر الجلسة، المدبح (1985)، التوت والنبوت (1986)، الحب أيضا يموت، إغتيال مدرسة (1988)، حارة برجوان (1989)، سمارة الأمير (1992)، الغجر (1996)، البحث عن توت عنخ أمون، إسماعيلية رايح جاي (1997)، أرض الخوف (2000)، وذلك بالإضافة أيضا إلى فيلم أشواق من إخراج فؤد الجزايرلي وبطولته مع أمينة رزق، ليلى جمال، سيف عبد الرحمن.
ويذكر أنه قد تعاون من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة متميزة من كبار مخرجي السينما العربية وفي مقدمتهم الأساتذة: نيازي مصطفى، عباس كامل، يوسف شاهين، محمود ذو الفقار، حسن الإمام، أحمد ضياء الدين، نور الدمرداش، جمال مدكور، حسام الدين مصطفى، محمد سالم، حسين كمال، محمد عبد العزيز، أشرف فهمي، أحمد فؤاد، يحيى العلمي، يوسف فرنسيس، داود عبد السيد، أحمد يحيى، كريم ضياء الدين، إبراهيم عفيفي، أمين الحكيم، وذلك بالإضافة إلى المخرج العالمي مصطفى العقاد.
مع المخرج يوسف شاهين: شيطان الصحراء، صراع في الوادي، الناصر صلاح الدين، فجر يوم جديد،
ثالثا - أعماله الإذاعية:
ساهم هذا الفنان الأصيل حمدي غيث في إثراء الإذاعة المصرية بعدد كبير من الأعمال الدرامية على مدار مايقرب من أربعين عاما، خاصة بعدما نجح مخرجو الإذاعة في توظيف نبرات صوته المميزة ومهاراته في فن الألقاء والتلوين الصوتي وإجادته في إلقاء الأشعار والتمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس مستوى وكفاءة تمثيله باللهجة العامية.
ولكن للأسف الشديد فإنه يصعب بل ويستحيل حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير، وذلك نظرا لأننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، هذا وتضم قائمة أعماله الإذاعية المسلسلات والتمثيليات التالية: المسيرة الطاهرة، سيف الله خالد بن الوليد، يا عيني على الصبر، كبير العيلة، الأرض، ميرامار، بنت الدلال، الشر المعبود، وقفة العيد، ثورة عرابي، ابن الليل، الفارس الأسود، الكلمة الأخيرة، عباس محمود العقاد، أحلام العصافير، ثورة شعب، شخصيات تبحث عن مؤلف، العبيد، الأعماق البشرية، برديس، وذلك بالإضافة إلى بعض المسرحيات العلمية المعدة للإذاعة ومن بينها: ميرزا.
وتجدر الإشارة إلى أنه قام من خلال تلك الأعمال بتقديم بعض الشخصيات المحورية المهمة ومن بينها: الزعيم أحمد عرابي بمسلسل “ ثورة عرابي”، وعبد الهادي بمسلسل “الأرض”، عامر وجدي بمسلسل “ميرامار”.

رابعا - الإسهامات التليفزيونية:
عاصر الفنان القدير حمدي غيث بدايات البث التلفزيوني وبداية إنتاجه الفني مع بدايات ستينيات القرن الماضي، ويجب التنويه في هذا الصدد بأن الصعوبة التي كانت تواجه جميع العاملين خلال فترة البدايات هي ضرورة تصوير كل حلقة كاملة دون توقف - لعدم وجود إمكانية لعمل “المونتاج” - وبالتالي فقد كان واحدا من جيل الممثلين المسرحيين الذين أثروا العمل التلفزيوني بقدرتهم على الحفظ وأيضا بتفهمهم لطبيعة التصوير بهذه التقنية الحديثة آنذاك ومراعاة زوايا الكاميرا المختلفة. هذا وتضم قائمة إسهاماته الإبداعية مشاركته في أداء بعض الأدوار الرئيسة بعدد كبير من المسلسلات التليفزيونية المهمة ومن بينها: الرجل والقطار، الأرض الطيبة، جوهر القصر، قلوب فقدت الحب، فواكه الشعراء، طريق الذئاب، الضحية، الساقية، الرحيل، صابرين، العودة إلى المنفى، العملاق، الأيام، الشوارع الخلفية، أصيلة، النديم، الشهد والدموع (ج1)، الجزار الشاعر، صاحب الجلالة الحب، السندباد، بوابة المتولي، حارة الشرفا، الكتابة على لحم يحترق، بنات الأصول، أشواقي بلا حدود، طيور الزمن الجريح، أيام الحب والغضب، عشاق لا يعرفون الحب، ألف ليلة وليلة (حمال الأسية)، بين ثلاثة، البريمو، الخطر، في قلب الليل، ذئاب الجبل، بوابة الحلواني (ج2،3)، المال والبنون (ج2)، الفرسان، قلوب حائرة، خالتي صفية والدير، إمرأة مختلفة (صواريخ حريمي)، السيرة الهلالية (ج1،2،3)، جمهورية زفتى، قلوب في العاصفة، زيزينيا 1(الولي والخواجة)، زيزينيا 2 (الليل والفنار)، هدى شعراوي، نحن لا نزرع الشوك، المسداوية، طائر في العنق، امرأة من زمن الحب، شيء من الخوف، الشهاب، السفينة والربان، سلمى يا سلامة، بيت الزعفراني، خالف تعرف، منشية البكري، الأصدقاء، الأحلام البعيدة، مصر الجديدة، أيامنا، يا ورد مين يشتريك، السلمانية، الماضي يأتي غدا، قافلة الزمان، فتى الأندلس، نداء الفجر، ملحمة الحب والرحيل، الغفران، الوعد الحق، الفتوحات الإسلامية، عصر الأئمة، ابن تيمية، من قصص القرآن الكريم، المسلمون والإسلام (رسوم متحركة)، عذراء مكة، محمد رسول الله (ج1،3). وذلك بخلاف بعض التمثيليات والسهرات الدرامية ومن بينها: الأيام الخضراء، محاكمة عيدان القصب، شوق، روايح،
- الجوائز والتكريم:
كان من المنطقي أن تتوج تلك المسيرة الفنية الكبيرة ببعض مظاهر التكريم وأن يحظى صاحب هذه السيرة الفنية العطرة على عدد كبير من الجوائز، ولكنه للأسف لم يحظ بما يليق به وبمسيرته الفنية من تكريم وذلك بالرغم من تكريمه محليا وعربيا، ومع ذلك فقد حصل على الجائزة الكبرى التي يعتز بها كل فنان أصيل وهي إحترام وتقدير الجميع له وإعجاب الجمهور بأعماله، ومن أهم مظاهر التكريم التي حصل عليها:
- شهاده تقديرية فى عيد الفن عام 1978
- وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى
- جائزة الدولة التقديرية في الفنون مع وسام العلوم والفنون عام 1986.
- التكريم ورئاسة لجنة التحكيم بالدورة الأولى لمهرجان المسرح العربي (الذي نظمته “الجمعية المصرية لهواة المسرح”) عام 2001.
حقا أنها مسيرة فنية ثرية نجح خلالها الفنان القدير حمدي غيث في حفر مكانة خاصة له في قلوبنا بموهبته المؤكدة وتلقائيته المحببة وإبداعاته المتنوعة والتزامه الشديد بالقيم السامية والأخلاقيات الرفيعة، وحرصه الدائم بالمحافظة على تقاليد المهنة والتمثيل المشرف للفنان المصري والعربي.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏