محمد إمام يكتب: اليوم العالمي للغة العربية.. ماجتش عليّ أنا!

محمد إمام يكتب: اليوم العالمي للغة العربية.. ماجتش عليّ أنا!

اخر تحديث في 12/18/2020 2:18:00 PM

دارت فى ذهنى أفكار مختلطة لكتابة مقال، وكلها لا تصلح، فتذكرت أن بعد غد 18 ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية.. ها هى فكرة مقال تصلح، اللغة العربية صالحة للكتابة بها وعنها، فما أغناها من لغة.

سأكتب عن الشعر، لا.. سأكتب عن القصة، بل الرواية.. لكنني لست ناقدا، وما سأكتبه سيكون قشورا.. وجدتها سأكتب عن لغة "الفرانكو آراب"، تلك اللغة الشيطانية وتأثيرها على اللغة العربية، لأنها استبدلت الحروف العربية بحروف إنجليزية وأرقام، فمثلا "صباح الخير" تقرأها saba7 al57er تتهجاها ببطء وكأنها تعويذة "تحضير" عفريت.

لا بل أكتب عن اللغة التى يتكلمها البعض، كأنها شفرة بأن يزيدوا حرفا فى أول الكلمة وآخر فى أخرها، معتقدين أنهم يتكلمون بشفرة معقدة تضاهى شفرة موريس، مع أنهم يشبهون الذى يغمض عينيه ويعتقد أن العالم لا يراه لأنه لا يرى أحد.

وماذا عن العامية وتأثيرها على اللغة العربية؟ سأكتب عنها فهي الأوسع انتشارا وتداولا، ويطلق الناس عليها اللغة المصرية، وليست اللهجة. ولكن هل أكتب عنها بلغة عربية فصحى؟ أم أكتب بالعامية؟ وكيف أعبر عن العامية بالفصحى؟ وهل سيكون المقال رصينا بالعامية؟!

وجدتها سأكتب بالعامية والفصحى معا، فهى طريقة منتشرة للكتابة وقريبة من الشباب، واستخدمها كتاب كبار– فماجتش عليّ أنا كمان، فالعربية مثل السيارة- والعربية هنا هي اللغة وليس مرادفا للسيارة؛ مثل الأغنية الشهيرة لمغنى مشهور استخدم بها مترادفات فى نفس المطلع- تستوعب الكثير من الركاب، ولكن من يمسك بعجلة قيادتها!! - هل استخدم كلمة "مِقود أم عجلة القيادة أم دريكسيون"، ما هذه الحيرة؟!!

حلينا مشكلة طريقة الكتابة، وبقيت مشكلة ماذا أكتب عن العامية.. وما الهدف من الكتابة عنها، هل أكتب عن كلمات فصيحة تغيرت إلى عامية؟! لا، هذا ليس بجديد، بل هو الطبيعى لهذا سميت عامية لأنها لا تلتزم بقواعد النحو والنطق الصحيح، وهذا في كل لغات العالم، أم أكتب عن طغيانها على العربية الفصحى، وهو ما نراه على صفحات الفيس بوك وتويتر...وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعى.

كما أن للعامية لهجات عديدة، وسببها اختلافها توارثها من لهجات اللغة القبطية، والتى من أشهرها البحيرية والصعيدية، وهما اللهجتان الأشهر في مصر إلى الآن يستخدمهم العوام مع تحريف البحيرية إلى "بحراوى"، فالكلمات التي تبدأ بحرف قاف، تُقلب القاف ألِفْا فى البحراوى، بينما تُقلب في الصعيدية "جِيما"، ولتقيسيوها على كلمة قميض.

عرضت هذه الأفكار على صديق من متخصصي اللغة العربية نلقبه "بالهمزاني"؛ لأننا لو وضعنا همزة في غير موضعها أو أخطأنا في رسم كلمة بإعرابها الصحيح، يُشعرنا أننا ارتكبنا خطيئة أو فاحشة تستوجب الرجم، فقال لى ببساطة:

 "اللغة العربية أعظم مما تظن، فهى لغة القرآن الكريم، صحيح أن بعض الناس يخلطون اللغة بالقرآن عندما قال الله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، لأن القرآن نزل باللغة العربية، وبهذا تظل اللغة محفوظة، ولكن يشوب هذه المقولة شائبة أن المسلمين غير الناطقين بالعربية، قد يحفظون القرآن أو يقرءونه؛ لكنهم لا يفقهون شيئا آخر في اللغة العربية، ويستعينون بالمترجمات لفهم تفسير القرآن الكريم".

وأضاف "أنها لغة متطورة وتستوعب العديد من الكلمات الأجنبية، والتى يضع مجمع اللغة العربية لها شروطا مثل: أنها تقبل التصريف...إلخ. ثم تأتى ببساطة وتريد أن تخلط العامية بالفصحى.. أأنت مخبول؟

لملمت أوراقي وقلت له: "ماجتش عليّ أنا.. وكل سنة وأنتم طيبين بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية".


محمد إمام

محمد إمام

راسل المحرر @