مسرحيون مصريون وعرب: عودة المهرجان واستمراره تمثل أهمية كبيرة

مسرحيون مصريون وعرب: عودة المهرجان واستمراره تمثل أهمية كبيرة

العدد 630 صدر بتاريخ 23سبتمبر2019

إتسمت فعاليات الدورة ال26 لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى المعاصر  والذى أقيم فى الفترة من 10 الى 19 سبتمبر الجارى  بالعديد من الفعاليات الهامة والتى تتنوع بين الندوات والمحاور الفكرية وبين العروض المسرحية من مجموعة متنوعة من الدول العربية والأجنبية وتحل الولايات المتحدة الامريكية ضيف شرف هذة الدورة                
إضافة إلى إصدرات المهرجان وقد كرم المهرجان 6 شخصيات أثرت المسرح فى بلادها وهم الكاتب المسرحى محمد أبو العلا السلامونى والأمريكى لى بروير والأغنديه جيسكيا كاهوا والجزائرى زياتى شريف والفنان العراقى محسن العلى واليونانى ثيودوروس تيرزوبولوس                              
وفى هذا الدورة و منذ لحظة إنطلاقها نكشف عن أمنيات وتوقعات المسرحيين من العرب والمصريين كما نطرح تساؤلا هاما عن مدى أهمية عودة المهرجان وإستمراريته  للحركة المسرحية المصرية والعربية                                           
قال المخرج التونسى معز عاشورى عن أمنياته وتوقعاته للدورة ال26 للمهرجان القاهرة للمسرح التجريبى والمعاصر «أتمنى أن تكون الدورة ال26 لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبى والمعاصر دورة متميزة وخاصة أنها ستهتم بالمسرح الإفريقى وهو جزأ لا يتجزأ من أصولنا وإنتمائنا إلى الفضاء الجغرافى والثقافى الإفريقى كما أسعدنا حضور الولايات المتحدة كضيف شرف كما أن مميزات المهرجان أنه يطلعنا على أبرز البحوث المسرحية فى الدول المتقدمة بالإضافة إلى مشاهدتنا العروض الحديثة والمتطورة على مستوى الدراما تورجى والإخراج والأداء
كما أتمنى أن نستفيد من هذا المهرجان العريق ونفيذ بمشاركتنا المشاهدين والنقاد وعن أهمية المهرجان التجريبى وعودته وإستمراره فى تطوير الحركة المسرحية المصرية والعربية أضاف
 « عودة المهرجان ضرورة تدفعها الحركة المسرحية التى أصبحت دقيقة وكثيفة وثابتة فى مصر والعالم العربى حيث أصبح البحث عن أشكال مسرحية جديدة وحديثة أمام التحولات الثقافية التى تؤثر بسرعة فى الإنسان العربى وبالتالى يأتى المهرجان التجريبى معتمدا على نظرية نقدية فى إختياره للعروض التى تقدم مفاهيم جديدة للمسرحة والممثل والدراما تورج والسينوغرافيا وتجعل من العرض خطابا فنيا يتشكل عبر أدواته كتابة حديثة
هناك تنوع بمفرداته و برامجه
بينما أوضح د.عبدالحسين علوان من العراق توقعاته وأمنياته للدورة ال26 لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى والمعاصر فقال « أتمنى أن تكون دورة ناجحة وموفقة وخاصة أن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي من المهرجانات المهمة في الساحة المسرحية العربية .
وفي كل دورة يظهر بحلية جديدة وأعني بأن هناك تنوع بمفرداته برامجه مابين إختيار دقيق للعروض وتنوع الورش والمحاضرات العملية .
فمنذ إستلام الدكتور سامح مهران لمسؤولية المهرجان بدأ التنوع بإختيار نوعية الورش والذي يقيمون على الورش كما أصبح للمهرجان مسارات متنوعة بهذه الدورة وإتجه المهرجان الى المسرح في إفريقيا وهذا يعطي تنوع في دورات المهرجان والإبتعاد عن الروتين الذي تقع به بعض المهرجانات العربية .
وبطبيعة الحال هذا التنوع والإنتقال في مساراته يصبح عامل مساعد على الإرتقاء بالمسرح المصري من خلال ماسيقدم من عروض وندوات وورش ومحاضرات
وإعتقد أن عودته وإستمراره تثرى الحركة المسرحية المصرية وتفيدها بشكل كبير وخاصة أنه نافذة هامة للمسرح للإطلاع على المسرح فى العالم العربى والاوروبى
«البحث عن صيغ جديدة لعروض تجريبية معاصرة»
أشار الفنان السوداني على المهدى الأمين العام للهيئة الدولية للمسرح وسفير اليونيسكو للسلام عن أمنياته وتوقعاته للدورة ال26 لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى والمعاصر
فأوضح قائلا « هذة الدورة لها طابع مميز وخاص بالنسبة لى وخاصة أنى أشارك وأدير ندوة للمسرح الافريقى « حول إشكالية التعريف والتنصيف والنقد» وقد دعا المهرجان عدد من الخبراء فى المسرح الأفريقي لهذا المحور الفكرى الهام والذى يفتح آفاقا جديدة حول المسرح الأفريقى
هذة الدورة التى يميزها أنها تعد إنفتاح أكبر على الثقافة والفنون والبحث عن صيغ جديدة لعروض تجريبية معاصرة والبعد عن التقليدى والمتعارف عليه فى المسرح وأ تمنى أن نذهب إلى العقد الثالث من المهرجان بهذا التميز والإنفتاح كم أتمنى مزيد من إتاحة الفرص للشباب
وعن عودة المهرجان وإستمراره أشار قائلا « إستمرار المهرجان التجريبى ضرورة هامة للإطلاع على أحدث التجارب والتى من شأنها أن تطور من الأشكال المسرحية على مستوى الحركة المسرحية المصرية أو العربية على حد سواء
هذا المهرجان يمثل مصر أمام العالم
بينما كشف المخرج الأردنى على عليان عن أمنياته لهذة الدورة موضحا « دائما أمنياتى لإى مهرجان هى أمنيات إيجابية فأتمنى التجديد والإستمرارية والتمكين من أجل بقاء هذا المهرجان الذى يمثل واجهة مصر أمام العالم
وعن توقعاته إستطرد قائلا « دائما نجاح إى مهرجان يقاس بجودة العروض المشاركة به فعروض المهرجان هى أساس نجاحه وبالتالى المخرجات يجب أن تكون مدروسة وهذا ما حققه المهرجان منذ أيامه الأولى فقد شاهدنا مجموعة متميزة من العروض ومنها على سبيل المثال عرض «بهية « للمخرجة كريمة بدير وعن أهمية عودة المهرجان التجريبى وإستمراره
أضاف « المهرجان فى دورته ال 26
 وهى الرابعة بعد العودة أرى أن هناك متغيرات رائعة تبدأ من حفل الإفتتاح والبساطة والمتعة البصرية والفكرية وكما نعلم أن مصر هى قبلة للفنانين العرب وهذا المهرجان يمثل مصر أمام العالم مصر التى وحضارتها العريقة ووجود المهرجان هام للتلاقح الفكرى من خلال إستقطاب أهم العروض المسرحية الأوربية مثل العرض الأمريكى الذى قدم فى ليلة الإفتتاح وكان أكثر من رائع
إفريقيا قارة لها خصوصيتها
بينما أشار الفنان و الناقد الأردنى رسمى محاسنى موضحا « سبق وأن قمت بحضور دورات سابقة للمهرجان واليوم المهرجان يشكل حالة مختلفة سواء بإختياراته أو ببرامجه
ويتضح من الدورة ال26 أنها دورة مختلفة وذلك بدء من الإختيارات والتحضيرات والندوات فأعتقد أن المهرجان سيكون هذا العام متفردا لما يقدمه من عروض وندوات وتنوع إعطاء مساحة لقارة إفريقيا من خلال الندوات وكما نعلم أن إفريقيا قارة هامة ولها خصوصية شديدة وعن أهمية عودة المهرجان وإستمراره
إستطرد قائلا المهرجان يعمل تحت شعاره المعاصر والتجريبى ولذلك لأنه يبحث عن ماهو جديد ومتفرد ويحاول كسر الروتين الذى إعتدنا عليه فى المهرجانات ويقدم أشياء ربما تكون غير مألوفه فكل ما يخص مفهوم الجسد وأبعاد الجسد يعطيها مساحة من قراءته كما أن المهرجان يمثل نافدة لكل ماهو جديد متطور بشأن المسرح التجريبى وأعتقد أن د. سامح مهران بوعيه وثقافته العميقة بإستمرار يطور المهرجان لما هو جديد ويثرى الحركة المسرحية والعربية وهو شىء يدعو للفخر والإعتزاز
المسرح بخير
أما الأديب والاعلامى العراقى عقيل الحجار فأوضح قائلا أقيم فى القاهرة منذ مدة وأتابع فاعليات المهرجان والمهرجان فى تفاصيله ونقلاته النوعية والتغيرات التى تحدث بالمهرجان من عام إلى عام على مستوى عروض المهرجان هو ما يجعلنا نستبشر خيرا بالمهرجان
وتابع قائلا « أعتقد أن هذة الدورة سيكون المهرجان مميزا والسبب فى ذلك حسب معلوماتى الأولية الأعمال المشاركة من الدول فهناك مخرجين شباب وأفكار واعدة ترتقى بالمسرح وبلون جديد عما عرفناه ولذلك أتوقع أن تكون هذة الدورة إستثنائية وتختلف عن ما سبقتها من الدورات وخاصة أن العراق يشارك بعمل فريد من نوعه كما أن هناك دول آخرى تشارك بأعمال متميزة وإذا كان مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى والمعاصر بهذة التغييرات كل عام إذن فإن المسرح بخير وعن الحركة المسرحية المصرية والعربية
أشار قائلا « أضاف السوشيال ميديا أثرت كثير على الحركة المسرحية العربية والمصرية فتحتاج الدول العربية إلى النهوض بالمسرح مثل ما مضى وذلك لأنها فى صراع كبير مع السوشيال ميديا وأتمنى الدورات المقبلة التوسع فى قاعدة إختيار الدول المشاركة بحيث تشارك كل دولة بأكثر من عمل ليكون هناك تنوع فى المسرح الذى يقدم وحتى نرى إلى إى مدى وصل الفن فى كل دولة
المسرح بطبيعته متجدد
كشفت د . أسماء يحيى الطاهر عن أمنياتها لدورة المهرجان ال26 فقالت « أتمنى لهذة الدورة أن تكون دورة متنوعة ومؤثرة والحقيقة أن توقعاتى وشعورى لهذة الدورة أنها ستكون أقوى وأكثر ثراء
وعن مدى أهمية عودة وإستمرار المهرجان التجريبى أرتكزت د. أسماء على عدة نقاط هامة فأشارت قائلة « الجدل دائما يثار كل عام مع كل دورة جديدة للمهرجان التجريبى ولا أعلم لماذا لم يحسم الجدل فالحقيقة أن هناك جيل كبير من المسرح المستقل خرج فى ظل إزدهار مهرجان المسرح التجريبى وبالتالى إستفاد بشكل كبير من رؤى وتقنيات وأفكار مختلفة طرحها المهرجان سواء إتفقنا أو إختلفنا معها فدائما للمهرجان التجريبى أطروحات ورؤى مختلفة لأشكال متعددة للمسرح
وقد أشرت فى ندوة النقد التطبيقى إلى هذة النقطة الهامة فأوضحت أنه لو كان العصر المسرحى الذى نعيشه أكثر العصور إزدهارا فإذا ظل كما هو ولم يجدد من أفكاره وأطروحاته سيتجمد المسرح فالمسرح بطبيعته متجدد وجزء من أهمية المسرح التجريبى أنه يضع إضافة جديدة
قبل المهرجان التجريبى كنا لا نشاهد سوى أنفسنا!
إتفق المخرج الكبير فهمى الخولى مع د. أسماء يحيى الطاهر أن عودة وإستمرار المهرجان التجريبى تمثل أهمية كبيرة فأوضح قائلا « نتعرف من خلال المهرجان التجريبى على ما أنتهى الآخر ونكمل ما أنتهى به الآخر كما أن الفائدة الأكثر أهمية للمهرجان أن مسرحنا أصبح يوازى ويتوائم مع كل معطيات الإبداع العالمى فقبل المهرجان التجريبى كنا لا نشاهد سوى أنفسنا فى المرآة وقد أحدث المهرجان تغير كبير فى مفهوم المسرح المتطور الحديث الرافض لما هو تقليدى سواء على مستوى الكتابة أو الأعتماد على الصورة والحركة وإبتعد عن التقليدية فى الأداء المسرحى
 وعن أمنياته للدورة ال26 قال أتمنى أن تكون دورة موفقة ومن وجهة نظرى أرى انها دورة ثرية وغنية وبها جهد كبير وقد إتضح ذلك بشكل كبير من حفل الإفتتاح الذى كان مشرفا بالإضافة إلى الورش والمحاضرات ولقاءات المسرحيين من جميع أنحاء العالم
وجود مهرجان المسرح التجريبى مكسب وذلك لأنه مهرجان دولى
وبوجة نظر مخالفة ذكر المخرج أحمد الرافعى قائلا « من الغريب أن المهرجان التجريبى بدأ فى مصر قبل المهرجان القومى فمن وجة نظرى أننا نحلم أن نحقق الحد الأدنى من المسرح الكلاسيكى ونسطيع بعد ذلك أن نقدم مسرح تجريبى ومعاصر ولكن من وجهة نظرى وجود مهرجان المسرح التجريبى مكسب وذلك لأنه مهرجان دولى فهو يطلعنا على تجارب مختلفة وأتمنى أن يلقى المهرجان التجريبى إهتمام أكبر وأن نزيل جميع المسميات الخاصة به وذلك لأن المسميات إتسعت ولا أستطيع أن أضع توقعات لهذة الدورة فالمهرجان لم ينتهى من فعالياته
أتمنى أن تكون هناك مشاركات أكبر من الجانب المصرى
إتفق المخرج باسم قناوى مع المخرج أحمد الرافعى بأن مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى والمعاصر يعد المهرجان الدولى الوحيد للمسرح المصرى موضحا أن هناك دول لديها أكثر من مهرجان دولى ومنها تونس والمغرب وغيرها موضحا أهمية المهرجان فى إطلاع المسرحيين على نوعيات وأشكال من العروض لها طابع تجريبى كماأن المهرجان كان ولايزال مصدرا من المصادر الهامة للنصوص والدراسات التحليلية والنقدية موضحا أن مسئولية نجاح المهرجان تقع على عاتق لجنة إختيار ومشاهدة العروض
وعن أمنياته للدورة المقبلة أوضح قائلا « أتمنى أن تكون هناك مشاركات أكبر من الجانب المصرى وذلك بأن يتم إستقطاب العناصر الهامة والمميزة فى مفردات العمل المسرحى على أن تقوم بعمل ورش يشارك بها جميع الجنسيات وذلك على غرار الورش التى يدرب بها خبراء أجانب
 المهرجان يعيد مصر لمركزية الثقافة العربية
ومن جانبه أوضحت د. دينا أمين المدير التنفيذى للمهرجان أن خطة العمل فى الدورة ال26 سارت فى عدة إتجاهات مختلفة فهذا العام الولايات المتحدة الأمريكية هى ضيف شرف المهرجان وبالتالى كان هناك إختيارات خاصة للمكرمين والورش
والأتجاه الثانى يمثل المحور الخاص بقارة إفريقيا والأتجاه الأساسى هو إقامة ورش دولية لتخصصات متعددة وإتجاهات متعددة فى عناصر العملية المسرحية
وأضافت قائلا « فى رأى الخاص أن المهرجان يعيد مصر لمركزية الثقافة العربية وقد إستطعنا تحقيق ذلك فهناك العديد من الضيوف العرب الذى جاءوا على نفقاتهم الشخصية وذلك لحضور الورش والندوات ومشاهدة العروض وهو يمثل مكسب حقيقى لنا كمصريين
كما أن المهرجان يمثل مصدر تعليمى ويعد منافسة فهو يخلق روح الأبداع والتفوق للمسرحيين المصريين وذلك فى جميع مفردات العملية المسرحية بالإضافة إلى دوره فى إحياء الثقافة النقدية فهو يحقق حالة زخم فى الحياة الثقافية ويقوم بعمل إتصال بالعالم الخارجى والدول الأوربية والعربية


رنا رأفت