المخرج محمد الطايع: أسعى دائما لتقديم الجديد وسامح عثمان يمدني بالأفكار غير المعلبة

المخرج محمد الطايع: أسعى دائما لتقديم الجديد وسامح عثمان يمدني بالأفكار غير المعلبة

العدد 615 صدر بتاريخ 10يونيو2019

يعشق الاختلاف، دائما تجد في أعماله الجديد، وهو مسرحي من الطراز الفريد استطاع تقديم أعمال مسرحية تترك بصمة كبيرة في مسرح الثقافة الجماهيرية، وصاحب موهبة متفردة.
محمد الطايع مخرج مسرحي منذ عام 2000 وسينوجراف ومدرب تمثيل، مؤسس ومدير جامعة تمرد للفنون منذ عام 2001..
قدم الكثير من الأعمال المتميزة داخل وخارج مصر في كندا، وألمانيا، وهولندا، وتونس، والمغرب والأردن والإمارات وغيرها، حصل على الكثير من الجوائز المحلية والدولية وكانت آخر تجاربه، العرض المسرحي «كعب عالي» الذي شارك بمهرجان التجارب النوعية وحصل على جائزة أفضل عرض، وأول إخراج وتمثيل وديكور وإضاءة وملابس، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل تصميم رقصات وشهادة تميز في الإعداد الموسيقى. أجرينا هذا الحوار معه لنتعرف أكثر على تجربته الأخيرة.
 - حصدت الكثير من الجوائز في مسرح الثقافة الجماهيرية ولكن لمهرجان التجارب النوعية مذاقا خاصا.. ماذا عن شعورك بجائزته؟
أود أن أشير إلى أنها الدورة الأولى لمهرجان التجارب النوعية، فلم يكن هناك أي مهرجان مقام في السابق للتجارب النوعية، كان هناك فقط مجموعة من المحاولات لتقديم تجربة نوعية ولكنها محاولات متفرقة لم تكن تحت إطار يجمعها، وقد أصبح في الإدارة العامة للمسرح إدارة خاصة بالتجارب النوعية، وهي تنقسم إلى قسمين: تجارب نوعية مكانية، وتجارب نوعية فنية، فالتجارب النوعية المكانية تقدم خارج مسرح العلبة الإيطالية على سبيل المثال: مسرح شارع أو مكان أثرى. أما التجارب النوعية الفنية فهي تجارب مسرحية مغايرة للعروض التقليدية، على سبيل المثال عرض مسرحي راقص، أو عرض غنائي.

 - ما تقييمك لمهرجان التجارب النوعية في دورته الأولى؟
مهرجان ناجح مائة في المائة وسيشهد تطورا في الأعوام المقبلة لأنه المسرح القادم، وأعتقد أن الجماهير تحتاج دائما إلى تقديم الجديد، فمن خلال مشاركتي في مهرجانات خارج مصر، فالغالبية من العروض المقدمة في الخارج هي عروض غير تقليدية، واعتقادي أنه مع التطور التكنولوجي يحتاج المتفرج لمشاهدة عروض مسرحية مغايرة وغير تقليدية، وهذا ما قدمه مهرجان التجارب النوعية في الدورة الأولى، فقد قدمت أشكال مختلفة من التجارب المسرحية ومنها عروض الحكي، والعروض الغنائية، وعروض الموسيقى الحية وهي أشكال مختلفة نحن في حاجة لتقديمها، وقد كان للمؤلف سامح عثمان مدير إدارة التجارب النوعية، دور كبير، بالإضافة إلى أن مدير إدارة المسرح المخرج عادل حسان يعي أهمية التجارب النوعية وأهمية وجود تجارب مختلفة ومغايرة.  

 - من وجهة نظرك هل الجمهور في الأقاليم قادر على استيعاب التجارب النوعية والأشكال المغايرة للمسرح التقليدي؟
ما يشغلني طوال الوقت وخصوصا في العروض الراقصة تقديم أعمال يعيها الجمهور العام وقد تعاملت بهذا المعادل في تجربتي «كعب عالي» بمشاركة الكريوجراف محمد ميزو، فقد اعتمد العرض على وجود مخرج وكيروجراف وهي معادلة صعبة، فأغلب العروض الراقصة التي تقدم في مصر تعتمد على أن يقوم مصمم الرقصات بإخراج العرض، وكما نعلم الكيروجراف الذي يقوم بإخراج عرض لا يستطيع استخدام أدواته كمخرج بالشكل الكافي، وهي المعادلة التي قدمتها في عرض «كعب عالي». على سبيل المثال في مشهد «العمل» وهو فكرتي، نبرز من خلال هذا المشهد فكرة مهمة وهي مثلما يعمل الرجل ويكد تعمل المرأة أيضا، ومن خلال تصميم الرقصات التي صممها الفنان محمد ميزو أوضحنا الأعمال التي تقوم بها المرأة في المنزل، وذلك بشكل راقص، وتم توظيف الرؤية التشكيلية ليصل هدف المشهد في النهاية للمشاهد، وهو أن هناك عملا من الجانبين، جانب الرجال وجانب النساء، وكانت هناك بعض المناطق في العرض تم استبدالها بمونولوجات تمثيلية. وأود أن أشير إلى أن تجربة عرض «كعب عالي» ليست التجربة الأولى لي في العروض الراقصة، فقد سبق وأن قدمت عرضا راقصا في عام 2001 وهو «تمرد» وشارك في مهرجان نوادي المسرح.

 - هناك الكثير من العروض التي ناقشت قضايا المرأة ولكن يغلب عليها الطابع النمطي.. من وجهة نظرك هل نحتاج إلى طرح قضايا ومشكلات لم يتم التطرق لها؟
قدمت الكثير من الأعمال التي تناقش قضايا المرأة ومنها العروض الراقصة والعروض التي تعتمد على الكلمة، وطوال الوقت نسعى لطرح وتقديم الجديد من القضايا والمشكلات التي تواجه المرأة. وفي عرض «كعب عالي» طرحنا مشكلات العلاقة الزوجية وما تعاني منه المرأة في حياتها الزوجية، وكيف تنتهي إذا شعرت الزوجة بالاضطهاد وتقييد حريتها، فمسمى العرض «كعب عالي» يطرح فكرة مهمة وهي سمو المرأة وأنها شيء عظيم، فعندما تحصل المرأة على حريتها تحقق إنجازات عظيمة وغير مسبوقة، وهناك أمثلة ونماذج لنساء حققن نجاحات في جميع المجالات.

هل توافق على إقامة فعاليات مخصصة للمرأة على سبيل المثال إقامة مهرجانات مسرحية تخص المرأة؟
أنا ضد التصنيف ولكن إقامة مهرجانات أو فعاليات تخص المرأة هو تشجيع ودفع للمبدعات للعمل في المجال المسرحي، فعلى سبيل المثال مهرجان المخرجة المسرحية أو المهرجان النسوي الذي يقام في المعهد العالي للفنون المسرحية جميعها تقوم على تشجيع المخرجات للعمل، خصوصا أن مهنة الإخراج شاقة وإقامة تلك الفعاليات تستقطب المخرجات، وخصوصا أن أعدادهن قليلة.

هل هناك ضرورة لتقديم عروض الثقافة الجماهيرية بما يتناسب مع البيئة؟
أنا مع فكرة تقديم أعمال تمس القضايا العامة والإنسانية بشكل عام، وقد كان لي تجربة تخص المناطق الحدودية في محافظة مطروح، وكان يجب أن أقدم عرضا يخص الثقافة البدوية واستعنت في ذلك التوقيت بباحث ثقافي، وبالفعل قمنا بجمع كل ما يخص الثقافة البدوية من عادات وتقاليد وقمنا بكتابة نص مسرحي بدوي، ولكنني طالبت بأن يقدم العرض خارج مطروح حتى يتعرف الجميع على الثقافة البدوية، فأنا مع تقديم عمل يمس البيئة والمكان الذي يقدم به على أن يقدم العمل خارج بيئته ليتعرف الجميع على ثقافة المكان.

 - البعض يرى أن العروض الراقصة أصعب من العروض التي تعتمد على الكلمة فما تعقيبك؟
كما نعلم أن أهم أداة من أدوات الممثل هي الصوت والجسد وفي العروض الراقصة يتم التعامل فقط بأداة الجسد ويتم الاستغناء عن الصوت، يجب أن يصل المعنى عن طريق الجسد وهو يمثل صعوبة بالغة، لاستخدام أداة واحدة فقط من أدوات الممثل.

 - شكلت ثنائيا ناجحا مع الكاتب سامح عثمان فما سر هذا الثنائي الناجح؟
دائما أسعى في أعمالي إلى تقديم كل ما هو جديد، وأجد مع الكاتب سامح عثمان تقارب كبير في الأفكار، فهو يتميز بأن قلمه متجدد ومواكب للأحداث ومتطور، فعلى سبيل المثال عندما قدمت عرض «يمامة بيضا» عام 2006 كان النص يستشرف ما سيحدث عام 2011.

ما رأيك في إقامة مهرجانات الثقافة الجماهيرية خارج العاصمة؟
من المهم الخروج من العاصمة ولكن ليس خروجا كاملا، وكما نعلم أن القيادات في الهيئة العامة لقصور الثقافة مجموعة من الفنانين الذين يهتمون بالمسرح ويضعون استراتجيات مهمة بداية من الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ونائب رئيس الهيئة المخرج هشام عطوة ومدير إدارة المسرح المخرج عادل حسان، وهم يخططون بشكل جيد ومنظم يخدم مسرح الثقافة الجماهيرية ويحقق أهدافها، فمن المهم أن تنشط المدن جماهيريا تجاه المسرح. والحقيقة، إن الإدارة العامة للمسرح بذلت جهدا كبيرا في إقامة ثلاثة مهرجانات مسرحية في ثلاث مدن مختلفة في توقيت واحد، وهو مجهود كبير وحصاد جيد لموسم مسرح الثقافة الجماهيرية.

 - لماذا لم تقدم مشروعا للبيت الفني للمسرح؟
بالفعل ستكون هناك تجربة قريبا في البيت الفني للمسرح، ولكنني أحرص دائما على انتقاء أعمالي وأود أن تكون التجربة الأولى لي في البيت الفني للمسرح تجربة مختلفة وجديدة.

 - كنت من صناع العرض المسرحي «كلام في سري» من إخراج ريهام عبد الرازق، وقد أحدث العرض جدلا واسعا وشارك في المهرجان التجريبي عام 2007.. حدثني عن تلك التجربة؟
العرض فكرتي وإخراج ريهام عبد الرازق، وقد قمت بتصميم سينوغرافيا العرض وبدأت التجربة بعرض الفكرة على المؤلف عز درويش، وقمنا بصياغة الفكرة والعمل عليها واستعنا بمجموعة من الفتيات اللواتي قدمن مجموعة من القصص والحكايات الخاصة بهن وبعض الموضوعات المسكوت عنها التي تخص حياتهم الشخصية، وبالفعل استطاع المؤلف عز درويش كتابة نص من تلك الأفكار بمهارة شديدة.
وقدمت التجربة بمهرجان نوادي المسرح وصعد العرض للمهرجان الختامي، وكان مدير إدارة المسرح آنذاك الدكتور محمود نسيم ومدير نوادي المسرح شاذلي فرح، وقد رشحا العرض لمشاهدات المهرجان التجريبي وكانت لجنة المشاهدة تضم مجموعة من القامات المسرحية، ووقع اختيارهم على العرض ليمثل مصر في المهرجان التجريبي، وكانت المرة الأولى التي يشارك بها عرض من الهيئة العامة لقصور الثقافة في المهرجان، وكان المهرجان تسابقيا في ذلك الوقت، وقد دعمتنا قيادات الهيئة العامة لقصور الثقافة في ذلك الوقت متمثلة في الدكتور أحمد نوار رئيس الهيئة الأسبق والدكتور محمود نسيم مدير إدارة المسرح آنذاك، وحصل العرض على عدة جوائز كما واجه الكثير من الانتقادات، وكانت هناك ردود أفعال صادمة من البعض ولكننا في النهاية طرحنا العمل بشكل فني.


رنا رأفت