بعد قرار النقابة بضرورة حصول الفرق الخاصة على تصاريح عمل أولا: المستقلون يتسائلون

بعد قرار النقابة بضرورة حصول الفرق الخاصة على تصاريح عمل أولا: المستقلون يتسائلون

العدد 567 صدر بتاريخ 9يوليو2018

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الغضب والاعتراض من قبل الفرق الحرة والمستقلة بشأن القرار الذي أصدرته نقابة المهن التمثيلية مؤخرا، والذي ينص على ضرورة حصول الفرق الخاصة الهادفة للربح على تصريحات منها قبل تقديم أي عمل مسرحي. التقينا مع مجموعة من المسرحيين للتعرف على آرائهم بشأن كيفية التمييز بين الفرق الحرة والمستقلة وبين الفرق الخاصة الهادفة للربح وما هو معيار النقابة للفصل بين هذه الفرق. 
قالت المخرجة عبير علي: في البداية أود أن أقول إن النقابة تحمي أعضاءها وتحمء حقوقهم الأدبية والفنية وتقدم لهم خدمات اجتماعية أخرى، وكما نعلم أن الرقابة على المصنفات الفنية دورها منع المنتج الفني المعروض الذي يضر بالأمن العام أو يضر بالحركة الفنية، وأن الحقوق الدستورية تكفل حرية الفكر والاعتقاد، والنقابة ليس دورها منع هذه الحقوق التي نص عليها الدستور، فالقانون يسمح بوجود أكثر من نقابة، والحقيقة أن هناك التباسا في الاختصاصات والصلاحيات. 
أما الشق الثاني، فهناك تعبيرات فضفاضة في بيان النقابة مثل الإضرار بمصلحة الوطن وغيرها، فهي ليس لها سقف وتمنع أي شخص من أن يفكر أو يبدع. 
أما المشكلة الثالثة، فهناك فرق مسرح دولة ومسرح الثقافة الجماهيرية، وهناك فرق قطاع خاص هادف للربح، وهي في المقام الأول فرق تجارية، وهناك فرق مستقلة، ومنها فرق الهواة وهي فرق تقدم أنشطة مسرحية وغير مستمرة، وهناك فرق محترفة مستقلة لها مشروع ولديها خبرة، وقد قام الفنانون المستقلون بعقد عدة مؤتمرات للنظر في هذه التصنيفات، فإذا تم اعتماد المصطلحات التي توصلنا إليها فسنعرف من هم الهواة ومن الفرق الحرة والمستقلة. وأضافت: المسرح المستقل غير هادف للربح ولكن لديه شباك تذاكر، فالفرق المستقلة المحترفة حتى تستمر لن تقوم بتقديم عروضها طوال الوقت بمجهودها الذاتي، وبالتالي فهي تحصل على تمويل، سواء من الوزارة أو المجتمع المدني أو مؤسسات دولية، لدعم منتجها الفني، وبالتالي أحيانا تقوم بفتح شباك التذاكر، لأنهم يقدمون منتجا فنيا يحصلون في مقابله على أجر وليس بغرض الربح، والسؤال هنا: كيف نستطيع أن نفرق بين الهادف للربح وغير الهادف للربح إذا كان كل منا يقوم بفتح شباك تذاكر؟ من الذي يحدد ذلك؟ والأمر يحتاج إلى تحديد، وعلى المسرحيين أن يجتمعوا ويتم توضيح هذه الأمور، ومع شديد احترامي للدكتور أشرف ذكي ومدى تفهمه للأمر، ولكنني أختلف مع هذا الخطاب لأن الرقابة هي من تعطي الموافقة أو المنع لتقديم العمل الفني سواء لفرقة حرة أو مستقلة أو فرقة تابعة لمسرح الدولة، وأرى من وجهة نظري أن الأمر كبير وسيفتح الباب لآليات فضفاضة وغير موضوعية. 
ويرى المخرج محمد حافظ أنه يجب توضيح ما هي الفرق الخاصة، مضيفا: من المتعارف عليه قيام المؤلف أو المعد للنص المسرحي بالذهاب إلى الرقابة على المصنفات الفنية لترقيب النص، ثم حينما يقرر المخرج ظهور النص على خشبة المسرح يلزمه أخذ تصريح مشاهدة العرض الذي تم ترقيبه مسبقا، وقد تفاجأنا بوجود قرار دكتور أشرف ذكي الذي جاء فيه ذكر «فرق خاصة» دون أن يوضح ما هي هذه الفرق الخاصة التي يلزمها الحصول على موافقة النقابة على تقديم العرض قبل ترقيب النص وقبل إجازة المشاهدة من قبل المصنفات أيضا، وأرى أنه إذا كان هذا القرار سيطبق على فناني المسرح الحر فسيكون تعنتا وتضييقا على المساحة والمتنفس الحر لنا نحن غير النقابيين. ولا يجب أن تتدخل كل نقابة في غير شؤون أعضائها. 
وعن كيفية التفرقة بين الفرق الخاصة التي تهدف للربح والفرق الحرة والمستقلة، قال: يتم التنبيه على المسارح أنه في حال طلب التعاقد معها من شركات إنتاج الأعمال المسرحية يجب توفير سجل تجاري وبطاقة ضريبية، والرجوع إلى النقابة لأخذ التصريح منها وتكون هذه الخطوة (تصريح النقابة) بعد ترقيب النص.
نحن فرقة حرة
وقال هاني مهران الأمر: باختصار، إننا كفرقة حرة نتعامل مع الرقابة على المصنفات الفنية، وقد ذهبت لأقدم نصا جديدا وقال لي المسئولون هناك يجب أن أحصل على تصريح من النقابة قبل تصريح الرقابة على النص الجديد، وعندما قرأت المنشور أوضحت أننا فرقة حرة وغير مقصودين لأننا غير نقابيين. فقيل لي إنه منشور جديد ويجب أن أذهب إلى النقابة حتى أتعرف على هذا القرار وبالفعل ذهبت إلى النقابة وطلب مني المسئول أن أقدم ورقة بها أسماء الممثلين وفريق العمل وقمت بالفعل بذلك، وقمت بعمل سيرة ذاتية للفرقة، أخذ المسئول مني هذه الأوراق وطلب مني أن أحضر غدا لمقابلة اللجنة، وبالفعل ذهبت الساعة الثامنة وقابلت أستاذ أيمن عزب الذي تحدث معي عن الفرقة والعرض، وعقب انتهاء المقابلة طلب مني الأستاذ حسين الذي حصل على الأوراق الخاصة بالفرقة والسيرة الذاتية الحضور يوم السبت للحصول على التصريح. 
مفيد للتمييز
فيما قال المخرج مصطفى حامد: إذا كان المقصود من هذا الخطاب فرق القطاع الخاص التي تهدف للربح بشكل كبير أكثر من استهداف الثقافة أعتقد أنه مفيد للتمييز بين من يصنع الفن ومن يتاجر به. 
أما إذا كان المقصود به مسرح الشباب والفرق الحرة والهواة من مستأجري الاستوديوهات ورواد المقاهي لعمل بروفات وقراءة النصوص، فهو تحجيم للعقل وليس تحجيما للعروض كما يقال. تابع: الفرق الحرة والنقابة والقائمون عليها يعلمون أنهم يعانون من بيروقراطية شديدة، فكيف لنا أن نعرض مسرحية على مسرح دولة للهواة وفي غرض أي فرد منا التربح ولا حتى الشهرة، ولكن نجد الأمر صعبا للغاية فهم يريدون تصاريح وموافقات وخطابات موجهة من جهة لجهة أخرى، وبالنسبة لتصريح النقابة فإذا كان يمس الفرق الحرة والهواة، فهو لا يحمل إلا معنى واحدا إلى كل هواة المسرح “تخلوا عن أحلامكم ولا تتنفسوا” وليكن العمل لمن يحملون عضوية النقابة فقط، وليذهب كل هاوٍ إلى الجحيم. ولكن هذا لن يحدث لأن من يعشق المسرح لم ولن يتخلى عنه. وقريبا لدي عرض مسرحي فإذا وجدت هذه البيروقراطية فسنقوم بعرضه أنا وزملائي في الشارع، وليحدث ما يحدث. 
قاعدة المسرح
قال المخرج ناصر عبد المنعم: هناك شركات إنتاج لا تلتزم باللائحة والقانون الذي ينص على السماح بنسبة 10% لغير النقابيين، والحادث حاليا أن الغالبية ممن يعملون في الفيديو والسينما هم عشرة في المائة والباقي لغير النقابيين. 
وتابع: الفرق الحرة والمستقلة تعتمد على الشباب المجتهد ويجب تشجيعهم وعدم إقصائهم، فالعمل في المسرح يحتاج شخصا شجاعا واتساع قاعدة المسرح فائدة للمسرح المصري، وفي تقديري يجب أن توجه النقابة طاقتها في الطريق الصحيح، فهناك أمور أخرى تستحق اهتمامها. 
تابع: هناك بعض الفرق المستقلة قامت بعمل شركات، على سبيل المثال فرقة الورشة لحسن الجريتلي وفرقة أحمد العطار مع شركة المشرق وهي شركات لها طابع خاص وتقوم بإنتاج مسرحيات جادة وهامة وهي رافد هام من روافد المسرح المصري وتمثل مصر في مهرجانات بالخارج، وهذه الشركات لا يجب معاملتها مثل الشركات التي تقوم بإنتاج أعمال فيديو ومسرحيات مسفة، يجب التفرقة في هذه الأمور وأخشى أن يختلط الحابل بالنابل. 

فيما قال المخرج هشام السنباطي: تحدثت مع الدكتور أشرف ذكي، وأوضح لي بعض الأمور المتعلقة ببيان النقابة، مؤكدا علمه بكل الفرق الحرة والهواة ودعمه لهم، وأشار إلى أن المقصود بعض الفرق التي تتعاون مع شركات إنتاج ويعتمدون في تروجيهم على شكل عروض القطاع الخاص بشكل أو بآخر، ويدعون أنهم فرق حرة ويستفيدون من مميزات الفرق الحرة والمستقلة، وهم ليسوا فرقا حرة أو مستقلة أو هواة. وأوضح لي الدكتور أشرف ذكى أن النقابة ضد الذين يدعون أنهم فرق حرة أو مستقلة ويكون معهم شركات إنتاج ويقدمون عروضا تخدش الحياء العام. 
وأوضح المخرج سامح بسيوني أن أي فرقة خاصة يجب أن تخضع للنقابة لأننا نحصل منها على تصريحات ويجب أن يكون عدد النقابيين بها 90% والاستعانة بـ10% من الخارج، ولكن الفرق الحرة والمستقلة لن يطبق عليها هذا القرار. 
اعتراض
وقال المخرج عصام السيد: النقابة هي من عليها الفصل والتحديد، فأي فرقة قطاع خاص هادفة للربح، وكذلك الفرق المستقلة أيضا لأنها تقوم بفتح شباك تذاكر، إذن هي هادفة للربح وهي مشكلة صنعتها النقابة، وأنا شخصيا معترض على هذا القرار ولكن هي مهمة النقيب، وأعتقد أن ذلك القرار لن يطبق على الفرق الحرة أو المستقلة، وأعتقد أن ذلك دور الرقابة.
وقد أصدرت النقابة بيانا توضيحيا قالت فيه: 
بالإشارة إلى خطاب النقابة لرئيس الرقابة على المصنفات الفنية بخصوص ضرورة حصول الفرق المسرحية الخاصة على موافقة النقابة لضمان عدم وجود مخالفات للوائح وقوانين النقابة يود مجلس النقابة التنويه إلى أن المقصود هنا الفرق الخاصة ولا يشمل القرار من قريب أو بعيد الفرق المستقلة إذ يؤكد مجلس نقابة المهن التمثيلية على تقديره التام للدور الحيوي الذي قامت به وما زالت الفرق المسرحية الحرة كرافد لا غنى عنه للارتقاء بفن المسرح المصري، أما ما يعنيه خطاب النقابة إلى الرقابة على المصنفات الفنية فيعني تلك الكيانات الساعية للربح التي يتم إنشاؤها عشوائيا متجاهلين القوانين واللوائح التي تنظم العمل المسرحي. 
 


رنا رأفت