المخرج هشام السنباطي: إدارة مشروع ثقافي ليس صعبا طالما لدينا تخطيط جيد

المخرج هشام السنباطي: إدارة مشروع ثقافي ليس صعبا طالما لدينا تخطيط جيد

العدد 585 صدر بتاريخ 12نوفمبر2018

المخرج هشام السنباطي خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة وهو مخرج مسرحي معتمد من الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 1996. قدم الكثير من التجارب بالهيئة، ثم اتجه للعمل المستقل فأسس فرقة مسرحية مستقلة باسم (الأوركيد) وقدم بها عرض (الطوفان) الذي يعدّ باكورة إنتاج صندوق التنمية الثقافية، ثم أسس مهرجان آفاق مسرحية ومهرجان القاهرة للفنون، ومؤخرا رئيس مجلس أمناء مؤسسة في عشق مصر، ومدير مسرح تياترو آفاق الذي تم افتتاحه في سبتمبر الماضي.. حول هذا المشروع الثقافي كان لـ»مسرحنا» معه هذا الحوار للوقوف على تجربته ومشروعه الثقافي ومراحل تطوره.
 - بداية نود التعرف على المرحلة الجديدة من مشروع آفاق مسرحية الذي يحمل اسم (تياترو آفاق)؟
(مسرح تياترو آفاق) مرحلة جديدة من مشروع (مهرجان آفاق مسرحية) الذي بدأ التحضير له منذ عام 2010، بدعم ورعاية د. خالد عبد الجليل رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي السابق، الذي بذل مجهودا كبيرا حتى يتم السماح للهواة والمستقلين بتقديم عروضهم على مسارح الدولة/ مسرح صلاح جاهين، وقد بذلت مجهودا كبيرا من أجل ذلك على الرغم من الهجوم الشديد على المهرجان في بدايته، وانطلقت أول دورة له في أكتوبر 2011، وقد شارك في هذا المهرجان نحو 500 فرقة مسرحية من كل الأقاليم خلال السنوات السابقة.
وساندنا بعد ذلك أساتذة ومخرجون ونقاد كثيرون منهم د. محمد أبو الخير، د. سيد خاطر، والراحل د. سيد خطاب، وأخيرا المخرج خالد جلال لأنه كان في يوم من الأيام مؤسسا لإحدى هذه الفرق، ويشعر بمعاناة هؤلاء الشباب، بالإضافة لوزراء الثقافة الذين تابعوا المشروع ودعموه منذ بدايته، في فترة تولي د. صابر عرب حقيبة وزارة الثقافة، ومن بعده الكاتب حلمي النمنم، وأخيرا د. إيناس عبد الدايم، التي تحضر معنا دائما في افتتاح وختام المهرجان، وهو ما يعدّ غريبا على مهرجانات الهواة. وفي دورة المهرجان الأولى كان الفنان الراحل عزت العلايلي ضيف شرف المهرجان، ثم الفنان محمد صبحي رئيسا شرفيا للمهرجان في دوراته الثلاث السابقة.
 - كيف تم تطوير مشروع مهرجان آفاق المسرحي حتى مرحلته الجديدة تياترو آفاق؟
اقترح الفنان محمد صبحي عمل جمعية أو مؤسسة ليتم العمل من خلالها ككيان قانوني للمشروع، وبالفعل قمت بالتحرك مع د. سالي سليمان المدير التنفيذي للمشروع بعمل مؤسسة تحمل اسم (في عشق مصر) تأسس من خلالها نادي تياترو آفاق، ومقره مسرح تياترو آفاق بوسط البلد، وبالتالي تكون الفرق المشاركة من أعضاء هذا النادي، ويصبح للمشروع كيان قانوني معترف به من الدولة. وقد تم افتتاح المسرح رسيما في الأول من سبتمبر الماضي.
 - ما أبرز الفعاليات التي تمت على المسرح منذ افتتاحه وحتى الآن؟
احتفلنا بشبابنا، ولم نعتمد على الإعلام أو القنوات وقدمنا 30 ليلة عرض خلال شهر سبتمبر، وما زلنا نستقبل مشاريع الشباب ممن لهم الحق في الاستفادة بهذا المشروع، الذين ليس لهم جهات أو نوافذ كالمحترفين.
 - ما طبيعة مهرجان آفاق مسرحية منذ تأسيسه وحتى الآن؟
مهرجان آفاق مسرحية هو مهرجان مسرحي للفرق الحرة/ المستقلين والهواة، حيث تقوم إدارة المهرجان بتشكيل لجان مشاهدات للفرق الحرة المتقدمة للمشاركة في كل محافظات وأقاليم مصر، وقد شكلنا لجان على مستوى عال ضمت كلا من: د. محمد عبد المعطي، د. عبد الناصر الجميل، د. سيد الإمام، المخرج عبد الغني زكي، الفنانة حنان شوقي، والفنانة أميرة كامل، وغيرهم كثيرون، ثم تقوم هذه اللجان بعملية فرز لهذه العروض وتصنيفها سواء كانت العروض المتقدمة (مونودراما – ديودراما – عروض قصيرة – عروض طويلة – عروض الطفل – عروض ذوي الاحتياجات) ومن ثم يصبح لكل شكل من الأشكال السابقة مسابقة خاصة به وجوائزها الخاصة، ثم جائزة كبرى تتنافس عليها أفضل 10 عروض من جميع العروض المشاركة في مختلف فروع التسابق بعنوان (أفضل إبداع مسرحي)، حتى إن البعض أطلق عليه مهرجان المهرجانات، وقد شارك في هذا المهرجان عبر دوراته السابقة كثيرون من الهواة والمحترفين وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية مثل المخرج محمد مبروك، والمخرجة منار زين والمخرج محمد يوسف، وغيرهم كثيرون.
 - إذن من خلال هذه التجربة ما هي وجهة نظرك في إشكالية تقييم الأشكال المسرحية المختلفة بمعيار واحد ضمن مسابقة واحدة؟
هذه الإشكالية كانت مطروحة بقوة في الآونة الأخيرة – الإشارة لنتائج المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الأخيرة – ولست أرى ما يمنع، شرط أن يكون هناك معيار/ عنوان واضح للجائزة، كجائزة أفضل إبداع أو ابتكار، فليس هناك ما يمنع تقييم عروض الطفل في مسابقة واحدة مع عروض الكبار إذا ارتكز التقييم على معايير واحدة واضحة، كجائزة أفضل لاعب في المباراة لأنه بذل مجهودا.. إلخ.
 - وماذا عن الدورة القادمة من مهرجان آفاق مسرحية؟
نستقبل مشاريع الشباب من الآن وستقام فعاليات الدورة القادمة في مارس 2019، وستكون المرحلة الأولى ملتقى المحافظات في كل أقاليم مصر، ثم بعد ذلك تقوم لجان التحكيم بتصعيد الأوائل للمرحلة النهائية، ثم يتم تقسيمها – كما وضحت لك – لعدة مسابقات، ويتم اختيار هذه العرض تبعا لجودتها ومستواها الفني، ثم تتسابق جميعها في المرحلة الأخيرة على جائزة أفضل عمل إبداعي.
 - وماذا عن الفعاليات القادمة في مسرح تياترو آفاق؟
ينظم مسرح تياترو آفاق مهرجانا شهريا بعنوان (فنون) يختص بشكل من أشكال المسرح، وقمنا بإقامة فعاليات الدورة الأولى من المهرجان، وقد اخترنا في تلك الدورة العروض الكوميدية، وكانت لجنة التحكيم مكونة من: الفنانة حنان شوقي، والفنانة أميرة كامل، والنجمة الليبية خدوجة صبري، والمخرج الكبير عبد الغني زكي.
 - ختاما وبعد هذه التجربة الطويلة والمتطورة في إدارة مشروع ثقافي، ما هي العقبات التي تواجه مثل هذه المشاريع الثقافية في مصر؟
الفن رسالة، وإذا آمنا بذلك سنستطيع التغلب على كل العقبات، فقط نحتاج لأن نحب بعضنا ونتآلف بعيدا عن الأحقاد لنصنع لأنفسنا مناخا جيدا للعمل. ويضيف: إدارة مشروع ثقافي ليس أمرا صعبا، طالما لدينا تخطيط جيد، وخرجنا عن الشكل الحكومي والبيروقراطي، ولدينا نماذج ناجحة بالفعل في مصر لمثل هذه المشاريع الثقافية كساقية الصاوي، وفي المقابل كان لدينا مهرجان المسرح المستقل الذي كانت تديره الفنانة عزة الحسيني لكنه عانى كثيرا لكي يستمر لكنه توقف على الرغم من أنه يعد من أهم المهرجانات. ويختم حديثه: من الممكن أن يكون لدينا مشاريع وتجارب كثيرة ناجحة لكنها تحتاج للفرصة والشباب.


عماد علواني