هل هناك علاقة بين الأدب والواقع؟

هل هناك علاقة بين الأدب والواقع؟

اخر تحديث في 4/30/2020 10:55:00 PM

كتبت: شيماء الطويل

  إلى أي مدى تكون قوة العلاقة بين الأدب والواقع، فالعلاقة بينهما على المحك. 
  هل الأدب قادر على تغيير الواقع، أم أن الأدب لا يحتمل ذلك، ويشغله عن قضيته الأساسية في صنع الجمال والسفر بالقاريء إلى عالم الخيال. 
فهناك وجهة نظر تقول أن عبقرية الفنان ليست في أن ينقل الواقع بأمانة، وإنما  في أن يعبر عنه بعمق.  

* الأدب ليس صورة فوتوغرافية للواقع الاجتماعي :
حيث أشارت سناء أبو شرار في مقالها في منتدى ديوان العرب إلى أن الأدب يمكن أن يكون صورة للواقع الاجتماعي ويمكن أن يلفت نظر المجتمع لبعض المشاكل وبالتالي إيجاد حلول جذرية لها، كما أن الأدب له وجه آخر وهو الوجه الخيالي الذي يمنح بعداً آخر للواقع الذي نعيشه، وحين يكون الأدب صورة عن الواقع لابد أن يكون شديد النقاء وشديد الدقة في نقل تلك الصورة الواقعية، لأن الخيال يسمح بالالتفاف حول الأفكار ولكن الواقع لا يسمح بذلك ولا يسامح عليه، فالأدب الواقعي عالم جدي جداُ ولابد أن يكون الأديب على درجة من المسؤولية والإدراك حين يكتب عنه لأنه لا ينقل صور فقط بل يرسم حياة بأكملها على الأوراق ولا يُسمح له بتزوير ما هو واقعي، فحين يكتب الكاتب عن الواقع تكون مهمته الأساسية هي أن يكشف ما يقبع خلف الواقع من مشاعر، قد تكون نبيلة وقد تكون وضيعة، مثالية أو مادية لكنها المحرك لكل التصرفات الإنسانية، كما أن الأديب لا يكتفي بأن يأخذ دور المصور الفوتوفرافي بل يمنح للواقع صور أو حتى عدة صور مختلفة الألوان والحركة والتفاعل، لأنه يرى الأحداث من منظار متعدد الأبعاد والزوايا وليس من منظار الكاميرا المحدود.
* قصور الثقافة بين حقيقة الأدب وأدب الحقيقة:
 تناولت الهيئة العامة لقصور الثقافة هذا الأمر خلال مؤتمر اليوم الواحد لثقافة القاهرة والذي أُقيم بعنوان (حقيقة الأدب وأدب الحقيقة) برئاسة د. حسين حمودة أستاذ الأدب العربي وأمانة الشاعر محمد أبو الليف في يناير من العام الحالي، قدّم خلاله الإذاعي السيد حسن بحث بعنوان (الأدب والحقيقة والأسئلة المشروعة) أكد خلاله أن الخيال هو جوهر الإبداع الأدبي، فالأدب لا يحاكي الواقع ولكن يخلق واقعا موازيا، كما أن هناك بعض التجليات المرتبطة بفكرة أدب الحقيقة مثل السيرة الذاتية، السيرة الغيرية، الأدب المأخوذ عن قصص واقعية وأدب المناسبات، الصدق الواقعي والصدق الفني والأخلاقي، تعدد القراءات والتأويلات ومفاهيم الحقيقة، ذاتية المبدع وموضوعية الحقيقة.
كما قدّم د. عايدي علي جمعة بحثًا تناول علاقة الواقع بالخيال ثم تناول قصة (الخواجا) للأديب اللبناني محمد الطعام كنموذج مع بحث للدكتور أبو اليزيد الشرقاوي بعنوان (سيرة ذاتية لشخص جدير بالكراهية للشاعر عزمي عبد الوهاب) الذي وجد من هذه القصيدة مدخل لجدلية الحقيقة والخيال.
للمزيد تابع : 
مؤتمر حقيقة الأدب يكرم أدباء القاهرة


شيماء الطويل

شيماء الطويل

راسل المحرر @