«كل ده كان ليه؟» فنتازيا استعراضية تستعد للعرض على القومي

«كل ده كان ليه؟» فنتازيا استعراضية تستعد للعرض على القومي

العدد 597 صدر بتاريخ 4فبراير2019

يجري حاليا المخرج عاصم نجاتي البروفات النهائية للعرض المسرحي «كل ده كان ليه» استعدادا لافتتاحه نهاية فبراير الحالي على خشبة المسرح القومي بالعتبة، العرض هو فنتازيا غنائية استعراضية يناقش قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية، تدور الفكرة حول دولة لديها إرادة وتسعى إلى التنمية والتقدم للأمام ومحاربة الفساد التي عانت منه كثيرا على مدار السنوات الماضية ويطرح العرض بعض التساؤلات: كيف كانت الدولة من قبل؟ وما هي طموحاتها الآن؟ وما هي التحديات والمعوقات التي تواجه القيادات حتى يتم دفع البلد إلى الازدهار والتعبير عن نبض الشعب؟
«كل ده كان ليه» بطولة أحمد سلامة، رانيا محمود ياسين، محمد رضوان، ومجموعة من شباب المعهد العالي للفنون المسرحية، ديكور وإضاءة وأزياء صبحي السيد، موسيقى وألحان علي سعد. تأليف وأشعار: محمد بغدادي، إخراج عاصم نجاتي.
وفي زيارة للبروفة داخل حرم المسرح القومي كان لنا عدة لقاءات مع صناع العمل.
أعرب المخرج عاصم نجاتي عن سعادته بوجوده في المسرح القومي الذي شهد أول تجربة له في التسعينات من خلال العرض المسرحي «ليلة جيفارا»، قال نجاتي إن الفكرة طرحت على المسرح القومي منذ ما يقرب من العامين تحت اسم مؤقت «يعيش أهل بلدي» وتمت الموافقة عليها ومع البروفات تم التشاور مع الكاتب محمد بغدادي وتوصلنا إلى الاسم النهائي وهو «كل ده كان ليه» ليتناسب مع فكرة العرض، ووضع العرض ضمن خطة المسرح القومي، وكان من المقرر افتتاحه في عيد الفطر عام 2017 وبدأنا بالفعل البروفات اليومية «بكاست» مختلف تماما عن الموجود حاليا، كان معظمهم من أعضاء المسرح القومي، وهم الفنان أحمد شاكر عبد اللطيف والفنان محسن منصور ومجموعة كبيرة من فناني القومي، ولكنهم اعتذروا عن الاستمرار لارتباطهم بأعمال أخرى وتم الاتفاق مع الفنان يوسف إسماعيل مدير المسرح على أن يتم التأجيل حتى تبدأ السنة المالية الجديدة نظرا لقلة المتبقي من ميزانية الإنتاج في ذاك الوقت.
وبالفعل تم التأجيل، ومرة أخرى عدنا للبروفات بـ«الكاست» الحالي لنجد المخرج الشاب إسلام إمام يجري بروفات عرضة الجديد «المتفائل» على خشبة القومي. لا توجد غضاضة في ذلك ولكننا لجأنا للفنانة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة حتى توفر لنا مسرحا، وليكن مسرح الجمهورية التابع لدار الأوبرا المصرية للعرض عليه، فهو ما يتناسب مع طبيعة العرض، ولكن لانشغال الأوبرا بأجندة عروض لم يتوفر مسرح الجمهورية، وبناء عليه كان اقتراح وزيرة الثقافة أن يتم الافتتاح على المسرح القومي خلال شهر فبراير الحالي، ويليه عرض المخرج إسلام إمام في منتصف شهر مارس كما هو محدد في خطة المسرح القومي، وبالفعل تم الاتفاق على ذلك الأمر وجاري الآن التجهيزات الفنية وعمل البروفات النهائية استعدادا للافتتاح.
وأعرب نجاتي عن شكره لوزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، قائلا: إن وجودها على رأس القيادة الثقافية ميزة للمسرح المصري لأنها فنانة في المقام الأول تعي ما هو المسرح وتشعر بالجميع وتعمل على إزالة أي معوقات تواجه أي شخص داخل المنظومة الثقافية.
وفي سياق آخر، يرى نجاتي أنه لا بد من وجود جهاز تسويق كامل لمواجهة مسرح القطاع الخاص العائد بقوة الذي يتوفر له ما لا يتوفر لمسرح الدولة وهو «الإنتاج الضخم» موضحا أنه تقدم للوزير الأسبق جابر عصفور بمشروع إنشاء إدارة مركزية للتسويق ولم يتم تفعيلها بسبب تغير الوزارة آنذاك، متمنيا أن يتم تفعيلها الآن في ظل قيادة واعية تسعى للنهوض بالثقافة المصرية مثل د. إيناس عبد الدايم، والمخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، والمخرج إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح.
مؤلف العرض الكاتب محمد البغدادي قال إن الرواية صدرت عن الهيئة العامة للكتاب من نحو شهر ونصف بعنوان “يعيش أهل بلدي” وعند البدء في البروفات تم تغير الاسم إلى «كل ده كان ليه» حتى يتلاءم مع مجريات العرض. أضاف أنه بدأ الكتابة منذ فترة ليست بالقليلة ولكنه كان ينتظر فقط حتى يتأكد أن النص يتلاءم مع الواقع، خاصة في ظل الأحداث المتغيرة خلال الـ10سنوات الماضية، ومع مرور الأيام اتضح أن رؤيته كانت متطابقة مع الواقع، وهذا ما تكشفت عنه الأحداث، مؤكدا أنه لا يخضع للإغراءات التي تدفع الكاتب للتمادي في الكوميديا رغم أن المساحات تسمح بذلك.
تابع أن النص ليس طويلا يقع في نحو 64 صفحة من قطع «A4» ولكنه مكثف، به نحو 12 مشهدا، ويبدأ العرض باستعراض غنائي وينتهي الفصل الأول بعد 5 مشاهد باستعراض غنائي، وكذلك بداية ونهاية الفصل الثاني.
أوضح بغدادي أنه التقى بالمخرج عاصم نجاتي في افتتاح المسرح القومي عندما كان يشغل منصب المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة، وكان آنذاك المخرج عاصم نجاتي مديرا للمركز القومي للمسرح، ومن هنا بدأ التواصل بينهما، وبعد تغير الوزارة ترك كل منهما منصبه وبدأ التعاون بينهما على عمل مشترك، وقد كان بعد أن وقع الاختيار على هذا النص «يعيش أهل بلدي» قبل أن يتم تغيير الاسم، ضمن مجموعة من النصوص التي حازت على إعجاب المخرج عاصم نجاتي. تابع: وبعدها انتهيت من اللمسات الأخيرة للنص وقمت بتقديمه إلى الفنان يوسف إسماعيل مدير المسرح القومي الذي تحمس للفكرة جدا ودعمها.
أما النجم أحمد سلامة بطل العرض، فقال إنه يجسد شخصية قائد الثورة معربا عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل المسرحي الذي يحمل عددا من الرسائل التي تحث على حب البلد وصفاء النيات، وقد أراد المؤلف أن يؤكد حقيقة أن هذا البلد عامر بالعظماء منذ سبعة آلاف عام حتى وقتنا الحالي. تابع: نتناول هذا المضمون من خلال مجموعة من الشرائح الموجودة في المجتمع من جبهات وأحزاب وقيادات وقوى سياسية، مضيفا أن مؤلف النص الكاتب محمد بغدادي هو من الكتاب الذين يملكون ناصية الكلمة وهو قارئ جيد ومتابع لكل مؤلفاته، ولم يتردد لحظة عندما رشحه للبطولة المخرج الكبير عاصم نجاتي، نظرا لثراء الورق والتعامل مع مخرج يعرف كيف يمتلك أدواته، قادرا على ترجمة هذا النص على خشبة المسرح بشكل كبير، وأن هذا العرض يعد أول تعامل بينهما، موضحا أنه شاهد له عروضا كثيرة رائعة.
وعن خشبة المسرح القومي التي تتم المائة عام بعد عامين من الآن، أكد سلامة أنه ابن هذا المسرح بالتبني وأن الوقوف على هذه الخشبة العتيقة شرف لأي فنان، موضحا أنه يقف على خشبة القومي منذ كان عمره 11 عاما عندما شارك في مسرحية «الإسكافية العجيبة» بجوار عمالقة المسرح توفيق الدقن وشفيق نور الدين والمخرج نبيل الألفي، مشيرا إلى أنه حصل في 2007 على جائزة أحسن ممثل في مصر من خلال استفتاء جماهير ونقاد عندما كان مشاركا في العرض المسرحي «الملك لير» للنجم يحيى الفخراني، الذي استمر عرضه 9 سنوات على خشبة المسرح.
الفنانة رانيا محمود ياسين بطلة العرض قالت إنها تجسد عدة شخصيات مختلفة يربط بينها فقط أنها أفسدت الحياة السياسية في مصر، معبرة عن سعادتها بالعمل مع المخرج عاصم نجاتي نظرا لوجود (كيميا) بينهما في العمل، موضحة أن هذا التعاون يعد هو الثاني لهما.
أضافت: المسرح القومي بصفة عامة هو أهم مسرح في مصر، واصفة إياه بـ«درة التاج» وأنها لم تقف على خشبته سوى مرة واحدة منذ نحو 14 عاما عندما قامت بالمشاركة في العرض المسرحي «قريب وغريب» بطولة سيدة المسرح العربي النجمة سميحة أيوب والقدير عبد الرحمن أبو زهرة للمخرج نبيل منيب، مؤكدة أن المسرح القومي يمثل لها أجمل ذكريات، عندما كانت تحضر مع والدها الفنان الكبير محمود ياسين المدير الأسبق للمسرح القومي، وتشعر حتى الآن عند دخولها من أبواب المسرح أن كل العاملين بالمسرح يحبون والدها وأن (جدران) المسرح وخشبته يحبونه.
أوضحت رانيا أنها قدمت عروضا مسرحية كثيرة، وأن أقربها لقلبها العرض المسرحي «نازلين المحطة الجاية» أيضا للمخرج عاصم نجاتي، بالإضافة للعرض المسرحي «ليلة الحنة» بطولة وإخراج سميحة أيوب، مؤكدة أنه من العروض المقربة إلى قلبها وأنها تعلمت على يد الفنانة القديرة سميحة أيوب، مشيرة إلى أنها صاحبة فضل كبير عليها، وأنها لا تنسى مقولتها لها عندما رشحتها لبطولة العرض المسرحي «قريب وغريب»: “رشحتك لهذا الدور لأنه يتطلب ممثلة قوية مثلك”.
الفنان محمد رضوان عضو المسرح القومي وأحد أبطال العرض، قال إنه يجسد شخصية مدير المراسم وهو من العاملين بالقصر الرئاسي الذي يعلم كل خبايا القصر ويقوم باستقبال السلطان أو الرئيس، مضيفا: هي شخصية ثرية جدا، وأنا سعيد بتجسيدها حيث تحمل المفاجآت في نهاية العرض، مشيرا إلى أن ترشحه للدور جاء من المخرج عاصم نجاتي وتم تزكية الترشيح من إدارة المسرح القومي. أوضح رضوان أنه يقف على خشبة القومي منذ تعيينه عام 1995 من خلال عرض الساحرة للفنانة سميحة أيوب إخراج محسن حلمي، وعرض «ليلة مصرع جيفارا» للمخرج عاصم نجاتي التي رشحت لتمثل مصر في مهرجان اللاذقية بسوريا، وغيرها من العروض المهمة بالمسرح القومي ومسرح الدولة.


محمود عبد العزيز