مازن الغرباوي: العرض دعوة للتكاتف بين الحاكم والمواطن

مازن الغرباوي: العرض دعوة للتكاتف بين الحاكم والمواطن

العدد 577 صدر بتاريخ 17سبتمبر2018

استطاع المخرج الشاب مازن الغرباوي، رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، ومخرج العرض المسرحي «حدث في بلاد السعادة» أن يتخذ لنفسه أسلوبا احترافيا في العمل الفني والمسرحي، حيث بدأ حياته الفنية وهو في سن الخامسة عشرة من عمره، بالإضافة إلى أنه هو المؤسس الأول لفريق تمثيل كلية الآداب بجامعة عين شمس. حصل على الكثير من الجوائز الهامة مثل «جائزة الدولة التشجيعية في مجال الإبداع الفني والمواطنة عن الإخراج المسرحي للعرض المسرحي «هنكتب دستور جديد»، وذلك عام 2013، وكذلك حصل على جائزة أفضل عرض مسرحي في المهرجان الدولي للمسرح بمدينة بيزانسون الفرنسية بمسرحية «بيكيت»، وقد تم تكريمه في الكثير من المحافل الدولية والمحلية والمهرجانات المسرحية والسينمائية.
«مسرحنا» التقت بمازن الغرباوي بمسرح السلام، عقب افتتاح عرض «حدث في بلاد السعادة» المسرحي وتعرفت منه على الكثير من الجوانب الهامة في حياته الفنية والمسرحية، وعن العرض الجديد «حدث في بلاد السعادة» والرسالة التي يقدمها العرض، وما يدور به من أحداث وتطورات، وحاورناه لنتعرف منه عن تفاصيل مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي وخطته لتطوير عمل المهرجان الفترة القادمة، وخصوصا أنه عمل فترة كمذيع في برنامج «اسمعونا» في التلفزيون المصري، وله أيضا بعض التجارب في مجال التمثيل منها مسلسلات «حكايات المدندش» و«اللص والكتاب» ومسرحية «تاجر البندقية»، وعلى صعيد ا?خراج أخرج مازن الكثير من المسرحيات من أبرزها «مات الملك» «الزير سالم»، و«طقوس الموت والحياة»، و«حلم ليلة صيف»، وله فيلم واحد قصير بعنوان «ميراث الذل» عام 2010، وآخرها عرض «حدث في بلاد السعادة» بمسرح السلام وتفاصيل أخرى في الحوار التالي:
- في البداية نود التعرف على المخرج مازن الغرباوي وبداياتك ومراحل ومحطات حياتك المسرحية؟
 - عملت منذ 17 سنة في المسرح والسينما والفيديو والدراما التلفزيونية وعملت كممثل، ولكنني أحب وأعشق المسرح، وعضو مجلس أمناء المسرح القومي، وكنت عضو لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، وحاصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 2013 عن مسرحية «هنكتب دستور جديد»، ومررت بمحطات كثيرة في حياتي الفنية والمسرحية، وهذه أبرزها، حيث بدأت في عمر الـ15 عاما كنت أغني وغنيت في أوبريت لفرقة تحت 18، وكانت أول تجربة احترافية أشترك فيها، وانتقلت بعدها من الغناء للتمثيل وعملت في الاحتراف من خلال المدرسة والجامعة وما إلى ذلك، ثم انتقلت إلى الإخراج، قدمت فريقا ومكانا وصنعت طفرة مسرحية وقواما متماسكا فنيا وإداريا بالجامعة، ووقتها حالفني الحظ، وأخرجت لمدة عامين متتاليين المسابقة الصغرى والكبرى، وتخرجت وأنا أقدم مسرحية «أريد ملكا» من إخراجي وحصلت على مركز أول من جامعة عين شمس، وأحسن مخرج وأحسن عرض، وبطل العرض أحمد فهمي حصل على أفضل ممثل وتامر كرم حصل على أحسن ممثل ثانٍ ومجموعة كبيرة من المشاركين في العرض وقتها حصلوا على جوائز، وحقق العرض نجاحا فنيا ونقديا وجماهيريا على مستوى الجامعة.
- في البداية نود التعرف على رؤيتك والرسالة التي يقدمها عرضك المسرحي «حدث في بلاد السعادة»؟
 - الرسالة التي ينادي بها عرض «حدث في بلاد السعادة» هي فكرة متى تتحقق السعادة في البلاد؟ حينما يؤمن الحاكم والمحكوم بقيمة العمل معا سويا، وهو ما يبرز في العرض، ويذكر على لسان «بهلول» بطل العرض الذي يقدمه الفنان مدحت تيخا، أن الناس يجب أن تتكاتف وتتعاون مع الحاكم من أجل أن يحقق أحلامه ويحقق أحلامهم، وهو ما يقدم أيضا من خلال أغنية النهاية «لما تلف ترسي تلف ترسي»، وبالتالي إننا في أي منظومة أو أي مؤسسة لا يمكن أن تنجح إلا بتكامل للمشهد، ويكون هناك حالة من التناغم والتلاحم والتدفق، وأن يكمل الناس بعضهم بعضا، وقتها سوف يكون هناك شيء حقيقي ولن يستطيع حاكم أن يعمل بمفرده ولا محكوم سوف يعمل بمفرده.
- ومن خلال هذه الرسالة التوعوية الهامة، كيف استطعت أن تعمل عليها إخراجيا؟
 - عملنا على تنفيذ العرض منذ 9 شهور بعمل بروفات سواء على نص العرض أو على المنتج الذي ظهر في النهاية للجمهور، واستطعت أنا والمؤلف وليد يوسف أن نصل إلى الشكل الأمثل للورق قبل البروفات وقطعنا وقتا كبيرا جدا في التدريبات، ومن ثم بدأنا في طريقة العرض المسرحي من خلال اختيار كافة عناصر العرض وكل العناصر استطعت أن أضعها في شكل يخدم طبيعة العرض ويخدم رسالة العرض الأساسية إلى أن خرج بالمنتج الأخير الذي يراه الجمهور الآن على خشبة مسرح السلام.
- وكيف ترى مع بداية العرض مدى ما حققه العرض من تفاعل وحضور لدى الجمهور؟
 - أتوقع أن يحدث العرض نجاحا مثلما اجتهدنا في العمل على النجاح النقدي وفكرته، فإننا اجتهدنا في العمل على النجاح الجماهيري وعناصر المشاهدة وفق معطيات جيدة وضعناها من الغناء والاستعراض والدراما، ونتوقع أن يحدث مشاهدة كبيرة تحقق شقا تجاريا جيدا، بالإضافة إلى قوة ورصانة العرض النقدي التي نعمل عليها ونحاول أن نحققها بشكل كبير بحيث يكون لدينا نجاح نقدي ونجاح جماهيري، وخصوصا أننا مطالبون بالنجاح في الجانبين.
- وهل ترى أن العرض يواكب تطور الحركة المسرحية ويحقق المنافسة؟
 - أرى أننا نعمل بشكل متطور وجديد، وأننا نعمل بتقنية 3D mapping وهي تقنية يعمل بها كل مسارح العالم، وبالتالي نحن مواكبون للحركة المسرحية، وبحكم احتكاكي وسفري كثيرا للخارج ورؤيتي وخبرتي التي أدت إلى حتمية أنه عندما أقدم عرضا في 2018 يمكن أن يكون العرض متطورا ومواكبا للحركة المسرحية بشكل جيد وبه طفرة مختلفة عما يشاهد في المسرح، وخصوصا مع استخدام الصورة والشكل بشكل مواكب مع صناعة الصورة، وخصوصا أننا نعمل في مقارنة ما بين المنتج المسرحي والسنمائي والتلفزيوني، وهي منتجات أصبحت مبهرة على مستوى الصورة والشكل، الذي أطمح في أن يحقق نجاحا كبيرا ويكون منافسا مسرحيا احترافيا يحقق طفرة ونجاحا في الحركة المسرحية، ويشارك في مسابقة المهرجان القومي للمسرح، وأن يحقق إضافة للعملية المسرحية.
- حدثني عن آلية الدعاية والتسويق؟
 - أعمل على آلية التسويق لما أقوم بصناعته من 2013 وفكرة التسويق والدعاية على مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، ويعمل بها زملائي في البيت الفني للمسرح الآن، وكان لي السبق في أن أقوم بتنفيذها منذ البداية، وعمل حالة من التواصل الجماهيري مع العرض، وأصبح لدينا إعلانات ممولة، وبدأ البيت الفني للمسرح يتطور في عنصر الدعاية والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلانات في محطات مترو الأنفاق وبنرات العرض، وهي تطورات تقوم بعمل طفرة في تسويق المنتج المسرحي وتقوم بتسويقه جيدا للوصول لأكبر عدد ممكن من الجمهور.
- وماذا عن الإيرادات التي حققها العرض بعد مرور يومين من عرضه على المسرح؟
 - بحمد الله بعد ليلتين من العرض حققنا كامل العدد وإيرادات تفوق الـ10 آلاف جنيه.
- وكيف ترى مدى انعكاس العنصر التسويقي والدعائي على الحركة المسرحية ودورها الفترة القادمة؟
بالطبع تحقيق الدعاية والتسويق للعروض المسرحية يحقق نجاحا وتطورا في الحركة المسرحية بشكل عام.
- وماذا عن مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي وما شهده من تطورات إدارية وفنية؟
المهرجان من دورته الأولى والثانية والثالثة يحقق تطورا، ونطمح في تطور أكثر في دورته الرابعة، ويكفي أنه أصبح لدينا مهرجان موضوع على الأجندة الدولية يقام في «أبريل» من كل عام، ويكون مهرجانا يخص مصر وشباب العالم والوطن العربي، ويقدم طفرة في الحركة المسرحية على مستوى مصر والوطن العربي، ويقدم مدارس مسرحية مختلفة لشباب في العالم، ودولا متطورة جدا في المسرح والفن، ويستطيع أن يغير في الفكر والمضمون الفني، ويقدم لشباب المسرح في مصر مدارس جديدة، وخصوصا أن المهرجان يضم 3 مسابقات منها المسابقة الرسمية، ومسابقة المونودراما، ومسابقة محور الشارع، والفضائات المسرحية غير التقليدية، ولدينا ورش مسرحية تقدم يستفيد منها أكثر من 300 شاب من الـ27 محافظة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.
- وكيف تفسر انتقاد البعض لأسلوب إدارة المهرجان في دوراته السابقة؟
 - أنا أعمل وأرى أن من يعمل ليس لديه وقت ليرد على أي كلام، وليس لدي رد غير أنني رجل أعمل، وخصوصا أن أي تجربة يقدمها أي شخص تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ والنقد، ويمكن أن ترى رأي المتابعين للمهرجان في مصر والوطن العربي والأصوات الحقيقية والمهتمين بالنشاط المسرحب وترى ما يرونه عن المهرجان، وكون أن هناك أصواتا تخرج عن إطار المألوف فهذه الأصوات لا أستمع إليها، وبالتالي أي نقد بناء أرحب به، أما النقد غير البناء وبه تطاول وشخصنة، فإنني أنأى بنفسي عن أن أرد.
- ولكن ما مبرر أو سبب اتجاه البعض للهجوم على أداء وعمل المهرجان؟
 - لا أعلم، أنا أعمل طوال الـ24 ساعة، وأزعم أنني طوال عمري (33 سنة) أنني حققت ما لم يستطع أن يحققه ناس في 330 سنة ولا يحققوا نصف ما حققته، وهذا ليس غرورا بل هذا هو واقع ما أقوم به على الأرض، وأي من يعرب عن ضيقه مني ولا يرى مجهودي على الأرض، فلا ألومه ولا أستطيع أن أتناقش معه وهو حر.
- ماذا عن برتوكولات التعاون المسرحي التي حققها المهرجان مع دول عربية أو أجنبية ومدى تفعيلها في الدورة القادمة؟
 - هناك برتوكولات كبيرة مفعلة ويتم تفعيلها بشكل أكبر من الـ10 برتوكولات التي تم إبرامها، وسوف نركز على مدارس مسرحية مختلفة في الفترة القادمة، وسوف يكون بالدورة القادمة مفاجآت كبيرة سواء في من يحمل اسم الدورة أو حتى التحضيرات الخاصة بالدورة الرابعة للمهرجان والتغييرات في الكيان الإداري واللجنة العليا للمهرجان، وسوف نكشف عن كل هذا بإذن الله قريبا في مؤتمر صحفي موسع.
- وكم يكلف المهرجان من ميزانية وسبل تمويله ونوعية الأعمال التي يقدمها؟
 - كل عام تختلف ميزانية المهرجان، ولكننا نعمل وفق ميزانيات محدودة وفق ما تمنحه وزارة الشباب ووزارة الثقافة، فلا يتم منح الميزانية نقدا بل تدعم وزارة الثقافة مثلا الإقامة والطيران وتنشيط السياحة تدعم في الانتقالات، ووزارة الشباب تدعم مشاركة الشباب والإقامة لهم في الورش وجوائز مالية، وبالتالي الكوتة المالية موضوع لها قوام ومواد محددة المعالم وموجودة أمام كل الأجهزة الرقابية، وبالتالي هذا الحدث الثقافي والفني الضخم الذي يقام في مصر يقام بميزانية ضئيلة جدا مقارنة ببقية المهرجانات سواء مهرجانات سينمائية أو مسرحية، وبالتالي المهرجان يشارك فيه 45 دولة وميزانيته نحو 2 ونص مليون جنيه أو 3 ملايين جنيه، فهذا كلام فارغ، وبالتالي نعوض ذلك بالعمل مع رعاة كثيرين للمهرجان من المطبوعات والدعاية والافتتاح والصوت والإضاءة والإخراج. إننا نجتهد كمهرجان لكي نجلب رعاة يقدمون مساهمات في عمل المهرجان وليس دفع أموال، وبالتالي نطمح إلى تقديم ميزانية خاصة للمهرجان وخصوصا مع وجود الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة للثقافة، وهي فنانة عظيمة تقدر الفن والعمل الثقافي، وبحضورها ساهمت في الدورة الأخيرة في أن يحدث المهرجان طفرة وصدى جيدا.


محمد خضير