«مسرحية سلطان الحرافيش».. جسر بين التاريخ والفن في قصر ثقافة الفشن بمحافظة بني سويف

«مسرحية سلطان الحرافيش».. جسر بين التاريخ والفن في قصر ثقافة الفشن بمحافظة بني سويف

العدد 867 صدر بتاريخ 8أبريل2024

في إطار الموسم المسرحي الجديد لعام 2023/2024 تستعد فرقة قصر محافظة بني سويف لتقديم عرضها المسرحي (سلطان الحرافيش) من تأليف طارق عماد وإخراج محمود أبو الغيط، تأتي هذه المسرحية تحت إشراف الهيئة العامة للقصور الثقافة، برئاسة الفنان عمرو البسيوني، وتشارك فيها إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد برئاسة لميس الشرنوبي.
يقول المخرج محمود أبو الغيط (سلطان الحرافيش هي عبارة عن مزج الفن بالتاريخ أو التاريخ بالفن في محاولة للاقتراب من هذا العصر، باعتبار أن التاريخ ما هو الا صراع قوى ودائم والفن هو الآخر صراع درامي بين المشاعر الإنسانية والمصالح المختلفة، وتوجهت بالفعل بهذا النص لأنه يتصدى إلى صراع المحتل في الماضي الذي كان متمثلاً في سليم الأول، والمماليك الذي اعتبروا أنفسهم من الشعب المصري).
ويكمل أبو الغيط (قد تناول المؤلف هذا الموضوع محاولاً إثبات سريان الروح الوطنية لدى الشعب المصري مع المماليك، حيث وقف المصريين أمام كل محتل أو مغتصب لهذا الوطن الحر، وإظهار ما كان يتمتع به طومان باي من وطنيه وبطولة في وقوفه ضد الاحتلال العثماني، ومن طبيعة هذه الفترة تم الاستعانة بألعاب مسرحية مثل خيال الظل وغيره من الأحداث التي يموج بها النص).
ويوضح المخرج محمود أبو الغيط (تكمن الرؤية الاخراجية للنص في التفكير المبدئي للنص في الصراع القائم بين قوتين مختلفين، وخاصة إننا نمتلك مخزونًا من الثقافة المسرحية، حيث تم عرض الأحداث المسرحية في بعض المشاهد باستخدام خيال الظل والألعاب المسرحية، تكمن في نقطة البداية ومن جهة نظري الخاصة فالخيال هو المعول عليه الذي سنتناول العرض المسرحي من خلاله مع إضفاء مسحه من السخرية المؤلمة، وجدير بالذكر بأن الخيال هو من الواقع يخبرنا أن هناك بشر أبرياء يعيشون بأمان يتعرضون للاحتلال من قبل الدولة العثمانية ممثلهم سليم الأول، فالخط الدرامي واضح، بالإضافة إلى فلسفة العرض المسرحي ستكون واضحة في أكثر من موضع).
 ويختتم (سلطان الحرافيش تمتاز بأنها خليط بين مدرستي التعبيرية والرمزية، وكبريختية أيضًا، حيث يتناول الأسلوب العام من أجل إيقاظ الوعي والتعلم من التاريخ السابق وهذا هو المعني الاصلي لكتابه التاريخ بشكل فني، هذا طبعا بخلاف الصورة الشعرية والموسيقية التي ستتواكب مع هذا الطرح، والبنية المكانية التي ستساعد في إثبات هذا التخيل وختامًا العرض المسرحي سلطان الحرافيش ينتمي إلى المدرسة الواقعية الرمزية). 
يستكمل الكيروجراف تامر عبد المنعم (بدأنا في الاستعداد الاستعراضي عن طريق معرفة الرؤية الخاصة والعامة للمخرج محمود أبو الغيط، وإدراك الجوانب الحسية بشكل كافٍ؛ كي أستطيع أن اجعل جسد الممثل يعبر عن الخط الدرامي للعرض المسرحي، وكان من بعض التحديات التي واجهتها هي تدريب الممثلين، أولاً لأنهم في أعمار مختلفة من صغار وكبار السن، بالإضافة إلى لأن بعضهم لم يكن لديهم الخبرة الكافية في فن الكيرجراف الحديث)
يضيف عبد المنعم (هناك بعض الخطوات التي أحاول اتباعها من أهمها الاستماع الجيد للموسيقى ومحاولة التخيل كيف يعبر الجسد عنها، وأسعى دومًا كل حركة يكون هدف واضح في الدرامي الحركية، وإن كان هناك بعض الممثلين المبتدئين فكان هناك خشية كبيرة من عدم معرفة تنفيذ الحركات، ولكن بعض مرور الوقت استطاعوا تنفيذ الدراما الحركية، فكل ممثل يمتلك العديد من المهارات غير المعروفة لهم، والجيد في الأمر إنهم يحاولون التعاون معي لإخراج أفضل ما لديهم)، وفقًا ذلك لما به صرح الكيروجراف تامر عبد المنعم لجريدة مسرحنا.
وتستكمل أميرة كمال مصممة الديكور والملابس لسلطان الحرافيش (استلهمت الديكور المسرحي من العمارة المصرية القديمة، وخاصة في عصر المماليك وحاولت إلمام كافة التفاصيل التي كانوا يعتنون بها في النحت والزخارف الخاصة بهم من قبب وربطهم بالفن الاسلامي، سعيت بأن يكون الديكور يخدم الرؤية المسرحية من خلال توظيف الصورة طبقًا للمدرسة› ‘الواقعية الرمزية» وأيضًا العمل على المساحة المتاحة للمسرح بما يتناسب مع الديكور)
واختتمت كمال (قمت باستخدام عناصر الديكور لإيصال الرسالة من خلال عرض قطع وعناصر وأزياء معبرة عن أحداث العرض وعن الزمن الذي تدور فيه الأحداث وسيكولوجية اللون وربطها بالشخصيات، وقد ساعد الديكور المسرحي في فهم الشخصيات والتطورات في العرض المسرحي من خلال ربط الصورة بالحدث أو الصورة المتعارف عليها في أذهاننا وخبراتنا السابقة).
 العرض المسرحي سلطان الحرافيش من تأليف د. طارق عمار، ديكور وملابس أميرة كمال، أشعار صلاح عتريس، موسيقي وألحان محمد ناجي، استعراض تامر عبد المنعم، إخراج محمود ابو الغيط.
 


جهاد طه