المأثور الشعبى فى السينما الروائية.. الفتوة نموذجًا 

المأثور الشعبى فى السينما الروائية.. الفتوة نموذجًا 

اخر تحديث في 1/26/2019 4:53:00 PM

محمد إبراهيم 

 

من أهم وظائف دراسات المأثور الشعبى إلقاء الضوء على المراحل التاريخية السابقة من حياة الثقافة والمجتمع، حيث إن دراسة الفولكلور للتاريخ الثقافي لمجتمع من المجتمعات هي المدخل والمقدمة التي لا غنى عنها فى فهم الثقافة الحالية والبناء الاجتماعي القائم، كذلك البعد الزمانى لتطور ثقافة المجتمعات وأبعاد أخرى كالبعد النفسى ومدى تأثره بعوامل التطور والتغيرات الفردية التى تؤثر فى الجماعة الشعبية فيه فيرى المراحل التي اجتازتها الأشكال الثقافية والاجتماعية الماثلة أمامه، ومن خلاله يفهم مدلولات كثير من الممارسات والمواقف والعلاقات والعمليات فإن دراسة الفولكلور- خاصة في الجانب التاريخي منها - هي أكبر عون يمكن أن يساعد دارس الثقافة والمجتمع.

 

وفي ورقته البحثية "العلاقة بين المأثورات الشعبية والسينما المصرية الروائية " سعى الباحث حسين على عبد اللطيف تطبيق هذه الرؤية ضمن أبحاث المؤتمر العلمى لأطلس المأثورات الشعبية، مطبقاً أطروحته على فيلم الفتوة لرائد الواقعية المصرية المخرج صلاح أبوسيف الذى تم إنتاجه سنة 1957م كونه واصفًا للحالة الاجتماعية موضحًا ممارساته لتلك الفترة التى تمثل سجلاً راصدا للمأثورات الشعبية لا غنى عنه للعودة إلى الثقافة الشعبية من خلال نوافذ مرئية هى الأدق لتوثيق المأثور الشعبى فى حالة تجميلية أو انتقائية.

 

 تتلخص أحداث الفيلم فى وصول هريدي إلى السوق، باحثًا عن قوته، ويرضى بأى عمل مُتحملًا المذلة فى سبيل كسب القليل، حيث يقابل الشخصية المحورية فى الفيلم "أبو زيد "، وبمساعدة بعض التجار الشرفاء يسعى هريدى وزوجته للخروج من دائرة احتكار أبو زيد الذى يعمل لديه هريدى ويصبح قريبًا منه ليعرف أسراره، ليتمكن منه ويقضى على احتكاره للسوق، إلا أن أبو زيد ينتبه لمحاولة هريدى ويحاول قتله فى ليلة زفافة، فينجو هريدي، ويقرر أن يصبح ندًا لأبو زيد فى السوق، وبعد دخول أبو زيد السجن، يتغول هريدي إلى أن يحول لأبو زيد أخر،  وبعد خروج أبوزيد من السجن يلتقى الاثنان في معركة ويموت فيها أبو زيد فى الثلاجة وينجو هريدى، يصف لنا الفيلم حالة السوق وأهم العادات المٌتبعة فى البيع والشراء وعرض أهم الأزياء الشعبية بما يتفق مع طبيعة المنطقة الثقافية المُشار إليها كذلك الحُلى وطريقة اللهجات صاحبة المكان الأصلى والوافدة من القرى والريف.

 

 لذا تُعد السينما الهادفة مصدرا موثقاً لتاريخ الثقافة الشعبية لتسجيل العادات والمعتقدات والمعارف والممارسات الشعبية العديدة كذلك الفنون والدراما الشعبية في فترة زمنية محددة، كما تُبرز أهم السمات النوعية للمجتمعات المتداخلة فى نطاق "السوق".


محرر عام

محرر عام

راسل المحرر @