المخرج مازن الغرباوي: المهرجان يساهم في إنعاش الحركة السياحية والاقتصادية لشرم الشيخ

المخرج مازن الغرباوي: المهرجان يساهم في إنعاش الحركة السياحية والاقتصادية لشرم الشيخ

العدد 608 صدر بتاريخ 22أبريل2019

اختتمت منذ أيام فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، الذي يقام تحت رعاية د. إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، واللواء أركان حرب خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، ود. أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، ود. رانيا المشاط، وزير السياحة، وهيئة تنشيط السياحة برئاسة المهندس أحمد يوسف، وعلا جمال الدين، رئيس قطاع السياحة الداخلية.
من هنا كان لنا مع رئيس المهرجان المخرج مازن الغرباوي هذا الحوار للحديث عن فعاليات المهرجان وحصاده والإجابة على عدة تساؤلات عن الدورة الرابعة للمهرجان.
 - نود أن نتعرف على أهم فعاليات وحصاد الدورة الرابعة؟
في هذه الدورة كان لدينا 15 عرضا مسرحيا، 6 عروض في مسابقة العروض الكبرى, و4 عروض في مسابقة المونودراما، وفي مسابقة محور الشارع والفضاءات المسرحية غير التقليدية، بالإضافة لعرض شرفي وهو تقليد جديد نتبعه للمرة الأولى وسيستمر في الدورات القادمة.
أما فيما يخص توقيع البروتوكولات، ففي هذه الدورة تم توقيع ثلاثة بروتوكولات، الأول بروتوكول تعاون مع الهيئة العامة للشباب ومهرجان مسرح الشباب بدولة الكويت، والثاني مع مهرجان البقعة الدولي للمسرح بالسودان، والثالث مع نقابة الفنانين العراقيين بالعراق، ومع ملتقى الفرجات الدولي للمسرح.
أما عن حفلات توقيع الكتب، فقد كان هناك حفل توقيع لمسرحية «الروهة» تأليف دكتور عبد الحليم مسعودي من تونس، ومسرحية «موت المؤلف» للكاتب والناقد المسرحي د. سامي الجمعان من المملكة العربية السعودية، كتاب «أنطولوجيا مسرح الشارع» للدكتور بشار عليوي من العراق.
وفيما يخص الورش كانت هناك ورشة للأداء الصوتي بالتعاون والإشراف بين المطرب الألماني مانيكام يوجيسفاران والملحن والموسيقار المصري كريم عرفة، وورشة الأداء التمثيلي بتقنية إيطالية تسمى «سكيرا»، تحت إشراف كامل الباشا من فلسطين, وورشة الكتابة والتأليف المسرحي لعلي عبد النبي الزايدي من دولة العراق. وهناك استمرارية لبعض الورش فقد تم الاتفاق مع الكاتب علي عبد النبي الزايدي من دولة العراق على التواصل مع شباب ورشة الكتابة، وفي العام القادم سوف يقوم بطبع وإنتاج عدد 500 نسخة من نتاج ورشة التأليف وذلك على نفقته الشخصية كدعم لشباب مهرجان شرم الشيخ، كان هناك أيضا ماستر كلاس للمدربة جوليا فارلي من الدنمارك «دراماتورجيا الممثلة»، وكان هناك أكثر من ندوة ملتقى فكري مثل الملتقى الفكري الخاص بالرائد المسرحي يوجينيو باربا، ندوة خاصة للتعريف بالمسرح السويسري بالتعاون مع المؤسسة الثقافية السويسرية بحضور الفنانة المخرجة صوفي كوندروف وهي إطلالة على المسرح السويسري وشكله وطبيعة إنتاجه. كذلك قمنا بعمل لقاء عن المسرح الفرنسي لكون فرنسا ضيف الشرف وذلك بحضور الفنانة كاثرين مارناس وتعقيب د. بير كاتو رئيس قسم الدرامات المسرحية بجامعة بردو، وأدار هذا اللقاء نصاف بن حفيظة من الجمهورية التونسية، وقد قمنا بعمل ندوة لتقديم مركز أريكا فيشر ليشتا البحثي، وأدار اللقاء الفنانة نورا أمين، وقمنا بعمل مؤتمر صحفي لكل مكرم على حدة وهم الفنان جورج سيدهم حامل اسم الدروة الرابعة والكاتب المسرحي إسماعيل عبد الله، والمخرج والمؤلف يوجينيو باربا، والنجم مصطفى شعبان، والفنان محمد ثروت، ود. جمال ياقوت، كارترين مارناس، والفنان محيي إسماعيل، والمخرج الممثل محمد الشرقاوي، بالإضافة إلى ندوة عن المخرج الراحل محمد أبو السعود للتعريف به وبقيمته المسرحية وبحكم أن جائزة التأليف تحمل اسمه وقد تم استدعاء زوجته مروة حفظ الله، وعقب تلك الندورة تم الإعلان عن الفائزين في مسابقة التأليف المسرحى في الدورة الرابعة.
  - تنوعت أسماء المكرمين في الدورة الرابعة ما بين أجيال الشباب وكبار الفنانين.. ما هي المعايير التي تم الاعتماد عليها في اختيار المكرمين؟
من خلال اللجنة العليا للمهرجان برئاسة الفنان محمد صبحي والفنانة سميحة أيوب الرئيس الشرفي للمهرجان، وضعنا بعض المعايير التي تحدد مسألة اختيار المكرمين، وهذه المعايير تتفق مع تاريخ الفنان وإسهاماته في المسرح والفن بشكل عام، وقد راعينا في اختيار المكرمين من الشباب تقديم نموذج يحفزهم، فعلى سبيل المثال اختيار الفنان مصطفى شعبان وهو نجم سينمائي ولكن كانت بدايته مسرحية وكان له فرقة ولديه أحلام بسيطة تحولت وترجمت فيما بعد لقصة نجاح كبيرة شهدنا عليها، وكان من المهم إبراز هذا النموذج ليكون قدوة للشباب المسرحي، مثال آخر وهو تكريم المخرج محمد الشرقاوي كأفضل شخصية مسرحية شابة ويمثل لنموذج مخرج مسرحي شاب قدم إسهاما حقيقيا وكل هذا يعطي مساحة أرحب لوضع معايير ثابتة وحقيقية فيما يخص المكرمين.
وقد أصبح لدينا بعض الثوابت في التكريم مثل درع الفنانة سميحة أيوب التقديري ويمنح لكبار المسرحيين على مستوى مصر والعالم، ويكرم كل دورة أحد الخريجين من استوديو الممثل للفنان محمد صبحي.
  - في الدورة الرابعة تم استحداث جائزة العمل الأول للشباب مقدمة من المخرج عصام السيد فلماذا تم تخصيص هذه الجائزة؟
أود أن أقول إن استحداث هذه الجائزة جاء كمبادرة من المخرج عصام السيد، وذلك لفتح دوائر الاتصال حتى تكون فعاليات المهرجان طوال العام، وقد لقى هذا الاقتراح قبولا واستحسانا من اللجنة العليا للمهرجان وهي مبادرة مهمة فتحت الباب للكثير والكثير من المبادرات للنجوم، فعقب مبادرة الفنان محمد صبحي لعمل جائزة أفضل مؤلف مسرحي وأفضل مخرج جاءت مبادرة المخرج عصام السيد ثم فتح المجال للكثير من المبادرات وهو ما حفز مجموعة من الفنانين لعمل جوائز فنجد بعد ذلك جائزة محمد هنيدي لأفضل ممثل، وجائزة أمل الدباس لأفضل ممثلة، وجائزة الفنانة سميحة أيوب لأفضل عمل متكامل وجميعها محفزات لصناعة جيل من الشباب وطبقات وفئات من أجيال مختلفة وهو إسهام حقيقي يفرخ مجموعة من الشباب من المؤلفين والمخرجين والشباب في جميع عناصر العملية المسرحية.
 - منذ بداية المهرجان كان هناك اهتمام كبير بمسرح الشارع والفضاءات المسرحية فما السبب وراء عمل جائزة لمسابقة مسرح الشارع في هذه الدورة؟
رأينا أن بعض المشاركين في هذه المسابقة لا يشعرون بالأهمية الخاصة بهذه المسابقة مقارنة بالمسابقات الأخرى، وبالفعل قمنا بعمل تحكيم في مسابقة مسرح الشارع والفضاءات المسرحية حتى يصبح الأمر له الأثر الأكبر وله نفس القوة وحمية التنافس وقد ألقى التنافس بظلاله بعمل عروض جادة مثلها مثل العروض الأخرى وهي فكرة إيجابية أعطت حالة من حالات الحشد من أهالي المدينة والمشاركين في الفعاليات.
  - تميز برنامج الورش خلال هذه الدورة.. ما أبرز أهداف تلك الورش وخصوصا أنه تم الاستعانة بمجموعة من الخبراء لتقديمها؟
الهدف الأساسي هو أن يطور كل متدرب من أدواته في كل عنصر من عناصر العرض المسرحي، فأغلب الفائزين في مسابقات إبداع والمسابقات الأخرى التي تقام للشباب كانت النواة الأساسية لها هو مهرجان شرم الشيخ الدولي، فمهرجان شرم الشيخ سوق دولي ومسرحي، وأود أن أقول إن العروض المشاركة باسم مصر أو الدول الأخرى يتاح لها أن تشارك في كبرى المهرجانات، ففي العام الماضي شاركت مجموعة من العروض لكل من الكويت وسلطنة عمان وإيطاليا في كبرى المهرجانات، وفي هذه الدورة شاركت عروض تقدم للمرة الأولى.
 - شارك في مسابقة العروض الكبيرة 6 عروض مسرحية فلماذا لم يتح مشاركة عدد أكبر؟
اهتمامنا الأكبر ينصب في الجودة الفنية والمحتوى الذي يقدم، وخصوصا عندما يقدم لأول مرة فمن المهم الاهتمام بالكيف وليس الكم، وقد شاركت 6 عروض من فرنسا وكندا وإيطاليا وثلاثة عروض عربية من مصر والبحرين والكويت وكل دولة لها مدرسة خاصة بها ومختلفة وهذا التنوع مطلوب.
 - من وجهة نظرك ما أهمية عمل مهرجانات دولية على الشباب؟ وكيف يؤثر ذلك على الحركة المسرحية؟
أحلم بأن تقام الكثير من المهرجانات الدولية للشباب في كل مكان، فالكتلة الأكبر من قوة المجتمع المصري والكتلة الأكبر من قوة الفن في مصر الشباب، وأرى أن الشباب يحتاجون مزيدا من الدعم والتطور، وأتمنى وجود مهرجان دولي للشباب في كل مكان.
- ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في الدورة الرابعة؟
أغلب المشكلات تتلخص في فكرة الدعم المادي لفعاليات المهرجان، وذلك لأننا نملك المورد البشري والعقول التي تقدم كل ما هو جديد ولكن المورد المادي يقف عائقا في تنفيذ الأحلام، وأعتقد أن زيادة الدعم المادي من كل قطاع يدعم المهرجان سيكون مفيدا في تقديم جديد كل دورة، وقد كان لدي فكرة مهمة كنت أسعى أن أقدمها وهي الاستعانة بتقنية الثري دي والهيلوجرام في حفل افتتاح الدورة الرابعة، وشرعت في تنفيذ هذا الأمر ولكن عندما قمت بتخصيص ميزانية وجدنا أنها باهظة التكاليف بشكل كبير مساو لميزانية المهرجان، وهو ما كان حائلا عن تقديم تلك التقنية وقمنا بإلغاء الفكرة.
 - من وجهة نظرك ما مدى أهمية الخروج من مركزية العاصمة في عمل المهرجانات؟ وما أثر ذلك على بقية المحافظات في التنشيط الثقافي؟
أعتقد أنه أمر في غاية الأهمية وهو الخروج من العاصمة وإقامة مهرجانات في بقية المحافظات، ولكن التنفيذ الفعلي به الكثير من الصعوبات والإجراءات، وأود أن أقول إنه طبقا لتقارير غرفة المنشآت السياحية في محافظة شرم الشيخ وهيئة تنشيط السياحة، أنه عند إقامة مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي يقوم بعمل حالة من حالات الانتعاش للشق الاقتصادي والسياحي والتجاري على مستوى المحافظة بأكملها، وهو شيء في غاية الأهمية، هذا بالإضافة إلى دعم اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، وهو ما يؤكد على قوة وأثر المهرجان، وذلك لأنه يتابع كل التقارير التي تؤكد على أهمية الحدث، وقد حضر اللواء خالد فودة حفلي افتتاح وختام الدورة الرابعة للمهرجان، ووعد بأن تكون كل إمكانيات المحافظة في خدمة المهرجان في الدورات المقبلة، بالإضافة لامتداد المهرجان لتقام فعالياته بالتوازي في طور سيناء ودهب ونويبع، وهي ثلاث مدن مجاورة لمدينة شرم الشيخ، المهرجان في الدورة المقبلة سيكون في أربع مدن من أصل تسع مدن في محافظة جنوب سيناء، وهو شيء جيد ويؤكد على قيمة المهرجان وأهميته وأهمية الدعم الثقافي الذي يصل لمستحقيه، ومن الأمور المهمة هذه الدورة انخراط قبائل البدو في فعالياتها.
- ما تقييمك للمهرجانات التي تقام للشباب في مصر؟ وكيف نستطيع تطويرها؟
لا أستطيع تقييم تجارب الزملاء وذلك لأن كل شخص يقدم تجربة خاصة بمهرجان له كواليس وصعوبات تجربته، وأود أن أقول إن أي مجهود لإقامة مهرجان، كبر حجمه أو صغر، يقدم لصانعيه التحية وذلك لمبادرتهم في إقامة فعاليات، فكل التقدير لكل من يبادر في إقامة مهرجان، ولكن لكي نطور بشكل أكبر من المهرجانات فعلينا الخروج خارج القاهرة، وذلك لوجود الكثير من الفعاليات والمهرجانات بها ولأنها مزدحمة بالفعاليات، وهذا بالطبع لا يقلل من قيمة وحجم المهرجانات داخل القاهرة.
 - خصصت مسابقة لعروض المونودراما.. ما رأيك فيما يتردد دائما بأن هناك نقصا في مهرجانات المونودراما؟ وما هي أبرز صعوبات فن المونودراما من وجهة نظرك؟
بدأت فكرة تخصيص مسابقة لمهرجان المونودراما في الدورة الثانية ومشاركة عرض باسم فرنسا، ومن هنا بدأت الفكرة مع وجود بعض التوصيات بفصل عروض المونودراما عن مسابقة العروض الكبرى، وبدأنا في التفكير في عمل مسابقة للمونودراما، وذلك لأننا نقوم بدراسة توصيات لجنة التحكيم بعناية فائقة، وبالفعل اتخذنا قرارا من الدورة الثانية بتخصيص مسابقة للمونودراما منفصلة عن مسابقة العروض الكبرى.
صعوبات هذا الفن تكمن في وجود ممثل متميز ومخرج متميز والأغلب ممن يقدمون عروض المونودراما لا يكونون دارسين للمعايير التي يتم من خلالها تقديم عمل مونودراما.
 - من وجهة نظرك هل ما زلنا نعاني من أزمة في وجود نصوص جيدة لمؤلفين مصريين؟
أنا ضد كل من يتغنى بفكرة وجود أزمة في التأليف المسرحي، اعتقادي الشخصي أن هذا الأمر يتلاشى مع الوقت ومع وجود مبادرات لها علاقة بمسابقات التأليف وشكل الكتابة المسرحية، والفائزون في جائزة التأليف هذا العام ثلاثة من المؤلفين المصريين وهم المؤلف مصطفى حسني وأحمد سمير وأحمد منير، فهناك تنوع في الطاقات الشابة والدورة الماضية أفرزت كتابا شبابا مبدعين من مصر والعراق، فهناك حالة من الدعم الحقيقي تتأكد مع الوقت والمهرجان خلال عامين قدم أربعة كتاب مصريين.
 - ما تقييك للحركة المسرحية المصرية؟
هناك خطوات إيجابية تدعم شكل الحركة المسرحية في مصر، ولكن الأمر يحتاج إلى محفزات للمخرجين المتميزين وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وهناك ضرورة بالغة لعمل تعديلات في لوائح الأجور.
- ما مشاريعك المقبلة؟
هناك ثلاثة مشاريع جديدة للمسرح وهناك مشروع لتقديم فيلم سينمائي قصير.


رنا رأفت