شاذلي فرح: إدارة المسرح تعمل كخلية نحل لتقديم موسم مسرحي مميز

شاذلي فرح: إدارة المسرح تعمل كخلية نحل لتقديم موسم مسرحي مميز

العدد 630 صدر بتاريخ 23سبتمبر2019

شاذلي فرح أحد أبناء الثقافة الجماهيرية، بدأ ممثلا بقصر ثقافة كوم إمبو، ثم اعتمد مخرجا بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وأخرج أكثر من 35 عرضا مسرحيا في جميع أنحاء الجمهورية.. تم تعيينه بالإدارة العامة للمسرح وتقلد عدة مناصب، مشرفا على إقليم وسط وجنوب الصعيد، ومديرا لنوادي المسرح لأحد عشر عاما، ثم مشرفا لإقليم جنوب الصعيد، إلى جانب كونه مؤلفا متميزا حصل على جوائز عدة في التأليف المسرحي مثل جائزة الدولة التشجيعية، وجائزة توفيق الحكيم، وجائزة التمصير، ومؤخرا تم تعيينه مديرا لإدارة فرق الأقاليم بالإدارة العامة للمسرح.. نلتقي به ليكشف لنا عن خطته لهذا العام وعن الكثير من القضايا الخاصة بمسرح الأقاليم.
- بداية كيف ستكون خطتك لفرق الأقاليم لهذا الموسم؟
الإدارة العامة للمسرح هذا العام متمثلة في المخرج عادل حسان مدير عام الإدارة، تستعد لتقديم ما يقرب من خمسمائة عرض مسرحي في جميع محافظات مصر، سواء تجارب نوادي مسرح، أو فرق الأقاليم، أو تجارب نوعية، بالإضافة إلى أن التجارب النوعية بها كم كبير من العروض المميزة وبعضها سيعرض بأماكن مفتوحة، والبعض الآخر في قاعات، ومسارح العلبة الإيطالية، ويكون هناك عروض للرقص والدراما الحركية، بالإضافة إلى أننا هذا العام دفعنا الكثير من الشباب في مواقع مختلفة فنحن نحاول أن نجدد دماء الفرق ونغير المخرجين التي اعتادت بعض الفرق عليها حتى تغير الفرقة دماءها، ومدير عام المسرح يوفر لنا جميع الصلاحيات ويزلل العقبات التي تواجهنا، ونحن نعمل كخلية نحل في الإدارة حتى نقدم موسما مسرحيا متميزا.
- ما الفرق بين هذا الموسم والموسم الذي سبق؟
العام السابق استطعنا إقامة المهرجان الختامي لفرق الأقاليم نهاية شهر أبريل، وهذا الأمر لم يحدث منذ فترة طويلة، أما هذا العام فسيكون المهرجان الختامي في إجازة منتصف العام، فقد بدأنا هذا الموسم مبكرا، والعام السابق تم إنتاج ما يقرب من 115 عرضا مسرحيا، أما هذا العام فسيكون الإنتاج نحو 250 عرضا مسرحيا، وبشائر الموسم الجديد تظهر بالمهرجان القومي للمسرح وقد استطعنا أن نقدم ثمانية عروض مسرحية لفرق الأقاليم بالمهرجان، وهذا أمر لم يكن موجودا من قبل، فكنا نشارك بثلاثة عروض فقط، وهذا الموسم استطعنا أن يكون لدينا بعض المخرجين المتميزين مثل المخرج مناضل عنتر، وسامح بسيوني، ود. كمال عطية، وسعيد سليمان، وسنؤكد على فكرة الجمهور هذا العام.
 - لماذا جعلت الإدارة العامة للمسرح ترشيح المخرج من قبلها وليس من قبل الفرق كما اعتدنا؟
الإدارة العامة للمسرح أصدرت قرارا أن يكون ترشيح المخرج من قبلها، وهذا حق أصيل للإدارة لأنها بهذا تحفظ كرامة المخرج، وقد كان هناك الكثير من المخرجين مهدور حقهم ولا يستطيعون أن يعملوا في أي فرقة بسبب أن الفرقة هي التي تختار وعادة تختار الفرق بعض المخرجين يتم التبديل بينهم، والإدارة العامة لها تاريخ عريق وعلى دراية كاملة بكل الفرق وتعرف جيدا من هو المخرج المميز عن غيره وأي مخرج مناسب لأي موقع؟ وفي اعتقادي أن نسبة كبيرة من الفرق والأقاليم سعدوا بهذا القرار.
- لماذا تم إلغاء المكاتب الفنية في الفرق المسرحية؟
تم تجميد المكاتب الفنية في الفرق المسرحية منذ العام الماضي، وهي الآن تحت الدراسة لوضع أسس جديدة، لأن المكاتب الفنية كان يشوبها بعض الشوائب، وكانوا هم من يقومون بترشيح المخرجين، ونحن الآن بصدد أن نضع لهم مهاما أخرى غير ترشيح المخرجين الذي أصبح من قبل الإدارة.
-  كيف ستواجه ميزانيات العروض غلاء الأسعار؟
مسرح الأقاليم يعد مسرح هواة ولكنه مدعوم من الدولة، أي أنه لا ينتظر أرباحا، وبالطبع نحن نراعي فرق الأسعار ولكن في حدود المسموح، فمثلا لو نظرنا إلى العروض التي تم تصعيدها بالمهرجان القومي سنجد أن عناصرها متكاملة ولا تبدو فقيرة وفي نفس الوقت ليست غنية، ولكن لا بد ألا ننسى أننا مسرح هواة ولسنا مسرح محترفين.
- ما هي فلسفة إنتاج الفرق هذا العام؟
قمنا بإلغاء مسميات الفرق من “بيوت، وقصور، وقوميات” وتقييم الفرق يكون حسب المشروع الذي يتقدم به المخرج إذا وجدناه مناسبا إنتاجيا يتم الموافقة عليه، سواء عروض الفرق، أو النوعية، أو قليلة التكلفة، وبالمناسبة نحن ليس لدينا سقف للميزانية.
- هل يمكن أن يتم احتواء الفرق الحرة والمستقلة من قبل الإدارة العامة للمسرح؟
الفرق الحرة والمستقلة لا تتبع أي جهة إنتاج في الدولة إنما تقوم على مؤسس للفرقة أو مؤسسة راعية، لذا فنحن لا نستطيع أن نضم الفرق، ولكن ما نفعله أننا نضم الفنانين المستقلين ولكن بأسمائهم وليس بأسماء فرقهم مثل إيهاب زكريا مؤسس فرقة مرايا، ومحمد الطايع مؤسس فرقة تمرد للفنون، وخالد العيسوي مؤسس فرقة مصراوية.
-  ما المراحل التي يمر بها العمل الفني لفرق الأقاليم حتى خروجه إلى النور؟
في البداية يتم ترشيح المخرج من قبل الإدارة العامة للمسرح، وبعد ذلك يتم الإعلان عن استقبال المشاريع وتتكون من مشروع أساسي ومشروع احتياطي، ثم بعد ذلك تتم مناقشة المخرجين في الميزانية والديكور والمشروع الفني للعروض، وهل العرض مناسب للفرقة أم لا، وفي حال الموافقة على المشروع يتم تقديم مقايسة للعرض ثم يخرج العرض للنور، وهذا الموسم سيكون التحكيم إقليميا حتى نضمن أن كل الفرق خضعت لظروف واحدة وشاهدتها لجنة واحدة حتى تحدث العدالة، ثم بعد ذلك يقام مهرجان ختامي بالعروض التي تم تصعيدها من المهرجان الإقليمي.
- هل يمكن أن نشهد في المستقبل مهرجانا دوليا يضم فرق الأقاليم تحت إشراف الإدارة العامة للمسرح؟
من أحلام المدير العام لإدارة المسرح المخرج عادل حسان، أن يقوم بعمل مهرجان دولي يضم فرق الأقاليم في كل أنحاء العالم، فمسرح الأقاليم موجود في كل الدول سواء عربية أو أجنبية، ويكون هذا المهرجان تحت إشراف الإدارة العامة للمسرح، ونحن بالطبع نتمنى أن تنفذ في أقرب وقت.
- كيف تتعاملون مع الرقابة في ظل شكوى كثير من الفنانين؟
الرقابة الفنية مهمتها الأساسية المحافظة على الذوق العام وتنظيم الحالة الفنية دون تجاوز، والرقابة في الموسم الماضي كانت متعاونة مع الإدارة، ولم يتم رفض أي نص مسرحي في أكثر من 110 موقع بنوادي المسرح، و120 فرقة بالأقاليم، بخلاف التجارب الأخرى، وبالطبع كان هناك شد وجذب في بعض الأحيان وهناك رفض لبعض الجمل من قبل الرقابة ويتم تعديل هذه الجمل حتى تتم الموافقة على النص.
- اعتدنا أن يكون لك عرض مسرحي في موسم فرق الأقاليم كل عام، لماذا اعتذرت هذا العام؟
اعتذرت بمحض إرادتي دون ضغوط، بسبب كثرة الإنتاج هذا العام وهذا الموسم مشتعل ويحتاج إلى تفرغ تام، وحتى أستطيع المتابعة الجيدة قمت بالاعتذار لأن الإخراج سيعطلني عن مهمتي الأساسية وأنا سعيد بهذا القرار.
- شاذلي فرح المؤلف هل يرى أن العملية الإدارية تعوق العملية الإبداعية؟
الحقيقة العمل الإداري يؤثر على العمل الفني بالذات بمسرح الأقاليم، لأن به كمية هائلة من الإنتاج، وأنا بالفعل لم أستطع الكتابة منذ أن توليت هذا المنصب، ربما أعود كاتبا قريبا، فالعملية الإدارية تؤثر بالذات على المؤلفين، من الممكن ألا تؤثر على المخرج وذلك لأن المؤلف يحتاج إلى تفرغ وصفاء ذهن، وأنا أحب أن أكون مبدعا أكثر من كوني إداريا فالمبدع يعيش طويلا أما الإداري لا يعيش فهو ظاهرة تختفي سريعا.
- إذا طلب منك توجيه رسالة لأبناء الثقافة الجماهيرية فماذا تقول؟
أقول لهم إن على الفنان الصغير “سنا” أن يحترم الكبير، ويقدر تاريخه، وعلى الفنان الكبير أن يعطي فرصة للصغير، لأننا نعيش في حالة فوضى فالكبير يرى أن الصغير ليس لديه خبرة، والصغير يرى أن الكبير خيل حكومة يجب رميه بالرصاص، ولكن الحقيقة أن الفن يحتاج كليهما، وأتمنى أن تعملوا من أجل الجمهور وليس من أجل اللجان والنتيجة، فالجمهور هو جائزتكم الحقيقية.


شيماء منصور