تبدأ عامها السادس «الجميلة» مسرحية موسيقية تخلد المغنية «كارول كنج»

تبدأ عامها السادس «الجميلة» مسرحية موسيقية تخلد المغنية «كارول كنج»

العدد 597 صدر بتاريخ 4فبراير2019

في واحد من أغرب العروض المسرحية التي تعرض حاليا على مسرح ستيفن سوندهايم في برودواي، يتم حاليا تقديم مسرحية موسيقية تدور حول المؤلفة الموسيقية ومؤلفة الأغاني والمغنية والممثلة أحيانا، كارول كنج. والمفاجأة هنا أن المسرحية تدور حول شخصية لا تزال على قيد الحياة تتم بعد أيام قليلة عامها السابع والسبعين ولا تخلد شخصية رحلت إلى العالم الآخر. أما المفاجأة الأخرى فهي أن كنج رغم هذه السن هي التي رددت أغانيها الشهيرة التي تتضمنها المسرحية من وراء الستار مثل أغنية «أشعر أن الأرض تتحرك» وأغنية «بساط الريح المنقوش» وأغنية «لقد ربحت صديقا» وأغنية «لقد فقدت حبيبا» من وراء الستار.. لكنها عهدت بتمثيل شخصيتها إلى الممثلة الكندية الحسناء شيلينا كنيدي. ومن المفارقات أيضا أن المسرحية عرضت في أكثر من ولاية أمريكية، وفي أوروبا وأستراليا واليابان ببطولة شيلينا كنيدي (35 سنة). وكانت شيلينا تشعر بالتعب أحيانا أو تكون لها ارتباطات أخرى فكانت كنج تصر على أن تقوم شيلينا بدور البطولة في العروض خارج برودواي وعلى استمرار العرض ببطلة أخرى مؤقتا. ومهما أجادت البطلة الأخرى كانت تصر على عودة شيلينا لأنها تراها أفضل من جسد الشخصية. لكن المفاجاة الأكبر أن هذه المسرحية احتفلت منذ أيام ببدء عامها السادس من العرض في برودواي عاصمة المسرح الأمريكي.
معجزة
ولم تظهر كنج مباشرة على خشبة المسرح إلا في الأغنية الختامية في الاحتفال ببدء العام السادس كما سنرى فيما بعد.
تحمل المسرحية اسم «الجميلة: مسرحية موسيقية عن كارول كنج». وتستمد المسرحية كلمة «الجميلة» من واحدة من أغنيات كنج الشهيرة التي قدمتها في الاحتفال ببدء العام السادس لعرض المسرحية وهي تجلس وتعزف على بيانو صغير من النوع المخصص للأطفال في مشهد لطيف أثار ضحكات الجمهور، فضلا عن استمتاعهم بالأغنية التي تحقق مبيعاتها أرقاما قياسية حتى الآن وهم يستمعون إليها مباشرة من صاحبتها التي كتبتها ولحنتها أيضا. وهي أيضا التي وضعت الموسيقى للعرض المسرحي.
وأغنية “الجميلة” هي الأغنية التي تختتم بها أحداث المسرحية، ومع كل ختام تلتهب أكف الجمهور من التصفيق بسبب التعبير الصادق وبسبب الدعوة التي توجهها إلى الحب، وأحيانا كان بعض الجمهور يلقون عليها الزهور والحلوى.
وفي حديث صحفي بهذه المناسبة تقول كنج إنها معجزة بحق أن يستمر هذا العرض المسرحي الموسيقي لخمس سنوات، وهو أمر لا يحدث عادة مع العروض المسرحية في برودواي أو غيرها. وتمضي قائلة: “يرجع النقاد هذا النجاح منقطع النظير إلى الموسيقى، لكنني بدوري أرى أن النجاح في عالم المسرح – والمسرح الموسيقي بالذات – لا يرجع إلى عامل واحد، بل إلى عوامل كثيرة منها النص الجيد والديكور والإضاءة والأفكار المبتكرة، وكلها عوامل توافرت لهذا العرض وساعدت على نجاحه. وقبل هذا وذاك فالشكر للجمهور الذي حضر لأن الممثل المسرحي لا يستطيع أن يجيد ويبدع إلا في وجود جمهور يتفاعل معه”.
وتقول إنها تدرك إعجاب الجماهير من عدة نقاط، منها الصور التي لا يتوقف الجمهور عن التقاطها لأحداث المسرحية بهواتفهم المحمولة، وهذا الأمر كان يثير الضيق لدى الممثلين ويخرجهم أحيانا من اندماجهم، لكنهم اعتادوا عليه واعتبروه دليلا على نجاحهم. كما أنها تعرف كثيرين شاهدوا المسرحية أكثر من مرة (خمس مرات أحيانا) وكانوا يوصون أصدقاءهم بمشاهدة المسرحية. ولا تنسى كارول كنج ما ذكرته عنها جايل كنج (ليست هناك صلة قرابة) المذيعة الشهيرة في شبكة “سي بي إس” التي قالت في برنامجها قبل أيام “أحببت المسرحية وأحببت كارول.. ولذلك أشاهد المسرحية للمرة السابعة”. وكانت المذيعة تصر على دفع ثمن التذكرة في كل مرة حتى لا يظن أحد أن رأيها أو تكرار مشاهدتها للعمل ينطلق من دعوى مجانية.
بقى أن نعرف أن المسرحية تتناول حياة كنج منذ بدأت تكتب الأغاني في سنوات المراهقة واكتشفت موهبتها الغنائية ثم قدراتها الموسيقية وقدرتها على تلحين أغانيها وتأليف المقطوعات الموسيقية المعبرة. وتستعرض حياتها مع أزواجها الثلاثة السابقين، وهي متزوجة من الرابع حاليا.
وقد عرضت المسرحية لأول مرة في 13 يناير 2014 وفازت بجائزة توني عن أفضل ممثلة في العام نفسه وجائزة جرامي لأفضل أغانٍ في 2015 وبجائزة لورنس أوليفييه البريطانية بعد عرضها في بريطانيا في العام نفسه.
المسرح التاريخي احترق.. ومصيره مجهول
هل كان الحريق متعمدا من أجل مجمع تجاري

حالة من الحزن العميق تخيم على الوسط المسرحي في الولايات المتحدة، أما السبب فهو الحريق الذي دمر مسرح شكسبير التاريخي المبني من الأخشاب في مدينة ستانفورد بولاية كونكتكت الأمريكية الذي يعد واحدا من أبرز المعالم المسرحية والثقافية الأمريكية.
ويعود تاريخ هذا المسرح إلى عام 1955 حيث تم إنشاؤه على نفس طراز مسرح جلوب الشهير في لندن الذي سبق أن احترق عام 1613 في حياة وليم شكسبير. وتم إنشاء المسرح بمبادرة من الكاتب المسرحي الويلزي المولد والأمريكي الجنسية لورنس لانجر (1890 - 1962) عام 1950. قرر لانجر استغلال اسم المنطقة (ستانفورد) لأنها تحمل اسم المنطقة نفسه، التي ولد بها شكسبير في إنجلترا على الجانب الآخر من الأطلنطي. واحتاج الأمر خمس سنوات لتدبير التكاليف وإنشاء المسرح. وخلال الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي تم تقديم عدد كبير من عيون الأدب المسرحي الأمريكي والعالمي على خشبته، بالإضافة إلى أعمال شاعر الإنجليزية الأول وليم شكسبير. ووقف على خشبته عدد من كبار الممثلين الأمريكيين مثل كاترين هيبورن (1907 - 2003) والممثل الكندي كريستوفر بلومر (90سنة) بطل فيلم صوت الموسيقى الشهير الذي جسد نفس الشخصية على المسرح وعلى نفس المسرح وجيمس إيرل جونز (88 سنة).
مهرجان شكسبير
وكان المسرح يشهد كل عام مهرجانا مسرحيا لأعمال شكسبير فقط حتى عام 1982 يجذب المشاهدين من كل أنحاء الولايات المتحدة ويشارك فيه كبار الممثلين.
ومن المفارقات أن تسود حالة الحزن على هذا المسرح ويتسابق كبار الممثلين في التعبير عن حزنهم لما لحق به من دمار رغم أنه لم يقدم عليه أي عرض مسرحي منذ ثلاثين عاما، وكان استخدامه ينحصر في البروفات والأعمال الإدارية وبعض الحفلات الموسيقية، وكانت تشرف عليه أكاديمية شكسبير بجامعة ييل التي تقدم حاليا مسرحياتها على مسارح أخرى أو في الهواء الطلق أمام مقر المسرح في الصيف، وقد حاولت بلدية المدينة تجديد المسرح عدة مرات لكنها لم تتمكن من تدبير التكاليف فأغلقته لأنه لم يعد آمنا منذ عام 2017.
وتقول الشرطة إن التحقيقات الحالية لمعرفة السبب وراء احتراق هذا المعلم الثقافي والفني المهم لا تزال في بدايتها، وأكدت أنها لن تستبعد أي احتمال حتى لو بدا بعيدا مثل أن يكون الحريق متعمدا، وسوف يتحدد الأمر إلى حد كبير مع تقرير المعمل الجنائي الذي سيحدد ما إذا كان هناك مصدر حراري. ويشعر رجال الشرطة بالدهشة لأن المسرح يضم عدة نظم لمكافحة الحريق لم يعمل أي منها. وتركز التحقيقات حاليا على خشبة المسرح التي لحق بها قدر كبير من الدمار.
وسوف يتحدد مستقبل هذا المسرح بقرار من مجلس المدينة، ويناقش المجلس إمكانية جمع تبرعات لإصلاح المسرح وإعادته إلى شكله الأصلي أو إزالته حتى سطح الأرض وبناء مسرح جديد بأحدث التقنيات. وكلا الحلين له تكاليفه الباهظة ولم يتم بعد التوصل إلى أي قرار بشأنه، ويرفض المجلس بيع أرض المسرح إلى مطور عقاري يمكن أن يستغله في أغراض تجارية وترفيهية حيث يتعين أن يتم ذلك بموافقة حكومة الولاية.
وبدورها أعلنت أكاديمية شكسبير أنها ستواصل عروضها في نفس الساحة المواجهة للمسرح صيفا حتى لو تمت إزالته إلى سطح الأرض.

 


ترجمة هشام عبد الرءوف