هشام عطوة: هدفنا أن يظل النشاط المسرحي طوال العام.. والورش هدفها خلق جيل محترف من المسرحيين

هشام عطوة: هدفنا أن يظل النشاط المسرحي طوال العام.. والورش هدفها خلق جيل محترف من المسرحيين

العدد 562 صدر بتاريخ 4يونيو2018

دائما ما ينال المسئول العديد من الانتقادات ودائما ما يكون هدفا لأن تطرح عليه التساؤلات حول رؤيته وأفكاره لتطوير المكان المسئول عنه.. ومن ضمن المسئولين الذين تولوا مهمتهم الجديدة بالهيئة العامة لقصور الثقافة، المخرج والممثل هشام عطوة، نائب رئيس الهيئة، الذي جاء توليه لمهام منصبه الجديد في وقت زادت فيه الأقاويل واشتدت فيه التساؤلات حول وضع المسرح بالثقافة الجماهيرية، ونية الإدارة الجديدة لإحداث تغييرات كثيرة على حركة المسرح بالأقاليم.
هشام عطوة مخرج وممثل قبل أن يكون صاحب مناصب إدارية وقيادية بوزارة الثقافة، فقد قدم إبداعاته كمخرج على مسارح الدولة، وشارك بالتمثيل في مسلسلات وأفلام مختلفة، وعلى الجانب الإداري كان مديرا لفرقة مسرح الشباب، وبعدها مديرا لمسرح الطليعة، ثم مديرا لمركز الهناجر للفنون، وتم انتدابه للإشراف على البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية في عام 2015، وشهد البيت خلالها إنتاج العديد من العروض المسرحية ومشروعات التجديد والتطوير في البنية التحتية بمسرح البالون والسيرك القومي بالعجوزة، ليكون آخر المناصب التي تولاها هي عمله كنائب لرئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة. 
وفي أثناء عقد إحدى الاجتماعات التي تواجد فيها قيادات المسرح بالهيئة وهم يعملون على ترتيب إداريات المهرجانات الإقليمية قمنا بعمل لقاء مع عطوة للرد على التساؤلات التي تتبادر في الأذهان حول خطة الهيئة الجديدة، وأهم المشكلات التي وجدها عطوة بعد توليه مهام منصبه، وأيضا ما يمكن أن تقدمه الورش المسرحية التي ستكون الطريقة الجديدة لاعتماد المخرجين المسرحيين بدلا من «نظام الشرائح» الذي تم إلغاؤه.

أصبحت نائبا لرئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة منذ شهور قليلة.. ما هي أهم المشكلات التي تواجه المسرح الإقليمي في الهيئة على وجه التحديد؟
ــ «آلية الإنتاج» بمعنى أن هناك تأخيرا واضحا في إنتاج الأعمال المسرحية في الأقاليم، من حيث مناقشة المشاريع وتحديد مواعيد صرف المستحقات المالية من قبل الإدارة، فهناك خلل من الناحية القائمين على العمل الفني - الفنانون بالهيئة - والإدارة التي تقوم بتنفيذ هذه المشاريع من خلال صرف المستحقات المالية للانتهاء من إنتاج هذه المسرحيات.
وهذه المشكلة التي تحدثت عنها كيف يمكن تلافيها فيما بعد؟ 
ــ تم التنسيق بالفعل مع رئيس مجلس إدارة الهيئة لوضع آلية مختلفة من العام المالي القادم، فسيكون هناك وضع جدول بمواعيد ثابتة ومحددة مسبقا ومعلنة للجميع من فنانين وإداريين، وهذا الجدول سيتم فيه مراعاة أن تنتهي مهرجانات المسرح - الأقاليم والنوادي - التي تنظمها الهيئة قبل نهاية رمضان، وهذا الحل سيجعل هناك متسعا زمنيا لتنظيم المهرجانات بالشكل الصحيح. 
وسيتم تنفيذ هذه الآلية من خلال اللجان التي سيتم تشكيلها لمناقشة المشاريع بعد الانتهاء من فعاليات «المهرجان القومي للمسرح» مباشرة، ثم سنتلقى المشاريع الجديدة للراغبين في إنتاج مشاريعهم المسرحية تحت مظلة إدارة المسرح بالهيئة، وسيكون هناك لجان لمتابعة تنفيذ هذه المشاريع المسرحية وحل كل العقبات أمام المخرجين لتقديم مسرحياتهم بدون أية مشكلات. 
من خلال متابعتك للنشاط المسرحي بالهيئة خلال الشهور السابقة هل تجد قصورا أكبر من جانب الإداريين في مواجهة الفنانين أم العكس؟
ــ لا يوجد خلل من جانب أكثر من الجانب الآخر، فهذا الحديث غير صحيح، وإنما هناك خلل مشترك إداري له علاقة بالشكل الوظيفي والإجراءات. وعلى الجانب الآخر، المخرجون أيضا أصبحوا يتباطؤن في الانتهاء من إخراج المسرحيات تصل لسبعة أشهر كاملة وهو ما لا يجوز، وقد قمنا هذا العام بالترتيب لعمل برنامج واضح ومواعيد ثابتة من بداية المناقشة، ثم المتابعة، والمخرج الذي سيتأخر في الانتهاء من مسرحيته سيتم استبعاده من العمل. 
«مركزية القاهرة» ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها للخروج من هذه المركزية وتسليط الضوء على المسرحيات والمسرحيين بالأقاليم؟
ــ نحن نعمل خلال استراتيجية واضحة لوزارة الثقافة، ومن خلال توجيهات رئيس مجلس الإدارة سيكون هناك خطوات لتدوير العروض المتميزة على المحافظات المختلفة وهو ما سيتيح فرصة مشاهدة العروض المتميزة للفنانين بالأقاليم في مسارح الهيئة بالقاهرة، كما سيتم العمل على أن يكون النشاط المسرحي دائما وموجودا طوال العام، من خلال إعادة تجربة الـ»100 ليلة» فيكون هناك عروض تقدم عشرة أيام، وتتغير هذه العروض في الأقاليم المختلفة ليظل إنتاج المسرح مستمرا طوال العام. 
كما سيتم إنتاج العروض المركزية من خلال فرقة «السامر» التي عادت للإنتاج، وسيكون هناك دراسة شاملة ليكون هناك موسم مسرحي زاخر بجانب المهرجانات. 
متى سيبدأ تنفيذ هذه الخطوات؟  
ــ هناك موسم يتم الانتهاء منه حاليا لم تكن الإدارة الحالية هي المسئولة عنه، وإنما يجب الانتهاء منه، وسيبدأ العمل بالخطة الجديدة من بداية الموسم القادم، وسنقوم بالعمل على شكل إنتاجي جديد وسريع.
الأفكار التي طرحتها في حديثك السابق، مع الإعلان عن إلغاء نظام الشرائح وتفعيل نظام الورش المسرحية لاعتماد المخرجين، تؤكد على التوجه لزيادة عدد العروض في ظل ميزانية ضعيفة.. فكيف ستحققون هذه المعادلة الصعبة؟ 
ــ  كل الأفكار التي تم طرحها والقرارات التي سيتم تنفيذها تباعا، لا تعارض بينها وميزانية الإنتاج المسرحي بالهيئة، فما سنقوم به هو وضع تكلفة الأشياء في مكانها الصحيح؛ فنحن نقوم بالعمل على الميزانيات ونناقشها بأنفسنا مع المسئولين بإدارات المسرح المختلفة للخروج بتصور جيد مع الحفاظ على الميزانية المحددة لنا؛ فتوجيه الموارد بشكل سليم هو ما أتحدث عنه والدليل على ذلك أننا في نهاية السنة المالية وما زال لدينا ميزانية نعمل بها حتى الآن ونظمنا المهرجانين من هذه الميزانية.  
ما هو العائد الثقافي من مسرح الأقاليم من وجهة نظرك؟ 
ــ مسرح الثقافة الجماهيرية ممتد ليصل إلى شرائح من الناس مختلفي البيئة، وهو ما يجعل هناك ضرورة لمعرفة ما يحتاجه الجمهور - باعتباره أهم أركان المسرح - في كل بيئة من هذه البيئات، وسيكون هناك تحضير مشروع تثقيفي لتعريف المخرجين ما الذي تريده البيئة التي هو جزء منها، من خلال محاضرات تثقيفية لاختيار ما يقدم في كل مكان؛ وهي المحاضرات التي ستزرع فيهم كيفية اختيار الموضوعات التي يجب أن تقدم لكل منطقة بشكل صحيح، وهو ما سيخلق تنوعا حقيقيا ومتلامسا مع كل مكان سيقدم. 
والتدريب على كيفية اختيار الموضوعات لا يعني فرض أفكار معينة، وإنما الهدف من هذا التدريب هو تعليمه استخراج الأفكار الخاصة بكل بيئة، والفنان هو صاحب القرار في انتقاء الأفكار التي يريد تقديمها وكيفية تقديمها. 
هذه الورش الهدف منها تقديم مسرح مختلف ومتنوع.. هل هناك أهداف أخرى من تدريب المخرجين في الفترة القادمة؟
ــ بالتأكيد فهذه الورش تجعل المتدرب بعد فترة قادرا على اختيار النصوص الجيدة، وتجعله قادرا على تقديمها على خشبة المسرح، فيكون هناك جيل من المخرجين هاو ولكنه يقدم عروضه بشكل احترافي، ومن أهم الأهداف هو إيجاد هوية لكل منطقة في مصر ويكون فنانوها هم المقدمون لها؛ وهو ما يشبه البيت الفني للمسرح فالمخرج الذي يريد تقديم مسرحية كوميدية لا يمكن أن يقدمها على مسرح الطليعة، كما أن من يريد تقديم مسرحية على المسرح القومي يعرف هوية هذا المسرح وما يجب أن يقدم عليه وهو دور هذه الورش.
بدأت فعاليات مهرجانات المسرح في الهيئة بالفعل، وكان هناك حديث عن بعض الخلافات التي حدثت بين قيادات بالهيئة، فما هو ردك على هذه الأقاويل؟ 
ــ ما أثير عن وجود خلافات هو حديث غير حقيقي بالمرة، بل على العكس فجميع القيادات تجتمع معا، ونتفق معا كمجموعة عمل كاملة تعمل بشكل جماعي بهدف تقديم مسرح الثقافة الجماهيرية مرة أخرى بشكل جاذب للجمهور ولافت للنظر، والاختلافات في وجهات النظر معه اتفاق بأننا جميعا مجتمعون لتقديم شيء محترم لمسرح الثقافة الجماهيرية.
ما هي الملفات التي بدأتهم العمل عليها للانتهاء من المشروعات الجديدة التي ستنتهى منها الهيئة تباعا وعددها 43 مشروع؟ 
ــ بالفعل هذه المشروعات يتم العمل على إنهائها، وبتوجيهات من رئيس مجلس إدارة الهيئة فالعمل الأساسي في هذه الفترة هو «الحماية المدنية» لهذه المشروعات بالكامل وهو ما بدأنا العمل عليهم بالفعل. 
ما الذي تود أن تقوله في ختام الحوار بعد إطلاق مهرجانات المسرح رغم الإشاعات التي نشرت بعدم تنظيم هذه الدورة من الأساس؟ 
ــ أتمنى أن نستطيع تقديم مهرجان جيد، ويكون عرسا للمسرحيين بالقاهرة والأقاليم، ونكون قادرين على تقديم كل الدعم لهم في دور استراتيجية الهيئة العامة لقصور الثقافة، وبخصوص ما تم تداوله من إلغاء المهرجان فتم إنهاؤه بإطلاق المهرجان بالفعل، وهذا لو كان دليلا فهو دليل عن أننا أعدنا المهرجان مرة أخرى ولم نقم بإلغائه، كما أننا نعمل على قدم وساق لإخراجه بالشكل اللائق. 


سلوى عثمان