خوسيه مورينو أريناس يكشف كواليس «مسرح الهجرة» بالمعرض

خوسيه مورينو أريناس يكشف كواليس «مسرح الهجرة» بالمعرض

العدد 547 صدر بتاريخ 19فبراير2018

شهدت قاعة «لطيفة الزيات» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ49، ندوة حول كتاب «مسرح الهجرة» بمشاركة مؤلف الكتاب الإسباني خوسيه مورينو إريناس، ومترجمه خالد سالم، ود. علي المنوفي أستاذ اللغة الإسبانية بجامعة الأزهر.
قال خالد سالم إن كتاب «مسرح الهجرة» الذي قام بترجمته للكاتب الإسباني خوسيه مورينو إريناس، يناقش مسألة الاضطرار للهجرة من إسبانيا، وخصوصا من إقليم الأندلس إلى بلاد أوروبا الأكثر تقدمًا، عقب الحرب الأهلية الإسبانية، مشيرا إلى أن «إريناس» نفسه قد عانى من مشكلة الهجرة في سن صغيرة، وعالج هذه المشكلة في مسرحياته، كغيره من الكُتاب الإسبان منذ تسعينات القرن الماضي.
فيما قال خوسيه مورينو إريناس إنه يزور مصر لأول مرة، من أجل التعرف على ثقافتها وتاريخها كما يعرفها كثيرون من كُتاب العالم والوطن العربي. وعن بداياته المسرحية، أوضح أنه دخل المسرح لأول مرة حين كان طفلاً صغيرًا، وأن الفضل في ذلك يرجع إلى والدته، مشيرًا إلى أن المسرح لا يختص بتقديم حلول دوجماتية، وإنما يتم من خلاله توسيع أفق الخيال، وعرض أفكارا يختار منها الجمهور ما يشاء، مؤكدًا أن الكاتب يقوم بتسجيل أفكاره من خلال شخصيات المسرحية.
وتابع إريناس قائلاً: لا بد أن يكتب الكاتب ضد الجمهور، من أجل كسر الروتين، والخروج من القوقعة التي وضع نفسه فيها، مؤكدًا أنه من الصعب الكتابة ضد الجمهور والحصول في الوقت نفسه على تصفيقه ونيل وتقديره.
وأوضح الكاتب الإسباني أنه يجب على الكاتب أن يعرف مدى ذكاء الجمهور، مؤكدا أنه يقصد الجمهور الواعي الذي لديه رأي ورأي آخر، وليس الكتلة البشرية التي تقول كلها نعم، أو تقول كلها لا.
وأشار إريناس إلى أنه استمد فكرة الدعابة في مسرحياته من أحد الأساتذة بجامعة غرناطة، موضحًا أنه يمكن أن يوصل الكاتب كل ما يريده إلى الجمهور دون تجريح من خلال هذه الفكرة، مؤكدًا أنه يستطيع أن يعالج الكثير من الموضوعات الجادة من خلال الدعابة العميقة.
أضاف إريناس: إننا كُتاب سيرة للعصر الذي نعيش فيه، ولنا الكثير من الأفكار التي نقدمها للجمهور، مضيفًا يجب أن نحترم الجمهور، ونترك له حرية أن يختار من أفكارنا كما يشاء.
وعند سؤال الكاتب الإسباني (إريناس) عن كيفية تعامله مع الشخصيات ذات الدوافع العميقة التي يقدمها في أعماله المسرحية؟ أجاب: كل شيء في الحياة نوع من التحدي، فمهمة الكاتب هي التحدي، خصوصا إن كان مثلي كاتب مسرح، وكما أن لاعب الكرة مهمته أن يسجل الأهداف، فإن مهنة الكاتب أيضا هي الكفاح من أجل الوصول إلى النجاح، مؤكدًا أنه لا يريد أن يرسم ملامح شخصية (ماريونت)، وإنما يود أن يبدع شخصيات تفرض نفسها عليه، أي أن الشخصية تصبح مستقلة وتفرض نفسها على المؤلف، تابع: هنا يمكن لي أن أقول أنا المبدع، وبالتالي يمكن لي أن أحرك الشخصيات كما تشاء، وأنا أيضا لا أحب أن أكتب ما كتبه الآخرون، وإن كان علي أن أذكر ما ذكره الآخرون فالصمت يكون هو الأفضل لي، مؤكدا أن الوقوف ضد التيار هو الذي يجعل للكاتب وجهة نظر، وأنه دائمًا يرفض أن يسير مع التيار: أود أن أعيد إبداع الرواية من منظور آخر غير المنظور المعتاد، فالكاتب عليه أن يخلق الشخصية، ويتركها تسير كما تشاء، فهذا هو طريق الحرية الكاملة.
وردا على سؤاله: كيف يتكيف الإسبان مع الوافدين إلى إسبانيا؟ أجاب: إسبانيا دولة تحترم المهاجرين، مشيرا إلى أن المترجم خالد سالم عاش بينهم في إسبانيا فترة ليست بالقصيرة، وأنه أقدر على الإجابة عن السؤال، مؤكدا أن هناك تسامح مع المهاجرين، طول الوقت.
وأكد إريناس على وجود أنماط كثيرة من الوافدين إلى إسبانيا، مشيرا إلى أنه عندما يتحدث الوافد الإسبانية فإن معظم العقبات تزول من أمامه، حيث تعد اللغة إحدى العقبات التي تقف أمام الوافد، لذلك فالمهاجرون ينخرطون في المجتمع الإسباني شيئا فشيئا مع إلمامهم باللغة.
وأشار الكاتب المسرحي إلى أن نسبة البطالة في إسبانيا مرتفعة إلى حد ما، مما يجعل فرص العمل أمام الوافدين غير متاحة بالقدر الكافي، موضحًا أن هناك زيجات مختلطة بين الإسبان والوافدين والعكس أيضًا.
وعند سؤاله عن مدى بقاء العناصر العربية والموروثات الأندلسية بعد قيام دولة إسبانيا.. وهل اندثرت أم لا؟ أجاب: لم تندثر بالكامل.. بل ظل الوجود العربي قائمًا لمدة 100 سنة حتى عام 1609.
د. علي المنوفي سأل عن مدى قبول أو رفض الإسبان للوافدين المسلمين؟ أجاب (إريناس): إسبانيا دولة ذات سيادة منذ 500 عام، مر عليها حكومات مستقلة استقلالاً ذاتيًا، وتختلف طريقة التعامل مع الوافد من إقليم لآخر بالدولة، مشيرا إلى أن الدول المطلة على البحر المتوسط مثل (اليونان، إيطاليا، إسبانيا) تستقبل عددًا أكبر من الوافدين، وأن إقليم الأندلس هو المكان الأكثر استيعابا للوافدين والمهاجرين. وأن الحدود السياسية لمملكة غرناطة كانت تصل إلى مضيق جبل طارق، مؤكدًا أنه منذ عام 711 وحتى عام 1492 أي مع انتهاء الحكم الإسلامي بدولة الأندلس، كان هناك خليط كبير لا يزال باقيا سواء في العرق أو اللغة، التي تشمل الكثير من مفردات اللغة العربية الإسلامية، مؤكدا أن الإسبان يحترمون العالم العربي، ولا يمكن فصل الثقافة عن المشهد الأندلسي.
 

 


ياسمين عباس