فى ندوة «أثر المهرجان التجريبي فى المسرح» المهرجان فرصة هامة للاطلاع على التجارب

فى ندوة «أثر المهرجان التجريبي فى المسرح» المهرجان فرصة هامة للاطلاع على التجارب

العدد 576 صدر بتاريخ 10سبتمبر2018

فى إطار فعاليات الاحتفال باليوبيل الفضى للمهرجان المعاصر والتجريبى أقيم بالمجلس الأعلى للثقافة ندوة عن أثر المسرح التجريبي على المسرح المصري قدمها الناقد محمد مسعد وتحدث فيها الدكتورة سامية حبيب التي رأست الجلسة ود. جمال ياقوت والمخرج طارق سعيد والكاتبة رشا عبد المنعم.

د. سامية حبيب أشارت إلى أن أول دورة للتجريبي واكبت بداية تخرجها من المعهد، مضيفة:
لذا أعتبر أن مسيرتنا مع المهرجان هى مسيرة عمر، وهى تجربة هامة بالنسبة لي على المستوى الإنساني والثقافي، و اقترحت حبيب إقامة ندوة عن تأثير الحركة النقدية على المهرجان التجريبي، مشيرة إلى انه لو لم تكن هناك حركة نقدية مصاحبة له ما استطعنا رؤية نقاد هامين واكبوا المهرجان منذ الثمانينات والتسعينيات. قالت: فقد تخرجنا من المعهد العالي للفنون المسرحية و لدينا طاقة كبيرة ،ودائما ما كان الناقد يواجه أزمة في العمل في الصحف الثقافية التي تهتم فقط بوجود أسماء كبيرة ولا نعلم ماذا سنفعل، التجريبي أتاح لنا ان نشاهد عروض مبهرة لم نشاهدها من قبل، فلم تكن هناك مهرجانات مسرح كثيرة فى مصر في ذلك الوقت، بالإضافة لقلة عدد المهرجانات العربية، أضافت: إن وجود المهرجان التجريبي كان له بالغ الأثر من حيث هو مهرجان دولى و كانت تجربته على مدى 25 دورة بالنسبة لمصر وللدول العربية قيمة كبيرة لا نستطيع أن نغفلها. تابعت: عندما توقف المهرجان عام 1991 تم تأسيس مهرجان المسرح الحر الذي استوعب نشاط الشباب من الفرق الحرة وخارج الجامعة، وكان له أثره البالغ وسانده كبار المسرحيين والنقاد و استمر المهرجان أربع دورات و ربحنا الكثير من الأسماء المسرحية و ظهرت أسماء كبيرة من المخرجين منهم خالد جلال و طارق سعيد و خالد الصاوي وحسن الجريتلى و منصور محمد،و الكثير من مخرجي مسرح الجامعة والمسرح المستقل الذين لديهم تجارب متميزة، وهذا يرجع إلى ما اكتسبناة من خبرات في المهرجان التجريبي علميا وفنيا ، أضافت: الندوات الفكرية التي كانت تواكب التجريبي كانت تتحدث عن التجريب وكيفية الاستفادة منه في تطوير الحركة المسرحية ،فكان المسرح المصري فى فترة التسعينيات والثمانينيات أكثر جرأه واختلافا عما كان عليه فى الخمسينيات والستينيات وما ميز هذه الندوات ما كان يحدث بين كبار أساتذتنا الذين عاصروا فترة الستينيات ومنهم الدكتور سعد أردش والدكتور هانى مطاوع والدكتور احمد ذكى فتحدث بينهم مراجعة للمفاهيم العلمية والفنية فيما يخص التجريب وضرورته في المسرح المصرى و قد تعلمنا أن التجريب يعني البحث عن رؤى وأفكار جديدة .
و دعا الدكتور جمال ياقوت لشهداء محرقة بنى سويف متمنيا أن لا تتكرر مثل هذه الحوادث مرة أخرى، تابع: نتحدث عن أثر المهرجان من حيث الجودة الفنية التي كانت تقدم، فقد كانت تتميز بجودة فنية عالية وقد أصبح هناك تراجعا فيما يقدم و لا جدال في أثر المهرجان التجريبي ودوره الكبير فى الحركة المسرحية، وقد حاربنا بشكل كبير لرجوع المهرجان مرة آخري، وتساؤلى فيما يخص السلبيات: هل ترتبط آلية اختيار الفرق وهل التراجع يرتبط “بالمقدرة المادية” ؟ وهل بسبب التراجع فى المقدرة المادية أصبحت الاختيارات تخضع لشروط “التبادل الثقافي” وجميعنا يعلم ماهى شروط التبادل الثقافي.
وذكر د. جمال ياقوت أن فى 10 السنوات الأخيرة أختلف التعامل مع فكرة سفر المسرحيين ، وتابع قائلا “اعتقد أن العروض وجودتها وآلية اختيارها نقطة هامة للغاية فى المهرجان التجريبى الذي يعد إحتكاكا بين رؤى مختلفة وتيارات مسرحية مختلفة، ومصر تعد بمثابة القبلة التى يأتي لها الجميع ليشاهدوا تجارب مسرحية مختلفة ويتعلمون منها ويقومون بنقل التجارب وهو ما يعطيهم الحماس لتقديم تجارب مختلفة وقد اكتسبنا الكثير من الايجابيات ومنها لغة الجسد والتعامل معها وأهميتها للممثل وقد خلف المهرجان التجريبي حراك ووجود حقيقي وفعال للمسرح المصري وفي جميع الدول،بالإضافة الى تأثير المهرجان على مسرح الثقافة الجماهيرية شديد الأهمية، فقد تأثرت الكثير من التجارب المسرحية فى الثقافة الجماهيرية به ، بالخروج عن المألوف والشكل الكلاسيكي للمسرح فأصبح هناك خيال فى التعامل مع مفردات العمل المسرحى من خلال الإضاءة والصوت والموسيقى والصورة، وكان للمهرجان أثره فى المسرح المستقل والمسرح الجامعي،
وأشار ياقوت إلى أن مهرجان مسرح بلا إنتاج والذي تعتمد فلسفته على “الخيال وليس المال” والتعامل مع مفردات مختلفة وحلول أبداعية خلاقة تأثر بفكرته.
ووجه ياقوت الشكر لكل المسرحيين الذين ساهموا فى عودة المهرجان التجريبي مرة أخرى، مشيرا الى أن إضافة كلمة المعاصر إلى التجريبي افتقدته الكثير من خصوصيته.
بينما ذكر المخرج طارق سعيد أن المهرجان التجريبي يعد فرصة هامة للاطلاع على التجارب والرؤى والأفكار المغايرة ، وتحدث عن بداية علاقته بالمهرجان التجريبي التى بدأت منذ عام 1988 وعند تأسيسه لفرقة الضوء، مشيرا إلى مشاركته فى الدورة الأولى من المهرجان بعرض “الليلة الأخيرة” من تأليفه وإخراجه، كما شارك بعرض “المطاردة” عن نص لنجيب محفوظ وقد كان يقوم بالتحضير لعرض العابرون للدورة الثالثة التي تم إلغائها، تابع : شاركت فرقة الضوء بعرضين فى مهرجان المسرح الحر الذي اقيم عقب توقف التجريبي وهما العابرون وعرض “الليلة الأخيرة” وذلك بناءا على طلب الدكتور نهاد صليحة وعند توقف المهرجان التجريبي وعودته حادثتني المخرجة نورا أمين وطلبت أن أكتب مقالة عن المهرجان التجريبى والتي حملت عنوان “مولد سيدي التجريبي” وقد كان هذا التعبير متداولا.
 تحدث ايضا عن دور المهرجان التجريبي فى تقديم إصدارات لم تكن متاحة سابقا بالإضافة الى مجموعة الورش التى تحوى مجموعة من الخبراء من جميع أنحاء العالم ، وهو ما أسهم في تطور الحركة المسرحية المصرية . وتطرق ايضا للحديث عن مهرجان 100 ليلة الذي كان يقدم على خشبة مسرح السامر ومدى أهميته وأختتم حديثه بذكر مجموعة من الأسماء التي ارتبطت بالمهرجان التجريبي ومنها د. نهاد صليحة والمخرج حازم شحاتة والمخرج صالح سعد ونبيل بدران ومحمد أبو السعود والمخرج طارق الدويري والمخرجة نورا أمين وهاني المتناوى والمخرج حسن الجر يتلى والمخرجة عفت يحيى والكاتبة رشا عبد المنعم والمخرجة عبير على والدكتور سامية حبيب وغيرهم من الأسماء.
فيما ذكرت الكاتبة رشا عبد المنعم أنها ستبدأ الحديث عن التجريب ثم المهرجان التجريبي ثم المسرح، مؤكدة أن النقطة التى تعد فى غاية الأهمية ولم يلتفت إليها هي فكرة انتقال فكرة مصطلح التجريب من الحقل العلمي إلى الحقل الأدبي والفني، فإذا كانت التجربة العلمية تبنى على فرضية فالتجريب أيضا فى المسرح مرهون بوجود فرضية يعمل من خلالها المخرج كباحث وعالم فى مجاله يتعامل مع هذه الفرضية ليصل لهدفه، هذه النقطة التي أشار إليها الدكتور سيد الإمام كانت بمثابة فك للالتباس فهناك دائما فكرة وتساؤل، أطرحة وهو أن وجود إبداع بالتأكيد يصحبه تجريب فكل ما نقدمه لا يخلو من الإبداع وبالتالى لا يخلو من التجريب.
ثم أشارت عبد المنعم إلى أن التجريب موجود قبل المهرجان التجريبي في وجود فنان لديه مشروع ولديه فرضية يعمل عليها وطوال الوقت يكتشف مساحة جديدة أو تقنية جديدة ويقوم بتجريب مدرسة فنية جديدة. وذكرت أن مهرجان المسرح التجريبي يمثل بالنسبة لها الدهشة قالت: “عندما طلب منى أن اكتب شهادتي عن المهرجان التجريبي ربطت ذلك برحلة “أليس فى بلاد العجائب” وبداية علاقتي بالمهرجان كانت بداية علاقتي بالمسرح، وذلك بالمصادفة وكانت مشاركتي عام 1999 وكان لدى شعور مثل شعور “أليس فى بلاد العجائب” فهو يمثل بوابة العبور لعالم مختلف لم أعتاد عليه من قبل، مع محاوله لفك شفراته فشعرت أنى في بلاد العجائب، فالمهرجان كان ثرىا بشكل كبير بكم من العروض الهامة والمغايرة وقد عاصرت المهرجان قبل أن يتحول لفكرة الكم وليس الكيف. كانت هناك عروضا مثيرة للغاية وتعطينا الغذاء الانسانى والفنى. و لم يكن المهرجان لتقديم العروض فقط ولكن كان يحوى فعاليات آخري كالندوات الفكرية والورش والاصدرات التى تعد من الروافد الهامة التي كان لها بالغ الأثر فى المسرح المصري ،وكانت هذة الإصدارات بمثابة النافذة التي يطلع منها المسرحيين على كل جديد على نظريات جديدة وتقنيات ومناهج، ومن الآثار الهامة له أيضا أثره في الحركة النقدية حيث قدم لغة نقدية جديدة لم تكن متوفرة من قبل، فأغلب ما كان يقدم من النقد كان يكتب بشكل كلاسيكى للغاية. عروض التجريبي بتمايزها واختلافها ورؤية أشكال من المسرح لم تكن شائعة أدى بدوره الى الاحتياج إلى لغة نقدية جديدة، وظهر فى هذا الوقت عدد من النقاد لديهم حساسيات نقدية مختلفة وظهر عدد من الكتاب يكتبون فى مجلة المسرح أمثال هشام إبراهيم، عز الدين بدوى، وكان له الأثر في ظهور بعض الأشكال الفنية الجديدة التي تحمل أبعاد إيجابية وسلبية .
وأشارت الكاتبة رشا عبد المنعم إلى أن لغة الجسد وعروض التعبير الجسدي والتى كان أحد روادها المخرج منصور محمد بدأت بالانتشار دون أن يكون لها بصمة أو هوية أو بعد فكرى، وكان ذلك أثر سلبي ولكن في نفس الوقت هناك بعض المخرجين الذين استطاعوا توظيف هذا الشكل الفني بشكل صحيح وبأبعاد فكرية ، ومن المخرجين الذين لديهم فرضية خاصة هو المخرج سمير العصفوري، تابعت:
وكان للمهرجان التجريبى أثر كبير فى ظهور أشكال فنية جديدة ومنها مسرح الجريدة الحية والمسرح السردى ومسرح الحكى،
وكان هناك الكثير من الفرق المستقلة التي تعتمد على مسرح السرد مثل فرقة الورشة للمخرج حسن الجر يتلى وفرقة مختبر المسحراتى للمخرجة عبير على، أيضا كان لمهرجان المسرح التجريبى أثر كبير فى إنتشار المسرح النسوى والعروض التى كانت مهمومة بقضايا المرأة ومسرح العرائس والمسرح الأسود.
وأشارت الكاتبة رشا عبد المنعم الى أن المهرجان فى صورته الحالية لم يتخلص تماما من عيوبه فهناك ضرورة أن نعمل على البرتوكولات التعاونية بين دول لديها مسارح كبيرة وعروض هامة،


رنا رأفت