الشخصية الراديكالية وتمظهراتها فى النص المسرحى

الشخصية الراديكالية وتمظهراتها   فى النص المسرحى

العدد 756 صدر بتاريخ 21فبراير2022

تم مناقشة رسالة الماجستير بعنوان»الشخصية الراديكالية وتمظهراتها فى النص المسرحى العراقى المعاصر» مقدمة من الباحثة هالة نورى كاظم محمد على، بجامعة بابل وتضم لجنة المناقشة الدكتور زيد ثامر عبد الكاظم( رئيساً)، الدكتور حبيب ظاهر حبي( عضوا)، الدكتور رقية وهاب مجيد ( عضوا)، الدكتور اياد كاظم طه( مشرفاً).
والتى منحت الباحث من بعد عدة حوارات نقاشية انتظمت وفق معايير وشروط أكاديمية درجة الماجستير، وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحثة هالة نورى كاظم:
غنى بحث الشخصية الراديكالية وتمظهراتها فى النص المسرحى العراقى المعاصر بدراسة مصطلح الراديكالية وعلاقته بالنص المسرحى، فقد اشتمل البحث على اربعة فصول، ضم الفصل الأول ( الإطار المنهجى) مشكلة البحث التى تركز حول كيفية تمظهرت الشخصية الراديكالية فى نصوص كتاب المسرح  العراقيين؟
وأهمية البحث عزيت فى دراسة (الشخصية الراديكالية) كقيمة درامية مصورة تضفى على النص المسرحى بعداً معرفياً ذا طابع قيمى، كما يهدف البحث إلى التعرف على الشخصية الراديكالية وتمظهراتها فى النص المسرحى العراقى المعاصر، وكانت حدود البحث العراق للمدة من(2011-2022) لأجل دراسة موضوع الشخصية الراديكالية وتمظراتها فى النص المسرحى العراقى المعاصر، فضلا على التعراييفات الاجرائية للمصطلحات الواردة فى متن البحث.
اما الفصل الثانى( الاطار النظرى) فقد تألف من ثلاث مباحث،  المبحث الاول يشمل على مفهوم الراديكالية ونشأتها وتناولت الباحثة فيه الراديكالية فى الفكر وفى علم الاجتماع، اما المبحث الثانى فقد تناولت الباحثة فيه الراديكالية على محورين الاول الراديكالية عند الفلاسفة الحداثويين والثانى الراديكالية عند الفلاسفة ما بعد الحداثويين، وأختص المبحث الثالث بدراسة الشخصية الراديكالية فى النص المسرحى العالمى، وقد تناولت الباحثة فيه أهم المدارس والتيارات المسرحية التى برزت فيها الشخصية الراديكالية على مستوى الكاتب والنص، زيادة على ذكر المؤشرات التى اسفر عنها الاطار النظرى، اما الدراسات السابقة قد وجدت الباحثة دراسة واحدة وهى أطروحة دكتوراه» قصى توفيق شفيق» بعنوان( الخطاب الايديولوجى ودلالته الراديكالية فى تركيب الرؤية الإخراجية للعرض المسرحى المعاصر).
وخصصت الباحثة الفصل الثالث لإجراء البحث، اذ تم فيه تحديد مجتمع البحث الذى تكون من 29 نص مسرحى عراقى، واستخلصت منه عينة البحث التى تم اختيارها بالطريقة القصدية على وفق اسباب، تمثلت في ثلاثة نماذج لنصوص المسرحية، حيث اعتمدت الباحثة على المنهج الوصفى فى تحليل العينة، تبعا لما تمليه عليها طبيعة البحث الحالى.
اما الفصل الرابع فقد توصلت الباحثة إلى مجموعة من النتائج التى ترشحت من تحليل نماذج عينة البحث ومنها ( استغلت النصوص المسرحية العراقية التحولات السياسية والاجتماعية التى طرأت على الواقع الاجتماعى المعاصر كدلالة راديكالية اصلاحية من خلال تقديمها للمعالجات الدرامية بصورة فنية كما فى نماذج العينة الثلاث). 
اما الإستنتاجات فمنها( تفاوتت النصوص المسرحية العراقية فى توظيف الرفض والتطرف والاحتجاج والتحريض كوسيلة او أداة للتعبير عن الراديكالية فى أغلب نماذج العينة)،اما المقترحات فمنها(جماليات الاصلاح والتعبير) فى النص المسرحى العالمى.       
 قال د. زيد ثامر عبد الكاظم: إذ كان شكل مصطلح الراديكالية منعطفا ايديولوجيا، نتيجة الصراعات وطرح الافكار والتحديات والارادات السياسية والاجتماعية، بل حتى الثقافية ونتيجة السلطة القمعية ومواجهة الشخصيات الراديكالية الثورية لتحقيق مآرب شخصية اصولية او مجتمعية في احيان اخرى، كما يعد مصطلح الراديكالية من المصطلحات الفضفاضة والواسعة والغامضة بسبب الترجمات المتعددة العربية منها والغربية، وكذلك المفاهيم الكثيرة، فطرح الاراء في فهم هذا المصطلح خلق اشكاليات على مستوى السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة وهذه الاراء شكلت منعرجات ثلاث: اولها ارجع الراديكالية إلى الجذور القديمة، نسبة الة كلمة راديكال الفرنسية والتي تعني الجذر، فالراديكال تعني التغيير والثورة على كل ما هو جديد الان، والعودة إلى القديم والاصول والماضى،ثانياعرف الراديكالية على انها نزعة تقدمية تنظر إلى حل المشكلات المجتمعية ومعضلاته ومعوقاته، كنظرة شمولية تدرس مختلف الامور السياسة والدستورية والاقتصادية والفكرية بقصد احداث التغيير والتحول من السلب إلى الايجاب، انها تربو إلى واقع جديد وناهض وتقديمي يبحث ويقر بالمفاهيم الجديدة،ثالثا كما اتخذت الراديكالية منحى متطرف واصولي، وهذا شكل اشكالية جديدة في ظل المطالبة والاصلاحات الجذرية ولايقبلون بالتدرج والحلول السلمية او التواصلية، من اجل اصلاحات متطرفة منها يسارية وليبرالية وغيرها.
تابع د. زيد ثامر:مما لاشك أن رسالة (هالة نوري كاظم) من الرسائل المهمة التي فتحت منفذا جديدا ورائجا نحو موضوع راكز، بل اسست إلى مواضيع مستقبلية تبحث وتكمل مشروعها الراديكالي الايديولوجي، على الرغم من أن هذه الرسالة قد انحرفت عن موضوع الشخصية الراديكالية واتجهت بشكل مباشر إلى خطاب الراديكالية الا أن مايهمنا في فرز ودراسة وعرض الملاحظات عن الرسالة بشكل جدي وليس طرح الامور السلبية بل البحث عن تدشين مصطلح مهم وربطه بالمسرح،  فمن خلال طرح مشكلة بحثها ربطت الراديكالية بالحروب والصراعات السياسية،  واتخذت من الشخصيات الاقلية الواعية والفاعلة في مجتمعاتها نتيجة الظلم والاجحاف والطغيان بالبحث عن التغيير وانعكس ذلك على المسرح العراقي، واسست إلى اطار نظري:أولا ومفهوم ونشأة الراديكالية، قد استعرضت فيه الجوانب الفكرية والحركات الراديكالية العالمية سياسيا واجتماعيا بدءا من لحظة تأسيس المصطلح في القرن الثامن عشر ومنها: حركة الليفليرز وظهرت في انجلترا، حركة الراديكاليين البريطانيين، حركة الاشتراكيين الراديكاليين، الراديكالية الفلسفية، اعتبرت الباحثة أن فرنسا هي الملهم الاول لجميع الحركات الراديكالية على اعتبار أن الثورة الفرنسية قامت من 1789 إلى 1799 على شكل اصلاحات وحركات راديكالية ايديولوجية معتدلة، اما على صعيد الجانب الاجتماعي،  فهم المجتمع والعلاقة بين الانسان والمجتمع، اخضاع النظريات السائدة للتحليل، الالتزام الواضح والصريح بالقيم الانسانية.
ثانيا: الراديكالية عند الفلاسفة الحداثويين وما بعد الحداثويون.
أشاد د. زيد ثامر بأن الراديكالية عن الفلاسفة الحداثويين وما بعد الحداثويون، قد شملت على (ديكارت، كانت، شوبنهاور، كريجورد، هيجل) ورأت أن الطروحات الفلسفية الحداثوية لم تتوقف عند تأمل الذات الجديدة فحسب، وانما استدعت الثورة على ما كان راسخا ومقبولا، دافعة نحو المغايرة والعقلانية في ظل الوجود الانساني،كما شملت دراسة اللافكار الفلسفية ما بعد الحداثويةعلى (ميشيل فوكو، جاك دريدا، جيل دولوز، فرانسوا ليوتار) ورأت الباحثة أن هذه الحركات الايديولوجية وتناقضاتها جاءت على انقاض الحداثة مما اتسمت بالتطرف والاصولية، بينما تعد الشخصية الراديكالية في المسرح، اتخذ هذا المبحث منعطفا دراميا تجريبيا في ظل التغيرات وتطورات الحياة التي اثرت في واقع الانسان ومحيطه، من خلال طرح افكار ومسميات المسرح السياسي، المسرح التجريبي، المسرح الطليعي، مسرح البيئة، مسرح الشارع، مسرح الشمس، مسرح الخبز والدمى، مسرح المقهورين وغيرها وتوصلت إلى أن الراديكالية في المسرح توجهت نحو اشتغالات الاصلاح والتجديد من خلال السعي والبحث عن الظواهر والتغييرات النصية الدرامية واشكال غير مألوفة وتكسر النظم التقليدية، معتمدة على افكار المؤلف لعكس قضايا الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي.
وأوضح الدكتور حبيب ظاهر: تميزت الباحثة بإختيارها لموضوعا بحثيا هام، وتكمن اهميته فى بنيه مجاورة للفن والادب المسرحى،  حيث وضعت الباحثة هدف هو تعرف واستكشاف مكامن الراديكالية في النص المسرحي العراقي، وسعت في اطار البحث النظري على التوصل إلى مفهوم الراديكالية بصورته السياسية الهادفة للتغيير الجذري في المجتمع والثقافة مع استعراض اهم التغييرات التي احدثها الراديكاليون في مجتمعاتهم، ثم تحولت إلى الكتاب المسرحيون الذين جعلوا ثيمة نصوصهم ذات محور تغيير شامل ولان الباحثة ذات تطلعات واسعة على الادب النسوي انساقت نحو عوالم المرأة اساسية في البحث وخير دليل على ذلك هو ذهابها بتوسع نحو مسرحية بيت الدمية للكاتب «هنريك ابسن» وما احدثته بطلة النص (نورا) من ثورة في تمرد المرأة على من يصورها كدمية في البيت وذلك من خلال مغادرتها بيت الدمية وانطلاقها نحو عوالم الحرية.
 أضاف د. اياد السلامى : لقد ذكرت الباحثة عنوان (الراديكاليه النسويه في المسرح العراقي)فكان هذا موضوع بحثها فى اطار ضيق، كما أنه سوف يعوقها فى رحلتها البحثية ، واقترحت عليها بأننا نناقش هذا البحث من منظور أكبر حتى تستطيع دراسته بشكل اعم، فوضعنا إطار نظرى لبحث( الشخصية الراديكالية وتمظهراتها فى النص المسرحى العراقى المعاصر)،فاعتمدت الباحثة على تقديم دراسة شاملة تضم دراسة مصطلحات البحث، أهداف البحث، العديد من الدراسات السابقة التى ساعدت الباحثة فى رحلة بحثها، كما خصصت  الباحث «هاله» فصلا لاجراءات البحث ، اذ تم فيه تحديد مجتمع البحث الذي تكون من تسعة وعشرون (29) نصاً مسرحياً عراقياً، واستخلصت منه عينة البحث التي تم اختيارها بالطريقة القصدية على وفق اسباب،  تمثلت في  ثلاث نماذج لنصوص مسرحية ( رصيف 77: ايمان الكبيسي)، مسرحية ترفع  ( السجين الحر: امال كاشف الغطاء) ومسرحية ( نصب الحرية: خزعل الماجدي، واعتمدت الباحثة المنهج (الوصفي) في تحليل العينة، تبعاً لما تمليه عليها طبيعة البحث الحالي، اما الفصل الرابع فقد توصلت الباحثة إلى مجموعة من النتائج التي ترشحت من تحليل نماذج عينة البحث ومنها (استغلت النصوص المسرحية  التحولات السياسية والاجتماعية)  التي طرأت على الواقع الاجتماعي المعاصر كدلالة راديكالية اصلاحية من خلال تقديمها للمعالجات الدرامية بصورة فنية كما في نماذج العينة الثلاث.
 


شيماء سعيد