الدمج الثقافي.. أن نزرع بذور القوة

الدمج الثقافي.. أن نزرع بذور القوة

اخر تحديث في 11/10/2019 12:00:00 PM

نهال مرسي

"أن نزرع بذور القوة في أطفالنا أسهل من أن نداوي رجالا محطمين".. مبدأ تربوي نصح به الكاتب والصحافي الأمريكي فريدريك دوجلاس.

على مدار عام كامل تنفذ الهيئة العامة لقصور الثقافة مشروع الدمج الثقافي لأطفال القاهرة وأطفال المحافظات الحدودية، وهو مشروع يهدف لإحداث تبادل ثقافي بين أطفال مصر في كل أرجائها لتحقيق عدة أهداف أهمها التثقيف والتوعية الأثرية وتنمية القدرات المهارية الفنية والإبداعية وتعزيز قيم الانتماء للوطن والفخر بأمجاده والتطلع لمستقبل أفضل.

أطفال من أعمار مختلفة ومحافظات حدودية تمثل ثقافات متنوعة تعكس ثراء الثقافة المصرية الأم بكل مكوناتها وأصالتها.. أنامل صغيرة تحلم وتحلم وتحلم.

في سؤال وجواب نوضح لك عزيزي القاريء كواليس هذا المشروع المهم.

 

لماذا أطفال المحافظات الحدودية دون غيرها؟

 

 

وقع الاختيار على أطفال المحافظات الحدودية مع أطفال القاهرة سعيا لتثقيفهم وتنمية مهاراتهم وخلق جيل مثقف واع بمفردات وطنه ويتم هذا بالزيارات الميدانية والجولات التثقيفية للأماكن الأثرية والتاريخية بما تتخلله من ورش الحكي عن تاريخ هذه الأماكن والورش الفنية والحرفية الأخرى.

 

متى بدأ المشروع؟

 

 

بدأ مشروع الدمج الثقافي فى سبتمبر من العام الماضي واستهدف في أولى مراحله 60 طفلا من محافظة البحر الأحمر في حلايب وشلاتين وأبي رماد إضافة إلى أطفال القاهرة، والأسبوع الثاني استهدف 70 طفلا من محافظتي شمال سيناء والقاهرة، أما الثالث فخصص لـ 69 طفلا من مطروح والقاهرة، وضم الرابع 85 طفلا من الوادي الجديد والقاهرة، والخامس 85 طفلا من جنوب سيناء والقاهرة، وأخيرا تم استضافة 90 طفلا من أسوان والقاهرة في المرحلة الأولى من الأسبوع السادس، وتستعد الهيئة غدا الثلاثاء للمرحلة الثانية من الأسبوع نفسه لأطفال أسوان والقاهرة.

 

ماهي أماكن الزيارات والجولات التثقيفية؟

 

 

 يشمل برنامج الجولات الميدانية على زيارات تثقيفية صباحا لزيارة المعالم الأثرية والتاريخية يتخللها ورش حكي لتاريخ هذه الأماكن وأصل حكاية كل مكان يقدمها مشرفون متخصصون في الآثار المصرية بعصورها المختلفة مصرية قديمة كانت أو إسلامية وقبطية وغيرها.

من أهم تلك الأماكن مجمع الأديان، مسجد عمرو بن العاص، أهرام الجيزة وأبو الهول، هرم زوسر المدرج، المتحف المصري، متحف الفن الإسلامي، متحف الفن الحديث، مقياس النيل، قصر المانسترلي وقصر محمد على بالمنيل، شارع المعز وأسبلته، بيت السحيمي، بيت عثمان كتخدا، قصر الأمير بشتك، وأبواب القاهرة الفاطمية. 

وتتضمن الزيارات مركز الطفل للحضارة والإبداع وتفقد متحف الزراعة والري به، متحف الفضاء والفلك، نقابة الصحفيين، نادي نقابة المهندسين، حديقة الأزهر، عروض فنية بالسيرك القومي وغيرها.

 

ماذا عن باقي فعاليات الأسابيع؟

 

 

من الفعاليات التى طرأت على المرحلة الثانية لمشروع الدمج الحلقات البحثية التي تناقش أهم قضايا الطفل ومنها "ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، الثقافة المصرية الإفريقية من التهميش إلى الاندماج".

بالإضافة لورشة حكي عن السد العالى وأسباب بنائه والنتائج المترتبة على ذلك، وأخرى لصون التراث غير المادي وألعاب شعبية لتعريف الأطفال بأصل تلك الألعاب والطرق السليمة لممارستها.

 

رسم وتلوين وحرف.. وماذا أيضا؟

 

 

يصاحب الجولات التثقيفية ورش فنية من وحي المكان يقدمها فنانون مبدعون ليسجل الأطفال بأناملهم انطباعاتهم عن الزيارة والمعلومات التى علقت بأذهانهم وهذا يعكس العصف الذهني الذى يقوم به الفنانون التشكيليون لتوثيق الزيارة.

تختلف وتتنوع الورش الفنية وفقاً لرؤية كل فنان في استخدام خامات مختلفة أو استخدام خامات نمطية ولكن بطريقة مختلفة ومن أبرز تلك الورش جداريات من القماش وأخرى على الناصبيان تسجل انطباع الأطفال عن الزيارات، لوحات فنية بالباستيل والفلوماستر على الكانسون، وأخرى على أوراق الصنفرة، مجسمات من الناصبيان، إلى جانب أعمال خزفية بالطين الأسوانى والصلصال الملون، وحدات إضاءة معاصرة، أشغال من النسيج، طباعة، رسم بالعزل، رسم بالرمال الملونة وتشكيل بالورق بالإضافة لمجلات ومطويات عن تاريخ مصر وأشهر العادات والتقاليد  لكل محافظة، مصر مهد الديانات وغيرها.

بينما الحرف البيئية منها ورش الحلي، الخيامية، الطرق على المعادن وأخرى للحفر على الخشب.

 

وماذا عن حفل الختام؟

 

 

يختتم الأسبوع بحفل فني لتدشين نتاج الورش الفنية ومنها عرض فيلم نتاج ورشة الرسوم المتحركة وعرض مسرحي لورشة تصنيع العرائس و آخر للمسرح الأسود التي قدمها للأطفال طوال الأسبوع فنانو الإدارة، إضافة إلى عرض فيلم وثائقي  لأنشطة وفعاليات الأسبوع وآراء المشرفين والأطفال وانطباعاتهم وأهم ما استفادوه من التجربة.

فما أجمل أن نلمح سعادة أطفالنا بأعمالهم الفنية المبهجة التي صاغتها أناملهم الصغيرة! أنامل ترسم أملًا لمستقبل أكثر إشراقًا لوطن رسّخ بفنه وحكمته وعلمه أصل حضارة الإنسان.


نهال مرسى

نهال مرسى

راسل المحرر @