تواصل الأجيال في المسرح الخليجي من زكى طليمات حتى الآن

تواصل الأجيال في المسرح الخليجي من زكى طليمات حتى الآن

العدد 603 صدر بتاريخ 18مارس2019

قدم المخرج الكبير فهمى الخولى  بملتقى الشارقة السادس عشر للمسرح العربي ويعقد ضمن فعاليات مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي و حمل الملتقى عنوان «المسرح والمجايلة التواصل والتقاطع» وقد أفرد الخولى شهادته في اليوم الثاني بمحور التجارب الرائدة والجديدة بين التأثير والتأثر شهادة في ضوء التجربة وكانت بعنوان « تواصل الأجيال في المسرح الخليجي من زكى طليمات حتى الآن» مركزا فيها على « أسلوب الأداء الصوتى فى التمثيل المسرحي باللغة العربية الفصحى «
قال الفنان فهمي الخولي في شهادته : لي ملاحظة هامة على أسلوب الأداء التمثيلي في المسارح العربية عامة والخليجية خاصة، وذلك منذ أن بدأت علاقتي بالفرجة على العروض المسرحية سواء كضيف أو عضوا في لجان التحكيم بالمهرجانات العربية أو كمؤسس لمهرجان القاهرة  للمسرح التجريبي أو كمخرج مشارك بالمحافل الدولية والعربية .
وضرب الخولي مثالا بأنه عبر مشاهداته ومتابعاته للعروض بالخليج يجد الممثل في ادائه التمثيلي باللهجة العامية الخليجية ينحو لما يمكن تسميته بالتلقائية أو الطبيعية أو البساطة في الأداء التمثيلي، دون مبالغة أو تصنع أو زيف معتمدا على  أداء ينبع من محاكاة، أو تقليد الحياة الواقعية للإنسان في دولته من خلال صدق داخلي والايماءة المعبرة عن المعبرة عن الشخصية المؤداه كما هي في الواقع، الآني، تعبيرا عن مشاعرها ودوافعها الداخلية .
إلا إنى أجد الممثل العربي حينما يمثل باللغة العربية الفصحى يتجه نحو الأداء الفخيم، المبالغ فيه ويمكن ان ينطوي تحت مسمى الأداء الصوتي الكلاسيكي البعيد عن الوافعية أوالطبيعية، ويقترب مما نسميه بالقوالب الجامدة أو الاكليشيهات.
وأفرد امثلة أدائية صوتيه للضحك والبكاء الطبيعي والخارجي المصطنع،  اضافة لتعبيرات الوجه المبالغ بها عند الاندهاش مثلا برفع حاجبيه واتساع مقلتيه، والاهتمام بحروف المد واللين «الالف – الواو – الياء» ويهطي كل حرف زمنه ومخرجه  ويبتعد تماما عن الهمس الداخلي النابع من الصدق والاحساس الداخليين.
وأرجع الخولي لجوء الممثل لأسلوب مغاير تماما للحقيقة والواقع عندما يؤدي بالفصحى، مسترجعا عمله كمساعد إخراج مع المخرج الكبير زكى طليمات  في عرض «موال من مصر» والذي قدم بمسرح مفتوح بعديا عن العلبة الايطالية تحت سفح الأهرامات، وكذلك عندنا فكر الخولي في عمل عرض عن زكى طليمات على مسرح زكي طليمات «الطليعة» ياسم «العرض الأول» وفيه يقول الأستاذ زكى طليمات بالقاء كلمة يومية مرتجلة ومختلفة، بنهاية كل عرض، موضحا أن ما اكتشفه عبر تلك التجربتين ان السبب هو تأثر الممثلين الرواد  بتونس والخليج العربي بطريقته الكلاسيكية في الأداء الصوتي، مشيرا إلى أنه زكي طليمات عمل كمدير لفتي لفرقة مدينة توسن عام 1954، وقدم بها عدة مسرحيات أهمها «صقر قريش» ومثل بها دور عبد الرحمن الداخل، و وكذلك حينما ذهب للكويت بدعوة تلميذه «حمد الرجيب» أول كويتي تخرج من معهد الفنون المسرحية بمصر، عام 1948، وعلى أثر تلك الدعوة اسس زكي طليمات فرقة المسرح القومي الكويتية، وافتتح المعهد المتوسط للفنون المسرحية، وذلك في الفترة من عام 1957 وحتى أوائل السبعينات، قدم حلالها ثلاثة عشر مسرحية، لكبار الكتاب المصريين، ومسرحيتين للكتاب الكويتيين سعد مبارك وحسن يعقوب العلي، واسس معهد الدراسات المسرحية وكان عميدا ومخرجا واستاذا لمادة الالقاء باللغة العربية الفصحى ، طوال عشر سنوات.
وتابع الخولي بعد ذلك جاء الأستاذ أحمد عبد الحليم تلميذ العظيم «نبيل الألفي» تليمذ الستاذ « زكي طليمات» وحمل عبد الحليم نفس أسلوب الأداء، واستمر ما يقرب من ربع قرن في تدريس الإلقاء والتمثيل مما دفع لاعتماد ذلك الاسلوب التمثيلي للممثلين العرب من خريجي معهد الفنون المسرحية بالكويت، وقدم الخولي أداءا صوتيا مشابها لأداء الفنان أحمد عبد الحليم، خلال تدريبه للممثلين .
وأوضح الخولي اخيرا انه رغم دعوتنا للتواصل بين الأجيال إلا أن تلامذة هؤلاء الأساتذة ومن بينهم الأساتذة « حمدي غيث – نبيل الألفي – عبد الرحيم الزرقاني»، وكذلك وتلامذتهم كانوا ومازالوا يدربون بنفس الطريقة في تلك المعاهد سواء بالكويت أو تونس أو القاهرة،  ويتخرج منها ممثلون يؤدون بنفس الطريقة،
 وكد الخولي أنه هناك سببا آخر في تلك الظاهرة الصوتية في الأداء وهي عدم وجود ميكروفون وقتها، السلكي أو اللاسلكي، مما اضطر الممثلون للإضطرار لذلك الأداء والتعود عليه، وتسائل الخولي بنهاية شهادته ألم يأن الأوان أن نلتفت لتلك الملاحظة فيأدائنا لالقاء اللغة العربية الفصحى، حتى صبح المسرح مرآة للحاضر المستشف والمتنبئ والمتمرد على أرسطية في الكتابة وكلاسيكية في الأداء ؟


أحمد زيدان