في احتفالات اليوم العالمي للمرأة.. المرأة فى المسرح .. طموح وعقبات

في احتفالات اليوم العالمي للمرأة.. المرأة فى المسرح .. طموح وعقبات

العدد 551 صدر بتاريخ 19مارس2018

بمناسبة احتفالات اليوم العالمي للمرأة التي تقام في شهر مارس من كل عام، نسأل: وماذا عن المرأة في المسرح المصري؟ عن دورها وصورتها وإنجازاتها وغير ذلك من قضايا تهمها وتتصل بها.

قالت المخرجة عبير علي: المرأة في المسرح سواء ممثلة أو مخرجة أو مهندسة ديكور، استطاعت أن تحقق وتبرز نفسها من خلال الفرص البسيطة المتاحة لها فهناك فنانات استطعن أن يحققن نجاحات كبيرة في جميع مفردات العمل المسرحي ومنهن الدكتورة نهاد صليحة رحمها الله، والمهندسة نعيمة عجمي، والمخرجة نورا أمين، والكاتبة رشا عبد المنعم، والناقدة والكاتبة مايسة ذكي، والكاتبة منحة البطراوي، وغيرهن، بالإضافة إلى أن النساء العاملات في المسرح صاحبات مشروعات ثقافية وفنية وفكرية ولسن فقط مبدعات ولديهن موهبة.
أضافت: المسرح ناقش قضايا المرأة مع اختلاف وجهات النظر المطروحة فالبعض يراها من زاوية التمكين والمساواة والبعض ناقشها من وجهة نظر اضطهاد المرأة وهناك جدل وحراك حول موضوع حقوق المرأة، ولكن الأكثر أهمية أن تحول جميع هذه القضايا إلى شيء مفعل. تابعت: أعتقد أن الآليات المتبعة تتيح الفرص بشفافية لجميع المبدعين وتستطيع المرأة في مجال المسرح أن تحصل على فرصتها ومبدأ إتاحة الفرص وعدم التميز بين الرجل والمرأة ضروري.
وجهة نظر ذكورية
وقالت الدكتورة دينا أمين إن المرأة لها دور قوي وفعال في الحركة الفنية بشكل عام سواء المسرحية أو السينمائية، على الرغم من تدهور دور المرأة في الثلاثين عاما الأخيرة، فقد كانت هناك رائدات في مجال الكتابة والتمثيل والحركة المسرحية أمثال عزيزة رشدي وروزا ليوسف وغيرهن.
أشارت دينا أمين إلى أن قضايا المرأة طرحت في المسرح برؤية ذكورية، في التعليم أو الأمومة أو الاضطهاد والتمييز ولكن بوجهة نظر ذكورية، ومع ذلك فهناك نماذج نسائية كان لهن دور بارز في الحركة المسرحية المصرية مثل الدكتورة نهاد صليحة رحمها الله، وأتمنى أن يتزايد عدد الكاتبات والمخرجات في المسرح المصري.
وأوضحت أن هناك ضرورة لتقدير عمل المرأة في مجال المسرح وتمنت من الآباء والأمهات أن يسمحوا لبناتهم بالعمل في مجال المسرح، وأن يعوا أن المسرح يحتاج إلى ساعات كثيرة للعمل، وأنه فن له رسالة سامية لا تقل عن أي مجال آخر.
حجم التأثير والممارسة
وأشارت الناقدة داليا همام إلى أن دور المرأة في المسرح ليس قويا بالقدر الكافي مع ملاحظة أنه لا يوجد عرض مسرحي يخلوا من وجود امرأة، لكن الفكرة ليست في الوجود وإنما في الأهمية وحجم التأثير والممارسة والمهام التي تقوم بها. أضافت: بعض المخرجات والمشتغلات في المسرح أثبتن وجودهن من حيث الممارسة الإخراجية وعلى مستوى جميع العناصر في العرض، لكن فكرة القيام بدور قوي تحتاج إلى دعم وتضامن وحركة مسرحية تؤمن بأهمية دور المرأة.
وترى داليا أن قليلا من العروض هي التي تركز على قضايا المرأة خصيصا، ولكن يمكن التلميح لبعض قضايا المرأة ضمن قضايا العرض عموما، وأن المرأة في المسرح ينقصها لتحصل على حقوقها الإيمان الذاتي بكونها تستحق إلى جوار استمرار المحاولة وخوض تجارب مسرحية دون خوف وتمكين الشابات المخرجات والمشتغلات في المسرح من تقديم تجاربهن الإبداعية.

الرائدات في المسرح
وقالت الفنانة وفاء الحكيم إن المسرح فعل جماعي، الذي يقوم بالأعمال المسرحية رجال ونساء وليست فئة واحدة، وهناك الكثير من الرائدات في مجال المسرح والسينما والفنون المختلفة، سار كثير من الفنانات على خطاهم، بالإضافة إلى أن هناك مبدعات في جميع مفردات العمل المسرحي من ديكور وتصميم أزياء وإخراج وتمثيل وتأليف، وهو ما يثبت وبقوة دور المرأة وتأثيره وتميزه، فهناك مثلا سيدة المسرح العربي سميحة أيوب والفنانة سهير المرشدي والفنانة أمينة رزق والفنانة بهيجة حافظ وغيرهن من الرائدات. أضافت: ناقشت العروض المسرحية الكثير من قضايا المرأة الهامة وهناك الكثير من الكتابات لمؤلفات وكاتبات من السيدات مثل فتحية العسال والكاتبة رشا عبد المنعم، كما استطاع الكاتب شاذلي فرح أن يقدم تشريحا جيدا لنماذج المرأة في الصعيد، وأيضا من الكتاب البارزين الذين كتبوا عن قضايا المرأة الكاتب المسرحي إبراهيم الحسيني.
وأشارت وفاء الحكيم إلى أنه لا توجد تفرقة بين المرأة العاملة في المسرح والرجل، فالاثنين تتاح لهما الفرص نفسها لتقديم إبداعاتهما.
 عروض قليلة
وقالت الفنانة اللبيبة خدوجة صبري إن المرأة لها دور بارز وفعال وحصلت على مساحتها في المجال الفني والمسرح على وجه الخصوص، أما العروض التي ناقشت قضايا المرأة بشكل متعمق، فعلى مدار خمس سنوات لم أرَ عروضا في المسرح المصري تناقش قضايا المرأة سوى في إطار عام، فلا توجد قضايا تخصها بعينها. أشارت خدوجة إلى أنها قدمت من خلال تجربة عرض “حكاية طرابلسية” نماذج لخمس سيدات ومشكلاتهم المختلفة، مؤكدة على أنه يجب أن تجتهد الفنانة حتى تحصل على مكانتها وتحقق أهدافها وتميزها في جميع عناصر العملية المسرحية.
رمز لن يتكرر
وقالت المخرجة منار زين إنه لا يوجد دور قوي للمرأة في المسرح، فعددها قليل ومن النادر أن نجد فنانات متميزات في المجال، ومن الأمثلة الهامة للمرأة ودورها البارز في مجال المسرح الدكتورة نهاد صليحة «رحمها الله» السيدة التي قادت حركة النقد المسرحي وقدمت نقلات نظرية وعلمية من خلال ترجماتها ودراستها.
وتابعت: هناك الكثير من العروض التي ناقشت قضايا المرأة بشكل كبير وموضوعات كثيرة منها العنوسة والتحرش والتمييز كما في عروض المخرج خالد جلال، وهناك أيضا مخرجات قدمن أعمالا هامة ومختلفة ناقشت قضايا المرأة مثل المخرجة شيرين حجازي.
وأشارت منار زين إلى أن الفنانات لديهن المساحة والفرصة، بالأخص إذا كن متميزات في مجال عملهن.
جيد في التمثيل
وقالت الناقدة أمل ممدوح: حضور المرأة في الحالة المسرحية يعد جيدا فقط في جانب التمثيل بينما نراه محدودا في حالتي الكتابة والإخراج المسرحي، وهناك وجود لها بالطبع في بقية عناصر الحالة المسرحية لكنه ليس كبيرا. أكدت ممدوح على أنها لا تفضل بناء عرض مسرحي على انحياز مسبق لجنس، فالهدف هو الإنسان عموما، فالانحياز المسبق يفسد الفن ويفسد التلقي ولا ينبغي للمرأة المبدعة ألا تتحدث إلا عن نفسها، فهذا نفسه انتقاص وعزل لها وإخلاء السياق الإنساني العام للرجل وحده.. فمن الجيد طرح قضايا تعاني منها المرأة، لكن ضمن نطاق إنساني وألا يقتصر طرح المرأة فقط على هذا النوع. أضافت: على المرأة أن تؤمن بنفسها ولا تخشى شراسة التنافس، فالحياة والمسرح خاصة يحتاجان هذا التوازن.
أفكار المجتمع الذكوري
أما المخرجة مروة رضوان فقالت: تأثرت المرأة بالمجتمع الذكوري، فهي طول الوقت تحاول الدفاع عن نفسها وتهاجم الفكر الذكوري وتتحدث عنه، استطاع المجتمع الذكوري فرض بعض القضايا عليها وهذا يحدث في المسرح بخلاف السينما. أضافت: بشكل عام هناك حرية للمرأة في جميع المجالات ولكن ما زال لدينا بعض المشكلات في السماح للمرأة بالعمل في المجال الفني، فما زلت بعض العائلات تخشى ذلك، وبالأخص في الطبقة المتوسطة التي تعافر فيه المرأة حتى تحصل على حريتها. ولكن بوجه عام زادت الحريات وأصبح هناك عدد أكبر من الفنانات وأصبح هناك بصمة للمرأة في المجال الفني والمسرحي بشكل خاص.
وتمنت إلغاء فكرة التصنيفات فيما يقدم من إبداع فني ليكون التقييم الوحيد ما هو إبداعك فقط! وهو ما سيسمح للمرأة بالمنافسة وأن تكون داخل نسيج واحد.
 لها تأثير مميز
فيما أكدت دكتورة هدى وصفي أن المرأة في المسرح مبدعة ولها دور مؤثر على أكثر من جانب، فهي كممثلة قدمت أدوارا متميزة في عروض مسرحية وطنية واجتماعية، أما على مستوى الإخراج فكان لها تأثير وبصمة مختلفة، كذلك على مستوى الكتابة فهناك الكثير من الكاتبات المميزات حصلن على جوائز دولية، وكل ذلك يثبت بشكل كبير تميز واجتهاد المرأة وتأثيرها في المسرح المصري. وأضافت: وهناك حرية كبيرة للمرأة في العمل بالفن بشكل عام رغم السلوك الازدواجي السائد الذي تتظاهر به بعض المجتمعات، بقولهن إن المرأة ليست حرة، ولكن في حقيقة الأمر، فإن هذا غير صحيح، حتى في الدولة الإسلامية هناك سيدات شديدات التحرر. تابعت: يجب على الفنانة وخصوصا في المسرح أن تقدم أعمالا هادفة، وألا تقبل تقديم أعمال مسفة أو دون المستوى.

 


رنا رأفت