المبدعون العرب يتحدثون حول مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي

المبدعون العرب يتحدثون حول مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي

العدد 603 صدر بتاريخ 18مارس2019

إيهاب زاهده مخرج فلسطيني ومدير مسرح نعم :
شاركت بعرض المغتربان بالمهرجان واقدم الشكر لدائرة الثقافة حكومة الشارقة وإدارة المهرجان الذى نتمنى له الديمومة والتطور سنة بعد اخر، وقد شاركت بعرض المغتربان تأليف سلافومير مروجيك، ترجمة ومعالجة جورج إبراهيم بطولة محمد الطيطي ورائد الشوخي وتنفيذ تقني لهمام عامر، والنص تناوله مخرجون كثيرونـ ويتحدث عن حالة اللجوء والاغتراب الانساني فلدينا حول العالم حوالي 65 مليون لاجئ سواء كان إجراء قصريا أو غير قصري ونحن كفلسطينيين نعاني من اللجوء القصري منذ سبعين عام، والنص قريب من اي إنسان ولدينا في عالمنا العربي لجوء للسوريين والليبين واليمنيين وأوروبا وإفريقيا تعاني من هذه المشكلة، وهي قضية تتشابك مع القضايا العالمية لذا يمكن لي مخرج تناولها .
وأوضح أن النص مستفز من الناحية الأدبية ولم يستطع مفارقته منذ خمس سنوات وقدمته عام 2017، ولاقت المسرحية استحسان الجمهور بالمهرجان ، مشيرا إلى أنه عرض على الممثلين ستة نصوص سابقة قبل الاستقرار على هذا النص وعملوا عليه أربعة أشهر بعد اختياره، واصفا التصدي للنص بالمخاطرة حيث يعتمد على الكلمة والديالوج الطويل غير المتصل بإشكاليات تلك الشخوص المتناقضة التي تجمعها حالة التشتت والاغتراب، حيث يتصارع المثقف مع العامل المغترب، عبر تطلعات المثقف للكتابة حول هذا العامل عبر قبو تحت الأرض حيث يتقاعس المثقف العربي في الخطوط الخلفية ويختبئ في منفى داخلي.
وحول تناوله للعرض قال إيهاب زاهده : قدمت مخاطرة بالعرض فالمشاهد العربي اعتاد على عروض الجسد والصورة في مدة 40 دقيقة بحد أقصى ولكن المسرح مسرح، حيث راهنا على هذا النص وأداء الممثلين وربما في تجربة أخرى أقدم عرضا جديداً أعتمد فيه على لغة الجسد، ولكنه اختيارنا الآن لأن نوصل رسائل نجدها ضرورية يشارك بها المشاهد كمشارك، ولا يعنيني أن أقدم عرضا يعجب لجان التقييم بالمهرجانات بقدر ما يعني الرسالة التي اسعى لأن يتحرك المشاهد بها في داخله ويخرج ليفكر ويعيد تفكيره بما قدمت وما يهمه .
وتابع : قدمت اكثر من عرض مسرحي سواء بالعالم العربي أو خارجه وقد حصلت على افضل عرض بالمهرجان العربي الدورة السابعة بعرض “ خيل تايهة” وكان العمل فارقا بالحور على جائزة الشيخ سلطان القاسمي الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، الذي نشكره على رعايته لكل العمال الثقافية والمسرح العربي، الذي لا يبخل عليه بكل ما أوتي من امكانيات، وكانت الجائزة فارقة معنا، قدمت مسرحية 3 في 1 بفرنسا وحصلت على المركز الأول “ جائزة المسرح المجرد” بإيطاليا وترجمة المسرحية للفرنسية والانجليزية واليابانية وصدرت في كتاب، وقدمت بمهرجان أوكيناوا وقدمت في فرنسا وترجمت للبرتغالية، ثم قدمت 2016 العمل الفلسطيني الياباني مع مسرح تي شارك به محمد الطيطي وتسعة ممثلين يابانيين، وفي 2017 قجمت بالبرازيل باللغة البرتغالية، باسم : لا أحد يتذكر” عبر مهرجان ام اي تي إس في ساو باولو .
وأشار: مثلت في كثير الأعمال المسرحية مثل المسرح البريطاني على مسرح الجلوب مسرح شكسبير، واسعى دوما للمعرفة والتعلم من الزملاء عبر المشاركة بالمهرجانات واستقبال الملاحظات من الجمهور والمختصين وهو نوع من انواع التعايش يغذي المسرحي بالعديد من المعارف
وأوضح : نحن نقدم عروضنا بفلسطين أولا لكثر من ستين ليلة عرض، وجمهورنا المستهدف حوال 36 الف مشاهد، ونحاول التشاطر مع المجتمع والتجمعات البدوية وفي القرى التى تسمي سي أو جيم ونعزز صمودهم بالأعمال المسرحية والعمل مع الطلاب .
واختتم إيهاب زاهده حديثه بالسكر للشيخ سلطان القاسمي وإدارة حكومة الشارقة ومهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي وكافه لجانه ومديره المسرحي أحمد ابو رحيمة، وسعيد لمشاركتي بالجورة الأولى للمهرجان وكذلك الدورة الرابعة، وسعيد بالمشاركة، والميدعين العرب الذين اثروا الدورة الحالية وخاصة المبدعين والباحثين المصريين .
وتقول الفنانة إيناس المصري ممثلة ومخرجة مصرية وطالبة بالمعهد العالي للفنون المسرحية
شاركت بالمهرجان بعرض “ الرجال لهم رؤوس” للكاتب محمود دياب وبطولة د. علاء قوقه، وإخراج سماح السعيد، أقدم دور فردوس وهي الزوجة التي تقدم الضد في صفات الزوج، والتي تشجعه على أن يكون إيجابيا، وصعوبة شخصية فردوس جديتها المفرطة أمام شخصية الزوج التهكمية، وقد عملت على الشخصية عبر تحليل تركيبتها التي تمثل النا أو الضمير للزوج، والتى تصلح اخطائه وهي مرجعية الزوج دوما، كالأم، وقد قدمتها كشخصية بسيطة في شكلها حيث ليجد الكثيرون أنفسهم فيها.
وحول فكرة وجود مهرجان للمسرح الثنائي قالت : هي فكرة جميلة يعطي فرصة لتقديم مثل تلك النوعية من المسرحيات التي تطرح قضايا إنسانية عميقة، ومركزة بشكل اكبر من المسرحيات ذات الشخصيات المتعددة، والتى تتحدث عن ظواهر مجتمعية بشكل عام غالبا، ولكن هذا النوع من العروض تناقش هموم انسانية لأشخاص، مثل مسرحة الرجال لهم رؤوس، ويضع المبدعين في حالة تحد دائم لملأ فراغ خشبة المسرح عبر ممثلين فقط، وهو ما يكون دافعا لمزيد من الاجتهاد سواء على مستوى الصورة المسرحية أو الأداء التمثيلي .
وعبر الفنان التونسي حافظ زليط عن سعادته بالمشاركة في المهرجان قائلا :
أعمل كمصمم رقصات ودرست التصميم بإيطاليا وتخصصت بالمسرح وأعمل على جسد الممثل كمصمم ومدرب، وهي المرة الأولى التي أحضر بها للمهرجان، وأتمنى أن تكون العروض أكثر عددا، وكذا اختيارات العروض التي تقدم، مشيرا إلى أن الصعوبة هنا في الاختيار لندرة عدد العروض التى تقدم المسرح الثنائي وتعتمد على ممثلين فقط، متمنيا ان يطرح المهرجان ثيمات مختلفة أكثر من تحديد عدد الممثلين بالعروض، وإن كانت المشاركة والمقابلة بالنهاية مع المبدعين هو ما يثري حركة المسرح عربيا، سواء عبر الإبداعات المقدمة أو عبر المداخلات الفكرية بالندوات
وأوضح زليط : أن مشاركته بالمهرجان جاءت عبر مداخلة بحثية بالملتقى السادس عشر بالشارقة تحت عنوان “ المسرح عبر السلف والخلف بتونس”
وفي السياق ذاته قال دكتور أحمد شوقي والذي يشارك بتصميم ديكور العرض المصري الرجال لهم رؤوس الذي يمثل مصر : شاركت بالمهرجان عبر تصميمي لديكور العرض، وتناولت تصميم ديكور مسرحية الرجال لهم رؤوس عبر ديكور واقعي خلال نص واقعي يحمل ملامح رمزية وتعبيرية، وعبر جلسات عمل مع المخرجة سماح السعيد، اتفقنل عبر رؤيتها الفنية على تقديم المنظر المسرحي بشكل واقعي وساعدتنا إدارة المهرجان في عمل الديكور عبر تجهيز كافة الامكانات من خامات وتجهيزات ليظهر العرض بالشكل المناسب الذي اعجب الحضور سواء الجمهور العادي أو المتخصصين بالندوة النقدية التي اعقبت العرض، وإشادات بالتناول الإخراجي والأداء التمثيلي المبهر للمبدعين المصريين .
دكتور علاء قوقه مدرس التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية والمشارك ببطولة عرض رجال لهم رؤوس : تشرفنا بتقديم العرض للكاتب الكبير محمود دياب ومن إخراج سماح السعيد حيث قدمت شخصية الزوج التي أمتعتني بداية من حيث القراءة لمؤلف عربي عبقري كتب عدة مسرحيات على مذاهب مختلفة متنوعة ومبهرة من مسرحيات سياسية واجتماعية وعبثية وملحمية وعلى نمط البرانديلي لو جاز لنا التعبير، يمكن ان نصفه بالمؤلف العربي الوحيد الذي لديه هذا الزخم.
وعن مشاركته بالمهرجان قال : ليست المرة الأولى التي أشارك فيها بالمهرجان فقد شاركت العام الماضي بورشة لتدريب مدرسي المسرح بالمدارس، معبرا عن سعادته باستقبال الجمهور للعرض وتفاعلهم معه بشكل ملفت، وطاقة ايجابية وهو ما انعكس على الندوة النقدية التي كانت في معظمها ايجابية تجاه العرض.
وحول مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي أشار إلى أن: المهرجان من الأحداث الهامة بالوطن العربي حيث يهتم بالدويتو أو الثنائي ويسمح للمثل بالانطلاق عبر الشخصية التي يؤديها، واصفا المهرجان بأنه من المهرجانات الفريدة والتي ليس لها مثيل من حيث النوعية واصفا المشاركة بانها شرف لأن نمثل مصر، متمنيا تطور المهرجان في كل عام عن العام السابق.
ووجه قوقه إلى أن المشاركة بأكبر عدد من العروض في تلك النوعية يثري المهرجان بشكل كبير ويجعله اكثر فاعلية، إضافة لحافز التسابق الذي يمكن أن يزيد من رغبة المبدعين في تقديم أفضل ما لديهم عبر المنافسة الابداعية على الجوائز.
المسرحي الكويتي الشاب سعود القطان : قدمت بالمهرجان عرض الزبون الصعب، وهو كان مشروعي للتخرج من معهد الفنون المسرحية بالكويت منذ خمسة عشرة سنة، وقد اشار علي الفنان عبد الله غلوم أننا دعينا للمشاركة ويمننا تقديم العرض، وهو ما استدعى أن نعيد تقديم العرض برؤية أكثر حداثة وتناسب الوقت الراهن، وهو ما تطلب العمل مع السينوغراف محمد الرباح.
وقد قدمت المسرحية عبر تقديم السلطة بشكل عام وليست الشرطة، وفي النص الأصلي يبحث الزوج عن زوجته المفقودة ولكن في الرؤية الجديدة يبحث عن حقوقه، خاصة مع تكرار زيارة المواطن وسؤاله اليومي طوال خمس سنوات عن ما فقده، وصورنا المنظر المسرحي عبر ما يشبه المخزن الذي نترك فيه ما نريد ان ننساه وليس ما نحتاجه، وهو ما ركزت عليه في الطرح الجديد للعرض.
وحول المهرجان أوضح سعود القطان أن المهرجان فكرته جديده ويجبرنا على دخول رهان صعب وممتع في ذات الوقت، حيث لو فلت الايقاع من احد الممثلين ضاع العرض لذا يكون على عاتق المخرج والممثلين ان يكونوا على هذا القدر من التحدي، ويستطيعوا ان يديروا تلك المباراة التمثيلية بمحبة ولعب ومتعة، متمنيا أن يستمر المهرجان عبر فكرته البسيطة والمختلفة، وأن تشارك الكويت سواء عبر عرض له أو لزميل آخر من المسرح الكويتي، مشيرا لأن العرض المدقمة تستحق الاحترام والتقدير، مطالبا أن يبقى المهرجان بلا جوائز وتسابق، والتي تجعل المبدعين عفويين اكثر ولا يقعوا تحت ضغط المكسب والخسارة .
وقال المخرج السوري سعيد أسعد عامر :
شاركت كمخرج باسم فرقة “الصحوة” بسلطنة عمان والتي اقيم بها منذ اثنى عشر عاما، وقدمت عرض “ تفاصيل الغياب” للكاتب السعودي فهد ردة الحارثي، والعمل يتحدث عن ثنائية الحياة، بين شخصين نتحدث عن صيرورة حياتهم وبشكل اقرب للشكل السينمائي، وقد حاولنا أن نقدم الموضوع عبر تصوير الحياة التي يتم السيطرة عليها عبر ثنائيات الذات والآخر الجماد والحياة، بتداخل الدمى مع البشر، تمثيلا للدمى الداخلية للبشر، والذين اقتبسوا حركاتها ومحاولين أنسنة الدمى.
وأوضح عامر : حاولنا في عملنا على الصورة استعارة الصورة التليفزيونية بفلاش باك، واستخدمنا الأبواب التي تعبر عن ذاكرة المكان، ليبقى الانسان القادر على التغيير عبر الطفل داخلنا وصراعنا على انسانيتنا لنكتشف الدمى داخلنا والتى أصبحنا عليها، محاولين ان نجدد في الطرح والصورة المقدمين وواجهتنا مجموعة مشاكل تقنية حاولنا تجاوزها، وعبر الندوة النقدية واجهنا بعض الانتقادات والاطراءات فهناك من اتهمنا بتكسير القواعد المسرح وهناك من اشاد بمحاولتنا للتجديد والتجريب فيه،
واختتم عامر حديثه بشكر إدارة المهرجان وحكومة الشارقة على التنظيم الدقيق والحفاوة في الاستقبال .
المسرحي الجزائري والباحث عبد الناصر خلاف : أبدى سعادته بالمشاركة بالمهرجان الذى حقق عدة استفادات للمشاركين قائلا : شاركت بالمهرجان عبر التعقيب على العرض المسرحي الاماراتي “ ومازال الثلج يسقط” وهي جلسة تطبيقية على العرض، وهي المرة الأولى التي احضر بها المهرجان، وعلى الرغم من مشاهدتي لعدد من عروض المسرح الثنائي لكن الأمر مختلف أن ترى عددا من العروض لتلك النوعية في تجمع واحد، وهو ما حقق لي متعة كبيرة، خاصة بالنقاش حول العروض المقدمة .
وأوضح خلاف أن طابع النقاشات حول العروض في الوطن العربي غالبا ما تكون ضد العروض المقدمة، وهو ما اختلف بمهرجان دبا الحصن، كما تفاعل الحضور مع منصة النقد، اضافة لمجموعة كبيرة من النقاد والباحثين الشباب وهي فرصة نادرة لتبادل وجهات النظر
وأشار خلاف إلى حضوره ورشتين بالمهرجان احداهما حول تنظيم المسرح المدرسي وأخرى حول المايم، اضافة لاختيار لجنة التنظيم لموضوع المجايلة كعنوان بالمهرجان وهي ظاهرة عالمية، مشيرا إلى أن تاريخنا المسرحي في الوطن العربي مبني على المجايلة فهناك تواصل وقطيعة وصراع، ويحمل عنوان المجايلة أسئلة ارتكازية تجعلنا نعرف أن الكثير من المعوقات التي سببت بعض الانتكاسات المسرحية، نتيجة صراع الأجيال من عدة منطلقات بعضها أيدولوجي، وتفكيك هذه المنظومة تجعلنا نعيد النظر بالمر وهو في صالح المسرح بالنهاية.
الفنان الفلسطيني محمد الطيطي ممثل مسرحي وتليفزيوني: ممثل في مسرح نعم بدا تجربته مع المسرح من عام 1997 ، يشارك بمسلسل معروف في فلسطين والأردن اسمه “وطن على وتر “
وأوضح الطيطي أنه يشارك بالمهرجان بعرض المغتربان في دور “ص” وهي شخصية الإنسان العامل الذي يجمع النقود بالغربة ليعود أكثر راحة، وهو جاهل مادي بخيل بسبب محاولته جمع اكبر قدر من المال، ويعيش مع المثقف في قبو تحت الأرض يختلف مع المثقف ولكنهما مستفيدان من بعضهما البعض، كوجهين لعملة واحدة .
واشار الطيطي أن الشخصية تحمل عمقا كبيرا حاول أن يغوص بها ويقدمها بشكل تلقائي دون تمثيلها كما قال ستانسلافسكي حاول أن تمثل كانك لا تمثل.
وحول المهرجان قال الطيطي أنها المرة الأولى التي يشارك بها بمهرجان دبا الحصن واصفا الدورة بأنها مميزة ، شاكرا الشيخ سلطان القاسمي، ومنظمي المهرجان وحكومة الشارقة والمشاهدين الحريصين على مشاهدة العروض المسرحية وهو ما يدل على وعي واهتما المسرح في دولة الإمارات .
وقالت الفنانة التونسية منى التلمودي : عملت في عدد من العروض التونسية ودراستي ماجستير سينما انتاج ومساعدة إخراج، ومطربة وحصلت على عدة جوائز بالتمثيل بتونس وبخارجها في عدة مهرجانات.
وحول المهرجان قالت أن أهم ما يميزه البرنامج انه غير مزدحم، وهو ما يعني تنظيم جيد للفعاليات فلدي وقت لمتابعة كافة الفعاليات، إضافة لجمهور يتابع يوميا العروض وهو شيء مهم أن ننمي جمهور المسرح وهو ما تحرص عليه حكومة الشارقة حيث تقام عدة مهرجانات متتالية تهدف للارتقاء بالذوق العام وجذب جمهور يومي لمتابعة فن المسرح، والذى يعد تجذير لظاهرة المسرح داخل الامارات ويحسب لإدارة المهرجانات وحكومة الشارقة .
وقال الناقد حازم كمال الدين وهو بلجيكي من أصل عراقي متخصص ومدرب الارتجال الحركي في معهد مسرح الحركة ومدرس مادة الاستشراق والاستغراب في المسرح: شاركت بالمهرجان كمعقب على عرض مسرحية المغتربان، وحول فكرة المسرح الثنائي المسرح بالساس عملية بين قطبين “ممثلين – ثيمتين، .. الخ “ وبدون صراع لا يوجد مسرح، وحول مسرحية المغتربان قال المخرج ايهاب زايده مخرج جيد شاهدت له من قبل عرض خيل تايهة، وحول عروض المهرجان قال لاحظت أن النصوص إما مقتبسة من المسرح العالمي أو منافسة للمسرح العالمي مثل مسرحية المغتربان والعرض الاماراتي ؟؟ واظن ان ثمة حاجة لايجاد مؤلف عربي يخلق على خشبة المسرح وليس خلف المكتب، وحول ثيمات العروض أشار إلى أنه لا يجد ثيمات مشتركة أو متشابهة بالعروض فمثلا في مسرحية الرجال لهم رؤوس لمحمود دياب وهي مسرحية عالمية تنتمي للعروض الطليعية بالقرن الماضي، تعالج موضوع الهوية الشخصية وتعرضها بطريقة لا معقولة بينما مسرحية المغتربان تتحدث عن المنفى وصراع الانسان مع وجوده في منفاه.
وحول ملاحظاته على عروض المهرجان أوضح حازم كمال الدين: العرض المسرحي لقاء بين الممثل والجمهور، ويجب العناية بالممثل وتقنياته المعاصرة، وشدد على كلمة “المعاصرة” فقد تجاوز المسرح ستانسلافسكي وماير هولد، ونشأت تطورات كثيرة على فن الممثل، والجميع بحاجة حقيقة لمعرفة فن الممثل المعاصر.
وحول مهرجان دبا الحصن للمسرح المعاصر وتطويره قال : من أهم التوصيات لأي مهرجان اختيار العروض الجيدة وألا تكون حصصا نوعية أو جغرافية، كما يجب أن تعطى الندوات وقتاً كافيا وهو ما يمكن أن يتحقق ربما بأن تصبح الندوات صباحا، بمقر إقامة المبدعين حتى نعطي للناقد والمسرحي الفرصة التفكير والتأمل، حتى لا نجد أن ما نقوله مجرد انطباعات.
وحول الجانب البحثي بالمهرجان أشار حازم كمال الدين إلى أن ثيمة “المجايلة” ممتازة، ولكن لم يكن هناك خيط ناظم بين الباحثين حول هذه الثيمة، فالمجايلة ليست موضوع نظري، أو تجريبي فينطبق على الفلسفة أو غير ذلك، فما هي المجايلة في المسرح ؟ فقد ظهر ستانسلافسكي في ثلاثينيات القرن الماضي ثم ظهر ماير هولد بعده يسنتين في البايوميكانيك ثم ظهر بريخت بعد عشرين سنة خارج قضية الزمن والمكان وداخل قضية المسرح ، ثم ظهر جروتوفسكي في ستينيات القرن الماضي فكيف ينظر الجيل الجديد للقديم والعكس بالعكس، فجروتوفسكي كمثال صنع مجايلة نقدية إيجابية لستانسلافسكي والبايوميكانيك لماير هولد وللطقوس والفنون الشرقية، بحيث أعاد تأويل ستانسلافسكي ووضعه في صيغة معاصره تستجيب لشروط الفن المسرحي المعاصر.
وتابع : وفي هذه المجايلة قتل الأب ولكن مع حفظ ما أخذته من قيم الماضي وإعادة بنائه مرة أخرى، فحينما يتعلم المخرج والممثل والدراماتورج فن المسرح يجب أن ينفضوا ما تعلموه وينسوه بحثا عن أنفسهم، لتحدث مجايلة من نوع آخر، لأنه بمرور الزمن سوف يكون المبدع المسرحي قد صنع مجايلة من نمط آخر بوضع معطيات نقدية جديدة لما درس بعيدا عن هيمنة الأستاذ، وهي تسمى مجايلة الاختمار وإعادة الانتاج، فتحت لا نستطيع ان نلغي الماضي، ولكن على الفن المسرحي أن ينهل من مصادر أخرى غير مسرحية
مشيرا إلى تجرية فرقة نيد كومباني ببلجيكا وهي فرقة مهمة على صعيد العالم جاء جان لاواس فنان تشكيلي قال أنه لا يحب المسرح ولا علاقة له بها وقام بتحطيم العملية الاخراجية بالكامل، وهو في هذه الحالة ينفي الفهم السابق للسينوغرافيا والديكور، وهي مجايلة من نوع آخر، ولجينا بول بلوفور الذي حطم وحدة الحكاية والتطور العمودي والأفقي وعمل على موضوع التجاور وألا ترتبط المشاهد ببعضها البعض، وأصبح الموضوع شبيه بعلاقة الكواكب بالشمس من حيث الدوران ولكن مع اختلاف تلك الكواكب ولا توجد خصائص مشتركة بينهم ولكن ما أن تلقي أحد تلد الكواكب خارج النظام الشمسي يتهدم النظام، وهو نمط آخر من الدراماتورجيا .


أحمد زيدان