في عيد الخريجين آداب القاهرة تكرم أبناءها الفنانين

في عيد الخريجين آداب القاهرة تكرم أبناءها الفنانين

العدد 618 صدر بتاريخ 1يوليو2019

إنها الكلية الأم للجامعة الأم التي أخذت على عاتقها مسئولية الريادة في التنوير بمصر والوطن العربي لأكثر من قرن من الزمن حيث أنشأت عام 1908 م مع إنشاء جامعة القاهرة قدمت ومازالت تضخ لمصر والوطن العربي وللعالم رواداً ورموزاً و أعلاماً في كل مجالات الآداب والفنون وكذلك في الصحافة وعالم الثقافة والفكر منهم قاهر الظلام الدكتور طه حسين، ورائد المنهج التنويري أمين الخولي، والمفكر لويس عوض، والمفكر والفيلسوف د. زكي نجيب محمود، والكاتبة والناقدة الأدبية سهير القلماوي، وأستاذ علم النفس الدكتور مصطفى سويف، و المفكرة عائشة عبد الرحمن “بنت الشاطيء”، والروائي الكبير نجيب محفوظ، والشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، والكاتب المسرحي رشاد رشدي، والناقد الكبير د. محمد مندور، والعديد من رواد النقد المسرحي في مصر من بينهم سيدة النقد أ.د نهاد صليحة، والكاتب والناقد المسرحي “عميد المترجمين” أ.د محمد عناني، والنجم الفنان مجدي وهبه، وستظل تمتد مسيرة الخرجين دوما ًمن رموز الثقافة في مصر ممن أنجبتهم كلية الآداب بجامعة القاهرة .
وقد أقامت الآداب حفلها السنوي لعيد الخريجين لدفعة 2017/2018 م الدفعة 90 مساء الخميس الماضي 20 يونيه بقاعة الإحتفالات الكبري بالجامعة، وسط حشد كبير من الحضور من الطلاب، وأسرهم وأصدقائهم وكوكبة من الخريجين الإعلامين والأساتذة الأكاديميين الأجلاء وقد شهد الحفل تكريم الكثير من أبناء الكلية الذين نالوا العديد من الجوائز المحلية والإقليمية والعالمية، وفي تقليد مواز ومميز ومختلف بجانب تكريم رواد الكلية من أعلام الحركة الأدبية والبحث العلمي الراحلين والمعاصرين في مصر لأجيال عديدة متعاقبة منذ نشأة الكلية كرمت الكلية أبناءها من الخرجين في مجال الفن، والذين أسهمت مشاركاتهم في ازدهار مجال الدراما، وحققت مزيداً من الوعي والإبداع بالمجتمع، وهم اسم الراحل المبدع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي الحاصل علي ليسانس الآداب من قسم اللغة العربية، والمخرج المسرحي ناصر عبد المنعم الحاصل على الليسانس في قسم الفلسفة، و الفنان أحمد كمال الحاصل على الليسانس قسم التاريخ، كما تم تكريم الفنان سعيد صديق الحاصل على الليسانس من قسم علم الاجتماع، فغمرهذا التكريم قلوب هؤلاء المكرمين بالبهجة والامتنان لكليتهم الأم في جامعة لها تاريخ عريق ..
وكان لنا لقاء مع المكرمين احتفاءاً بهم وبما حققوه من تميز في مجالتهم الإبداعية المختلفة .

الصرح العظيم
قال المخرج ناصر عبد المنعم: أعد تكريمي بعيد الخرجين من كليتي الأم الآداب بجامعة القاهرة حدثاً خاصاً جداً له مذاقه المميز فأنا أعهد دوماً كفنان أن المؤسسات الثقافية والفنية هي التي بدورها تقوم بالتكريم للمبدعين في مجالات الآداب والفنون فقد حصلت على جوائز وتكريمات سابقة عديدة من قبل وزارة الثقافة كدرع الوزارة وجائزة التفوق، وهذا حصاد جهد مثّل لي شرف كبير، وكذلك تكريم من قبل المركز القومى للمسرح، والتكريم بعد الحصول على جائزة سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمى لأفضل عرض عربى لعام 2018 ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للمسرح، ولم يكن في خاطري يوماً أن ألقى هذا التقدير بكوني مخرجاً مسرحياً من هذه المؤسسة العريقة كلية الآداب التي تأسست عام 1908م أول الكليات بالجامعة مع تأسيسها، وأوضح ناصر عبد المنعم: هذا الصرح العظيم الذي درس به وتخرج منه الكثير من رواد الثقافة في الأدب والفن وأعلامهم من بينهم طه حسين وأحمد أمين، والأبنودي، ويحيى حقي، وبهاء طاهر، وسهير القلماوي، وهي أول امرأة مصرية حصلت على الماجستير والدكتوراة في الآداب لأعمالها في الأدب العربي، وغيرها الكثيرون، فتميزت الكلية بالريادة ومكانتها الخاصة، وهذا فخٌر كبيرٌ انتمائي لهذا الصرح وتخرجي منها، وممتن للكلية العريقة، ومفاجأتها لنا بوعيها الدائم المستمر باتصالها بمن تميزوا من خريجها في العلوم الإنسانية كافة والفنون، وأكد عبد المنعم هذا جهدٌ كبيرٌ من الكلية حيال المتابعة لهذا التميز على المستوى المحلي و الإقليمي والعربي والدولي،كلل بهذا التكريم الهام الذي أشبعنا بمشاعر كبيرة ومميزة ووجودنا بالحرم الجامعي بعد سنوات عديدة وما تحمله لنا من ذكريات جميلة، فقد كانت الجامعة مجالاً حيوياً وهاماً لثقل الموهبة وفخور أن كنت من فريق التمثيل بالكلية وفريق منتخب الجامعة أيضاً قدمنا العديد من العروض الثرية لذا أعد المسرح الجامعي تلك البوتقة التي ينصهر فيها المبدع لتدفعه إلى انتقاله من ممارسة هوايته بالتمثيل بالمسرح إلى الاحتراف بصورة أفضل كنجوم مسرح فريقنا الجامعي الذين نجدهم مشاركين بقوة في الحركة الفنية والثقافية بمصر وخارجها وقد عاصرنا الراحل عبد العزيز حموده كرائد للنشاط الفني ومن ثم بعد ذلك عميد للكلية، وقد عاصرت أيضا ممن تتلمذنا على أيديهم منهم الأساتذة د.جميل سرحان، ود. محمد عناني و عبد المعطي شعرواي، وفخري قسطندي ود. نهاد صليحة إضافة إلى أساتذة الأدب ومنهم د.جابرعصفور، ود. ناصر حامد أبو زيد، ود.رشاد رشدي، وغيرهم الكثير من الأساتذة الأكاديمين الأجلاء فكانت كليتنا الآداب ومازالت مكاناً هاما ً حاوية للمعرفة والعلم والثقافة وحاضنة للأنشطة الفنية والمعرفية المختلفة تمنحها مكانتها الكبيرة بمحاذة الجانب التعليمي، وبمتابعتي للمسرح الجامعي بالقاهرة وعين شمس في الآونة الأخيرة أجد به حراكاً فنياً كبيراً، وحقلاً لتجارب عديدة، و هامة وأتمنى أن يكون الاتجاه قائم وممتد، ومماثل في سائر جامعات مصر، فالجامعة مازالت تخرج أبناءها كعادتها ممن لهم قاماتهم الكبيرة يتابعوا مسيرتهم الفنية بعد ذلك فعاصرت من جيلي بالجامعة الفنان صلاح عبد الله، وعبلة كامل، وكان معنا بفريق الجامعة أيضا ًالشاعر جمال بخيت والفنانة إيمان الطوخي، ومجموعة كبيرة من نجوم الفن، واختتم ناصر عبد المنعم : سعيد كثيراً لتكريمي مع زميل الدراسة منذ المرحلة الثانوية والجامعة الفنان القدير أحمد كمال وممتن لهذا التكريم .
أعمالا مسرحية فريدة
بداية الطريق
وقال الفنان سعيد صديق: هذا التكريم يحمل مذاقاً خاصاً لأنه من قبل كليتي الحبيبة الآداب التي شكلت لدي الوعي مبكراً في بداية الطريق الفني فقد كنت عضواً بفريق تمثيل الكلية وقائداً للفريق من عام 1976م حتى عام التخرج 1979م، وشاركت بعروض الفريق المسرحية مع العديد من المخرجين العظماء مثال الأستاذ الراحل: حسن عبد الحميد، والفنان الكبير محمد صبحي والمخرج فهمي الخولي وغيرهم من المبدعين المسرحيين، وأضاف صديق: قدمنا أعمالاً مسرحية فريدة بالمسرح الجامعي من الأدب العالمي مثال ذلك “ بجماليون” و” أوديب”، وكما شاركت ببطولة العرض المسرحي “الدرس“ ليوجين يونسكو، وشاركت بعام التخرج بمسرحية “فتى الغرب المدلل” لجون ملينجنتون من الأدب الإيرلندي إخراج الراحل شاكر خضير، لقد قدمنا العديد من الأعمال المسرحية الثرية من الجانب الفكري والفني بفريق مميز حينذاك أرسل له تحيتي وامتناني من هذه الاحتفالية أكملوا غالبيتهم المسيرة وأصبحوا من المحترفين في الفن من بينهم الفنان القدير أحمد كمال والمخرج المتميز ناصر عبد المنعم، والفنانة عبلة كامل والفنان المتميزالقدير ياسر علي ماهر، والفنان مجدي إدريس فقد كانوا رواد فرقة الآداب إبان فترة السبيعنيات من القرن الماضي، وغيرهم في سائر الكليات الأخرى بالجامعة أحمد صيام، محمد الصاوي، و صلاح عبد الله، والفنان هاني رمزي بفريق التجارة، وأكد سعيد صديق إن المسرح الجامعي كان يزخر بالعديد من الفنانين المميزين في هذه الفترة في الحركة المصرية الفنية وعلى أهبة الاستعداد لجانب الاحتراف في الفن وجانب التمثيل منه، واختتم سعيد صديق :إن هذا التكريم تقليد مميز من جانب الكلية وعميدها د . أحمد الشربيني الذي حدثنا بشخصه الكريم للحضور بعد اقتصارهم من قبل على تكريم أوائل الدفعات والحاصلين على جوائز الدولة التقديرية وما شابه ذلك من التكريمات، ولكنهم أضافوا هذا العام تكريم الفنانين خريجي الكلية ومن تميزوا في المجال الفني، وهذا الحدث غمرنا بالشعور بالفخر ولقد أسعدتني كثيرا البانوراما المعدة بفيديو الحفل التي قدمت، واستعرضت كل الخريجين من جميع رواد وأعلام الكلية منذ إنشائها وحتى وقتنا هذا، و كل المميزين في سائر مجالات الثقافة والفن والفكر.

قامات كبيرة
وأساتذة مسرحيون
قال الفنان أحمد كمال: أعدُ نفسي خريج مسرح الجامعة لكلية الآداب في المقام الأول و شاركت أيام الدراسة بالجامعة بالكثير من عروضها المسرحية لفريق التمثيل بالكلية مع قامات كبيرة في الإخراج المسرحي حينذاك ورواد للفن والثقافة بمصر، وتتلمذنا بالفريق على أيدي ومدربين كبار لفن الممثل وفي مجال الإخراج ومجالات عديدة بالفن، وقد كان مشرف الفريق دكتور : جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، والأستاذ الدكتور ذو القيمة الفنية والنقدية الكبيرة عبد العزيز حموده بمصر والوطن العربي، وقامات كبيرة وأساتذه آخرون في الآداب والفنون وخاصة المسرح، فحظينا بقدرٍ كبيرٍ من التعليم والثقافة بالفنون والآداب وخاصة المسرح مما ساهم بصفة خاصة بالنسبة لي في النمو والتطور في التكوين الشخصي والفني داخل المسرح الجامعي وبعد ذلك في مشواري الفني، وأوضح أحمد كمال : أنا لست بمعزل عن المسرح الجامعي في كل الفترات السابقة والحالية فانتمائي له يكبر ويلازمني دوماً بعد يوم، وأتابع باستمرار عروض الجامعة والكلية التي ننتمي لها الكلية الأم للجامعة الأم كلما سنحت الفرصة مراراً، وأكد أحمد كمال: إنه فخرٌ كبيرٌ لنيل التكريم وممتن كثيراً لإدارة الكلية بهذا الحدث واتجاه بوصلتها له الذي اعتمد بصفة أساسية على متابعة خريجيها ورحلتهم بعد ذلك في كل مجالات الحياة والإبداع، اختتم كمال : المسرح الجامعي كان ومازال يمتد أثره وتأثيره في حياتي الفنية وجزء هام من رحلة العمر يحمل الذكريات التي أفخر بها، وخاصة مع زميل هذه المرحلة ممن نلت معه التكريم لهذه الدفعة في هذا اليوم المخرج المبدع ناصر عبد المنعم، وقد كان زميلاً قديماً، وسرنا الرحلة معاً منذ أن كنا معاً في مرحلة التعليم الثانوي بمدرسة واحدة ، ومن ثم مرحلة الجامعة في كلية واحدة الآداب فمسرحها وهاهي لحظة التكريم من الأم لأبنائها معاً في حفل الخرجين للدفعة ال 90، واختتم أحمد كمال : هذا مدعاةٌ كبيرة للفخر والاعتزاز ومنح الروح والنفس البهجة والسعادة .
أقيم حفل الخريجين للآداب بالقاهرة و شهد تكريم الكثير من رموزنا الأدبية والفنية للدفعة 90 والتي حملت اسم الأستاذ الدكتور: حسن ربيع، والأستاذ الدكتور: زين العابدين أبو خضرة برعاية وحضور الأساتذة الأجلاء الأستاذ الدكتور : أحمد الشربيني عميد كلية الآداب، و الأستاذ الدكتور : محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، ورؤساء أقسام الكلية، والكثير من طلابها و خرجيها وأساتذتها ومبدعيها .
 

 


همت مصطفى