أفضل مخرج في ملتقى المسرح الجامعي: أشرف علي: أردت إبراز أن التاريخ يعاد مرة أخرى ولكننا لا نتعلم منه

أفضل مخرج في ملتقى المسرح الجامعي: أشرف علي: أردت إبراز أن التاريخ يعاد مرة أخرى ولكننا لا نتعلم منه

العدد 583 صدر بتاريخ 29أكتوبر2018

أشرف علي مخرج مسرحي شاب استطاع في الفترة الأخيرة أن يحقق عدة نجاحات ويحصد عدة جوائز في أكثر من مسابقة ومهرجان، وقد حصل مؤخرا على المركز الأول بعرض «ماراساد» من خلال ملتقى القاهرة الدولي الأول للمسرح الجامعي، بالإضافة إلى جائزتي أفضل موسيقى وأفضل ممثلة دور ثانٍ، وحصل بالعرض نفسه على عدة جوائز من خلال مهرجان جامعة الإسكندرية، ومنها المركز الثالث على مستوى الجامعة وعلى مستوى 17 كلية وأفضل ممثل دور أول مركز ثانٍ أفضل ممثل دور ثانٍ مركز ثانٍ شهادة تمثيل متميز أفضل موسيقى مركز أول أفضل ماكياج مركز أول وأفضل دراما حركية مركز أول.
وكان قد شارك في مهرجان مسرح بلا إنتاج بعرض «المتلازمة» وحصل على جائزة أفضل مخرج لنوادي المسرح 2017 بعرض «قابل للاشتعال» ثم شارك العرض في المهرجان القومي للمسرح المصري الدورة 11 «دورة محمود دياب» ممثلا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، شارك في مهرجان المسرح العربي «زكي طليمات» بأكاديمية الفنون ممثلا عن وحدة الإسكندرية بالعرض المسرحي «باب الفرج» 2018.
 - حدثنا عن تجربتك في «ماراساد» وما أسباب اختيارك لهذا النص على الرغم من أن النص قُدم كثيرا من المرات؟
نص «ماراساد» من أعظم النصوص العالمية للمؤلف بيتر فايس، استفزتني الفكرة عندما قرأتها فقمت بعمل دراماتورج لها من خلال رؤيتي الإخراجية، بإضافة بعض قصائد لأمل دنقل ونزار قباني وتبديل ودمج بعض المشاهد، وفي الوقت نفسه لإتاحة أكبر فرص لفريق الجامعة ليشارك في العرض المسرحي بدور فعال ومهم، وتوازن أحداث العرض من حيث السخونة والهدوء لضبط الإيقاع ومستوى العرض طوال الوقت.
 - لكل عرض صعوباته التي يواجهها المخرج وخصوصا عندما يود إبراز رؤية مختلفة للنص الذي يقدمه.. ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتها في عرض «ماراساد»؟
العرض ضخم والمعاناة تولدت عندما قمنا بتجميع فريق موسيقي من الكلية وإقناعهم بالتجربة، وأخذ هذا وقتا طويلا وساعد في انتهائه واكتمال طاقم الفريق المخرج المنفذ محمود عطية، ثم الميزانية الضعيفة التي تعاني منها معظم كليات جامعة الإسكندرية، وخصوصا أن العرض يحتاج إلى ملابس وماكياج وإضاءة وديكور مبهر وتم التغلب عليها من خلال تعاون رعاية الشباب وأعضاء الفريق، ثم مسرح الجامعة الذي يتم العرض عليه وهو غير صالح إطلاقا لأي عرض ويقتل أي عرض، ورغم ذلك حاولنا توليفه ليتناسب مع العرض قدر المستطاع، وبالفعل العرض حقق 7 جوائز في مهرجان الجامعة مركز ثالث وأفضل موسيقى مركز أول معتز مجدي وأفضل ماكياج مركز أول حنان الحفناوي وأفضل دراما حركية سمير نصري وأفضل ممثل دور أول مركز ثانٍ لوليد صلاح وأفضل ممثل دور ثان لأمير السيد مركز ثانٍ وشهادة تمثيل متميز لمروان السكري، ثم بعد ذلك تم قبولنا في ملتقى القاهرة الدولي ممثلا عن جامعة الإسكندرية.
 - ما رؤيتك الخاصة إلى أدرت أن تبرزها من خلال النص؟
أردت إبراز أن التاريخ يعاد مرة أخرى ولكننا لا نتعلم منه أبدا فـ»ماراساد» يتحدث عن أيام الثورة الفرنسية وما صاحب هذه الثورة من تدمير وخراب وقتها وقتل ونهب على يد جان بول مارا، وتصارع الأفكار السياسية بين الفكر الذي يدعو للتدمير والقتل لمن أخطأوا في حق الشعب وفكر الذين يطالبون بمحاكمات عادلة لهم وفكر حزب الكنبة والفكر السياسي العسكري الذي يعرف جيدا أنه سينتصر في النهاية، تتشابك الأمور وتتصارع العلاقات وتتداخل بين كل الأطراف حتى يموت جان بول مارا ونكتشف أن دي ساد كان على حق منذ البداية.
 - ما رأيك في ملتقى القاهرة الدولي الأول للمسرح الجامعي؟
مهرجان رائع ومشرف وقوي جدا والمسرح الجامعي بصفة خاصة والمصري بصفة عامة يحتاج إليه بشدة، وخصوصا عندما يكون مهرجان على درجة عالية من الانضباط والأناقة مثلما حدث وأتوقع أنه يصبح أحد أهم وأقوى المهرجانات المصرية والدولية في مصر.
 - قدمت عدة تجارب لمسرح الثقافة الجماهيرية ونوادي المسرح وحصلت على جوائز فما رأيك في تجربة نوادي المسرح وكيف أفادتك تلك التجربة؟
تجربة نوادي المسرح هي التجربة الأولية التي تتيح لأي مخرج أن يكتشف ذاته من خلالها، لا توجد بها ضغوط أو رقابة بشكل أو بآخر، وتسمح لك أن تبدع بكامل حريتك وأن تفكر بإمكانيات بسيطة لتخلق عرضا محترما منضبطا قويا.. إنها مثل المهرجان التجريبي ولكن بشكل أصغر، وأفادتني كثيرا في معرفة مناطق قوتي ومناطق ضعفي كمخرج والقدرة على التصرف في أضيق الحدود وبحلول سليمة مبهرة، وأتاحت لي عندما حصلت على جائزة أفضل عرض مركز أول وأفضل مخرج مركز أول أن أشارك في المهرجان القومي ممثلا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
 - ما رأيك في مسرح الجامعة الفترة الحالية.. وكيف أفادك كمخرج شاب؟
مسرح الجامعة هو النواة التي يخرج منها معظم النجوم، هو الأصل والبداية الحقيقية، وأكثر ما يميز مسرح الجامعة هو روح الفريق وإصراره والسخونة التي تشوب المسابقة لإظهار أفضل عروض مسرحية، وذلك ضمن إطار من التعاون بين الفرق في منافسة شريفة وممتعة، فتجد إحدى الفرق تهيئ ديكور فرقة أخرى على سبيل المثال، وهذه هي روح مسرح الجامعة الذي خرجت منه بالمناسبة، فقد كنت ممثلا وحصلت على جائزة أفضل ممثل عام 2014 في جامعة الإسكندرية، وقد أفادتني كمخرج في تنمية أدواتي ومهاراتي والقدرة على التعامل مع عدد ضخم وخلق الروح والترابط. التجربة أصقلتني بشكل كبير وأحتفظ منها بذكريات كثيرة.
ماذا تمثل لك هذه الجائزة عقب عدة جوائز حصلت عليها من عدة مهرجانات؟
الجائزة هذه المرة كأفضل مخرج في ملتقى القاهرة الدولي الأول هي الأقرب لقلبي وذلك لأنها أول جائزة من مهرجان دولي..
ثانيا لأنها جاءت من منافسة للمسرح الجامعي الذي خرجت منه كممثل في البداية.. ثالثا لأنه أكثر نصوصي إرهاقا وتعبا ذهنيا ونفسيا فقد عملت على النص بمفردي ما يعادل شهرا ونصف والبروفات استغرقت 4 أشهر، فقد أخلصت إخلاصا كاملا لهذه التجربة وأحمد الله على الجائزة.
 - من وجهة نظرك لماذا يتجه أغلب المخرجين الشباب لتقديم النصوص العالمية؟
من الممكن أن يكون لبعضهم اعتقاد خاطئ أنها أقوى وأكثر ثراء من خلال الألفاظ والدراما والحدث ولكن هذا خاطئ، هناك الكثير من النصوص العربية لمؤلفين قدامى وجدد هي نصوص رائعة وغنية ومثمرة للغاية.
كيف يستطيع المخرجون الشباب تقديم عروض مسرحية يتوافر بها الحد الأدنى من الجودة الفنية؟
لكي يقدم المخرج منتجا له جودة فنية عليه في البداية تحديد رؤية واضحة وصريحة من النص ويتعامل مع الورق والممثلين من خلالها من خلال بواعث الشخصيات وخطوط الحركة وبالاتفاق مع التقنيين فيصل إلى موسيقى معبرة وديكور لا يتعارض مع الحدث ودراما حركية إن وجدت مبررة ومهمة في الدراما ولا تخل بها.. كل العناصر يجب أن تذوب وتتواءم مع الرؤية ولا تتعارض أو تتضاد معها بأي شكل، وفي المقام الأول العملية الفنية عملية انضباط يجب على المخرج فرض الانضباط خلال كل مراحل التجربة والالتزام.
  - التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية.. من وجهة نظرك ما أهمية الدراسة الأكاديمية للمخرج المسرحي؟
الدراسة الأكاديمية مهمة للغاية فهي تصقل المخرج المسرحي بالوعي وإدراك ماهيات الأمور والتعرف على المناهج المختلفة وما يلتحق بها من عناصر العرض المسرحي ويدرك التعريفات والمصطلحات السليمة والمنضبطة ويتوغل في الأمور والمناهج فيدرك ماذا يفعل ولماذا وأين ومتى وكيف.


رنا رأفت