مخرجو النوادي يتحدثون عن تجاربهم في المهرجان الختامي

مخرجو النوادي يتحدثون عن تجاربهم في المهرجان الختامي

العدد 609 صدر بتاريخ 29أبريل2019

تقدم لنوادي المسرح هذا العام ما يقرب من 350 عرضا تم اختيار 103 منها للإنتاج، ثم تم تصعيد 21 عرضا للمهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته الـ28 التي تم افتتاح فعالياتها مؤخرا، ومن خلال هذه المساحة نستعرض آراء بعض المخرجين المشاركين في المهرجان الختامي، ونتحدث معهم عن تجاربهم وتوقعاتهم وأمنياتهم لهذه الدورة.
قال المخرج عبد الباري سعد من فرقة نادي مسرح ثقافة المنصورة إقليم شرق الدلتا عن تجربته هذا العام: عرض «صدى الصمت» تأليف قاسم مطرود، اخترت النص لأنه ومنذ القراءة الأولى شكّل لي تحديا كبيرا في طريقة إخراجه بجانب ذلك شعوري بأهمية طرح قضية النص في هذا التوقيت، حيث يناقش النص تبعات الحرب وما تخلفه من خسارة وتشوهات نفسية وجسدية وما وصلنا إليه من فقد لغة التفاهم بين الأوطان.
وتابع قائلا: قدمت النص اعتمادا على فكرة المؤلف الأصلي للمسرحية وهو الكاتب الراحل الدكتور قاسم مطرود وهي التفاهم عن طريق الإشارة لأن اللغة لشخوص المسرحية غير مفهومة فيما بينهم ومن هنا جاءت فكرتي في رسم تلك الإشارات والإيماءات في قالب تجريبي تطغى عليه الكوميديا السوداء مع تدخلي في تغيير إحدى الشخصيات الرئيسية لتتناسب مع رؤيتي الإخراجية، وعن توقعاته لمهرجان نوادي المسرح في دورته الثامنة والعشرين، قال: أتوقع منافسة شديدة جدا بيني وزملائي وأطمح في تحقيق الإمتاع فوق كل شيء، وأتمنى أن أرى مهرجان ختامي يليق بتاريخ الهيئة وأن يكون مهرجانا منضبطا ومنظما تعمه روح التعاون بين الفرق المشاركة والقائمين عليه.
أما عن أبرز المعوقات التي واجهته، فقال: صغر حجم الميزانية التي تجعلنا كمخرجين نلجأ لحلول بديلة عن الحلول الأصلية، بالإضافة إلى أنني لم أقدم عرضي في قصر ثقافة المنصورة، ولكنني قدمته في قرية بجانب المنصورة إذا لم يكن المسرح مجهزا بشكل كافٍ.
العرض بطولة محمد علي، زينب سمير، أمير عبد الواحد، عوض إبراهيم، أمنية وائل، طارق الهندي، ومحمد سعيد، ديكور ملاك رفعت، إضاءة إسلام أبو عرب ألحان محمد عبد الجليل نصار، عود مصطفى حسان مؤثرات صوتية محمد سعد.
وأشار المخرج مصطفى حسان الذي يقدم عرض «آدم لا يأكل التفاح» لنادي مسرح المنصورة إقليم شرق الدلتا، من تأليفه إلى أن تقديمه للعرض جاء بدافع انشغاله بقضية مهمة في الوقت الحالي وهي كيف نصل إلى الله. وأضاف: دائما لدي هاجس هو أننا نصل إلى الله بالحب أو بالقلب وهذا لا ينفي وجود العقل ولكن النقطة التي يطرحها العرض أن القلب هو الأهم فالقلب من يوجه العقل إلى اتجاه بعينه، وهذا ما يطرحه العرض.
تدور أحداث العرض حول شخص استيقظ من النوم فوجد نفسه على جزيرة يرتدي ملابس بدائية، وكانت أولى الأفكار والقضايا التي طرحها عقله هي أنه مثل آدم في بداية الحياة على الأرض.
وعن توقعاته للمهرجان، أضاف: أعتقد أنها دورة دسمة وثرية وبها حالة فنية مختلفة وهو ما نسعى إليه في تحقيق حالة فنية نستمتع بها ونتبادل الخبرات. أما عن أبرز المعوقات، فقد قال حسان: لا توجد معوقات ولكن كنا نتمنى أن نقدم العرض في مكان مجهز بشكل أفضل، فغلق مسرح المنصورة يشكل أزمة كبيرة لجميع فناني المنصورة وليس عروض النوادي فحسب.
وكشف المخرج محمد حداد الذي يقدم عرض «كراكيب دماغ» تأليف محمود جمال لفرقة نادي مسرح ثقافة دمنهور إقليم غرب الدلتا، عن أسباب اختياره للنص، قائلا: الفكرة أكثر من مجرد خشبة مسرح، أو فتح ستار، أو أداء تمثيلي، فمسرحية «كراكيب دماغ» عن النص المسرحي «1980 وأنت طالع» تأليف محمود جمال الحديني، وهي رصد لحياة جيل الشباب بداية من ذكريات الطفولة، مرورا بكل تحولات السنوات الماضية، وصولا إلى دور الجيل في ثورتي يناير ويونيه ومحله من الإعراب بعدهم. أضاف: رغم المصاعب والضغوط الحياتية التي يمر بها الشباب فإنهم ما زالوا مؤمنين بالأمل والتفاؤل رغم قسوة الحياة وهذا يتم التعبير عنه من خلال الديكور والمشاهد المنفصلة التي تربطها ببعض صورة فوتوغرافية.
وعن أمنياته للدورة الثامنة والعشرين من مهرجان نوادي المسرح، قال: أتمنى أن يكون مهرجانا مختلفا ويقدم نوعيات جديدة من العروض المسرحية، وأتمنى أيضا لكل المشاركين بالمهرجان أن ينالوا حق جهدهم وتعبهم المبذول، وبشكل شخصي أتمنى لعرضي التوفيق والنجاح وأن يحصد الجوائز.
وعن أبرز المعوقات، أشار حداد إلى أنه نظرا لعدم وجود مبني قصر ثقافة في دمنهور، وهو تحت الإنشاء فقد كان المعوق الوحيد إيجاد مسرح لعمل البروفات عليه.
العرض بطولة أحمد عبد الحليم، نورهان ناصر، إبراهيم سليمان، ياسمين شاهين, حسام شرف، محمود دياب، تقى عادل، رانيا صبري، دنيا محمد، أسامة كريم، مصطفى صقر، محمد ناصر، نبيل حربي، جابر نصار، مصمم إضاءة محمود إسحاق، إعداد موسيقي أحمد عبد الحليم، إدارة مسرحية صابرين رزق، سعد عبد الحليم مخرج مساعد ناهد جبر منفذ موسيقي عمرو معروف، ديكور أحمد الفقي.
 
مشكلة المجتمع
أما المخرج هاني يسري فيقدم عرض «مدينة الثلج» تأليف محمود جمال لنادي مسرح غزل المحلة إقليم غرب ووسط الدلتا، وعن تفاصيل التجربة، قال: تدور أحداث العرض حول الإنسان الذي أصبح لا يتحرك إلا بالأوامر وينتظر من يجرده من كل مشاعره وأحاسيسه، وعندما تأتي إليه الفرصة لا ينظر إليها حتى ينفد الوقت ويصبح لعبه مرة أخرى.
وعن أسباب اختياره للنص، قال: محتوى النص هو معالجة مشكلة المجتمع في الوقت الحالي والعادات القديمة والموروثات الشعبيه التي سيطرت على مجتمعنا الشرقي، والتي لا نفكر في صحتها وفائدتها لنا، فالفرصة تحتاج إلى فهم، فمن منا مستعد لأن يسعى لفرصته.
أما عن أبرز المعوقات التي واجهته في تجربته، فأشار يسري إلى أن أبرز المعوقات تتمثل في التشديدات الأمنية على اختيار النصوص وعدم السماح باستخدام الملابس العسكرية داخل العرض ومواعيد المهرجان الختامي التي لا تناسب مواعيد الامتحانات الخاصة بالممثلين، الذين منهم طلبة جامعات وطلبة ثانوية عامة، بالإضافة إلى أن المبلغ الخاص بالإنتاج قليل جدا مقارنة بارتفاع أسعار الخامات في الوقت الحالي.
كذلك أصبحت متعة مشاهدة العرض قاصرة على يوم العرض فقط، على الرغم من بذل مجهود خلال شهور كثيرة من أجل إخراج عمل فني مشرف وممتع.
وأخيرا، أتوقع أن يكون المهرجان قويا وأن تقدم جميع الفرق عروضا مشرفة حتى تكون المنافسة قوية.
عرض «مدينة الثلج» بطولة محمد الخولي، إيمان شريف, محمد إسماعيل, أيمن عيد, أحمد المزين، ديكور رانيا حداد، تنفيذ ديكور, مينا كوستا، موسيقى وتعبير حركي إبراهيم الطنطاوي، مكياج ندى مصطفى، ملابس محمد فتوح.
 المخرج أشرف على فرقة نادى مسرح الأنفوشي إقليم غرب ووسط الدلتا قال:أقدم تجربة «أبوكاليبس «من تأليفي وتدور أحداث العرض حول أننا مجتمع أصبح يفقد إنسانيته بشكل تدريجي.
وعن أبرز الصعوبات التي واجهته قال: كانت أبرز المعوقات أن التدريبات كانت مرهقة بشكل كبير، خصوصا لأنها على أشكال حيوانية وميكانيزم ولكن فريق العمل أحب الفكرة بشكل كبير.
وعن رؤيته التي يقدمها من خلال العرض، قال: أوضح مدى بشاعة الوضع الحالي وفقدان الإنسانية لمعناها من خلال تعاملاتنا وحياتنا.
وعن أمنياته للمهرجان، قال: أتمنى عدم وجود مشكلات تقنية خاصة بالمسرح وتجهيزاته, أو مشكلات تنظيمية وأن تكون الدعاية قوية بشكل أكبر. وأتوقع دورة قوية وعروضا ممتعة ومنافسة الفائز فيها هو الجمهور.
العرض بطولة محمد بهجت، سارة عبد المولى، ياسر فوزي، عمر السيد، سيف محمد، ديكور أحمد جمعة، إضاءة أحمد طارق.
أما أحمد حزين مخرج عرض «الخنزير» لنادي مسرح ثقافة الإسماعيلية إقليم القناة وشمال سيناء، من تأليف ماجد عبد الرازق، فقال إن من أسباب اختياره للنص هو أنه يشبه الظروف العامة المحيطة في الوقت الحالي، ولذلك شعرت أنه قريب بشكل كبير إلى الجماهير، فالنص تدور أحداثه حول رجل عادي كان متزوجا ويعمل وتحدث له بعض الظروف الاقتصادية التي تغير حياته وتقلبها رأسا على عقب فتركته زوجته، ويعيش وسط القمامة، وعندما يموت يدخل آخر لتكرار المأساة. وتابع: رؤيتي الخاصة التي أطرحها في العرض هي أن عقولنا أصبحت فارغة، وقد قمت بعمل ديكور واقعي للحالة المعروضة، وذلك فيما يخص مكان المعيشة.
أما عن أبرز المعوقات التي صادفت التجربة، أشار حزين إلى أنه لم يواجه أي صعوبات تذكر، فيما عدا معدات الإضاءة التي لم تكن كافية ولكنه استطاع التعامل ببعض الحلول البديلة.
وعن توقعاته للمهرجان في دورته 28، أضاف: نوادي المسرح هو أحد أهم وأقوى المهرجانات، وأتمنى أن يستمر بنفس هذا المستوى.
«الخنزير» بطولة علاء طارق, عبد الرحمن شوقي، استعراضات كريم جودة فاطمة مصطفى.
 
فكرة جديدة
أما المخرج أحمد حسين فيقدم عرض «ثائر على سرير العزلة» تأليف أحمد سمير لنادي مسرح قنا التابع لإقليم جنوب الصعيد، وذكر مخرج العرض أن العرض يطرح تساؤلا وهو: هل من حق المؤلف أو الكاتب أو الإنسان المفكر أن يصمت وينعزل عن العالم ويغلق الباب على نفسه في لحظات اليأس، أم عليه المواجهة والمجابهة في الصفوف الأولى.. وعن أسباب انجذابه للنص، أضاف: ما جذبني في النص أنه يقدم فكرة جديدة ويطرحها بطريقة شيقة وممتعة ويحترم فيها فكر القارئ.
وأوضح المخرج أحمد حسين أنه يبرز من خلال النص رؤيته الخاص التي تتضح من خلال شخصية آدم التي تبحث عن الحرية في كافة مناحي الحياة ويبحث عنها نفسيا بمواجهة العواقب.
وعن أبرز المعوقات التي صادفته في تقديم التجربة، تابع حسين قائلا: كانت أبرز المعوقات عدم توافر أماكن للبروفات.. وأتمنى النجاح للمهرجان بشكل عام وأن ينال عرضي الإعجاب والتوفيق بشكل خاص، وأتمنى من القائمين على المهرجان إبراز المواهب الشابة.
«ثائر على سرير العزلة» بطولة محمد عبد الرحمن, آية أشرف، محمود عبد العزيز، أحمد يوسف، ديكور أميرة كمال موسيقى أسامة زكي، إضاءة فاتن محمود.  
عرض «فاكهة الخريف» يقدمه نادي مسرح شبين الكوم إقليم غرب ووسط الدلتا، تأليف وإخراج عمر نبيل الذي قال عن سبب اختيار نص من تأليفه: رأيت من الأسهل أن أعبر عن أفكاري الخاصة وتساؤلاتي ومخاوفي وبالشكل المناسب لي. أما عن رؤيتي الإخراجية، فالعرض يطرح تساؤلات عدة ويجعل المشاهد يطرح بعد مشاهدته للعرض عدة تساؤلات، والعرض يطرح حالة عامة من عدم الراحة، فالإنسان كلما شعر بعدم الراحة طرح الكثير من التساؤلات.
وفيما يخص توقعاتي للمهرجان فليس لدي توقعات بعينها، فإذا كنا نقيم مهرجانا ما فالتقييم يخضع إلى جودة العروض والإقبال الجماهيري ومستوى الدعاية. وأتمنى أن يكون جيدا على مستوى الثلاثة عناصر، وهو ما يثري المنافسة بشكل كبير، بالإضافة إلى وجود نوع من الاستفادة وتبادل الخبرات. أما عن أبرز المعوقات التي صادفتني، فهي الروتين وتأخر المواعيد فيما يخص المهرجان الإقليمي والمهرجان الختامي، فنحن نعمل خلال فترة طويلة وهو ما يجعلني أقوم بتجديد حماس فريق العمل عدة مرات، بالإضافة إلى ضعف الميزانية.
العرض بطولة عمرو قناوي، علاء الكاشف، سهيلة محمد الأنور، هاني نسيم، نورا عياد، أسامة المشد، دينا عبد الله، فاطمة الفقي، بوسي أنور، زياد أحمد، ياسر مرعي، معتصم الطحان، عمرو محمود، محمد خطاب، إضاءة إبراهيم حسن، مكياج مينا منصور، إعداد موسيقي عمر نبيل، تنفيذ ديكور وملابس وإكسسورات ريهام الكاشف، إدارة مسرحية إسماعيل محمود ومحمد بدر الدين، مخرج منفذ سها العربي.
 
 العنف ضد المرأة بوجهة نظر مختلفة
عرض «شباكنا ستايرة حرير» تقدمه المخرجة غادة كمال لنادي مسرح الشاطبي إقليم غرب ووسط الدلتا، تأليف مروة فاروق، وتدور أحداثه عن أم وابنتيها وحفيدتها من إحدى البنتين، حيث توفي الأب وأخفت الأم خبر وفاته فأغلقت عليهم الشباك في إسقاط اجتماعي، حيث الخوف الزائد الذي يولد الانفجار.
أشارت غادة كمال مخرجة العرض أنها تعتمد على الأسلوب البريختي في الإخراج، حيث كسر حاجز الرابع بين الممثلين والجمهور.
وعن أسباب اختيارها للنص، أضافت: لما يتضمنه من فكرة العنف ضد المرأة، ولكنه يتناول القضية من وجهة نظر مختلفة، وهو أن المرأة هي من تمارس العنف ضد نفسها. وعن المعوقات التي واجهت العرض، قالت: منها عدم انتظام مواعيد البروفات في القصر، وتمنت أن يتطور مهرجان نوادي المسرح وأن يحظى بالاهتمام مثل بقية المهرجانات وأن يتم تحديد موعده مبكرا. واختتمت حديثها متوقعة دورة جيدة ومميزة.
«شباكنا ستايرة حرير» بطولة ولاء حمزة, سارة إبراهيم, حنين فتحي, غادة كمال، إضاءة محمود فيشر، مخرجان منفذان ريهام رجب وحسن أسامة، أداء حركي عبد الرحمن إبراهيم.

مساران
فيما قال الناقد خالد رسلان مدير النوادي هذا الموسم: مضينا في مسارين، المسار الأول وهو إعطاء فرصة للشباب لإبراز مواهبهم والتعبير عن القضايا التي تشغلهم وذلك في مختلف العناصر الفنية، تأليفا وإخراجا وتمثيلا وديكور وإضاءة. أما المسار الثاني فهو احتضان المخرجين المتميزين فنيا الذين قدموا أعمالا ناجحة ومميزة في المهرجانات الختامية بنوادي المسرح، بالإضافة إلى حصولهم على ورش متقدمة في الإخراج استكمالا للورش التي أقيمت خلال العامين الماضيين، بالإضافة إلى تخصيص شريحة خاصة للمخرجين المميزين التي ستكون أعلى من شريحة النوادي وقيمتها 5000 جنيه، وسيكون هناك مشروع تخرج سيطبقون من خلاله ما تعلموه في الورش التي شاركوا بها، وستكون هناك مناقشة مع اللجان، على أن يقوم كل مخرج بتقديم مشروعه في موقعه، ثم ستتم التصفيات ليشاركوا في ملتقى شباب المخرجين الذي سيقام في شهر رمضان المبارك.
وتابع قائلا: تقدم لنوادي المسرح هذا العام 350 عرضا تم اختيار 103 عرض من بينها، ثم تم تصعيد 21 عرضا للمهرجان الختامي، وأبرز الظواهر هذا العام ظاهرة التأليف المحلي المعاصر، فقد كانت أغلب المشاريع المقدمة تعتمد على التأليف المحلي، وهذا يعني أن المخرجين يحاولون تقديم صياغة تخص تجاربهم.


رنا رأفت