الرقص والفنون الشعبية بين خلط المفاهيم وتراثية الأداء

الرقص والفنون الشعبية بين خلط المفاهيم وتراثية الأداء

اخر تحديث في 9/28/2019 6:46:00 PM

 محمد إمام
 الأقصر، أسوان، قنا، المنيا، الحرية، بالإسكندرية، الإسماعيلية، الشرقية، العريش" مواقع ثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة لديها فرق متميزة للفنون الشعبية؛ تعبر كل واحدة منها عن تراث محافظتها، وقد شاركت في العديد من المهرجانات بأوروبا وآسيا وأمريكا وأفريقيا.. إضافة إلى الإسهام في المهرجانات المصرية للفنون الشعبية مثل مهرجان أسوان للفنون والآداب والمعروف باسم "مهرجان تعامد الشمس" بنسختيه الدولية والمحلية، ومهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية، بجانب مشاركات فرق من مختلف دول العالم. 
يصاحب الرقص نغمات إيقاعية تحدد المسارات، ووفقًا لما يعرف بجغرافيا الرقص الشعبي فالرقصات التي تنتشر في مصر تختلف عن الجزيرة العربية وتختلف عن امتدادها الأفريقي، ويعرف الأفارقة وبالتبعية المصريون بعشقهم للرقص، فبمجرد سماعهم للموسيقى تهتز أجسادهم على حسب نغماتها وكأنها جزء من تكوينهم الإنساني. وتنتشر مقاطع الفيديو التي تمثل الأفارقة يرقصون في الملاعب والشوارع وحتى عند ذهابهم للحج بمكة المكرمة والتي قد تمثل فنونهم الشعبية.
عادة ما يحدث الخلط بين الفنون الشعبية والرقص الشعبى، بيد أن الفنون الشعبية تعبر عن تراث وتخضع لقواعد فنية دقيقة وحركات إيقاعية محسوبة، تقوم به عدد من الفرق الفنية مثل فرق الهيئة العامة لقصور الثقافة وفرقة رضا، أما الرقص الشعبي فتشتهر به "العوالم والغوازي وراقصات الأفراح الشعبية.


تاريخ الفنون الشعبية


يعود تاريخ الفنون الشعبية إلى العصر المصري القديم، حيث ظهرت فرق الراقصات في عدة مناظر منها المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت بمعابد الكرنك، ومناظر أخرى لهم في عيد الأوبت. وفى العصر المسيحي توجد أقمشة عليها صور لرقصات قديمة يشترك فيها الصبية والنساء. ونلاحظ دائما أن هذه الفرق ليس بها اختلاط ففرق النساء منفصلة تماما عن فرق الرجال.
 وقد تطورت هذه الفرق في العصر الحديث وضمت راقصين من الجنسين؛ و رغم هذا التطور إلا أن هناك بعض الرقصات التي تفرض خصوصيتها فلا تؤدى إلا منفردة، فرقصة التحطيب يؤديها الرجال فقط أما رقصة "غوازى الأفراح" فتؤديها النساء فقط.
 وقد بدأ كسر هذه القواعد منذ مدة قصيرة، فظهر ما يعرف بالتحطيب المعاصر وفيه يشترك الرجال والنساء في لعبة التحطيب، ويحاول أصحابها توثيقها في منظمة اليونسكو على غرار لعبة التحطيب. 


الرقص الشعبى

أما الرقص الشعبي فقد كان يمارس في نطاق ضيق في الاحتفالات وداخل البيوت، ثم بدأ ينتشر في بعض الأفراح الأرستقراطية، وامتد فيما بعد إلى الأفراح الشعبية وأصبح علنيًّا. ومع تدهور الأحوال ووصمه بالعار وأصبح وسيلة لإثارة الحواس والشهوات واتصف بالعرى، وهو ما يتنافى مع تقاليد المجتمع. 
وأصبح الرقص حرفة ينظر الناس لأصحابها "الراقصات" بشكل دوني، ويستنكرون التعامل معهم في العلن، إلا أن بعض هؤلاء لا يستنكر رقص ضيوف حفلات الزفاف في الأفراح، فتختلف النظرة لأن هذا فرح وهذه هي طريقة التعبير عنه! 
ومع انتشار الأفلام السينمائية التي تعتمد في حبكتها على الراقصة وتوافد راقصات من شرق أوروبا إلى مصر، تغير الحال كثيرا وبدأ ما يمكن أن نطلق عليه عصر الاحتراف. فبدأت تنتشر مدارس لتعليم الرقص الشرقي على يد أوروبيات.. كما ظهرت مدارس لتعليم الرقص الشرقي للرجال.
ولصعوبة تقبل المجتمع استحدث الناس رقصات أخرى تسمى "التشكيل" وهو الرقص على أغاني المهرجانات والذى بدأ به الشباب تقليدا لرقصات "الهيب هوب" ثم انضمت له الفتيات فأصبح سمة عامة لبعض شرائح المجتمع بما يدفعنا للسعى نحو الدراسات الجادة والمتعمقة نحو هذا التوجه رغم ما نمتلكه من تراث فنى شعبى مؤثر.

شاهد بالصور


محمد إمام

محمد إمام

راسل المحرر @