العدد 922 صدر بتاريخ 28أبريل2025
- فى إطار الموسم المسرحى 2024-2025 بالهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان وبإشراف الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة، يستعد إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى يستعد قصر ثقافة شبين الكوم لتقديم العرض المسرحى “الخروج” عن نص مسرحى للكاتبة التركية: عدلات أغا أوغلو، دراماتورج: خالد توفيق ديكور: إسلام جمال، إضاءة: أحمد أمين واستعراضات: أحمد حسن تصميم عرائس: محمد عزوز وأقنعة: بسنت مصطفي، فيديو مابنج: مصطفى فجل وإبراهيم أبوبكر، مخرجان منفذان: كريم مصطفى وسيد سيسو ملابس وإخراج: ساندرا سامح. «الخروج» من بطولة: خالد رأفت، أميرة رضا، رضوى أحمد.
قالت مخرجة عرض “الخروج” ساندرا سامح: أن أحداث العرض تدور حول فتاة تعيش مع أبيها داخل قبو لبيع المبيدات الحشرية والتى يخشى عليها من مواجهة العالم فتصبح حبيسه للسجن الذى صنعها لها بنفسه، فالعرض رحلة صراع بين مخاوف الاب والابنة التى تريد أن ترسم لنفسها عالمها الخاص بها ليظهر فى الحوار الصراع بين الاب والابنه فالحوار يعكس من خلاله قضايا اجتماعية وفلسفية فالعرض يقدم رؤية عميقة حول موضوعات الهوية والحرية فصراع الهوية داخل العرض يبرز التوتر بين الفرد والمجتمع مما يجعلها جذابة لمن يبحثون عن فهم أعمق للذات والعلاقات الاجتماعية.
وأضافت ساندرا: أن العرض هو أول عرض لها فى الثقافة الجماهيرية كشريحة تجربة نوعية بقصر ثقافة شبين الكوم وثالث العروض المسرحية لها بعد عرض “سجن النسا” وعرض “سوء تفاهم” واللذين كانوا ضمن عروض مهرجان نوادى المسرح ولذلك استعانت بالمخرج خالد توفيق لاختيار النص فقيامه باعداد النص كان إضافة كبيرة لها وللعرض عموما، فالاستاذ خالد توفيق سعى من خلال قيامه بالاعداد وتوجيه المخرجة من خلال إرشاداته لاختيار عناصر العرض من ملابس وديكور واستعراضات واقنعة فكانت الرسالة التى يريد إيصالها هى الحرية والتحرر من السلطة الأبوية والقيود الاجتماعية التى تفرض عليها فهوية الفتاة ليست مجرد أنعكاس لما يراه الاخرون بل هى محاولة مستمرة لفهم ذاتها وتحديد مكانها فى العالم.
فيما أوضح الممثل خالد رأفت عن شخصية الأب التى يقدمها فى العرض: إن عرض الخروج أثار استفزازه كممثل فشخصية الأب فى المسرحية اختارت سجنها بنفسها داخل بيته او ربما داخل نفسه ذاتها بعيد عن العالم القاتل من من وجهة نظرة مما جعله حتى بعيدا عن حياة ابنته الوحيدة التى تعيش معه فى هذا السجن الاختيارى منه بعد أن اجبرها ان تقضى معه فترة السجن ربما خوفا عليها او خوف منها أو أن هناك أسبابا غير واضحة. فالأب يبدو للجميع شخصية قاسية ولكنه على ما يبدو كان يمتلك مشاعر أخرى رقيقة وقد قام بحبس تلك المشاعر أيضا بداخله لاعتقاده أن هذه الحياة لا تستحق الإفصاح عن تلك المشاعر الراقية ولذلك وجد انه لا جدوى من الخروج.
وتابع خالد رأفت: ما يميز تلك الشخصية لى أنا كممثل انها تحمل الكثير من المشاعر المتناقضة من حب وكره وغضب وهدوء وقسوة وحنان خصوصا عندما يكون هناك مخرج واع مدرك لما يقدمه الممثل، فالشخصية مليئة بالمعانى والمشاعر والتراكم المبهر سواء أحببتها أو كرهتها ولكنها تجذبك لعالمها وبالنسبة للمغزى من العمل فهذا سوف يظهر للمتفرج الذى سيشاهد العرض فسيكون له رؤية ووجهة نظر فى العمل ونقطة أو نقاط يوحى بها العرض له لكن فى المطلق والظاهر هى العلاقة بين الأب وأبنائه وظاهرة الهروب من الواقع المرير من وجهة نظر الشخصية والأسباب الشخصية لاختيار عدم الخروج لمواجهة كل هذا.
فيما أفادت أميرة رضا عن شخصية الابنة بطلة العرض قائلة: الابنة هويتها تعتبر محورا رمزيا يعكس الصراع بين الفرد والمجتمع، فالابنة تمثل شخصية تبحث عن الحرية والتحرر من القيود الاجتماعية التى تفرض عليها. فهويتها ليست مجرد انعكاس لما يراه الاخرون بل هى محاولة مستمرة لفهم ذاتها وتحديد مكانها فى العالم. فالبنت تعيش فى حالة صراع دائم مع التوقعات الاجتماعية والضغوط التى تحاول تشكيلها وفقا لقوالب معينة.
وتابعت: الابنة فتاة شابة فى عمر الخامسة والعشرين ولكن لا يظهر عليها عوامل العمر إطلاقا فهى لا تزال طفلة صغيرة تعيش كالمسجونة لا تخرج للشارع لا تعرف الأطفال فى عمرها، لا تعرف فى الحياة سوء الاب حتى عندما تصطدم بنفسها أنها قد كبرت وتفكر حتى مجرد فكرة فى الخروج يصدمها الأب عن قصة أحدى السيدات الذى لا يهتم بهم أحد ليطمئنها والدها قائلا أنه يخاف عليها من الخروج إلى العالم الخارجى لتقتنع هى الأخرى أن هذا العالم عبارة عن مكان متوحش لا يجب أن تخرج منه إطلاقا.
وأنهت كلامها بأن شخصية الابنة كانت صعبة للغاية عليها بصفتها ممثلة فهى تعتبر فى مثل عمرها تعيش حياتها وتشعر بمدى قسوة ما تعيشه إطلاقا فى سجنها الذى فرضه عليها والدها إلا أن فى النهاية يوافق على خروجها لتخرج أخيرا، وترى النور وترى الأطفال، لتنتصر فنهاية لهويتها كأنثى فى مجتمع أبوى صارم وقاهر للحرية.