الفنان ياسر صادق: لدينا خطة طموحة لوضع المركز القومي في المقدمة

 الفنان ياسر صادق: لدينا خطة طموحة لوضع المركز القومي في المقدمة

العدد 597 صدر بتاريخ 4فبراير2019

الفنان ياسر صادق نشأ في المسرح الجامعي.. تخرج في كلية التجارة شعبة إدارة الأعمال. كان رئيس فريق التمثيل بالكلية وحصل على مخرج وممثل أول الجامعة أكثر من مرة. التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج عام 1985 وقدم الكثير من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية وأخرج الكثير من الأمسيات الدينية، ومنها «الرحمة المهداة» بطولة الفنان محمود ياسين والفنان أشرف عبد الغفور والمطرب علي الحجار، «حبيب الله» بطولة رياض الخولي وفايز كمال، ومديحه حمدي، ووجدي العربي، وإيمان البحر درويش، «شيخ العرب» عن قصة القطب الكبير السيد أحمد البدوي، «في إيه يا مصر» بطولة محمد رمضان «أبو الثوار» أبو ذر الغفاري، و«حوش بديعة»، و«الهرم ده بتاعي»، و«لحظة حب»، و«كرسي في الكلوب» وأعمال أخرى. وأما أعماله كممثل في المسرح، فمنها «فصيلة إعدام» و«يوم القدس» و«امرؤ القيس في باريس» و«سي علي وتابعه قفة» و«أهل الهوى» و«يوم أن قتلوا الغناء»، وأخيرا «جاري التحميل».
بعد توليه رئاسة المركز القومي للمسرح، وعن خطة ودور المركز خلال الفترة القادمة، كان لنا معه هذا الحوار..
 - في البداية ما خطتك الجديدة؟
لدينا خطة طموحة حتى يصبح المركز القومي في المقدمة وننهض به بشكل قوي، وهذا بناء على تعليمات معالي وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، ورئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي الفنان خالد جلال. وقد قمت بدراسة كل ما يخص المركز القومي وبدأت في وضع خطة طموحة. في البداية قمنا بجلب كاميرات حديثة للتصوير (فيديو، سينما) بالإضافة إلى وحدة مونتاج كاملة، وكانت أولى قراراتي إعطاء دورات تدريبية إجبارية، فلا يتم استخدام هذه الكاميرات إلا بعد اجتياز هذه الدورة، وعقب انتداب المركز القومي للسينما لعدد من المصورين، وذلك لأننا بصدد إنشاء موقع للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، ويتضمن الموقع قناة «يوتيوب» ستصبح الشق الثاني الذي يدر دخلا، لأن القناة ستعتمد على المشاهدات وسنقوم بتصوير كل فعاليات وزارة الثقافة والوزارات الأخرى، على سبيل المثال المهرجان المدرسي بمراحله المختلفة، وذلك عن طريق البروتوكول القائم بيننا ووزارة التربية والتعليم الذي أنجزته معالي وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وهو ما سيتيح لنا تصوير العروض بشكل متميز ورفعها على القناة، بالإضافة إلى مهرجانات الشركات والثقافة الجماهيرية والبيت الفني للمسرح والبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية والمهرجانات الشبابية والمهرجان القومي للمسرح وعروض البيت الفني للمسرح، وسيتم رفع كل ما سبق من فعاليات وعروض على قناتنا على اليوتيوب.. فكما نعلم أن كل القطاعات لها روادها، هذا بالإضافة إلى توثيق الأعمال المسرحية وذلك لأن هناك كما من الأعمال المسرحية لم يتم تصويرها ومبدعوها في حالة استياء.
وأود أن أقول أيضا إننا سنقوم بالتصوير أسوة بالقنوات المحترفة، وستكون تكلفة هذا التصوير في صورة مكافأة وستتحملها جهة الإنتاج كجزء من تكلفة العرض، وبهذا نقوم بتشغيل المصورين والمونتيرين، كما قمنا بزيادة كثافة العمل. وبالنسبة للمحافظات سنقوم بتوثيق كل الأعياد القومية للمحافظات، والفلكلور الخاص بكل محافظة. وهذا سيفيدنا ويفيد بقية الوزارات في الحصول على معلومات، على سبيل المثال وزارة السياحة ووزارة الآثار. وذلك لأن قناعات معالي الوزيرة الدكتور إيناس عبد الدايم أن الثقافة ليست في وزارة الثقافة فقط ولكن في الوزارات الأخرى أيضا، بالإضافة إلى تصوير كل المناقشات العلمية المتخصصة، وسنترك عند كل جهة إنتاج نسخة إهداء من المركز القومي، حتى يصبح المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية المرجع العلمي الوحيد في مصر لهذه التخصصات.

 - البعض يرى أن المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية حاد عن مساره الرئيسي وهو التوثيق واهتم أكثر بالتكريمات والندوات.. فما ردك؟
التكريمات والندوات شق أصيل ولكن لن يكون كل ما يقدمه المركز القومي، ولكنه جزء مهم وسيظل، على أن يكون مصحوبا بتوثيق، وقد كان أحد القرارات الخاصة بالتكريم والتوثيق هو تكريم عرض «الطوق والأسورة» الحائز على جائزة أفضل عرض مسرحي في الدورة الحادية عشرة لمهرجان الهيئة العربية للمسرح، وسيطبع النص بالإضافة إلى السيرة الذاتية الخاصة بالمبدعين والمنتجين في كتيب، وهذا يعد احتفالا بمصر كلها، لأنه حدث عظيم يجب أن يوثق، فمصر دائما في مقدمة الدول، خاصة في الفنون والمسرح والثقافة بشكل عام. وعلى رأس وزارة الثقافة فنانة كبيرة هي الدكتورة إيناس عبد الدايم الداعمة للفن والمسرح، كما أن لدينا الفنان خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي الداعم أيضا للفن ويلعب دوره في هذه الفترة بشكل كبير، ونرى آثار ذلك في حصول مصر على جائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان الهيئة العربية للمسرح، وهي جائزة مهمة ونحن رواد المسرح ومن حق المبدعين أن يكرموا ويتم توثيق أعمالهم حتى يصبحوا مثالا وحافزا لغيرهم، ويعرفوا أن مصر لا تغفل عن مبدعيها وعن تكريمهم.
 
- هل لديك خطة جديدة لتوثيق أعمال الفرقة الموسيقية الخاصة بالمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية؟
هناك توثيق بشكل آخر خاص بالفرقة الموسيقية التي تحوي عناصر فنية على أعلى مستوى من خريجي معهد الموسيقى العربية والكونسيرفتوار، كما تضم أسماء لامعة ومهمة لم يتم التعامل معها والاستفادة منها بالشكل المطلوب، ونحن بصدد إنشاء فرقة تحيي التراث الدرامي السينمائي والتلفزيوني، وسيصبح لها مكانها وسيكون لها راعٍ رسمي، وستطرح لها تذاكر خاصة للبيع، فمن حق الجمهور أن يستمع ويرى هذه الفرقة التي ستقوم بإحياء حفلات دورية نقدم من خلالها المبدعين من مواهب وأصوات رائعة، وسنقوم بالتوثيق بشكل آخر، على سبيل المثال توثيق «الطقاطيق» والأغاني القديمة وسيخرج هذا في شكل احتفالية سيتم عرضها على القناة الخاصة بالمركز القومي على اليوتيوب.
 
- وماذا عن الكتاب الثوثيقي الذي يصدره المركز سنويا؟
نحن الآن نعمل على مجموعة من الأبحاث وبصدد إقامة مؤتمر لمدة ثلاثة أيام يعقد في نهاية مارس المقبل ونقوم بالتحضير له في الفترة الحالية، موضوعه الأساسي نبذ الطائفية والتمييز عن طريق الثقافة ومحاورها الثلاثة: المسرح، والموسيقى، والفن الشعبي، وسنقوم باختيار الباحثين والأساتذة، ولدينا العام الأفريقي وهو مشروع ضخم لوزارة الثقافة يقدم الحلول ثقافيا وفنيا.
 
- ما أبرز المعوقات التي واجهتها عقب توليك رئاسة المركز القومي؟
لم أصادف أي معوقات، فقد توليت رئاسة المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية عقب فترة انتقالية، حيث كان يسيره الفنان خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي، وفي المركز الأستاذ فارس عبد المنعم، وقد كانت هناك بعض الفعاليات التي تم العمل عليها ورفضت أن يتم تغييرها، فقد اقترح رئيس المركز القومي السابق المخرج محمد الخولي عمل تكريم خاص للفنان عبد المنعم إبراهيم والفنان أشرف عبد الغفور وتم طبع المطبوعات وتم تأجيل موعد التكريم أكثر من مرة، ولكننا بصدد استكماله وسأدعو المخرج محمد الخولي ليقوم بتقديم الدروع والكتيبات وسأكون معه.
ويسعدني أن يستكمل فكرته، إضافة إلى أنني سأقوم بدعوة كل الرؤساء السابقين للمركز ولن تكون احتفالية فقط، فسنقوم بتبادل وجهات النظر وطرح الأفكار المختلفة، ولا يعنيني أن أكون صاحب الفكرة ولكن ما يعنيني هو نهضة المركز، وأنا على استعداد لتلقي الأفكار والأطروحات، فجميعنا نعمل في هذه المنظومة بهدف رفعة المكان، ومن أهم توجيهات وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم النهوض بالمركز القومي وأن يكون في منطقة أخرى، ونحن نعمل للمكان وليس للأفراد.
 
- وماذا عن الباحثين؟
هناك دورات تدريبية، وسيتحرك الباحثون في الـ27 محافظة لجمع الفلكلور، وسنقوم بعمل اتفاق مع المحافظات في عيدها القومي لتوثيق الفلكلور الخاص بها، وسيتم توثيق ذلك في فيلم ووضعه في الموقع، ونحن بصدد عمل كتيب يتم عرضه في كل الوزارات المعنية وشركات الطيران ويصبح دليلا ثقافيا.

 - وماذا عن الفرق الحرة والمستقلة وهل سيتم توثيق أعمالهم؟
سيتم توثيق أعمالهم الجيدة لأننا نعلم أن تجربة الهواة في البدايات تتخبط ما بين الفشل والنجاح، ولكننا سنحصل على التجارب والأعمال المسرحية الناجحة من خلال العروض الفائزة في المهرجانات، على سبيل المثال مهرجانات الجامعات ومهرجانات الثقافة الجماهيرية والمهرجانات الشبابية مثل مهرجان آفاق مسرحية.
 
- كيف سيتم التعامل مع مهرجانات الثقافة الجماهيرية وأعمالها؟
سنذهب إليها وسنأخذ المهرجان الأم ومهرجان نوادي المسرح ومهرجانات القصور والقوميات ومهرجان الفنون الشعبية.

- هل هناك أسماء مطروحة سيكرمها المركز القومي الفترة المقبلة؟
هناك احتفالية مهمة وسيتم عمل كتيب وفيلم تسجيلي عن الفنان حسن كامي وهو من المبدعين الذين رفعوا اسم مصر ورحل في صمت.

- وماذا عن المبنى الخاص بالمركز القومي للمسرح الذي سيتم إنشاؤه؟
في تصوري أنه سيصبح متحفا خاصا بالمقتنيات النادرة وستكون هناك قاعة متعددة الأغراض، الهدف الأول منها: الفرقة الموسيقية، التي ستكون معنية بتوثيق التراث، فنحن جهة بحثية وليس جهة إنتاج، كذلك فنحن بصدد الاتفاق مع رئيس البيت الفني للمسرح على وضع المقتنيات الخاصة بالفرق وصور العروض المسرحية التي أنتجها في كل المسارح، حتى يصبح المركز القومي حاضرا في كل مسرح، وتكون هناك أعمال مصورة لكل فرقة من الفرق المسرحية.

- ما تقييمك للحركة المسرحية المصرية في الفترة الأخيرة؟
نحن في أزهى عصور المسرح والقادم أفضل، فنحن على مدار الأربع والخمس سنوات الأخيرة لدينا أعمال جديدة، حققت إقبالا جماهيريا وتقديرا نقديا، بالإضافة إلى أن خطة القائمين على العمل خطة طموحة وبدعم من معالي وزيرة الثقافة الدكتور إيناس عبد الدايم. ومن أهم الأشياء أن القيادة تثيب الناجح حتى يستمر وحتى يصبح أسوة لغيره، بالإضافة إلى الاهتمام بالشباب، وقد قمت باتخاذ قرار بأن يقوم كل مدير إداري بتعيين نائب من الشباب، تماشيا مع خطة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتمكين الشباب وتخريج كوادر شابة تحصل على فرصتها.


رنا رأفت