الرواية وتاريخ مصر وكبار المفكرين... أبرز قراءات الشباب بمعرض الكتاب

الرواية وتاريخ مصر وكبار المفكرين... أبرز قراءات الشباب بمعرض الكتاب

اخر تحديث في 2/16/2019 3:58:00 AM

 

تحقيق/ أحمد سليمان

شهدت دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الخمسين، زخمًا كبيرًا، وإقبالًا لم يكن متوقعًا قبل بدايته، خصوصًا مع التوجس من فكرة بعد المسافة، وتأثير ذلك ومردوده على دور النشر المختلفة.

ورغم هذه التخوفات كان اللافت للنظر، تلك الكثافة الشبابية من رواد المعرض، الذين أقبلوا من كل صوبٍ وحدب على دور النشر المختلفة بالمعرض، فما الذي  يقرأ هؤلاء الشباب؟ وما الذي يهتم به القارئ المصري بوجه عام؟ هذا ما نحاول رصده ومعرفته في التحقيق التالي.

 

 

التاريخ في دائرة الاهتمام

في البداية تؤكد نانسي سمير، مسئول الإعلام والعلاقات العامة بالمعرض، أن أجنحة المعرض شهدت إقبالا كبيرا من الشباب، مشيرة للاهتمام الكبير بكتب العلوم الإنسانية والروايات من الرواد بوجه عام، والتي تصدرت مبيعات الهيئة العامة للكتاب، كما اتسعت دائرة اهتمامات الشباب هذا العام، حتى أن بعض كتب الشعر التي صدرت مع اليوبيل الذهبي للمعرض نفدت بالكامل، كما دخلت كتب التاريخ والسياسة دائرة اهتمام الشباب.

 

ذاكرة الكتابة والذخائر ومئوية ثورة 19

ويشير سيد شعراوي مسئول تسويق بجناح الهيئة العامة لقصور الثقافة، إلى أن نسبة الإقبال على جناح الهيئة، كانت كبيرة جدا، نظرا لأسعار إصداراتها التي تتراوح من جنيه إلى 22 جنيهًا، ويوميا كانت الرفوف تنفد من حجم الإقبال، وأقبل الشباب على كتب ذاكرة الكتابة وإصدارات مئوية ثورة 19 وإصدارات الذخائر كالأصمعيات والمفضليات وكذا الإلياذة والأوديسة وكليلة ودمنة والروايات.. فيما أقبل الكبار على روائع المسرح العالمي بخلاف كتب الذخائر وذاكرة الكتابة وغيرها.

 

أحمد خالد توفيق ومصطفى محمود والأدب الساخر

بينما يقول محمود أبو العلا "تسويق مكتبات روزاليوسف": قدمنا هذا العام عرضا للإصدارات القديمة لروز اليوسف، وكانت بعض روايات أحمد خالد توفيق الأكثر مبيعا، خصوصًا بعد وفاته التي أحدثت جدلا واقعيا وافتراضيا، فزاد البحث عنه  وعن نتاجه الفكري والأدبي، كما اتجه الشباب من سن 17 إلى 28 عامًا، للأدب الساخر، وكتب أنيس منصور.

ويؤكد خالد عبد السميع عبد الغفار مدير إدارة المتابعة بأخبار اليوم،أن الإقبال كان كبيرًا من الشباب على كتب الدكتور مصطفى محمود، وأيضًا على الروايات والكتب السياسية التي بدأت الأجيال الجديدة تتداولها، حيث كنت ألاحظ استهدافهم كتبًا معينة من قبل، أما الآن لاحظت التوجه إلى جميع أنواع الكتب، وفي المجالات السياسية لم تختلف نوعية القارئ عن ذي قبل، لكن نسبة الشباب زادت قليلا في القراءة.

ويشير مدير وكالة الأهرام للتوزيع، لاختلاف توجهات القراء عن السنوات السابقة، واتجه الشباب إلى كتب التاريخ، وهذا أمرٌ جديد، حيث كانت كتب التاريخ في السابق تُسحب عن طريق الجامعات وكبار السن، لكن اكتشفنا أن الشباب أصبح يبحث عن كتب التاريخ خصوصًا التاريخ المصري ليفهموا الأحداث الحالية والسابقة، ونحن في وكالة الأهرام حاولنا التخفيف من الأسعار لكي تتماشى مع أسعار السوق، وكذلك كان هناك إقبال على الكتب العلمية الخاصة بالباحثين أو الطلبة والكتب الأجنبية أيضا كان عليها إقبال جيد.

 

"شخصية مصر" جمال حمدان

وأكد أشرف عاشور مدير إدارة التوزيع بدار الهلال أن التوجه هذا العام كان مختلفًا جدا، ونوعية القارئ كانت مختلفة أيضًا عن المعرض في مدينة نصر، مشيرًا إلى اهتمام الشباب بكتاب "شخصية مصر" للمؤرخ الكبير الراحل جمال حمدان، وكانت تلك مفاجأة كبيرة، فقد اعتدت على أن السياسين الكبار والمفكرين هم الذين يقبلون على "شخصية مصر" لكني فوجئت بشاب عمره 18عامًا يقرأ لجمال حمدان، وهذه نوعية من الكتب تحتاج عقلية واعية، وهذا الأمر أول مرة أصادفه في المعرض، كما كان الإقبال على جميع أنواع الكتب الموجودة والتاريخ المصري بشكل خاص، وكان ذلك مبهجًا جدا ومفاجئًا.

 

حظوظ الشعر قليلة أمام روايات الرعب والرومانسية

أما سعد الكردي مدير جناح دار فصلة في المعرض، فيقول لم يكن لنا خطى واضحة، نحن نطبع أي أنواع من الكتب، لكن نحاول التقليل من الشعر لأنه غير مطلوب كثيرا في السوق، وعن توجه الشباب في المعرض يقول هناك توجهات لعلم النفس والفلسفة والروايات وأغلبية الروايات التي تتشكل بين الرعب والرومانسية.

ويقول قاسم فراس "دار رواد للنشر" من سوريا، إن كتب الأطفال والروايات بشكل عام وكتب التربية والكتب الدينية، كان عليها إقبال ملحوظ، بينما يقول مسئول جناج "دار التكوين.. سوريا" التي تأسست عام 2000 وتشارك في المعرض منذ 14عامًا تقريباً، إن الدار تختص بنشر الكتب الفلسفية والروايات المترجمة العالمية والتأليف العربي والميثولوجيا، ولايزال  الإقبال على الشعر العربي بطيئًا، مقارنة بالشعر المترجم، وللدار أشعار مترجمة من اللغة اليابانية والإنجليزية، والإقبال على الشعر عمومًا أقل من الرواية.

ويشير مسئول المكتبة الشرقية "لبنان" طوني عبود، إلى أن كتب الأطفال كانت الأكثر اهتماما من الروايات بسبب اهتمام الأهل بطفلهم، وثقافته هناك نسبة قراءة عالية هذه السنة، ونسبة الشراء أفضل من العام الماضي.

 

أجنحة من السودان وسوريا والعراق

ومن جنوب السودان تؤكد جاتا ويلو مسئول دار رفيقي، أن الدار مهتمة بكتب الثقافة عامة، وأن الأدب والشعر والروايات والتاريخ الكتب الأكثر مبيعا، فمعظم الناس يتجهون لمعرفة الأدب في جنوب السودان، وعن توجه بعض الكتاب في جنوب السودان لطباعة كتبهم في مصر تقول إن حركة البيع في جنوب السودان عالية، وأنا سأضرب لك مثلا بكاتبة سودانية يوم التدشين باعت 900 نسخة لكن هي محاولة للانفتاح على العالم الخارجي.

يقول مدير دار "نينوة" من سوريا: نشارك منذ أكثر من 19 عامًا في معرض الكتاب بالقاهرة وهو من أهم المعارض الدولية بالنسبة للدار، فنحن نشارك بـ 160 إصدارًا، والتوجه لدينا دراسات النقد الأدبي والدراسات الصوفية والأديان، ويؤكد أن القارئ المصري يعرف الدار وهي هدف لكل طالب دكتوراة وماجستير في مجال النقد، كما أن أي مهتم بالتصوف يزور الدار، وكان لدينا إقبال كبير هذه السنة على كتاب عقود الجوكان في المعاني والبيان للإمام السيوطي، وشرح مواقع النجوم لابن عربي وكتب جلال الدين الرومي وابن الفارض.

أما حسام ابراهيم مدير منشورات الجمل من العراق، فيشير إلى أن الدار تهتم بالروايات المترجمة والأدب العالمي والفلسفة، وأن الكتب الأكثر اهتمامًا من القارئ المصري هي الروايات المترجمة، وأن حركة القراءة للشعر في مصر قليلة جدًا وفي الوطن العربي ككل.

 

شاهد بالصور


أحمد سليمان

أحمد سليمان

راسل المحرر @