رحيل أول مصممة ديكور مسرحي سكينة محمد علي.. وداعا

رحيل أول مصممة ديكور مسرحي سكينة محمد علي.. وداعا

العدد 584 صدر بتاريخ 5نوفمبر2018

في هدوء شديد وبعيدا عن صخب الحياة وصراعات البشر رحلت عنا رائدة عظيمة من رواد الفن المسرحي، مصممة الديكور د. سكينة محمد علي، تاركة وراءها تحفا فنية عرفها وقدرها من عاصروها وشاهدوها وهي تنبض بالحياة على خشبات المسارح بدءا من خمسينيات القرن الماضي وحتى التسعينيات. بدأت عملها كأول سيدة تقوم بتصميم الديكور والأزياء المسرحية انطلاقا من دار الأوبرا المصرية التاريخية مستمدة علمها وفكرها من الرواد الإيطاليين مباشرة، كما صقلت معارفها وخبراتها أيضا بالبعثة الخارجية إلى ايطاليا، ثم كان عملها بالمسرح القومي نقطة فارقة وعلامة هامة ومضيئة ومشرقة ليس في حياتها هي فقط بل في المسرح المصري كله، وقد أصدر المركز القومي للمسرح منذ سنوات عديدة أثناء رئاسة د. سيد علي إسماعيل له  كتيبا تكريما لها أعدته د. عايدة علام تضمن دراسة موسعة وكافية عن حياتها وأعمالها وأسلوبها في تصميم الديكور لعدد من المسرحيات، ونستمد هنا من هذا الكتيب  جزءا من سيرتها الذاتية أولا قبل أن نسترشد بشهادات عدد من الفنانين والنقاد الذين عاصروها وتعاملوا معها أو قاموا بعمل دراسات عنها. هي من مواليد شبرا القاهرة 1-9-1933، تخرجت من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة قسم الديكور 1957 بتقدير عام جيد جدا وعينت بدار الأوبرا المصرية كمصممة ومنفذة للديكور فكانت بذلك أول رائدة مصرية في هذا المجال بعد الإيطاليين.حصلت على الدكتوراة من أكاديمية الفنون الجميلة بروما قسم السينوجرافيا عام 1972 عملت بالمسرح القومي منذ عام 1964 حتى عام  1993دون اسمها بموسوعة اليونسكو كواحدة من أحسن أربعة في العالم قاموا بتصميم الديكور والملابس لأعمال بريخت. صممت ديكورات وملابس عشرات الأعمال المسرحية لكبار المخرجين مثل زكي طليمات وسعد أردش وكرم مطاوع ومحمد عبد العزيز وغيرهم.
كرمت من المسرح القومي ومنحت جائزة الريادة والامتياز وحصلت على درع المسرح القومي من وزير الثقافة.
شيخ المسرحيين الناقد د.كمال الدين عيد قال عنها: عرفتها من الناجحات في فنون عدة في المسرح المصري، وقد قدمها للعمل المسرحي الزميل المخرج محمد عبد العزيز وفي الحقيقة أنها لم تكن وحدها بل كان زميلي الراحل سعد اردش أحد الذين قدموا كل من تخرج من إيطاليا في المسرح، أضاف تسلمها المخرج محمد عبد العزيز لتصمم الديكور في أغلب مسرحياته، كما تسلمت أنا لطيفة صالح في غالب مسرحياتي و هكذا سعد أردش، عملت  مع المخرج محمد عبد العزيز لأول مرة في مسرحية الكراسي وهي ثاني مسرحية قدمها مسرح الجيب بعد إنشاءه.أضاف: تمتاز سكينة محمد علي بالرؤية الجديدة التي حملت طعم الديكور الإيطالي حيث عملت وتعلمت كثيرا من العروض الأوبرالية وبعض العروض المسرحية في إيطاليا و أوروبا، وقد سافرت إلى عدة دول بخلاف إيطاليا، والفضل في ذلك يعود إلى الدكتور ثروت عكاشة والدكتور محمد عبد القادر حاتم وزيرا الثقافة الذين أرسلا عددا كبيرا ليس فقط من مهندسي الديكور ولكن من المخرجين ومن الناشطين في العمل المسرحي.تابع: تركت سكينة محمد علي أثارا عظيمة في عديد من المسرحيات، لأنها كانت من القارئات للفنون المسرحية، وكان تميزها في الستينيات يعتبر تطويرا للمسرح المصري وللمناظر المسرحية .

تزامن
كما يرى الناقد د.أسامة أبو طالب أستاذ النقد والدراما بأكاديمية الفنون، أن الفنانة القديرة رحمها الله تعتبر واحدة من المؤسسين الحقيقيين لحركة المسرح المصري بداية من الخمسينيات منذ تخرجها عام 1957 من كلية الفنون الجميلة وتعيينها بدار الأوبرا المصرية كأول فنانة مسرحية تصمم  وتنفذ الملابس المسرحية، مشيرا إلى أن أهمية الفنانة الراحلة تنبع من إبداعها المسرحي المتزامن مع انطلاق حركة المسرح الحديثة في الستينيات، حيث قامت بتصميم المناظر والملابس لأوبريت سيد درويش العشرة الطيبة مع أبي المسرح المصري بشكله العلمي الحقيقي الفنان الرائد زكي طليمات، عام 1959، حيث كانت الحركة المسرحية بالغة النشاط. وأعقبت ذلك مسرحية يوم القيامة، وبدأت التنويع في إنتاجها المسرحي، وفي ذلك الوقت كان ظهور المخرجين الجدد في المسرح المصري، محمد عبد العزيز وسعد أردش وحمدي غيث وجلال الشرقاوي وكرم مطاوع وسمير العصفوري، وغيرهم. ومن علاماتها في المسرح تصميمها لديكورات مسرحية يونسكو الكراسي للمخرج محمد عبد العزيز وهي ترتبط بمسرح الجيب وبداية ظهور المسرح الطليعي في مصر، وبعدها قدمت مسرحية الطعام لكل فم لتوفيق الحكيم. ثم قدمت مسرحية خارج السور لرشاد رشدي وإخراج سعد أردش لكن العلامة الفارقة الحقيقية لها مسرحية سكة السلامة لسعد الدين وهبة وإخراج سعد أردش وهي مازالت باقية، فكانت الملابس والمناظر المسرحية للراحلة  دكتورة سكينة محمد علي التي كانت لاتذكر لقب الدكتوراة مقرونا باسمها بل كانت تفضل أن يطلق عليها مبدعة وليس دكتورة، وبعد هذه المسرحية الناجحة جدا أيضا كانت مرتبطة بالعمل مع سعد أردش وقدمت معه مسرحية الحرافيش على مسرح البالون  1965، ثم تنوع إنتاجها وقدمت المسرحية اليابانية الشهيرة بوابة راشومون، من إخراج حسن عبد السلام على مسرح الطليعة. أضاف: لكن العمل الفارق  والذي أعتبره أهم عمل أجنبي قدم على خشبة المسرح المصري هو مسرحية الإنسان الطيب لبريخت إخراج سعد أردش بطولة فاروق نجيب وعزت العلايلي وسميحة أيوب، وكتب أشعارها صلاح جاهين،  والشيء العظيم الذي أعطى هذه المسرحية قيمتها هو المناظر والملابس المسرحية. ثم قدمت دائرة الطباشير القوقازية بمسرح الأزبكية، ثم توالت أعمالها فقدمت النسر الأحمر لعبد الرحمن الشرقاوي، التي لم تلاق نجاحا لغلبة الشعر على درامية العمل، لكن برز التصميم الخاص بها كعنصر جودة في العمل، ثم قدمت باب الفتوح لمحمود دياب. وكانت هناك مسرحية هامة ليسري الجندي ومسرحية شاعرية ومعالجة اجتماعية لقصص رابعة العدوية وهي أول عمل كبير يقوم بإخراجه شاكر عبد اللطيف، كما قدمت إيزيس لتوفيق الحكيم من إخراج كرم مطاوع ثم آه ياغجر إخراج أحمد زكي وتأليف محمد جلال، وهي عمل ميلودرامي، ثم مسرحية حكمت امرأة لمسرح الشباب، إخراج عبد الغني زكي، كما صممت ديكورات مسرحية رقصة سالومي الأخيرة من إخراج د. هناء عبد الفتاح. تابع:الراحلة سكينة محمد علي تنتمي إلى جيل مؤثر، جيل رواد المناظر والملابس المسرحية والذي ضم فنانين كبار مثل جمال الحديني، وأبو العينين، والبيلي ومن تلاميذها الفنان عمر النجدي،  فهي تنتمي لجيل الفنانين التشكيليين الذين تناولوا المناظر والملابس المسرحية بشكل علمي على خشبة المسرح، سواء كانوا فنانين متخصصين في الديكور المسرحي في كلية الفنون الجميلة قسم فنون تعبيرية أو من أقسام التصوير بكلية الفنون وأيضا مثالين ونحاتين، ومما يحسب لها عدم اهتمام وزارة الثقافة بهذه الفنانة العظيمة، فلم تحصل على جائزة الدولة التقديرية أو التشجيعية وكانت تستحق  أن تحصل على جائزة الدولة التقديرية التي تستحقها بجدارة . أضاف: لا أستطيع أن أقول كان لها أسلوبا موحدا في الأداء كمصممة للملابس والمناظر فالذي يوجهها هو اتجاه المسرحية ومذهب العمل في المسرحية والمخرج أيضا، و كانت تعي ماذا تعني جغرافية المسرح، تفهم ما الذي يعنيه النص، تستطيع أن تلتقي مع المخرج في مناقشات طويلة وعميقة لتنفذ رؤية مخرج أو تتفق معه على الرؤية  وتقدم حلولا تنفيذية للنص. وكان لها تلاميذ حتى لو تقم بالتدريس لهم.

جماليات الأسلوب
وعن أسلوب الفنانة الراحلة في تصميم المنظر المسرحي تحدث الفنان فادي فوكيه الذي كان ملازما لها حتى وفاتها موضحا أنه لم تكن الصورة البصرية لدى الرائدة سكينة محمد على تقف عند حد كلمة الديكور أو تعني التجميل.. بل كانت معادلا بصريا لرسالة العرض .. وجسرا فنيا يلج بالمتفرج إلى حالة العرض المرجوة .. وكانت تؤمن بأن الرؤية التشكيلية هي أول ما يواجه المتفرج قبل بدء العرض، وتصاحبه أثناء الرحلة الدرامية، فعليها- أي الرؤية البصرية – عبء نقل الانطباع الأول إلى المتفرج أو المشارك كما كانت تسميه. ولذا فإنها غالبا لا تستخدم الستار الأمامي الفاصل بين المتفرج والمنصة.وكانت تمتلك جرأة غير عادية في استخدام خامات جديدة وغير متوقعة مما يساهم في إحداث الدهشة والمتعة لدى لمتفرج، فنراها في مسرحية رقصة سالومي ومسرحية إيزيس تصوغ مشاهد السجن باستخدام الحبال بديلا عن قضبان الحديد وماشابه في جرأة وجمال، ودلالة مدهشة. والفضاء المسرحي عندها أشبة باللوحة ثلاثية الأبعاد، فلم تكتفي برفع قطع الديكور إلى سقف المسرح ¸بل رفعت الممثل متدليا من سقف المسرح أو صاعدا للأعلى في الفضاء المسرحي. كما في مسرحيتي جاسوس في قصر السلطان، وإيزيس.
ومن النادر أن  ترى في أعمال الأستاذة سكينة تصميما يحتوي على البانوه أو المسطحات التقليدية أو ألأشكال الهندسية المحددة (المربع والمستطيل والدائرة) فهي تعتمد في التشكيل على خطوط انسيابية لينة باستخدام الأقمشة والحبال والخامات الطيعة. أضاف: من يعرفها عن قرب يلمس مدى تشابه أعمالها بحياتها ورقتها وروحها المرحة بلمساتها الرقيقة المفعمة بالحيوية والبهجة والدقة في الوصول للهدف. فقد تحدت المرض الطويل بإرادتها وحبها للحياة وإيمانها القوي بالله وبذاتها.تابع: عرفتها منذ ثمانينيات القرن الماضي، فكانت الأستاذة والأخت والصديقة، والمعلمة والمرجع. ائتمنتني على جمع تراثها الفني عبر مايقرب من نصف قرن فاقتربت منها ومن فنها، وائتمنتني حين أقعدها المرض أن أكون همزة الوصل بينها وبين العالم الخارجي الفني بالتحديد.كانت تصر حتى آخر لحظة في حياتها – رغم مرضها الشديد – على توثيق أعمالها في كتاب أو معرض - وهذا ما نحاول أن نحققه لها- كما حققت لنا وللمسرح الكثير في حياتها.

الموسوعة العالمية
ويقول المصمم حازم شبل: للأسف عندما بدأت عملي كمصمم ديكور كانت الراحلة سكينة محمد على قد أنهت حياتها العملية، لكني تعاملت معها وقابلتها في منزلها واطلعت على أعمالها، وأخذت مسرحيتين من أعمالها وهما إيزيس والنسر الأحمر ووضعتهما في الجزء الأول من الموسوعة العالمية للسينوغرافيا، وهي شاركت معنا في معارض السينوغرافيا الأول والثاني وحضرت بنفسها وكان تواصلا جميلا ورائعا معها، وظللت لفترة طويلة على تواصل تليفوني معها إلى أن تدهورت صحتها، أضاف: شاهدت لها عرض إيزيس على المسرح، و كانت متميزة جدا ولم تكن تلجأ إلى الزخرفة في تصميم ديكوراتها، فكانت تصمم حالة سينوغرافية حقيقية بخطوط متميزة وتصميمات تعبيرية متنوعة، كانت أول مصرية تتعلم من الإيطاليين مباشرة وكانت نجمة كبيرة في التصميم في أوانها. لذلك قمنا بتكريمها في المعرضين الأول والثاني للسينوغرافيين وقمنا بعرض تصميمات لها منذ عام 1959، وحضرت تلك المعارض بنفسها عامي 2012 و2014.

 العزف على أوتار السينوغرافيا
 أما د. عايدة علام فقد صدر لها كتاب عن (الرائدة سكينة محمد علي والعزف على أوتار السينوجرافيا) من مطبوعات المركز القومي للمسرح تحدثت فيه عنها ومنه قولها أنها نجحت خلال أربعة عقود كاملة، من نهاية خمسينيات لنهاية تسعينيات القرن الماضي، في أن تترك بصماتها الرائقة بفضاء المسرح المصري، وشاركت في تصميم ديكورات وملابس أبرز عروضه، وعملت مع أهم مخرجيه، وأكدت بموهبتها وطاقتها الفذة على قدرة المرأة المصرية على أن تؤكد وجودها إلى جانب الرجل في مجال من أصعب مجالات الإبداع المسرحي، وأقله ضوءا، متسلمة الراية مع زملائها من الإيطاليين الذين انفردوا بعمل الديكورات المسرحية منذ بداية تعرفنا على المسرح حتى نهاية الخمسينيات، ومن ثم فهى تجمع بين الريادة عامة، والريادة النسائية خاصة. ومنه أيضا أن الراحلة سافرت إلى إيطاليا فيما بين عامي 1968 و1972، لدراسة أحدث ما وصل إليه وقتها تصميم الديكور والملابس، وحصلت على درجتها العلمية بقسم السينوجرافيا بأكاديمية روما للفنون الجميلة، ولتتخصص في مجال السينوجرافيا، و كانت أول مصممة ديكور (امرأة) يتم تعيينها في هذا المجال علاوة على أنها أول مصرية احتلت هذا الموقع بعد الإيطاليين مباشرة، قبل عودة المبعوثين من الخارج، وكانت تصنع نفسها بدار الأوبرا وعيونها معلقة بالمسرح القومي. ومن الكتاب أيضا أنه: جاء اللقاء مع أستاذها الإيطالي إيتوري روندللي المتنقل لتنفيذ الديكورات بين مسرحي الأوبرا والقومي، فانتقلت ذات يوم إلى المسرح القومي لمشاركته في تنفيذ الديكور،، وتعرفت وقتذاك على أستاذ الأجيال المخرج الكبير زكي طليمات الذي جذبته حيويتها، وطلب منها أن تصمم وتنفذ له ديكور أوبريت (العشرة الطيبة) حاولت بقدر المستطاع تنفيذ بعض أفكارها التي رأت أنها تخدم العرض دراميا وجماليا
قامت بتصميم ديكور وملابس مسرحية (إله رغم أنفه) للكاتب فتحي رضوان، مع المخرج محمد عبد العزيز وعرضت على المسرح القومي في موسم 62/1963، وتعرضت لأول مرة مع هذا العرض لعملية صياغة منظر مسرحي لعرض درامي، لا يتطلب مساحات واسعة للراقصين والمغنيين، حيث يكون الحدث الدرامي وشخصياته في الصدارة، ولذا نحتت تماثيل ضخمة في قمة واجهة المسرح من الأرض للسقف، وكانت المناظر متعددة بعضها كان فيه أعمدة وبعضها الأخر كان عبارة عن قصر ضخم. وأنها قامت بتصميم ديكور مسرحية عبثية وكان عرض (الكراسي) للفرنسي يوجين يونسكو. أضافت :والقراءة المتعمقة لسينوجرافيا سكينة لمسرحية (الكراسي) تكشف عن قدرتها على صياغة منظر مرئي يعبر عن جوهر ما تقدمه المسرحية من وجهة نظرها، تتابع : كما وجدت سكينة نفسها في ذات الفترة الزمنية منجرفة نحو تيار معاكس تماما هو تيار المسرح الملحمي، وقاعدته مسرح برتولد بريشت، مشاركة في صياغة سينوجرافيا أبرز عملين في الستينات وهما : (الإنسان الطيب من ستشوان) عام 1967 و(دائرة الطباشير القوقازية) 1968، والعرضان من إخراج سعد أردش، الأول لفرقة مسرح الحكيم والثاني لفرقة المسرح القومي. قدم العرض الأول من خلال رؤية ترى في عموميته النظرية خصوصية محلية، في محاولة منها لفهم تعليمات بريشت الإخراجية، خاصة فيما يتعلق بديكورات المسرحية وملابس واكسسورات شخصياتها، وذلك في محاولة لتحطيم سيكولوجية الإيهام، فكل شيء على المسرح ظاهر، فلا توجد سوفيتا ولا ستارة، وأجهزة الإضاءة أعلى المسرح واضحة للجمهور، والممثلون يغيرون ملابسهم أمام الجمهور، وأحيانا الممثل يقوم بأداء أكثر من شخصية ويتم التغيير عن طريق الملابس، وذلك بهدف عرض القضية الفكرية على عقل الجمهور كقاض يحكم بموضوعية على طرفي المعادلة المقدمة. أشارت أبضا إلى أن عرض (الإنسان الطيب) أثار جدلا قويا حول فاعلية هذا المسرح وقيمته الجمالية والتحريضية في المجتمع المصري، وحول قرب أو بعد المخرج المصري وفريق عمله عن الأسس الجمالية للمسرح البريشتي، ووقع الاختيار على سكينة لتصميم سينوجرافيا هذا العرض الذي بدأت  في تنفيذه  على المسرح القومي، منغمسة في عالم بريشت وثورته، وتابعت رؤيته لعناصر العرض المختلفة، حيث رأت أنه يستخدم الإضاءة بصورة عمودية قوية على الممثلين فيبدون كالتماثيل المنحوتة المتحركة ليقلل حجم التعاطف الوجداني معهم، ويتم التغيير للملابس والديكور أمام الجمهور مباشرة، لكي يلغى مسألة الاندماج في واقعية ما يحدث على المسرح، أضافت: مع عمق تجربتها في صياغة سينوجرافيا العروض المسرحية والغنائية، صار لسكينة طريقة خاصة بها، ميزتها كمبدع عامة وكمبدعة أنثى بصورة خاصة فحرصت على العمل مع نصوص غير تقليدية، كما يبدو من زاوية أخرى أن تمرد الأنثى بداخل المبدعة، والتقاء هذا التمرد بواقع مجتمعي يحفز على تحطيم الأبواب المغلقة والسعي للتغيير، دفعها لرفض المنظر الثابت، الذي يصيب المتفرج بالملل، وعشقت المناظر المتعددة، ولجأت في تصميمها للملابس إلى تعددية الزي، بحيث يمكن للممثل أن يضيف أو يحذف جزء من زيه، أو يضع شال أو إكسسوار واضح، بحيث يكسر حالة الثبات التي قد يوحى بها الزي الواحد غير المتغير . وكانت حريصة في العروض التي بدأت تقوم بتصميم ديكوراتها وملابسها على أن تراعى انسجام الألوان بين الديكور والملابس، وألا تطغى ألوان الأول على الثاني، كما كانت تفضل في الأعمال الدرامية الرزينة أن تستخدم لونين فقط للديكور وهما الأبيض والأسود، بينما تمنح ملابس الشخصيات الأساسية الألوان الزاهية، وتعطى المجاميع أو الكومبارس ألوانا هادئة أو باهتة، لتبرز التباين بينهما، وحتى لا يؤثر وجودهم ككتلة أكبر على الشخصيات الفردية، كما كانت تمنح لكل شخصية من الشخصيات الرئيسية لونا يميزها ويتفق مع طبيعة ملامح شخصيتها، سواء كانت شريرة أو طيبة، حالمة أو متوترة، ويرتبط لون الزي بالشخصية حتى لو غيرت الزي في مشهد أخر فيكون من نفس مجموعة الألوان التي ينتمي إليها لون هذا الزي. ومن الكتاب أيضا قالت د. عايدة علام:
وعت سكينة أن المسرح فن استعاري إيهامي، ولهذا حينما تعرضت لصياغة أجواء مسرحيات تاريخية، وبخاصة مسرحيات مثل (إيزيس) لتوفيق الحكيم مع كرم مطاوع، و(رقصة سالومي الأخيرة) لمحمد سلماوي وإخراج هناء عبد الفتاح و(رابعة) ليسري الجندي وإخراج شاكر عبد اللطيف، وجدت نفسها أمام معضلة الأجواء والأزياء التاريخية، فلجأت لكتب التاريخ، لتستوحى خطوط الملابس وسمات العصر، لكنها في نفس الوقت قرأت المسرحيات، وعملت على فهم شخصياتها كشخصيات درامية بجانب كونها تاريخية، فلم تلتزم كثيرا بما جاء في متون كتب التاريخ، بل سعت إلى تطويع الزي التاريخي لخصوصية الدراما وطبيعة العصر الذي تقدم فيه المسرحية وشخصية الممثل وحجمه وحركته، ووفقا لطبيعة الدور الذي يؤديه سواء كان كوميديا أو تراجيديا. كتبت أيضا: رحلة سكينة محمد علي مع السينوجرافيا هى رحلة فنانة عرفت طريقها لعالم جديد ومثمر في حياتها المسرحية، وصاغت أسلوبا لها يمزج العام بالخاص، والإنساني بالمجتمعي، والكلي بالجزئي، تحلق بفنها نحو الآفاق العالمية، دون أن تتنازل لحظة عن مصريتها، وعروبتها، وتراثها، وخامات بيئتها .. لهذا صارت سكينة واحدة من أبرز من صاغوا سينوجرافيا العروض المسرحية، وواحدة من نسائنا اللاتي نجحن في أن يقفن كتفا بكتف الرجل لإمتاع الوجدان وترقية الذوق وتنبيه العقل لأهمية الوعي بالواقع والعمل على تغييره

خسارة فادحة
أما المخرج والمؤرخ المسرحي د.عمرو دوارة فيشير إلى  أن رحيل الفنانة القديرة سكينة محمد على يعد خسارة فادحة بحياتنا الفنية، فبرحيلها سقط فرع مهم من فروع الإبداع بمجال السينوغرافيا المسرحية، خاصة بعدما رحل بالأمس القريب أيضا وفي نفس العام المبدع الكبير د.ناجي شاكر. أضاف: والفنانة المبدعة سكينة محمد علي تعد بلا منافسة الرائدة الأولى في هذا المجال بالوطن العربي، موضحا أنها التحقت بكلية الفنون الجميلة عام 1952 (بعد قيام ثورة يوليو بشهرين)، وتخرجت عام 1957 بتقدير عام جيد جدا، ثم نجحت في الإلتحاق بدار الأوبرا المصرية عام 1958، لتصبح أول امرأة يتم تعيينها كمصممة ديكور، وذلك في إطار خطة وطنية - بعد معركة بور سعيد عام 1956 - بإحلال الفنانين المصريين محل مصممي الديكور الإيطاليين بدار الأوبرا. وقد أتيح لها خلال تلك الفترة المبكرة فرصة التعلم والتدرب على يد الفنان الكبير إيتوري روندللي كبير المصممين بالأوبرا حينذاك، فتعلمت منه كثيرا واكتسبت المزيد من الخبرات بداية من كيفية التخطيط الأولي لرسم الفوندو (المناظر بالخلفيات) بالقلم الفحم وكيفية تلوينه بعد تركيب الألوان وخلطها، كما تعلمت أسرار الألوان وتأثير الإضاءة عليها، كذلك اكتسبت خبرة كبيرة في كيفية تنفيذ قطع الديكور المختلفة وكيفية تثبيتها وفكها. أضاف:
وكان لنجاحها الكبير في الحياة العملية بعد ذلك - وبالتحديد منذ عام 1959 - وتألقها في تصميم ديكورات وملابس أوبريت “العشرة الطيبة” من إخراج الرائد زكي طليمات لفرقة المسرح القومي أكبر الأثر في تشجيع مجموعة من الفنانات على اقتحام مجال التصميم خلال النصف الأول من ستينيات القرن الماضي، فبرزت أسماء كل من الفنانات: نهى برادة (بداية من عام1960)، هانم أبو المكارم، وفاء محروس (بداية من عام 1962)، لطيفة صالح، وفاء زيادة (بداية من عام 1963)، منى البارودي (بداية من عام 1964)، مهيرة دراز، نادية حافظ (بداية من عام 1965). تابع : يتضح مما سبق أن الريادة الحقيقية لا تعني فقط السبق التاريخي ولكنها تعني أيضا التأثير الفعلي على الأجيال التالية، ومن هذا المنطلق تصبح الفنانة القديرة سكينة محمد علي رائدة عربية في مجال الديكور والسينوجرافيا المسرحية بصفة عامة وفي مجال الإبداع النسائي المصري بصفة خاصة. تابع دوارة: بدأت الفنانة سكينة محمد علي حياتها العملية بتصميم الديكورات والملابس مع كبار المخرجين وبأصعب الأشكال والقوالب المسرحية، وهي الأوبريتات والمسرحيات الغنائية والإستعراضية التي تتطلب مشاركة أعداد كبيرة من الفنانين (الممثلين والمطربين والراقصين) وتصميمات معبرة ومبهرة تحقق المتعة البصرية، حيث كانت بدايتها بتصميم ديكورات وملابس أوبريت “العشرة الطيبة” من إخراج الرائد زكي طليمات لفرقة المسرح القومي عام 1959، ولنجاحها وتميزها اختارها للتعاون معه مرة أخرى بأوبريت “يوم القيامة” لفرقة المسرح الغنائي عام 1961، وتضم قائمة أعمالها مجموعة من أهم الأوبريتات والمسرحيات الموسيقية والاستعراضية ومن بينها: “مهر العروسة” لفرقة المسرح الغنائي عام 1963، “الحرافيش” للفرقة الإستعراضية عام 1965، إيزيس” لفرقة المسرح القومي عام 1986، وذلك بخلاف بعض المسرحيات المهمة الأخرى. قال أيضا: إن المخرج الراحل سعد أردش يعد أكثر المخرجين الذين تعاونت معهم حيث قامت بتصميم الديكورات والملابس لثمانية مسرحيات من إخراجه هي: مهر العروسة، رحلة خارج السور، سكة السلامة، في سبيل الحرية، الإنسان الطيب، الحرافيش، عملية نوح، عطوة أبو مطوة، وذلك بخلاف مسرحية دائرة الطباشير القوقازية التي شارك في إخراجها مع المخرج الألماني كورت فيت، ومسرحيتين لم ترى كل منهما النور وهما: البترول طلع في بيتنا، أمير الحشاشين. ختم بقوله: أحمد الله على منحي فرصة الاقتراب مبكرا من عالم هذه الفنانة القديرة، وذلك من خلال تلك الصداقة الأسرية والزيارات المنزلية التي ربطت بينها وبين عائلتي، وكنت أستمتع جدا بمناقشاتها الفنية منذ فترة الدراسة الابتدائية، خاصة بعدما أعجبت لدرجة الانبهار بملابس وديكورات أوبريت “الحرافيش” بمسرح البالون، كنت أبلغ حينئذ من العمر عشرة أعوام فقط، ومع ذلك فقد فرحت جدا حينما علمت أنها صاحبة تلك التصميمات البديعة، ومن يومها حرصت على متابعة أعمالها والتركيز على أعمال مصممي الديكورات، وكم أسعدني الحظ بعد ذلك بالعمل معها كمخرج منفذ للفنان القدير كرم مطاوع بعرضي “إيزيس” و”جاسوس في قصر السلطان”، ثم بتكرار اللقاءات بمنزلها لرؤية الاسكتشات واللوحات والمجسمات (الماكيتات) الفنية التي تحتفظ بها، وأحمد الله أن وفقني إلى إنجاز “موسوعة المسرح المصري المصورة” والتي منحتني فرصة إهدائها مجموعة كاملة من الصور الفوتوغرافية لجميع العروض التي شاركت بتصميم ديكوراتها وملابسها، وأرى أن هذا الإهداء كان أقل واجب تجاهها بعدما سعت مخلصة طوال مسيرتها الفنية على إسعادنا وإدخال البهجة إلى نفوسنا بأعمالها البديعة.

 فاعلة خير
 و عن معاصرته لبعض أعمالها يتحدث الفنان محمد شافعي مدير المسرح العائم قائلا: كانت الفنانة الراحلة طيبة وحنونة جدا وكانت خيرة لأبعد الحدود سرا، فتعطيني سرا طالبة مني توزيع الخير على المستحقين المحيطين، وأنا فوجئت بخبر وفاتها بعدها بفترة حيث لم ترسل النقابة أية رسائل لإعلام الأعضاء بوفاتها، ولم تنشر وزارة الثقافة أو تشير إلى ذلك، فهي قامة كبيرة ولا يصح هذا التجاهل نحوها، وهي من المصممين القلائل الذين يبدعون بحق في أعمالهم،  فكانت تصنع من الفسيخ شربات و لاتكلف الجهة المنتجة مبالغ طائلة بل كانت تستخدم  الخامات القديمة لتصنع منها أعمالا رائعة، وتميزت الراحلة بسعة الصدر والترفق مع العمال، فلم ترهق العامل أكثر من وقته، وكانت تجلس مع العمال ببساطة، ومن يخطيء تصبر عليه وتصلح خطأه دون علم المخرج ودون التأثير على الميزانية للإصلاح، وكانت تحتوي العمال دون تعصب أو ماشابه. كانت متدينة،  وكانت تعمل وتعيش في الظل ومنطوية على نفسها، لم تطلب  العمل من أحد، إذا جاءها العمل من نفسه استجابت وإن لم يأت فلا تطلبه من أحد.
أضاف: كان لديها مهارة التشوين التي يفتقدها معظم مصممي الديكور الآن فكانت تدرب العمال على كيفية تشوين الديكور دون أن تأخذ حيزا أو تقيم إعاقة داخل الكواليس، كما لم تكن تصمم ديكورا يعيق حركة الممثل على المسرح  أبدا.أضاف: تعلم منها الكثيرين منهم عادل يوسف وشكري عطية عندما كانوا منفذين ومساعدين لها. ولم تكن تستخدم كتل ضخمة في الديكور، فكانت تعمد إلى البساطة في التكوين والديكور المناسب، وكانت تهتم بالألوان فلا تسرق عين المتفرج من الممثل، ولم تستعمل برتكابلات عالية، فكانت حدودها مستويات العشرين والأربعين لدرجة أنها مرة ألغت مستويات لتعطي اتساعا في مساحة عمق المسرح. كما كانت ديكوراتها كلها مجسمة ولم تلجأ إلى الديكورات المرسومة أبدا، فمثلا تصنع الشباك بشكل حقيقي لكنها تشد عليه مشمع وليس زجاج فتختار الخامات التي لاتضر بالموجودين على المسرح، كانت ديكوراتها طبيعية جدا. تابع: أما تغيير الديكور عندها فكانت تستخدم مهارة التشوين لتغيير الديكور بسرعة وتدرب العمال عليه في لحظات بسيطة دون أي معوقات أو خلل، لذا كانت تستخدم البرياكوتا والشواية في رفع المناظر، وحينها كان تغيير الديكور جزء من عمل تصميم الإضاءة فكانت تقوم بذلك كي لا يحدث تشويش على الديكور من ألوان الإضاءة،  بل وتبرز جماله وتكوينه ودلالاته، فكانت تجلس مع المخرج أيا كان شخصه أو مكانته، ميزتها أن كان لها شخصية مع المخرج، كانت هناك قاعدة قالها لها المخرج كرم مطاوع وهي ( المخرج اللي مايعملش إضاءته بنفسه يبقى لامؤاخذة حمار) وهي جملة شهيرة كان يكررها دائما. تابع : أما تصميمها للملابس فقد كانت مدرسة متكاملة وحدها، ترسم البورتريهات وتأخذ توقيع الممثل والمخرج عليها قبل التنفيذ و كان يوجد فنيين قمة في المهارة في تفصيل الملابس والأزياء، وكانت الملابس رائعة ومبهرة، إذن فقد كانت تقوم بتصميم الديكور والملابس والإضاءة معا بشكل متكامل. وختم بقوله :
توجد علامات في مجال السينوغرافيا كان لابد من تكريمها، في تلك الفترة مثل سكينة محمد علي ونهى برادة ومجدي رزق وشكري عطية وغيرهم ولكن للأسف لم يحدث.

 الاهتمام بالتفاصيل
 وممن عملوا مع الرائدة سكينة محمد علي الفنان القدير مصطفى عبد اللطيف الذي يقول عنها : هي مهندسة جيدة جدا لدرجة أن الإنسان لا يمكن أن ينساها في زمانه ولا في الزمن القادم لأنها من المبدعين الذين كانوا يهتمون بالتفاصيل. أضاف: كانت بداية معرفتي بها وهي تعمل مع سعد أردش، قدمت معنا مسرحية الحرافيش بمسرح البالون وكانت تهتم بكل التفاصيل الدقيقة، حتى تصل الرؤية العامة كاملة للمتفرج، فكانت تبدي تحفظها عندما تجد أن أحد الخطوط المرسومة غير من مسار الشكل العام، ومن يبحث عن التفاصيل والإجادة يستحق الإشادة والرحمة عليه، وأتمنى أن يخرج لنا عشرات مثل المهندسة سكينة محمد علي.تابع : لتميزها وثقته فيها لم يكن  المخرج الكبير سعد أردش، يراجع خلفها، كما كانت طيبة جدا وطاقة هائلة لا تتوقف منذ دخولها إلى المسرح حتى خروجها منه، وكانت معاملتها مع زملاءها جيدة جدا وبها الكثير من وضوح العلاقة بين المهندس والمخرج والعمال، فكانت دمثة الأخلاق جدا، متحركة ومتحررة في عملها ولها وجهة نظر تحترم، لذا تركت بصمة كبيرة في المسرح .

عن البدايات
وعن بداياتها حدثنا الناقد المسرحي أحمد خميس قائلا:  هناك أناس كتب عليهم أن يكونوا في طليعة العمل في مجالهم وتسري تلك المقولة علي كل الفنون والعلوم الإنسانية خاصة في المجتمعات التي لا يقودها العلم والتخطيط بمعانيهم الصحيحة وإنما يقودها الأشخاص أصحاب المهام الخاصة والذين يأخذون علي عاتقهم اقتحام المجهول والحفر في طرق ليست ممهدة من قريب أو بعيد و “سكينة محمد علي” واحدة من هؤلاء الأشخاص الذين كتب عليهم أن يكونوا في طليعة الصفوف بالنسبة لصناع السينوغرافيا في المسرح والأوبرا المصرية، فبعد حصولها علي شهادة من كلية الفنون قسم هندسة الديكور في منتصف خمسينات القرن الماضي لم تجد الطريق السهل للعمل في المجال الفني وعينت في البداية كمصممة في أحد شركات النسيج لكن ولحسن حظها تم تسريح معظم مهندسي الديكور الايطاليين في الأوبرا وأقيمت مسابقة لتعيين مهندسين مصريين ووقع الاختيار عليها بعد إختبار صعب كي تكون أول مهندسة ديكور في الاوبرا المصرية، ولشطارتها أسند زكي طليمات لها العمل في أوبريت العشرة الطيبة وبعدها انفتحت علي عالم المسرح بما يموج به من تيارات ومدارس فكان أن أسند لها أحد المخرجين الشباب في مسرح الجيب تصميم ديكور وملابس مسرحية الكراسي ليوجين يونسكو وبعدها مباشرة عملت مع سعد أردش في عملين لبرتولد بريشت وهو الأمر الذي يبين كمية الضغوط التي كانت علي عاتقها ونجحت أن تثبت نفسها وتحفر لزملائها من بعدها طريقا لم يعتادوه من قبل وفي هذا السياق كان عليها أن تختبر ألوان وأزياء ومناظر وتتفاعل مع أطروحات جمالية وفلسفية مختلفة  فكانت علي قدر المسئولية تعرف تماما كيف تطوع الخامات وتنتخب الألوان وتطرح الأفكار الجمالية التي تليق وخشبات المسرح خلال أكثر من 50 عام  

 


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏