عمرو عبد الله: حصلت على العديد من الجوائز خارج مصر و لكن جائزة القومي الأخيرة لها طعم آخر

عمرو عبد الله: حصلت على العديد من الجوائز خارج مصر و لكن جائزة القومي الأخيرة لها طعم آخر

العدد 583 صدر بتاريخ 29أكتوبر2018

حصل مهندس الديكور و مصمم الإضاءة المسرحية عمرو عبد الله على جائزة أفضل ديكور وتصميم إضاءة بالمهرجان القومي للمسرح في دورته الأخيرة عن عرض « قلعة الموت « .. يعتبر عمرو عمرو  عبد الله واحدا من أهم مصممي الإضاءة المسرحية المحترفين فى مصر، فهو أستاذ أكاديمي تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم ديكور , وقد قام بتصميم ديكور و إضاءة العديد من العروض المسرحية و الأبوريتات و الاحتفالات الكبرى فى مسارح الدولة و القطاع الخاص , بالإضافة لمساهمته الفعالة و دوره البارز كأستاذ فى فن الديكور و الإضاءة فى دار الأوبرا المصرية . حصل على العديد من الجوائز من  العديد من المهرجانات الدولية , لكن هذه المرة تختلف كثيرا عن ما سبق، فجائزة المهرجان القومي هذا العام هى أول جائزة يحصل عليها من مهرجان مصري , حول الجائزة و قضايا متخصصة أخرى كان لمسرحنا معه هذا الحوار .
- حدثنا عن العرض الذي حصلت به على جائزة الإضاءة والديكور بالمهرجان القومي للمسرح؟
حصلت على جائزتي أفضل تصميم إضاءة وأفضل تصميم ديكور في الدورة عن عرض قلعة الموت لفرقة الرقص المسرحي الحديث التابعة لدار الأوبرا المصرية والعرض من إخراج مناضل عنتر، وهي أول جائزه لي في حياتي الفنية داخل مصـــر منذ أن عملت بالتخصص على خشبة المسرح لأول مره في حياتي سنة 1982 أي مما يقرب من 36 سنه.! علما بأنني حصلت على العديد من الجوائز في تصميم المناظر والإضاءة المسرحية في العديد من الدول العربية والأوروبية عبر تاريخ عملي بالمهنة.

- هل توقعت حصولك على الجائزتين بالمهرجان، وما هو شعورك؟
كالعادة لم أتوقع.. وكان لهذه الجوائز ظرف ووقع خاص.. فأثناء الحفل الختامي للمهرجان كنت خارج البلاد، لتمثيل مصر و دار الأوبرا المصرية بتكليف من الأستاذة الدكتورة إيناس عبد الدايم معالى وزيرة الثقافة و الأستاذ الدكتور مجدى صابر رئيس دار الأوبرا المصرية بأحد عروض فرقة الرقص الحديث و قد عرضنا بالفعل أربعة عروض في ثلاث مدن بدولة صربيا، عرضين ببلجراد العاصمة و كان اولهم في حفل بالمسرح القومي لصريبا خاص باحتفال السفارة المصرية تحت رعاية الدكتور عمرو الجويلى سفير جمهورية مصر العربية بدولة صربيا بذكرى ثورة 23 يوليو، و ثالث العروض كان بمدينة نوفى ساد و هي من أهم المدن السياحية بصربيا لما لها من تميز لحالة فنية و تاريخية خاصة و العرض الرابع يوم حصولي على الجوائز، كان بمدينة نيش بجنوب صربيا و هو عرض الافتتاح لمهرجان الجاز بالمدينة . والحمد لله حمدا كثيرا. فقد كان انبهار الجمهور الصربي ما فاق كل التوقعات. و من ثم أصبحت الفرحة فرحتان نجاح العرض بصربيا و الحصول على الجوائز في نفس الوقت.

- جائزة الاضاءة هي جائزة مستحدثة فهل تري ان نظرة المسرحين قد اختلفت اتجاه عنصر الإضاءة عن ذي قبل؟
للأسف لم تختلف على المستوى العام وان تفهم البعض! نحن نعانى من موضة الحداثة المادية، مازال مفهوم تكوين الصورة المرئية لخشبه المسرح يعاني من خلل واضح وصريح من غالبية مخرجي الجيل الحديث. نحتاج الى المزيد من الوعى الثقافي و الفلسفي لدى غالبية المخرجين لفهم عناصر الصورة تشكيليا و توظيفها دراميا و من ثم فهذا الخلل كان له تبعاته على القائمين على تصميم المناظر و الملابس و الإضاءة المسرحية ، ففي أغلب العروض تتحول الصورة المسرحية الى خلفية أو برواز ليس له علاقه بما يحدث على خشبة المسرح من حيث الطرح الدرامي و يتحول الى صورة تبحث عن الجمال الشكلي و السعي خلف تقنيات للإبهار دون مبرر حقيقي يفيد دراما العرض ، و تُفصل عروض خدمة لفكرة تعتمد على تقنية ما ، علما بأن تطور التقنيات مرتبطا كلية بخدمة فكرة فلسفية إبداعية ابتكارية وليس العكس . ومع احترامي الشديد للمهرجان والجوائز، للأسف لن تتطور عناصر العرض المسرحي بالجوائز، التطور الحقيقي مرتبط بالعلم والفهم والرؤية والتعرف على الخبرات في دوائر مفتوحة. حتى لا ننحصر في دوائر مغلقه فيما بيننا ويتم حصار الخبرات في دوائر محدودة. تتكرر مما ترتب عليه افتقاد القائمين على العروض لشغف الحضور (الجمهور).   

- معظم مهندسي الديكور الآن يفضلون عمل البانارات بدلا من الكتل المجسمة، فما السبب وراء ذلك؟
أولا على المستوى الفني.. ما المقصود بكلمة (بانر)!!! الكلمة مصطلح يُطلق على ترويسة الإعلانات؟! اما ما يستخدم فهو مادة بلاستيكية تسمى بالفينيل وهي بديله لخامة القماش او الدمور.. فهي وسيط للرسم، خامه وليس أكثر. وفكرة الرسم على المسرح ليست استسهال في شكلها الوظيفي الصحيح فكل المناظر المسرحية عبر تاريخ المسرح أغلبها قد تم رسمها على القماش بأسلوب المنظور الهندسي مما يوحى بالعمق على خشبة المسرح وهو ما عُرف بأسلوب رسم المناظر المسرحية على طريقة المنظور الإيطالي منذ عصر النهضة وكانت البداية على يد الفنان الأسطورة ليوناردو دافنشي.! فهو أسلوب متعارف عليه عالميا منذ عصر النهضة ويستخدم الى الأن في أغلب المسارح العالمية. وعليه فاستخدام التقنيات الحديثة في الرسم والطباعة وهو ما يتم عن طريق الرسم على الكمبيوتر ومن بعدها الطباعة على مادة الفينيل كبديل للقماش فما هو الا توظيف للتقنيات الحديث في رسم المناظر المسرحية وتوفيرا للوقت و لإهدار الخامات. وعلى ما اعتقد انه تكمن الأزمة في استخدام الصور الفوتوغرافية الجاهزة وإعادة طباعتها على الفينيل وأستخدمها كبديل للرسم. ويلجأ العديد من مصممي الديكور لفكرة الرسم على الفينيل لما يعانوه من مشاكل عديده في تنفيذ المناظر الخاصة بأي عرض مسرحي وليس رفضا للكتل أو استسهال في تنفيذ المنظر المسرحي.

 - ما أهم المشاكل التي تواجه مصممي الاضاءة والديكور في مصر؟
تكمن أهم المشاكل في المنظومة الإدارية. فهي قادره على وئد أي مساحة للإبداع وأي عمل فني،  ثانيا الميزانيات ثم  مشاكل التنفيذ وهو لا يعيب الفنيين بقدر ما يعيب الإدارة أيضا، ويجيب أن نجد حلا لفكرة المدير الفنان او المدير الإداري. فغالبية الفنانين المتخصصين القائمين على الإدارة ليس لهم خبرات حقيقية في الإدارة والموظف الإداري ليس له علاقة بالعناصر الفنية وكيفية إداراتها وبالتالي فالعلاقة مهترئه من أساسها في إدارة العمل الفني وهنا المشكلة لا تخص مصمم الديكور او الإضاءة أو الملابس. المشكلة تخص العرض المسرحي بكل عناصره وتخصصاته. وأخيرا علاقة المخرج بالمصمم تحتاج الى إعادة نظر من الكل ولا أستثنى أحد.

 - كيف تري تجهيزات المسارح ف مصر الآن، وهل مستوي التجهيزات يؤثر على مستوي العروض من وجهة نظرك؟
بالقطع مستوى التجهيزات يؤثر على مستوى العروض من حيث التقنيات وليس من حيث الفكر و الفكرة. فهل تؤثر التجهيزات الفنية على مدى فهم مخرج العرض للنص المعروض؟؟؟؟ نحن في أزمه وعى غير عادية والكل يرمى بالمبررات خارج دائرته. نعانى من مشاكل عديده في كل ما تم من تطويره في مسارح الدولة على يد غير المتخصصين و للأسف و مجازا نحن مثل من أشترى طائرة ولا يملك الطيار الذى يقودها كما نعانى من فهم المتخصصين لهذه التجهيزات و هنا يأتي دور الأكاديمية و القائمين على تدريس و تعليم فنون و علوم المســــرح و الدراما.

- هل الدراسة الأكاديمية مهمة لعنصر الإضاءة، بالذات، حيث ان معظم العاملين فيه يعتمدون على الموهبة؟
لا جدال على ان دراسة أي تخصص مهمه بجانب الموهبة، ولكن فهل ننفى دور العلم والتعلم؟ و نترك المجال لمساحات من الفهلوة و حسابات شخصية تعتمد على علاقات شخصية!!؟؟ اما فكرة ان معظم العاملين فيه يعتمدوا على الموهبة! من الذي فرض هذا الوضع؟ اين تعينات هيئات وزارة الثقافة لخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية في تخصص الديكور والإضاءة والملابس و الصوت و هم المتخصصين التخصص الدقيق لهذه الفنون؟ و قد تم التحاقهم بمعاهد الأكاديمية عن موهبه تم اختبارها اختبارات دقيقة على يد أساتذة متخصصين قبل الالتحاق.. و مع احترامي الشديد لكل المهن و الحرف و لكل العاملين فيها. لقد تردى الأمر لما لا يُحتمل وعلى  سبيل المثال في أحد المراكز الفنية التابعة لوزارة الثقافة قامت أحد مديري هذا المركز بتعيين عمال نظافة كمصممين للإضاءة المسرحية و أرسلتهم لدورات تدريبية على نفقة الدولة و الوزارة لبعثات تدريبية في أوروبا فالوقت الذى يجلس فيه خريج الأكاديمية المتخصص عاطلا عن العمل او التدريب الفني . و هذا لمشاكل شخصية تخصها مع الأكاديمية و خريجي الأكاديمية. نحن في كارثه لمهن فنيه يُنتهك عرضها علانية.

- هناك من طالب بإلغاء الجوائز بالمهرجان القومي وان يصبح عبارة عن كرنفال لأفضل العروض علي مدار العام، فهل حضرتك تؤيد هذا الرأي؟
أنا مع فكرة إلغاء الجوائز تماما..  فنحن في مشكله غير مفهومه ولا تحدث في أي مكان في العالم. مهرجان قومي لكل أنواع العروض محترفين ومستقلين وهواه وثقافة جماهيرية ونوادي ... الخ!!! اين وحده قياس التحكيم للمهرجان؟ كيف يتم العيار؟ وتتحول الجوائز الى وجهات نظر للقائمين على التحكيم وللأسف تستغل فيما بعد في ابواق دعائية مصطنعة لا تقترب من واقعنا الفني، غير ان ظروف إقامة العروض في فترة المهرجان تظلم العديد من العروض في تجهيزاتها الفنية.. وخاصة مصممي الديكور و الإضاءة و بالتالي المخرج صاحب العرض.         


شيماء منصور