وداعا فاروق الفيشاوي

وداعا فاروق الفيشاوي

العدد 622 صدر بتاريخ 29يوليو2019

لفنان القدير فاروق الفيشاوي (محمد فاروق فهيم الفيشاوي) الذي ودع عالمنا يوم الخميس الموافق 25 يوليو ممثل مصري أصيل ونجم عربي كبير، وهو من مواليد 5 فبراير عام 1952، بمدينة “سرس الليان” بمحافظة المنوفية. وهو ينتمي  لأسرة ميسورة الحال مكونة من أبوين وخمسة أشقاء (بنتين وثلاث صبية) كان فاروق أصغرهم، وقد توفي والده عندما كان في الحادية عشر من عمره، فتولى رعايته وتربيته شقيقه الأكبر رشاد.

والبدايات الفنية للفنان فاروق الفيشاوي تكاد تتشابه وتتطابق مع بدايات أغلب الفنانين بالوسط الفني، حيث تعلق بعالم الفن الساحر منذ طفولته من خلال مشاهداته للأفلام السينمائية والدراما التليفزيونية، ثم بممارسة للتمثيل من خلال المسرح المدرسي في إحدى عصوره الذهبية ( فترة نهاية خمسينيات وستينيات القرن الماضي)، وتأكدت موهبته وتعلق أكثر بفن التمثيل بعد ذلك من خلال الفرق المسرحية بكل من المرحلة الثانوية والجامعية، وكذلك بممارسته لهواية التمثيل من خلال الأنشطة المسرحية بقصور الثقافة، ولكن يبقى للمسرح الجامعي الفضل الأكبر في توجيه مساره وتحديد مصيره الفني، فمن خلاله وبفضل كبار المخرجين المسرحيين الذين حرصوا على نقل خبراتهم لطلاب الجامعات وتحقيق فكرة تواصل الأجيال تفتحت عيونه على أصول وقواعد اللعبة المسرحية بشكلها الأكاديمي، كما انتظمت قراءاته المسرحية وتعرف على رواد وأعلام هذا الفن وأيضا على أهم المدارس والإتجاهات والتجارب المسرحية.
ويحسب له إصراره خلال تلك الفترة على صقل موهبته المؤكدة بالدراسة، حيث حرص بعد حصوله على ليسانس الأداب في جامعة “عين شمس” على الإلتحاق بأكاديمية الفنون ليحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1975، وذلك ضمن دفعة ضمت عددا من الموهوبين الذين نجحوا في تحقيق نجوميتهم بعد ذلك (من بينهم الأساتذة: عماد رشاد، سامي العدل، راوية سعيد، حمدي حافظ، فاطمة مظهر، وجدي العربي، محمود مسعود، يوسف رجائي، نادية شكري، إبراهيم يسري، إسماعيل محمود، عبد الله إسماعيل، والمخرج المسرحي محسن حلمي.
بعد تخرجه انضم إلى أسرة “مسرح الطليعة”، ثم انطلق من خلالها إلى باقي القنوات الفنية، ففي المسرح على سبيل المثال شارك في عدة مسرحيات بكبرى فرق الدولة والقطاع الخاص، ولعل من أهمها مسرحيات:  طائر البحر، وداعا يا بكوات، الناس إللي في الثالث، عودة الأرض، وبفرق القطاع الخاص: الضيف إللي هو، البرنسيسة، شباب امرأة، أولاد ريا وسكينة، الملك لير.
وذلك في حين كانت انطلاقته الكبري في مجال السينما بعد مشاركته للنجم عادل إمام في بطولة فيلم “المشبوه”، هذا وتضم قائمة الأفلام التي شارك ببطولتها مجموعة من الأفلام المهمة من بينها على سبيل المثال: الباطنية، فتوة الجبل، قهوة المواردي، درب الهوى، كيدهن عظيم، وحوش الميناء، جبابرة الميناء، أرجوك أعطني هذا الدواء، جبروت امرأة، قضية عم أحمد، السكاكيني، مشوار عمر، شارع السد، المرأة الحديدية، ملف سامية شعراوي، المرشد، حنفي الأبهة، ديك البرابر، الجاسوسة حكمت فهمي.
هذا وتضم قائمة أعماله بالدراما التليفزيونية مجموعة من المسلسلات المتميزة ومن بينها: صيام صيام، ليلة القبض على فاطمة، عطفة خوخة، علي الزيبق، أولاد آدم، غوايش، دموع صاحبة الجلالة، ألف ليلة وليلة، أدهم وزينات وثلاث بنات، أهل الهوى.
ويذكر أنه تزوج الفنانة سمية الألفي لمدة عشرين عاما (1972 - 1992) وأنجبا ولدين هما: الممثل الشاب أحمد الفيشاوي وشقيقه الأصغر عمر، كما تزوج بعد ذلك أكثر من مرة ومن أشهر زيجاته مع الفنانة سهير رمزي. جدير بالذكر أنه شارك ببطولة أعماله الأخيرة ومن بينها مسرحية “الملك لير” أثناء فترة علاجه ومقاومته لذلك المرض الخبيث، حيث سبق أن أعلن وبالتحديد بعد تسلمه درع تكريمه من مهرجان الإسكندرية في أكتوبر عام 2018 عن إصابته بمرض “السرطان”، كما وعد الحاضرين آنذاك بمقاومته وعدم الاستسلام له وذلك بالإستمرار في العمل والعطاء وحب الحياة.  
ويمكن تصنيف مجموعة أعماله الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية (الإذاعة المسرح السينما التلفزيون التليفزيون) وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:

أولا - أعماله المسرحية:
ظل المسرح لسنوات طويلة هو المجال المحبب للفنان فاروق الفيشاوي ومجال إبداعه الأساسي، وهو الذي قضى في العمل به كممثل محترف ما يزيد عن أربعين عاما، شارك خلالها بعضوية بعض الفرق المسرحية المهمة (ومن بينها: “مسرح الطليعة”، “المسرح القومي”)، وإن بدأ حياته الوظيفية بالإنضمام إلى “فرقة الأطفال” بالثقافة الجماهيرية حيث تألق في بعض عروضها ومن أهمها مسرحية “سندريللا” التي شارك ببطولتها مع الفنان سمية الألفي.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعماله المسرحية طبقا لاختلاف الفرق المسرحية وطبيعة الإنتاج وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
1 - فرق مسارح الدولة:
- “مسرح الطليعة”: الحب بعد المداولة (1975)، الجائزة (1993).
- “المسرح القومي”: سقوط بارليف (1974)، طائر البحر (1978)، وداعا يا بكوات (1997)، الناس إللي في الثالث (2001).
- “وزارة الثقافة”: عودة الأرض (1989).
2 - فرق القطاع الخاص:
- “الهنيدي”: الضيف إللي هو (1978).
- “أحمد الإبياري”: الدنيا مقلوبة (1980).
- “الريحاني”: الرعب اللذيذ (1983).
- “جمعية فناني وإعلامي الجيزة”: بداية ونهاية (1986).
- “كنوز” (عبد العظيم الصياد): البرنسيسة (1986).
- “أمين يوسف غراب”: شباب امرأة (1987).
- “فاروق بيومي”: أولاد ريا وسكينة (1990).
- “النيل”: المنولوجست (1993).
- “محمد فوزي”: أنا والحكومة (1998).
- “أستديو 2000”: اعقل يا دكتور (2001).
- “كايرو شو”: الملك لير (2019).
- مسرحيات مصورة: عيني في عينك (1977)، سيدة الحوش والسيدة حرمه  (1983)، وبعض المسرحيات الأخرى ومن بينها: الأيدي الناعمة، مسيلمة الكذاب.
وقد تعاون من خلال المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: عبد الرحيم الزرقاني، كرم مطاوع، حسن عبد السلام، السيد راضي، عبد الغفار عودة، هاني مطاوع، سناء شافع، مجدي مجاهد، عبد الغني زكي، عادل صادق، محمد شعلان، نبيل الهجرسي، محسن حلمي، عصام السيد، محمد عمر.
وبدراسة قائمة المسرحيات التي شارك في بطولتها يمكنني تصنيفها إلى قسمين رئيسيين، القسم الأول يضم مجموعة المسرحيات الجادة التي شاركه في بطولتها كبار نجوم المسرح ومن بينهم الأساتذة: سميحة أيوب، عمر الحريري، رشوان توفيق، عزت العلايلي، عايدة عبد العزيز، صلاح منصور، سهير الرشدي، يوسف شعبان، حمدي أحمد، ناهد سمير، رشدي المهدي، فريد شوقي، محمود ياسين، حسين فهمي، ممدوح عبد العليم، ليلى علوي، سهير رمزي، شهيرة، عبد الحفيظ التطاوي، محمود الجندي، عبلة كامل، معالي زايد، هالة صدقي، حمزة الشيمي، رياض الخولي، عبد العزيز مخيون، صبري عبد المنعم. والقسم الثاني يضم مجموعة المسرحيات الكوميدية للفرق الخاصة والتي شاركه فيها البطولة كبار نجوم الكوميديا ومن بينهم الفنانين: محمد رضا،  أمين الهنيدي، سهير البابلي، أبو بكر عزت، نبيلة السيد، حسين الشربيني، وحيد سيف، فاروق نجيب، هالة فاخر، حسن حسني، حسن عابدين، محمود القلعاوي، إسعاد يونس، فيفي عبده، آمال رمزي، ، نبيل بدر، أحمد راتب، محمد متولي، محمد فريد، يوسف داود، حنان شوقي، عائشة الكيلاني، أحمد صيام، ألفت إمام، سيد عزمي.

ثانيا - أعماله السينمائية:
شارك الفنان القدير فاروق الفيشاوي بأداء أدوار البطولة المطلقة وبعض الأدوار الرئيسة  المؤثرة في عدد كبير من الأفلام السينمائية التي قد يقارب عددها ؟؟ فيلما، وتضم قائمة أعماله الأفلام التالية:
الحساب يا مدموازيل (1976)، الحب في طريق مسدود (1977)، وثالثهم الشيطان، بدون زواج أفضل (1978)، الباطنية، غدا سأنتقم، عذاب الحب، فتوة الجبل، غاوي مشاكل، الأشجار تموت واقفة (1980)، المشبوه، قهوة المواردي (1981)، تجيبها كده تجيلها كده هي كده (1982)، درب الهوى، مرزوقة، كيدهن عظيم، وحوش الميناء، الذئاب، برج المدابغ (1983)، غضب الحليم، السطوح، جبابرة الميناء، الأرملة والشيطان، بيت القاضي، المحظوظ، نعيمة فاكهة محرمة، أرجوك أعطني هذا الدواء، الخونة، لا تسألني من أنا، جبروت امرأة، عندما يبكي الرجال، العايقة والدريسة، صديقي الوفي، يوسف وزينب، الشيطان يغني، شقة الأستاذ حسن (1984)، الأستاذ يعرف أكثر، صراع الأيام، قضية عم أحمد، الكف، استغاثة من العالم الآخر، بصمات فوق الماء، النشالات الفاتنات، الطاغية، الطوفان، الأوغاد، المنتقمون (1985)، البنات والمجهول، الفريسة، نأسف لهذا الخطأ، الحناكيش، سري للغاية، نساء خلف القضبان، السكاكيني، الأنثى، مشوار عمر، شارع السد، المحترفون (1986)، المرأة الحديدية، الرجل الصعيدي، يا صديقي كم تساوي، رجل في فخ النساء، الزوجة تعرف أكثر، لعبة الكبار، العبقري والحب، مهمة صعبة جدا، القرداتي، الهانم بالنيابة عن مين (1987)، ملف سامية شعراوي، الدنيا جرى فيها إيه؟، التحدي، المرأة والقانون (1988)، المشاغبات في خطر، المرشد، اغتصاب، الوحوش الصغيرة، الإرهاب (1989)، حنفي الأبهة، السقوط، إنفجار، الخادم، اللص، موعد مع الرئيس، الحب القاتل، شبكة الموت (1990)، القاتلة، شياطين المدينة، الشيطان يقدم حلا، الدكتوره منال ترقص، زوجة محرمة (1991)، شفاه غليظة، غرام وانتقام بالساطور، الفضيحة، ديك البرابر، الزمن الصعب، حالة اشتباه، همس الجواري (1992)، الكنز، فرسان آخر زمن، ليه يا بنفسج، تحقيق مع مواطنة، مطاردة في الممنوع، الرصيف، الشطار، اليتيم والذئاب (1993)، الجاسوسة حكمت فهمي، الجينز، يا تحب يا تقب، رغبات، ليلة القتل، كشف المستور، عنتر زمانه، تعالب أرانب (1994)، الجراج، عتبة الستات، امرأة هزت عرش مصر (1995)، الخطيئة السابعة، رجل مهم جدا، التحويلة (1996)، حنحب ونقب (1997)، أرض أرض، حائط البطولات، 48 ساعة في إسرائيل، الأنثى والدبور (1998)، نور ونار، أحلام مسروقة، فتاة من إسرائيل (1999)، عليه العوض، أبناء الشيطان، الشرف، رجل له ماضي، إمرأة تحت المراقبة، سوق المتعة، حبيبتي من تكون (2000)، إحنا أصحاب المطار (2001)، صيد الحيتان، العشق والدم (2002)، حفار البحر (2003)، ألوان السما السبعة،  45 يوم (2007)، المتحدين (2011)، القط (2015)، الزومبي جوز أمي، يوم للستات، كدبة كل يوم (2016)، ليلة هنا وسرور (2018)، قرفة بالزانجبيل (2019).
وقد تعاون من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة من كبار المخرجين السينمائيين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: نيازي مصطفى، هنري بركات، حسن الإمام، كمال الشيخ، حسام الدين مصطفى، حسين كمال، نادر جلال، علي رضا، سعد عرفة، كمال عطية، أشرف فهمي، محمد عبد العزيز، محمد خان، سمير سيف، هشام أبو النصر، علي عبد الخالق، عاطف الطيب، أحمد يحيى، وصفي درويش، خليل شوقي، يحيى العلمي، أحمد صقر، محمد حسيب، عادل الأعصر، محمد راضي، نادية حمزة، فاروق الرشيدي، أحمد السبعاوي، إيناس الدغيدي، أنور الشناوي، إبراهيم الموجي، عبد اللطيف زكي، مدحت السباعي، بشير الديك، كريم ضياء الدين، عدلي خليل، عمر عبد العزيز، رضوان الكاشف، علاء كريم، شريف شعبان، حسين المنباوي، عصام الشماع، حسين عمارة، كاملة أبو ذكري، يوسف شرف الدين، حسين الوكيل، إبراهيم البطوط، فاضل صالح، عثمان شكري سليم، خالد الحلفاوي، أحمد يسري، فريد فتح الله.

ثالثا - أعماله التلفزيونية:
شارك الفنان القدير فاروق الفيشاوي بأداء بعض الأدوار الرئيسة في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية على مدى ما يزيد من أربعين عاما، وقد أتاحت له الدراما التليفزيونية بصفة عامة الفرصة كاملة لتجسيد عدة شخصيات درامية مهمة عاشت في وجداننا ومن بينها على سبيل المثال شخصيات: ماجد الابن الأصغر الأناني بمسلسل “أبنائي الأعزاء.. شكرا”، شخصية إبراهيم حمدي بمسلسل “في بيتنا رجل”، التوأم قابيل قابيل بمسلسل “قابيل وقابيل”، شخصية حسانين هريدي بمسلسل “غوايش”، البطل الشعبي علي الزيبق بمسلسل “علي الزيبق”، شخصية أمين المنزلاوي الإنتهازي بمسلسل “ليلة القبض على فاطمة”، سليم زوج زبيدة بمسلسل “صيام صيام”، الصحفي الإنتهازي محفوظ عجب بمسلسل “دموع صاحبة الجلالة”، شخصيتي الملك شهريار والشاطر حسن بمسلسل “ألف ليلة وليلة”، شخصية أدهم عز الدين بمسلسل “أدهم وزينات وثلاث بنات”، وشخصية بيرم التونسي بمسلسل “أهل الهوى”.
هذا وتضم قائمة أعماله بالدراما التليفزيونية مجموعة المسلسلات التالية: المفسدون في الأرض (1973)، أرض النفاق (1975)، هروب (1976)، أبنائي الأعزاء.. شكرا، طائر الأحلام، الوليمة، طيور بلا أجنحة (1979)،  القضية 80 (1980)، الأبرياء، صيام صيام، ميراث الغضب، الفتوحات الإسلامية (1981)، أبناء العطش، ليلة القبض على فاطمة  (1982)، عطفة خوخة (1983)، عصفور في القفص (1984)، علي الزيبق (1985)، أولاد آدم، غوايش (1986)، رجال في المصيدة (1989)، مخلوق اسمه المرأة، حضرات السادة الكدابين، قابيل وقابيل (1990)، البحث عن عبده، حافة الهاوية (1992)، دموع صاحبة الجلالة (1993)، ألف ليلة وليلة، سر الغائب (1994)، أبناء دهشان، الدوائر المغلقة، الحاوي، بحار الغربة (1997)، الإعصار (1999)، خيال الظل (2000)، البر الغربي، حارة الطبلاوي  (2001)، الأصدقاء (2002)، كناريا وشركاه (2003)، أدهم وزينات وثلاث بنات، الدم والنار  (2004)،  حكاية بندق، ألف ليلة وليلة، أحلامنا الحلوة (2005)، مطعم تشي توتو، رجل وإمراتان، عفريت القرش (2006)، ثورة الشك (2007)، ليل الثعالب (2008)، أولاد الحلال، قاتل بلا أجر  (2009)، أكتوبر الآخر، أنا القدس (2010)، شمس الأنصاري (2012)، أهل الهوى (2013)، المرافعة (2014)، بعد البداية (2015)، راس الغول (2016)، قصر العشاق (2017)، لدينا أقوال أخرى، عوالم خفية، الشارع اللي ورانا (2018)، وذلك بخلاف عدد من المسلسلات الأخرى ومن بينها: الحلم والمطر، في بيتنا رجل، كان ياما كان، الرجل والقطار، جوهرة القصر، أرزاق، الضحايا، حلم رجل بسيط، الحرمان، بعد الرحيل.

رابعا - أعماله الإذاعية:
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير، والذي ساهم في إثراء الإذاعة المصرية ببعض الأعمال الدرامية على مدار مايزيد عن أربعين عاما ومن بينها بعض المسلسلات والتمثيليات التالية: دي نهاية العالم يا زغلول، رأفت الهجان، أشياء لا تباع، وذلك بالإضافة إلى بعض المسرحيات العالمية التي قدمت من خلال البرنامج الثاني (البرنامج الثقافي حاليا).

ويمكنني من خلال الرؤية النقدية وصداقتي الوطيدة للفنان الكبير فاروق الفيشاوي أن أجمل أهم السمات الفنية التي يتمتع بها بصفة عامة في النقاط التالية:
- الحضور القوي الطاغي والمحبب، والقدرة على جذب الأنظار إليه وشد الإنتباه بلا إفتعال.
- التمكن الواضح من مختلف مفرداته الفنية، سواء بإتقانه للأداء الصوتي وقواعد فن الإلقاء أو للتعبير الجسدي وتوظيفه الجيد للإيماءات والإشارات.
- خفة الظل والقدرة على إشاعة جو من البهجة وخلق الإبتسامات أو تفجير الضحكات بالعروض الكوميدية.
- إجادة أداء الأدوار الميلودرامية والتراجيدية بنفس كفاءة أدائه للأدوار الإجتماعية الخفيفة أو الكوميدية التي برع في تجسيدها واشتهر بها.
- إجادة التمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس درجة إجادته التمثيل بمختلف اللهجات العامية الدارجة (الصعيدي الريفي السواحلي .. إلخ).
- الحرص على تنوع الأدوار والشخصيات الدرامية التي يقوم بتجسيدها وعدم الوقوع في دائرة النمطية أو الإستسهال بتكرار تقديم بعض الشخصيات.
- التميز بتلك القدرة الرائعة والمتميزة في الحفظ للحوارت وأيضا للحركة المسرحية بمنتهى السرعة، وكذلك لجميع الملاحظات الخاصة بالعمل كالملابس و”الإكسسورات” وتفاصيل “الماكياج” الخاصة بكل مشهد.
- القدرة على الإرتجال بما يتناسب مع المواقف المختلفة وذلك دون الإبتعاد عن الموقف الدرامي أو الخروج عن أبعاد وملامح الشخصية الدرامية التي يقوم بتجسيدها.
- التعاون الفني الكبير مع جميع الزملاء، وعدم الدخول إطلاقا في صراعات حول كيفية ترتيب التحية في نهاية العروض أو كيفية كتابة الأسماء بالأفيشات.
- الحرص على خلق جو من الألفة والصداقة في كواليس جميع الأعمال بين جميع العاملين، مما ينعكس بلا شك أثاره بصورة إيجابية على العمل والتفاهم بين المشاركين فيه.
- مساندة جميع الموهوبين من الوجوه الجديدة سواء نظريا بتوجيه النصائح والإرشادات المخلصة لهم، أو عمليا بمراجعة المشاهد التي تجمعهم معه قبل البروفات أو بعض العروض، وكذلك بترشيحهم في بعض الأعمال.
كان من المنطقي أن يتم تتويج تلك المسيرة العطرة والمشوار الفني الثري لهذا الفنان القدير بحصوله على بعض مظاهر التكريم وعلي عدد كبير من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير المحلية والدولية، ولعل من أهم مظاهر تكريمه:
- مشاركة أفلامه في عدد كبير من المهرجانات السينمائية الكبرى (المحلية والعالمية).
- نال شرف المشاركة في عدد كبير من لجان التحكيم بالمهرجانات السينمائية والمسرحية العربية والدولية.
- تكريمه من خلال عدة مهرجانات سينمائية دولية وأيضا بالمهرجانات الخاصة بالدراما التليفزيونية.
كذلك تم تكريمه من خلال كل من: مهرجان المسرح العربي (الذي تنظمه الجمعية المصرية لهواة المسرح) في دورته الخامسة عام 2006،  .
- الإعلان عن تكريمه بالدورة الثانية عشر للمهرجان “القومي للمسرح المصري” هذا العام (المزمع تنظيمها في 17 أغسطس القادم بإذن الله).
وأخيرا لا يسعني إلا التوجه لله - مع جميع أصدقائي من المسرحيين والفنانين وكل أحبائه وجمهوره - بالدعاء له بالرحمة والمغفرة جزاء مااجتهد في عمله، وسعى مخلصا لإسعادنا من خلال مشاركاته الثرية في كثير من الأعمال الدرامية والمسرحية المتميزة.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏