ميمي شكيب دلوعة المسرح الأرستقراطية

 ميمي شكيب دلوعة المسرح الأرستقراطية

العدد 648 صدر بتاريخ 27يناير2020

مما لاشك فيه أن الفنانة القديرة ميمي شكيب قيمة وقامة فنية متميزة، فهي إحدى رائدات فن التمثيل بمصر، وإحدى فنانات زمن الفن الجميل اللاتي استطعن المشاركة في إثراء مسيرته بموهبتهن التلقائية وخبراتهن ودأبهن، وبالتالي لا يختلف أحد على ريادتها أو مكانتها الفنية في حياتنا الفنية، فقد ظلت طوال حياتها تعد رمزا من رموز قوتنا الناعمة.
واسمها الحقيقي أمينة شكيب، وهي من مواليد 25 ديسمبر عام 1913 بمحافظة “القاهرة”، وتنتمي إلى عائلة ارستقراطية كبيرة وثرية وتعود لأصول شركسية، فكان والدها يعمل مأمورا لقسم بوليس حلوان (ومن بعد ذلك بقسم عابدين)، كما كان جدها ضابطا بالجيش في عهد الخديويإسماعيل، أما والدتها - شقيقة إسماعيل صدقي باشا - فكانت سيدة آرستقراطية تتقن التحدث بعدة لغات (منها التركية، الإيطالية، اليونانية والألمانية)، وكانت لها شقيقة واحدة تكبرها بأربع سنوات (مواليد 1909) هي “زينب” والتي أشتهرت بعد ذلك بأسمها الفنيزوزو شكيب.
وجدير بالذكر أن المسرح المصري في مرحلة البدايات وبالتحديد خلال النصف الأول مع بدايات القرن العشرين قد عرف ظهور مجموعة من نجمات المسرح اللاتي استطعن تخطي الصعاب ومواجهة جميع التحديات (وفي مقدمتها العادات والتقاليد)، وتضم قائمة الممثلات الرائدات أسماء كل من الفنانات: لطيفة عبد الله، منيرة المهدية، روز اليوسف، دولت أبيض، زينب صدقي، عقيلة راتب، فاطمة رشدي وشقيقتيها (رتيبة وأنصاف)، بديعة مصابني، نعيمة ولعة، زكية إبراهيم، فردوس حسن، علوية جميل، أمينة رزق، ماري منيب، نجمة إبراهيم، ميمي وزوز شكيب، زوزو نبيل، سامية رشدي، إحسان الشريف، وجميعهن اعتمدن على الموهبة التلقائية والخبرة المكتسبة من تكرار تعاونهن مع نخبة من كبار المخرجين، وبفضل مبادرتهن استمرت مسيرة المسرح والتنوير خلال النصف الثاني بمشاركة جيل جديد من الدارسات لفن التمثيل.
عاشت أمينة (ميمي) في القصور والسرايات، وتلقت تعليمها بمدرسة “العائلة المقدسة”، وعلى الرغم من أنها لم تكن متفوقة في دراستها، إلا أنها استطاعت إتقان اللغتين الفرنسية والإسبانية، وكانت منذ طفولتها تتميز بالشقاوة والخفة والدلع، وعلى الرغم من الحياة المرفهة التي عاشتها إلا أنها لم تشعر بالسعادة بسبب معاملة والدها المتشددة، الذي كان لا يسمح لهما - هي وأختها - بالخروج للمنزل إلا من أجل الذهاب للمدرسة فقط.
وقد استمرت حياة “أمينة شكيب” هادئة ومستقرة، حتى انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد وفاة والدها بشكل مفاجىء، ولم تكن قد أكملت الثانية عشر من عمرها، فعندئذ دخلت والدتها في صراع عنيف مع أسرة الزوج على الميراث، خاصة بعدما رفضت بشكل قاطع طلبهم بتسليم الشقيقتينزينب وأمينة لكي يتولوا مسئوليتهم، فتم حرمانهم من الميراث واضطرت الأم للنزول للعمل حتى تتمكن من الإنفاق على ابنتيها. وفي تلك الأثناء تقدم أحد الأثرياء (ابن شقيقة إسماعيل باشا صدقي رئيس الوزراء) للزواج من أمينة، وعلى الرغم من أنه يكبرها بنحو عشرين عاما إلا أنها وافقت على الزواج منه، وكانت سعيدة بتلك الزيجة، ظنا منها أنها ستعيش حياتها بحرية وانطلاق وتتمكن بسهولة من الذهاب للسينما، وهو الأمر الذي كان يرفضه والدها بشكل قاطع، إلا أنها فوجئت بأن زوجها أكثر تزمتا من والدها وقام بمنعها من الخروج بشكل نهائي، ولم يتوقف الأمر عند ذلك ولكنه بعد ثلاثة أشهر من زواجهما تركها في المنزل وحيدة وهي حامل في طفلها الأول وتزوج من امرأة آخرى، فلم تتحمل هذه الصدمة وأصيبت بحالة من الشلل المؤقت ونقلت لمنزل والدتها لتلقي العلاج، وبعد شفائها - وقبل أن تضع طفلها الأول - أصرت على طلب الطلاق، ومع إصرارها لم يجد زوجها حلا سوى تنفيذ طلبها.
قررت “أمينة” بعد الإنفصال العيش بحرية دون قيود والتمرد على نمط حياتها السابقة، وفكرت في العمل بالفن والذي كانت تعشقه منذ طفولتها، فقامت بعمل بعض الزيارات للمسارح وتجولت في الاستديوهات، حتى وجدت فرصتها الأولى من خلال جماعة “أنصار التمثيل والسينما”، فانضمت لها وتدربت فيها لفترة، ومن فرط ثقتها في نفسها قامت بتأسيس فرقة مسرحية خاصة بها، ونجحت في إقناع بعض الفنانين بالعمل معها (ومن بينهم الأستاذينزكي رستم و أحمد علام)، وقدمت أول مسرحية لها بعنوان “فيوليت”، وعلى الرغم من عدم نجاحها إلا أنها لم تفقد الأمل، فذهبت مع شقيقتها بمنتصف ثلاثينات القرن العشرين إلى الفنان الكبيرنجيب الريحاني الذي رحب بضمهما إلى فرقته.
كان الريحاني صاحب الفضل الأكبر عليها وعلى شقيقتها الكبرىزوزو، فهو الذي علمهما كيفية نطق الكلمات وكيف حفظ أدوارهما، وأيضا كيفية مواجهة الجمهور على خشبة المسرح، وفي خلال فترة قصيرة جدا نجحت ميمي” في أن تصبح بطلة الفرقة، وقامت ببطولة عدة مسرحيات مهمة ومنها: “حكم قراقوش” و”قسمتي”، أما أهم مسرحياتها التي قدمتها مع الفرقة فكانت “الدلوعة”، التي حققت من خلالها نجاحا كبيرا، لذا أطلق عليها لقب “دلوعة المسرح”.
ومنذ منتصف ثلاثينات القرن العشرين أيضا اتجهت “ميمي” للتمثيل بالسينما، وذلك من خلال أول أفلامها: “ابن الشعب” من إخراجموريس ابتكمان، بطولةسراج منير، بشارة واكيم، ماري منيب، ثم أكدت وجودها من خلال ثاني أفلامها: “حياة الظلام” إخراجأحمد بدرخان، بطولةمحسن سرحان، فردوس محمد، ثريا حلمي، ثم كثرت مع الوقت مشاركاتها السينمائية حتى تجاوز رصيدها من الأفلام أكثر من 130 فيلما، من أهمها: سي عمر، ليلى بنت مدارس، شاطىء الغرام، القلب له واحد، علموني الحب، دهب، دعاء الكروان، الحموات الفاتنات، نشالة هانم، أنت حبيبي، من غير ميعاد، الجريمة الضاحكة، الاختيار. وكان آخر مشاركاتها السينمائية عام 1983 بفيلم: “الذئاب” من إخرجعادل صادق، وبطولةنور الشريف، فريد شوقي، بوسي.
وهو نفس العام الذي رحلت فيه عن عالمنا ضحية لجريمة قتل حيث ألقي بها من شرفة منزلها في 20 مايو عام 1983، ولم يعرف أحد مرتكب الجريمة فقيدت القضية ضد مجهول. وإن كانت الأحاديث ترددت وقتها أنه قد تم التخلص منها من قبل بعض رجال السياسة.
يمكن تصنيف مجموعة مشاركاتها الفنية طبقا لاختلاف طبيعة كل قناة من القنوات الفنية مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
أولا الأفلام السينمائية:
قدمت ميمي شكيب خلال مشوارها السينمائي عشرات الأفلام، التي حاول المخرجون من خلالها حصرها في أدوار الشر التي تميزت في أدائها مثل شخصيات: السيدة الارستقراطية المتكبرة، زوجة الأب الشريرة، الحماة القاسية، بنت البلد المعلمة بالحارة، الغازية (الراقصة في الريف) والعالمة (الراقصة في المدينة)، إلا أنها كانت تتمرد أحيانا على تلك الأدوار وتحاول الخروج من هذا النمط وتقدم أدوارا أخرى للأم الطيبة، كما شاركت أيضا بأداء بعض الأدوار الكوميدية، وتضم قائمة أفلامها مجموعة من الأدوار المتميزة التي تعد علامة في تاريخها الفني ومثال لها: شخصية “زنوبة المخدماتية” بفيلم “دعاء الكروان”، والذي حازت عنه جائزة أفضل ممثلة دور ثاني، وشخصية زوجة الأب القاسية (لسراج منير) في فيلمي: “دهب”، “البنات شربات”، وأيضا شخصية الحماة الارستقراطية بفيلم “الحموات الفاتنات” الذي برعت في تجسيده خاصة بعدما شكلت فيه مع الفنانةماري منيب ثنائي كوميدي رائع.
وتضم قائمة أعمالها السينمائية أكثر من مئة وثلاثين فيلما من بينها مجموعة الأفلام التالية: ابن الشعب (1934)، الحل الأخير (1937)، الباشمقاول، حياة الظلام (1940)، ليلى بنت مدارس، سي عمر (1941)، أخيرا تزوجت (1942)، من فات قديمه (1943)، حنان، تحيا الستات، كدب في كدب، شارع محمد علي (1944)، قلوب دامية، القلب له واحد، المظاهر، أحلاهم، كازينو اللطافة (1945)، سر أبي، صاحب بالين، أصحاب السعادة، الملاك الأبيض (1946)، أحكام العرب، جحا والسبع بنات (1947)، نحو المجد (1948)، بيومي أفندي (1949)، مغامرات خضرة، أفراح، شاطئ الغرام، معلهش يا زهر، أخلاق للبيع (1950)، حبيبتي سوسو، إسماعيل يس في بيت الأشباح، الدنيا حلوة، تعال سلم، سماعة التليفون، حبيب الروح، البنات شربات (1951)، أنا وحدي، آمال، الدم يحن (1952)، ابن ذوات، كلمة الحق، نشالة هانم، دهب، حكم قراقوش، إشهدوا يا ناس، الحموات الفاتنات (1953)، إلحقوني بالمأذون، المحتال، خليك مع الله (1954)، عهد الهوى، عاشق الروح، أماني العمر، نهارك سعيد (1955)، القلب له أحكام، أين عمري (1956)، الفتوة، طريق الأمل، علموني الحب، الملاك الصغير، فتى أحلامي، أنت حبيبي (1957)، إسماعيل يس طرزان، ماليش غيرك، أيامي السعيدة (1958)، دعاء الكروان، عش الغرام، إحنا التلامذة (1959)، شجرة العائلة (1960)، زوج بالإيجار، هاء 3، الحب كده (1961)، بين القصرين، قاضي الغرام، مذكرات تلميذة، من غير ميعاد، هذا الرجل أحبه (1962)، الباب المفتوح، الجريمة الضاحكة، المجانين في نعيم (1963)، فتاة شاذة، ثورة البنات، دعني والدموع، فتاة شيطانة (1964)، حب للجميع، صبيان وبنات، الراهبة، هي والرجال، مدرس خصوصي، سرق عمته - فيلم قصير (1965)، غرام في أغسطس، 30 يوم في السجن، الحياة حلوة، قصر الشوق، وداعا أيها الليل، 3 لصوص- سارق عمته (1966)، شاطئ المرح، السمان والخريف، شباب مجنون جدا (1967)، حواء والقرد، مراتي مجنونة مجنونة مجنونة، بابا عايز كده (1968)، 3 وجوه للحب، دخان الجريمة، يوم واحد عسل، أنا ومراتي والجو، أسرار البنات (1969)، أنت إللي قتلت بابايا، الصديقان، سفاح النساء، المراية، كانت أيام، حرامي الورقة (1970)، الإختيار، رجال في المصيدة (1971)، شلة المراهقين، البحث عن فضيحة (1973)، عريس الهنا، قاع المدينة (1974)، المطلقات (1975)، القرش، طائر على الطريق (1981)، حدوتة مصرية، السلخانة (1982)، الذئاب (1983).
وجدير بالذكر إنها قد تعاونت من خلال الأفلام السابق ذكرها مع نخبة من كبار المخرجين السينمائيين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: : توجو مزراحي، موريس ابتكمان، عبد الفتاح حسن، جمال مدكور، نيازي مصطفى، كمال سليم، محمد كريم، عباس كامل، أحمد بدرخان، إستيفان روستي، هنري بركات، جمال مدكور، فريد الجندي، حسن عبد الوهاب، ولي الدين سامح، إبراهيم عمارة، فؤاد الجزايرلي، حسين صدقي، يوسف معلوف، شريف زالي، السيد زيادة، أنور وجدي، صلاح أبو سيف، عز الدين ذو الفقار، حسين حلمي المهندس، محمود ذو الفقار، حلمي رفلة، عاطف سالم، حسن الصيفي، فطين عبد الوهاب، حلمي حليم، أحمد ضياء الدين، يوسف شاهين، كمال الشيخ، عيسى كرامة، حسن الإمام، نجدي حافظ، كمال عطية، رمسيس نجيب، حسام الدين مصطفى، علي رضا، محمود فريد، نور الدمرداش، عبد المنعم شكري، أحمد فؤاد، عادل صادق، محمد خان، إسماعيل القاضي، إبراهيم عفيفي، أحمد السبعاوي.
ثانيا: الأعمال الإذاعية:
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للمشاركين في بطولة الأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية الكثيرة والمتنوعة لهذه الفنانة القديرة، التي ساهمت في إثراء الإذاعة المصرية بكثير من الأعمال الدرامية على مدار مايزيد عن خمسين عاما ومن بينها المسلسلات التالية: أبو علي عامل أرتيست، ميرامار، دندش، القصاص، عروسة من باريس، شارع عماد الدين، أيام عاصفة، أنف وثلاث عيون، عودة ريا وسكينة.
ثالثا الأعمال التلفزيونية:
شاركت الفنانةميمي شكيب منذ بدايات البث التلفزيوني تقريبا - بالتحديد منذ منتصف ستينيات القرن الماضي - بأداء عدد من الأدوار الرئيسة ببعض السهرات والمسلسلات التلفزيونية ومن بينها على سبيل المثال فقط: شيطان من الجنة، سعدية، الأبواب المغلقة، الرحيل، الإنتقام، أبدا لن أموت، المطاردة، حب وكبرياء، البيانولا.
رابعا: الأعمال المسرحية:
ظل المسرح هو مجال عشقها الأول والأساسي الذي تستمتع بالوقوف على خشباته، ولذا فقد حرصت منذ أول مشاركاتها المسرحية على أداء تلك الأدوار الرئيسة التي تضيف إلى رصيدها، فاستطاعت أن تثبت وجودها وتضع لاسمها مكانة متميزة وسط سيدات المسرح سواء بأدائها لبعض الأدوار التراجيدية أو الكوميدية، ويكفي أن نذكر أنها قد ظلت لسنوات متتالية تنتمي بصفة مستمرة إلى فرقة “الريحاني”، والتي تعد بلاشك من كبرى الفرق الكوميدية الخاصة. ويمكن التوقف من خلال رصد مجموعة أدوارها المسرحية عند بعض الأدوار المهمة التي تعد علامات في مسيرتها الفنية ومن بينها: حكم قراقوش،  لو كنت حليوة، إستنى بختك، إلا خمسة، الستات لبعضهم، وراك والزمن طويل، الستات ما يعرفوش يكدبوا، الشايب لما يدلع، مراتي صناعة مصرية، زنقة الستات، ميرامار.
هذا كما يمكن تصنيف مجموعة المسرحيات التي شاركت في بطولتها طبقا لاختلاف الفرق المسرحية وأيضا للتسلسل التاريخي كما يلي:  
1 - فرق القطاع الخاص:
- “الريحاني”: حكم قراقوش (1936)، مندوب فوق العادة، مين يعاند ست ؟ (1937)، لو كنت حليوة، إستنى بختك (1938)، حكاية كل يوم (1940)، جناين، ياما كان في نفسي (1941)، إلا خمسة (1945)، أحب حماتي، 30 يوم في السجن (1949)، أشوف أمورك أستعجب، الستات لبعضهم، كان غيرك أشطر، من أين لك هذا ؟، أنت وهو، إحترس من الستات (1950)، ابن مين بسلامته؟، تعيش وتاخد غيرها (1952)، الحكم بعد المداولة، وراك والزمن طويل، لزقة إنجليزي (1953)، الدلوعة، الرجالة ما يعرفوش يكدبوا، يا سلام على كده، قسمتي (1954)، أنوار بغداد (1955)، على عينك يا تاجر، أروح فين من الستات، مصر في 1956، أكبر منك بيوم، أوعى تعكر دمك، إبليس وشركاه (1956)، حماتي بوليس دولي، كلام في سرك، إللي يلف يتعب، حسب الخطة الموضوعة، خليني أتبحبح يوم (1957)، يا ريتني ما اتجوزت، مع إيقاف التنفيذ (1958)، الدنيا لما تضحك، الدنيا ماشية كده، عشم إبليس (1960)، مقلب حريمي، الستات ما يعرفوش يكدبوا (1961)، الشايب لما يدلع، حسن ومرقص وكوهين (1962)، وبعدين في كده (1963)، الحظ لما يطرقع (1965)، 4-2-4، شارع الغلابة (1966).
- “ساعة لقلبك”: مراتي صناعة مصرية (1959).
- “المتحدين”: زنقة الستات (1968).
- “عمر الخيام”: الشنطة في طنطا (1969).
- “الكوميدي المصرية”: الطرطور (1969).
- “المسرح الحر”: ميرامار (1969).
- “المسرح الساخر” (نجوى سالم): موزة وثلاث سكاكين (1970).
- “الهنيدي”: سد الحنك (1971).
- “المسرح الباسم” (نبيل الهجرسي): المحتاس والناس (1972).
- “نجم”: أنا أجدع منه (1982).
مصورة: عريس طنط جلاجل (1970)، المطب،
2- فرق مسارح الدولة:
- “الحديث”: سعادات هانم (1964).
- “الجيب”: حكاية ثلاث بنات (1972).
- “الكوميدي”: مخالفة يا هانم (1972).
وتجدر الإشارة إلى تعاونها من خلال الأعمال المسرحية السابق ذكرها مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: نجيب الريحاني، سراج منير، عبد العزيز أحمد، بديع خيري، عادل خيري، نبيل خيري، السيد بدير، حسن إسماعيل، كمال يس، عبد المنعم مدبولي، نور الدمرداش، أحمد حلمي، السيد راضي، نجيب سرور، محمود الألفي، عادل صادق.
والحقيقة أن ميمى شكيب عاشت محطات كثيرة متناقضة شكلت مشوار حياتها، من القصور والسرايات التي قضت طفولتها بها، حتى شرفة منزلها فى وسط البلد التى القيت منها، وكانت ضحكتها العالية الرنانة ذات الصوت المميز - سواء في أفلامها السينمائية أو على المسرح - خير معبر عن الحياة الصاخبة التي عاشتها، ولذا فقد جاءت نهايتها المؤسفة والمؤلمة نتاجا طبيعيا لطريقتها وأسلوبها في الحياة، ومن خلالها يمكن استرجاع أهم وأبرز ملامح مسيرتها الحياتية في النقاط الثلاث التالية:
1- حرية وانطلاق:
كانت الفنانة الجميلةميمي شكيب ابنة الطبقة الأرستقراطية التي عاشت في القصور والسرايات تعشق السهر وتهوى الرقص، ولا تشعر بالسعادة إلا وهى محاطة بالمعجبين والمريدين والأثرياء، لذا فقد دخلت في أكثر من علاقة عاطفية وكان من بين من ارتبطت بهم رئيس الديوان الملكيأحمد حسنين باشا، الذي أعجب بها عندما شاهدها في فرقة “الريحاني” وتعددت اللقاءات بينهما بعد ذلك، ولكن تلك العلاقة لم تستمر كثيرا، إذ علمت الملكةنازلي بالأمر فطلبت من الفنانالريحاني طردها من الفرقة، ونظرا لأن “ميمي” لا تستطيع منافسة الملكة على حب “أحمد حسنين” لم تجد حلا سوى أن تقطع علاقتها به. وارتبطت بعده عاطفيا بالإقتصادي الكبيرأحمد عبود باشا الذي أغرقها بالهدايا، ثم تعددت مغامراتها العاطفية حتى أنها أصبحت حديث الصحف في تلك الفترة، فقررت أن تتزوج مرة أخرى وكان رجل الأعمال “جمال عزت” الزوج الثاني في حياتها، إلا أن تلك الزيجة لم تستمر كثيرا فسرعان ما وقع الانفصال بسبب غيرته الشديدة عليها.
2 - ارتباطها بالفنانسراج منير:
كان أول أفلام الفنانةميمي شكيب هو فيلم “ابن الشعب “ عام 1934، والذي قامت فيه بدور ابنة لأحد الباشوات وتحب شابا فقيرا - جسد دوره سراج منير - ولكنهما يفشلان في الزواج بسبب رفض والدها لتلك الزيجة نظرا لفارق المستوى الاجتماعي، فيكافح الشاب ويجتهد حتى يصبح محاميا معروفا ويتزوج حبيبته، وقد تحولت قصة الحب في الفيلم إلى قصة حب حقيقية بين ميمي شكيب وسراج منير، ومع نهاية الفيلم، تقدم سراج منير بطلب الزواج منها، الأمر الذي أسعدها بعدما شعرت أنها وجدت أخيرا الحب الحقيقي في حياتها، ولكن سعادتها للأسف لم تكتمل بسبب رفض أسرتها لتلك الزيجة، خاصة وأنهم كانوا يخططون لعودتها لوالد طفلها، فلم يكن أمامها سوى الافتراق عن سراج منير، حتى جمع القدر بينهما مرة أخرى بعد ثلاث سنوات، من خلال اشتراكهما سويا في فيلم “الحل الأخير”، فتجدد الحب وكرر طلبه بالزواج مرة أخرى فوافقت أسرتها هذه المرة، ولكن المفارقة أن أسرته هي من عارضت زواجه من فنانة بشدة، وهنا لجأ سراج منير لصديقه نجيب الريحاني الذي كان كان متعاطفا بشدة مع قصة حبهم، فتوسط أكثر من مرة خلال عدة سنوات لدى أسرة سراج منير حتى أقنعهم بالموافقة على الزواج، لتتوج قصة الحب بالزواج عام 1942، وعاش الزوجان معا 15 سنة في منتهى السعادة، حتى رحل الفنان/ سراج منير عن الحياة عام 1957. وقد اعتبر هذا الزواج في وقته أحد أقوى الارتباطات الفنية حيث كان زواجا مبنيا على التفاهم والحب والإحترام في تلك الفترة وخاصة أنهما استطاعا التغلب على العديد من الصعاب، واشتركا سويا في العديد من الأفلام، قدما خلالها دور زوجين أو حبيبين ومنها: الحل الأخير، بيومي أفندي، البنات شربات، نشالة هانم، دهب، ابن ذوات، وكلمة حق. وجدير بالذكر أن الفنانة ميمى شكيب ظلت وفية لذكرى زوجها وقررت التركيز فقط بشكل كبير على عملها، وعدم الزواج مرة أخرى طوال حياتها، وبالفعل نفذت قرارها حتى تاريخ رحيلها (بعد وفاته بخمسة وعشرين عاما تقريبا).
3 - قضية الموسم:
على الرغم من تقدمها في السن لم تستطع الفنانةميمي شكيب الإبتعاد عن الحياة الصاخبة التي اعتادت عليها في شبابها، فكانت تقيم حفلات يومية في منزلها يحضرها عدد من كبار المسئولين في الدولة، وبعض أثرياء مصريين وعرب، بالإضافة لعدد من الفنانات الشابات الجميلات، ولكن تلك الحفلات تسببت لها في كارثة، حيث تم القبض عليها في أحد أيام شهر فبراير عام 1974، ومعها مجموعة من الفنانات الشابات اللاتي كن يحضرن حفلاتها باستمرار، بتهمة إدارة منزلها للأعمال المنافية للآداب، وهى القضية التي حظيت باهتمام إعلامي كبير وعرفت باسم “قضية الآداب الكبرى”، وكانت الصحف تفرد لها مساحات واسعة كما كانت جلسات المحاكمة تشهد حضور آلاف المواطنين وعدد من المراسلين الأجانب، مما دفع القضاء إلى جعل الجلسات سرية، وبعد حوالي ستة أشهر تقريبا حصلت الفنانةميمي شكيب وجميع المتهمات على البراءة لعدم ضبطهن في حالة تلبس، ولكنها بالرغم من ذلك ظلت تعاني من توابع تلك التهمة، خاصة وأنها ظلت محبوسة طوال فترة المحاكمة، وقيل أنها كانت تبكي دائما وتؤكد بأنها مظلومة وأن القضية ملفقة، حتى أنها أضطرت بعد الإفراج إلى دخول مصحة نفسية لبضعة أشهر. كما أنها لم تستطع مواصلة حياتها بشكل عادي بعد ذلك، ولم تشارك سوى في عدة أعمال قليلة، وبأدوارا لا تليق بمكانتها الفنية، ونتيجة لظروفها السيئة اضطرت لحصول على معاش استثنائي من صندوق معاشات الأدباء والفنانين بوزارة الثقافة.
رحم الله هذه الفنانة المتميزة التي بذلت جهدها في سبيل إسعادنا ورسم البسمة على شفاهنا بمشاركتها ببعض الأعمال الكوميدية المهمة التي يمكن إدراجها تحت مسمى الكوميديا الراقية، تلك التي لاتخدش حياة الأسرة.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏